تصاعدت أعداد اللاجئين السوريين، وتحولت إلى أزمة حقيقية وأصبحت من المخلفات السامة التى تركتها الحرب الأهلية السورية وأصدرت الأممالمتحدة مؤخراً تقريراً دولياً مرعباً ذكرت فية أن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى أكثر من مليونى لاجئ، كما ذكر التقرير الذى أصدرته مفوضية الأممالمتحدة للاجئين، أنه منذ بداية هذا العام بلغ عدد المدنيين السوريين الذين فروا من منازلهم إلى 400 ألف لاجئ نصفهم من الأطفال تحت سن ال 11 عاما وكثيراً منهم يعانون من الصدمات النفسية، حيث بلغ مجموعهم هذا العام أكثر من مليون شخص، وعدد منهم يقدم الآن التماسات للأمم المتحدة من أجل اللجوء فى البلدان المجاورة. وحذر مفوضو الأممالمتحدة للاجئين السوريين، من مخاطر وقوع انفجار سورى بالشرق الأوسط إذا لم تكن هناك نهاية للصراع السياسى بسوريا والذى امتد لخارج حدودها، وأكدوا أن ما يحدث غير مبشر بأى خير فى الفترة القادمة وأن الوضع فى سوريا مأساة لابد أن تنتهى قريباً، فالأمر أصبح كالبؤرة التى تتسع يوماً بعد يوم لابتلاع الدول العربية الأخرى بداخلها، وهناك توقعات مؤكدة بأن يتضاعف عدد اللاجئين السوريين ثلاث مرات بحلول نهاية عام 2013 الحالى، فى حال استمر الحال فى بلدهم على ما هو عليه دون الوصول إلى حل للصراع. كما أضاف رئيس وكالة الأممالمتحدة للاجئين أن أعداد اللاجئين السوريين بالأردن الآن فى تزايد حيث أصبحوا يشكلون مليونية ازدادت بعدد المدنيين الفارين من الحرب الأهلية السورية ، كما أن السوريين بدأوا يتدفقون إلى خارج بلادهم منذ ما يقرب من عام بعد أن بدأ الرئيس السورى بشار الأسد فى إطلاق نيرانه على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية اقتداء بانتفاضات الربيع العربى الأخرى التى لم ينال منها السوريون إلا الحروب الأهلية وخلق الصراع الطائفى بين المتمردين وقوات الجيش السورى والميليشيات السورية. وأضاف المفوض العام لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيرس فى مؤتمر صحفى عقد مؤخراً بأنقرة أنه يمكن حل مشكلة اللاجئين السوريين فلدينا حل سياسى ولكن يجب أن نكون مستعدين فى الفترة القادمة لتيار قوى جدا سيؤدى إلى زيادة اعداد الفارين منهم فى لبنان والأدرن وتركيا والعراق ومصر وجزء من شمال أفريقيا وأوروبا، من بينهم مليونا من بين 22 مليون لاجئ سورى فى المخيمات التركية. يذكر أن مصادر عسكرية تركية أكدت أن بشار الأسد لا يفكر إلا فى بسط سيطرته وحكمه على أكبر جزء ممكن من سوريا بدعم من الإرهابيين بأكبر المدن السورية والأراضى الريفية التى بها، كما أن الأسد يقوم الآن بمحاولات للسيطرة على أكثر من 75% من الأراضى السورية من بينها أراضى الحدود السورية مع تركيا بمساعدة رجال تنظيم القاعدة، فالمخيمات التركية على الحدود السورية تضم العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، وهذا ما جعل الأسد يوجه اتهامات لرئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان بأنه يخطط ليصبح له مزيد من السلطات داخل سوريا وإحداث تصاعد فى الصراع السورى وجعله أكثر تعقيداً، على أساس أن تركيا ليست دولة عربية ولكنها إحدى الدول الغربية ذات المطامع الكبيرة والمصلحة فى إشعال هذا الصراع، فعلى الرغم من أن هناك وعودًا دولية بمنح اللاجئين السوريين مساعدات تصل إلى 1.5 مليار دولار، التزمت تركيا بإنفاق نحو 700 ألف دولار لبناء ما لا يقل عن 17 مخيما للاجئين السوريين وهناك مخيمات أخرى تحت الإنشاء إلى حين وضع نهاية حاسمة للصراع السورى وانقسام السلطات . لهذا لم يعد اللجوء بالنسبة للسوريين حلاً حقيقياً فهم الآن يعانون من عدم قدرتهم على العيش والحصول على قوت عيشهم إلا بطلب المساعدات من الآخرين، عدد منهم وخاصة اللاجئات يذهبن أمام المساجد لطلب المساعدات حتى يستطعن إعالة أنفسهن وإطعام أطفالهن، وأصبحت الجمعيات الشرعية المصرية غير قادرة على احتوائهن وتوفير احتياجاتهن اليومية كسابق الأمر فأعدادهن أصبحت تزداد يوماً بعد يوم، وكانت أم سورية رفضت الكشف عن هويتها خوفاً على نفسها وعلى أطفالها وحفاظاً على ماء وجهها، فهى لديها أربعة أطفال وتعيش فى مصر دون عائل لها ولأطفالها ولا تجد أمامها وسيلة للعيش إلا بطلب المساعدات من الغير.