المرض والفقر وجهان لعملة واحدة.. عملة نتعامل بها هذه الأيام.. عملة تدعو للخوف.. فالمرض ربنا يكفينا ويكفيكم شره يأتى على الأخضر واليابس.. وخاصة عندما يكون مرضا من الأمراض المستعصية مرضا مزمنا يحتاج إلى علاج طويل فهناك أنواع كثيرة من هذه الأمراض تنتشر مؤخرا بسرعة الصاروخ.. أمراض تصل بصاحبها وبأى إنسان إلى درجة الفقر والحاجة إذا كان فى يده بعض المال فإنه ضائع بلامحالة.. ولكن إذا كان غير متوافر هذا المال وكانت الأسرة فقيرة ودخلها يكفيها بالكاد.. فإن صاحب المرض يكون مقضياَ عليه فى القريب العاجل.. ولكنه سيتعذب كثيرا.. ماذا تفعل هذه الاسرة إذا كان دخلها لا يكفى حتى لقمة العيش.. هذه هى المأساة.. يسرى.. لم يتجاوز العشرين من عمره.. يسير بخطوات ثابتة نحو الرجولة.. نحو المستقبل.. الاب ينظر إليه بحب وعطف ويتمنى بينه وبين نفسه أن يراه رجلا.. يقف بجانبه ويساعده على تحمل مصاريف الأسرة ومصاريف اخته وأخويه الأصغر منه فهو الابن البكرى الذى طالما اشتاق إليه هو وزوجته.. ولم يبخل الله عليه به شاهده وهو مازال قطعة لحم أحمر ينام فى حضن أمه.. شاهده وهو يحبو على الأرض.. شاهده و هو يخطو أولى خطواته نحو المستقبل.. شاهده صبيا يلعب مع أولاد الأهل والجيران.. يجرى ويمرح كأنه عصفور من عصافير الجنة.. شاهده وهو يلبس زى المدرسة ويحمل حقيبته ويتجه نحو المدرسة.. شاهده وهو يستذكر دروسه.. شاهده وهو مريض يحتاج إلى دواء يخفف عنه مرضه.. شاهده وهو يحنو على أمه ويربت على كتفها تعوّد أن يسمع صوته وهو قادم من بعيد يضحك ويتكلم مع الجميع ويشع حيوية وحركة لا تهدأ إلا بعد ان ينام ويفاجأ الاب عند دخوله هذه الليلة إلى المسكن باختفاء الصوت الذى كان يرن.. ويجلجل داخل المنزل.. ويتساءل وتخبره الأم بأن درجة حرارته مرتفعة ويرقد فى فراشه.. يدخل عليه وينظر إلى وجهه ويشعر بانقباض فى صدره.. ما هذا لونه أصفر وعيناه زائغتان ويحمله الاب إلى الطبيب الذى يطمئنه فهو مصاب بنزلة برد وسرعان ما يكون بخير وعلى ما يرام ولكن الأيام تمر.. «ويسرى» عاجز عن الحركة والآلام تفتك به ويعود الأب إلى الطبيب الذى طلب إجراء تحاليل.. كما طلب فحوصات كثيرة جعلت الأب يرتبك ويدخل الخوف قلبه.. اصطحب ابنه وقام بإجراء جميع التحاليل والفحوصات التى طلبها الطبيب والتى قصمت ظهر الأب الذى اضطر إلى الاستدانة من أجل ابنه وكانت المفاجأة التى ليس بعدها ولا قبلها مفاجأة.. أن «يسرى» زهرة البيت مصاب بسرطان دم حاد وكانت للصدمة وقعها المؤلم على البيت كله خاصة الاب والأم فهو الابن الحبيب ولكن هذا أمرالله وقضاؤه الذى لارادله.. حوّله الطبيب إلى مستشفى 57357 ليتم علاجه ودخل الابن المستشفى وتحمّل الاب الكثير من المصاريف لعلاجه ومصاريف الانتقال من قريته فى احدى محافظات شرق الدلتا إلى المستشفى والعكس ولكن الاب لايجد المصاريف فكل دخله 294 جنيها معاشه التأمينى خرج يبحث عن أى عمل ليغطى تكاليف علاج الابن ومصاريف الأسرة ولكنه لا يجد فهو يعمل ارزقيا يعيش اليوم بيومه واضطر إلى مد يده لمن حوله ولكن إلى متى، سبع سنوات من العذاب ومداليد واضطرت الام إلى ارسال خطاب لنا تطلب المساعده فهل تجد هذه الاسرة من يساعدها ويقف بجانبها.. من يرد فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.