المشهد السياسى فى مصر لا يعرف نهايته إلا الله سبحانه وتعالى.. ولذلك لا بد أن نبحث عن المستفيد من اشتعال الموقف وتأزمه المستمر.. التحليلات السياسية تقول إن هناك خارجية ودولية واقليمية وعربية تريد أن تركع مصر وأن تنشغل بمشاكلها الداخليه وبالتالى لا تستطيع أن ترفع رأسها ولا أن تقوم بدورها التاريخى والأقليمى بحكم موقعها الجغرافى.. وأن تفقد مصر أى تأثير على محيطها العربى الذى كانت مصر فيه دوله قائدة ورائدة فى المنطقة.. وبنهاية وضعف مصر يصيب الوهن العالم العربى.. البعض الآخر يقول إن المشهد السياسى فى مصر دليل على مؤامرة دولية لتقسيم المنطقة واضعافها وخلق صراع داخل المنطقة بين المذهب السنى والمذهب الشيعى يستمر عشرات السنوات.. البعض الآخر يقول إن هناك ردة حضارية بأيدينا نحن المصريين لنعود ببلادنا إلى عصر الظلام والجهل ويصبح الصراع طائفياً وأيدولوجياً تسيل فيه بحور الدماء ويذهب آلاف الضحايا من كل الأطراف.. ولأن الدم حرام فى شريعتنا.. فالمشهد يقول إنه مرشح لأن يكون عنوان المرحلة القادمة مع عظيم الأسف.. بعد أن طمست العقول والقلوب وأصبح كل فريق ينظر لمصلحته الضيقة على حساب مصالح الوطن العليا ولأننا للأسف لا نقرأ ولا نكتب ولا نستوعب التاريخ ودروسه المتكررة.. التى يتكرر فيها هذا المشهد فى عصور مختلفة وكانت النتيجة الفوضى... ولأننا لا نستوعب التاريخ القديم والحديث فلم نستوعب ما ذكرته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق عن الفوضى الخلاقة.. ولم نستوعب حجم المؤامرة على العرب والمسلمين لصالح اسرائيل وهى المستفيد مما يحدث فى مصر والعالم العربى.. وبكل سخرية يتحدثون الآن فى الغرب وأمريكا عن ثورات الربيع العربى.. بعد أن عبثت وضربت أصابع اسرائيل وأمريكا من ثورات الربيع العربى.. فى المنطقة الحيوية التى تمثل شريان الحياه لهم لموقعها الإستراتيجى وثرواتها النفطية.. ولأن المثل يقول « أكلت يوم أكل الثور الأبيض» وهذه كانت البدايه عندما انهارت العراق.. ولأننى لا اعتبر صناعة التاريخ مؤامرة كاملة ولكن جزءاً منه يصنع بالمؤامرة التى تتم بأيدينا.. فأنا أسترجع القول المأثور والذى يعبر عن المشهد المصرى العربى « عندما تتقاتل الذئاب لا تفض الشجار بينها.. ليأمن الراعى على غنمه».. واضيف من عندى بل إرم بينهم عظمة ليشتعل الصراع.. وهذا هو الحادث الآن.. فاقتتالنا رحمة لمن يشعلون الموقف.. ونحن نعلم هذا ونشعل فى أنفسنا النار.. لأننا أمة لا تقرأ التاريخ.. وإذا قرأته فلا تستوعبه.. ثم نبكى على الفرص الضائعة.. وإذا لم نستوعب ما يحاك لنا الآن قبل غد.. فسنصبح فى خبر كان.. أفيقوا يا أبناء مصر!!