ركز وزراء خارجية الدول الإسلامية فى الاجتماعات التحضيرية للقمة الإسلامية ال12 بالقاهرة على أهمية التعاون الإسلامى لحل الأزمات ومستقبل العمل بالمنظمة. وكان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى أكمل الدين إحسان اوغلو قد وجه الشكر لكل من مصر والسنغال. وتحدث عن أهمية هذه القمة التى تعقد فى مصر برئاستها حيث تأتى فى ظرف دقيق وحرج تمر به أجزاء من العالم الإسلامى واعتبر المرحلة من أدق فترات التاريخ منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. وقال هناك دوافع من الداخل والخارج تؤدى إلى أزمات تعانى منها شعوبنا واعتبر ان التضامن الإسلامى بمعناه الحقيقى الذى عبر عنه ميثاق المنظمة الجديد هو نموذج للتكافل الإسلامى بين الدول حيث يساعد الجميع على الخروج من الأزمات. وأشار إلى أن هذه القمة تكتسب أهمية خاصة لأنها تنعقد وسط تحديات كبيرة تشمل شعوبنا ودولنا ومنطقتنا. التحديات الدائمة للمنظمة و الوضع فى فلسطين وطالب أوغلو الدول الأعضاء بتبنى استراتيجيات واضحة بدعم الدولة الفلسطينية ماليا ورفع الحصار عن غزة مشيرا إلى مناقشة قضية الاستيطان خلال أعمال القمة، وكذلك الوضع فى مالى والساحل الأفريقى. وقال هناك مسار قلقنا جميعا لما يمثله من زعزعة السلام والاستقرار فى المنطقة بأكملها. وأضاف أن المنظمة تدعم الحكومة الانتقالية فى مالى فيما تبذله من جهود لاستراجع مناطق فى إطار حدودها للحفاظ على وحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، فيما أوضح وزير الخارجية محمد عمرو كامل رئيس القمة فى دورتها الحالية أن استضافة مصر للقمة يأتى فى لحظة تاريخية يسعى فيها المصريون إلى بناء دولتهم الجديدة على أسس الحق والعدالة والحرية والديمقراطية بعد ثورة عظيمة أعادت لمصر دورها ومكانتها. وقال إن القمة تنعقد تحت عنوان «العالم الإسلامى: تحديات جديدة وفرص متنامية» وهو ما يدعو الجميع إلى تسليط الضوء على التحديات التى تواجه الجميع فى زمن تزداد فيه بؤر الصراع السياسى اشتعالًا والتحديات الاقتصادية ضراوة ونأمل أن ننجح معًا فى بلورة خطة عمل لتكثيف العمل السياسى وتعزيز التعاون الاقتصادى المُشترك فى مواجهة تلك التحديات. واعتبر الوزير أن القضية الفلسطينية على رأس التحديات التى نواجهها على المستوى السياسى وهى حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط بل العالم أجمع، ومن هنا تبدو أهمية أن تتواكب قراراتنا مع التطورات السريعة والتوسع المحموم فى بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية المُحتلة بما فيها القدسالشرقية والذى زادت وتيرته عقب حصول فلسطين على وضعية الدولة المراقب غير العضو بالأمم المتحدة وانطلاقًا من الالتزام بمساندة الأشقاء الفلسطينيين فى محنتهم فقد خصصت مصر جلسة خاصة فى أعمال القمة ليتداول فيها قادتنا الخيارات المُتاحة لمواجهة سياسات الاستيطان الإسرائيلية والتصدى لمحاولات تهويد القدس المُحتلة وعزلها عن محيطها الفلسطينى. وقال: أتطلع إلى مناقشاتنا المستفيضة حول آليات التعامل مع التحديات الناشئة فى الجوانب التعليمية والثقافة الدينية فى أمتنا الإسلامية وإلى صياغة أفكار مشتركة تُعزز الجهود الرامية إلى تأكيد حقيقة أنه ليس هناك تعارض بين الإسلام ومؤسسات الدولة الحديثة ونبذ الصورة السلبية للدين الإسلامى وللمجتمعات الإسلامية فى خارجها ورفع المعاناة التى تواجهها الجاليات المُسلمة فى دول عديدة جراء تنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا ومظاهر التمييز الأخرى. وأضاف أتطلع إلى العمل معكم لوضع حد للمأساة الإنسانية التى يعيشها الشعب السورى الشقيق جراء مطالبته بالحرية والكرامة والديمقراطية وأثق فى قدرتنا على الخروج بقرارات مُحددة تُلبى تطلعات هذا الشعب العظيم وتحفظ وحدة وسلامة أراضيه ونسيجه الوطنى ومقدساته وتراثه الدينى والثقافى. وأكد عمرو كامل أن الدولة الإسلامية كانت تولى اهتمامًا لعقد المؤتمر الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، والذى كان من المقرر عقده فى 2012 فى فنلندا، فى أسرع وقت ممكن، تنفيذًا لما توافقت عليه الدول أعضاء معاهدة عدم الانتشار النووى خلال مؤتمر مراجعة المعاهدة عام 2010. وأشارإلى أننا نأمل أن نجعل مؤتمرنا هذا نقطة فارقة وعلامة مضيئة فى تاريخ عملنا الإسلامى المشترك وأن نكون على قدر طموحات وتطلعات شعوبنا وأقدر أن تحقيق ذلك يرتبط أيضًا بنجاحنا فى تعزيز أواصر التعاون الاقتصادى وأطر التجارة البينية فيما بين دولنا الأعضاء وتعزيز التعاون العلمى والتكنولوجى بيننا وكذا التعاون فى مجالات الصحة والبيئة والمعلومات والثقافة والتعليم والبحث والابتكار.