جاء الجزء الأخير من سلسلة أفلام باتمان، الذى تكلف 250 مليون دولار، وأخرجه كريستوفر نولان، بعنوان «صحوة فارس الظلام»، مثقلا ومترهلا سواء من حيث زمن العرض (ساعتان و45 دقيقة)، أو من حيث الأفكار التى يناقشها، فبجانب الصراع التقليدى بين الخيروالشر، فإن شخصية باتمان نفسها تأرجحت بين الإنسان العادى المهزوم الذى يعتبر أن أى شخص يمكن أن يكون بطلاً، وبين صفاته الخارقة التى تكاد تقدم معادلاً رمزياً لشخصيات مقدسة تحقق معجزاتها، بدا الفيلم أيضاً تائهاً بين ثورة تريد تطهير مجتمع مدينة جوثام، التى تدور فيها الأحداث، من الفساد، وثورة اجتماعية تريد أن توقظ الأغنياء، وتحلم بإنصاف الفقراء، وإن كان عن طريق انقلاب إرهابى يستخدم قنبلة نووية، وفى الفيلم أيضاً طوفان من الأحداث والحبكات الفرعية التى تفصل بينها تتابعات حركية، يلعب فيها الجرافيك والدوبليرات دور البطولة، على حين لا نجد تميّزاً من أى نوع للنجوم الذين قاموا بأداء الشخصيات من كريستيان بل فى دور باتمان، وجارى أولدمان فى دور مفوض الشرطة، إلى ماريون كوتيارد فى دور ميراندا، وآن هاثاواى فى دور المرأة اللصة سيلينا كايل، وربما كان الوحيد الذى يستحق التنويه هو المخضرم مايكل كين فى دور ألفريد، الذى يمثّل بديل الأب فى حياة باتمان. الحكاية لا تزيد على محاولة شرير الفيلم بن (توم هاردى)، أن يسيطر على مدينة جوثام مستخدماً قنبلة نووية بعد إجراء تحويلات فى مفاعل نووى للطاقة النظيفة يمتلكه رجل الأعمال (بروس وين)، الذى نعرف أنه ليس فى الحقيقة سوى باتمان، هذا هو الخط المحورى فى الفيلم الذى ينطلق الى اتجاهات متعددة سواء فى وصف حالة بروس الذى فقد حبيبته ريتشل، واتهم أيضاً باغتيال هارفى دنت، والأخير مجرم تم تحويله إلى بطل، لأن جوثام، كما يقول مفوض الشرطة، تحتاج إلى بطل، ولذلك يعيش بروس حزيناً مكتئباً، بصحبة ألفريد الذى سرعان ما يتركه، ويتوقف الفيلم أيضاً عند بن خصم باتمان، وهو رجل شرس كان عضواً فى عصابة الظلام ثم طرد منها، وتدخل الى عالم باتمان المرأة القطة، التى تلعبها آن هاثواى، وميرندا عضو مجلس الإدارة لمؤسسة وين وصديقته، والتى سنعرف فى النهاية أنها وراء دفع بن لتدمير جوثام. تتداخل الخطوط والأحداث، لتنتهى بالطبع بقيام باتمان بإنقاذ جوثام عن طريق الخروج بالقنبلة، وتفجيرها فى الماء، وينتهى الفيلم بظهور جديد لباتمان فى فينسيا، ثم التمهيد لدور أكبر لرجل البوليس بليك الذى نكتشف أنه ليس سوى بن صديق باتمان القديم. من عناصر الفيلم المميزة جداً الموسيقى بأصوات الكورال. إنه مجرد فيلم آخر فى السلسلة يستخرج البطولة من قلب الألم، مستخدماً رموزاً دينية واضحة، ولكن وسط الكثير من التفاصيل والثرثرة الدرامية.