الكراهية.. والإحساس بالظلم.. ومصلحة الوطن كيف تجتمع أطراف هذه المعادلة المستحيلة ونطالب بنتيجة يخرج منها سالماً هذا الوطن؟! أن ترفض فصيلاً وصل إلى الحكم بصندوق الانتخابات وأن يشعر المصريون الجانى والمجنى عليه بالظلم، وأن يطلب الجميع مصلحة الوطن لكن لا يجتمع اثنان من المصريين على رؤية واضحة لهذه المصلحة. الأسبوع المنقضى مدن ثارت وأخرى راقبت الأحداث، من ثاروا؟، لماذا ثاروا؟ ومن وقفوا متفرجين أو مراقبين؟ لماذا اكتفوا بهذا الموقف.. ماذا حدث؟.. وماذا يمكن أن يحدث؟، وما هو مرشح للحدوث فى المستقبل؟.. هذا ما نناقشه مع الخبراء.. يرى أبو العز الحريرى عضو مجلس الشعب السابق أن فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال فى مدن القناة غير مجد، ولن يحل المشكلة.. والحل يكمن فى الابتعاد عن السياسة البائسة التى اتبعها نظام الحكم منذ وضع الدستور.. ويعتقد الحريرى أن الدستور الحالى يتشابه مع دستورى أفغانستان والعراق، ويعنى بذلك أن به رائحة التدخل الأجنبى فى شئون البلاد ورضوخ النظام لإملاءاته.. وهذا يمثل خطرا محدقا على بنيان الدولة المصرية ويوقعها على أرضية التفتت والتمزق كما حدث فى العراق.. والدستور الحالى يمثل اعتداء على العدالة ممثلة فى المحاكم والقانون العادل والقضاة العدول.. ذلك لأنه لأول مرة فى التاريخ الإنسانى يلغى حكم محكمة دستورية بحل مجلس الشعب.. ثم محاصرة المحكمة الدستورية حتى لا تصدر أحكامها الكاشفة عن بطلان مجلس الشورى، والجمعية التأسيسية.. ولأول مرة غير مسبوقة أن يصدر حكام قصر الاتحادية قرارات محصنة لا يطعن عليها أمام القضاء.. وهذا فى حد ذاته عدوان على أقدس حقوق الإنسان.. فإذا كان الإيمان بالله سبحانه وتعالى بالاختيار.. فكيف يكون إعمال قرارات حكام الاتحادية بالإذعان، أى بالفرض القسرى على المواطنين؟!.. وبهذا المعنى صدر الإعلانان الدستوريان.. وبذلك أصبح بنيان الدولة فى قبضة الجالسين فى المقطم.. والنظام الاقتصادى الحالى أسوأ من نظام مبارك.. وقد أدرك الشباب وجموع الشعب أن الحكام الجدد اغتصبوا السلطة، وأدى ذلك إلى وجود مناخ من القنوط، وعدم الرضا.. وعلى ذلك لابد من البحث عن مخرج وهو انهيار حكم الجماعة وحلفائها بالطرق السلمية، ويتبع ذلك إلغاء الدستور واستعادة المشروعية وعودة النائب العام المقال، واستعادة المحكمة الدستورية العليا لشرعية وضعها السابق.. وهناك انقسام شعبى مع الحكومة لتعارض مصالحه معها.. والحل استعادة الشعب المصرى لثورته، وإقامة نظام يتمتع بالأسس الدستورية والقانونية الصحيحة، ويعمل كل مقومات الحرية، ويتخذ كل الإجراءات التى تحقق التنمية لتحقيق عدالة الاتباع. وإرادة الشعب تتحدى مشروعية الجماعة والمؤسسات التى أنشأتها.. وهذا أدى إلى موقف مفصلى فى التاريخ المصرى.. والجيش أعلن تكرارا حياده ومناصرته لإرادة الشعب بأسره. احتواء الأزمة ويشير عاطف لبيب النجمى المحلل السياسى ورئيس جمعية الدفاع الوطنى إلى أن مدن القناة الثلاثة ذات تاريخ عريق فى المقاومة، والقرارات الأخيرة التى صدرت بشأنها لا تحقق لها أية مصلحة.. وشعب بورسعيد هم من هتفوا لجمال عبدالناصر: غليتوا علينا (الرز والشبار يا ريس).. فاستفسر عبد الناصر عن هذا الهتاف فاكتشف أن عبد اللطيف البغدادى رفع سعر الأرز وسعر الأسماك، فأمر على الفور بإلغاء هذه الزيادة.. فهتفت بورسعيد والإسماعيلية والسويس بحياة جمال عبدالناصر. وبناء عليه - والكلام لا زال للنجمى - نناشد الرئيس محمد مرسى أن يكون خطابه احتواء هؤلاء.. والتضامن معهم فى طلباتهم.. وأن يشير الرئيس إلى أن هذه الأحكام القضائية ليست نهائية.. ومن ثم لا تجب الثورة ضد حكم لم يصبح نهائياً.. فتصبح رسالة الرئيس مرسى باعثة للهدوء والاطمئنان.. كما نطالب الرئيس محمد مرسى بتشكيل لجنة علمية تبحث عن أسباب عدم قبول الجماهير لحكم المحكمة.. ويجب تصحيح الأخطاء إن وجدت، فيطمئن المواطن ويثق أن الرئيس مرسى يسعى لخدمته.. أما أن نجد مدينة تثور لحكم صدر ضد بعض أبنائها.. فهذا الأمر يطرح سؤالاً: إذا كان من صدر حكم ضدهم من البلطجية.. فهل المدينة بأغلبيتها تنتفض لصالح البلطجية؟! تفصيل القوانين! ويطالب المستشار صدقى خلوصى نائب رئيس هيئة قضايا الدولة الأسبق القيادة السياسية، ومستشارى الرئيس باحترام القضاء، وعدم التدخل فى شئون الأمن من قريب أو بعيد.. وهناك سابقة محاصرة المحكمة الدستورية من قبل التيار الإسلامى، ومنع أعضائها من دخول المحكمة لممارسة مهام أعمالهم.. وتم ذلك تحت سمع وبصر الحكومة والتى لم تتدخل فى حينها.. فهل هذا صحيح؟ ويضيف المستشار خلوصى: هل من المعقول وضع قانون لشخص بعينه لإقصائه عن منصبه فى هيئة المحكمة الدستورية.. مادام هذا الشخص ليس على هواهم؟! ويطالب المستشار صدقى خلوصى القيادة السياسية بتحمل مسئوليتها فى إدارة البلاد.. وعدم اتخاذ قرارات من شأنها إشعال الأزمة فى مدن القناة. سائق التاكس وتلوم جورجيت قلينى على التيار الإسلامى وتصفهم بأنهم مثل سائق التاكس الذى قام بتوصيل راكب فى مكان غير مكانه.. فلما طلب الراكب من السائق الرجوع لتصحيح المسار رفض السائق وقال له إنك تريد أن تعود بى إلى نقطة الصفر من جديد.. بالرغم من أنه هو المخطئ وليس الراكب. فكلما طلب الشعب من الحكام الجدد أن يأتوا بأهل الفكر والخبرة لتصحيح الأوضاع قالوا لهم انتم ترجعون لنقطة الصفر؟ وتواصل قلينى حديثها أن التيار الإسلامى لديه إصرار على الرجوع بالبلاد للخلف، وليس للأمام مروراً بالاسثناءات والاعلان الدستورى وانتخابات مجلس الشعب. وفى نفس الوقت رفضه لأى فكرة من خارجه تؤدى إلى تقدم البلاد.. واشتعال الأزمة فى مدن القناة وغيرها جاءت نتيجة أخطاء الحكومة والقيادة السياسية، وعدم تقدير الأمور، وتلبية مطالب الشعب ومطالت الثورة.. عيش - حرية - عدالة اجتماعية. وأشارت قلينى إلى أن خطاب الرئيس الأخير كان غير موفق خاصة قرار حظر التجوال وفرض حالة الطوارئ على مدن القناة الثلاث.. وعلى الرئيس والحكومة العمل على حل أزمة مدن القناة واستشارة ذوى الخبرة فى معالجة الأزمة.. لأن كل أزمة لها حل شريطة عدم التمسك بالرأى الواحد والإصرار على تنفيذه حتى وإن كان غير ملائم من الناحية الواقعية والسياسية. حظر التجوال ويؤكد د. مجدى شرارة رئيس اتحاد ونقابات عمال العاشر من رمضان أن ما يحدث الآن كارثة بكل المقاييس، فالناس تعانى من خراب مؤكد.. وتنبىء قضية مجزرة بورسعيد عن قلب الموازين كلها.. وعندى أصدقاء فى بورسعيد لا يجدون العيش الحاف.. ونسأل الله الستر والعافية وأن تمر هذه الأزمة بسلام! ويواصل د. مجدى شرارة حديثه أن التعامل الأمنى مع الأزمة أسلوب ضيق الأفق.. لافتاً إلى أن الأمن يجب أن يكون مستعدًا للتعامل مع الأزمة بحكمة وبأسلوب أمنى حديث، متسائلا لماذا انتظر الأمن ليتعامل مع الأزمة بأسلوب رد الفعل... وما حدث كان متوقعاً؟! وينهى د. شرارة حديثه قائلاً: عدم التزام أهالى مدن القناة بحظر التجوال مشكلة ليست بسيطة كما يراها الناس.. وإذا كانت الحكومة أصدرت القرار، فإن الناس اعترضت على القرار سواء كان هذا القرار صحيحًا أو خطأ.. والمشكلة التى يعانى منها الشعب الآن هى أن الدولة تصدر قرارات ليس لهاتأييد شعبى.. ولذلك يجب أن تراجعها لتكون متسقة مع المصلحة العامة للشعب والوطنى. مع الشعب وتساءل محمد سامى رئيس حزب الكرامة وسط كل هذه الأحداث أين المسئول السياسى الذى يمثل الحكومة أو الدولة؟ لم تجد أحداً.. فما نراه الآن هو أن الناس تتعامل وتعلن عن مطالبها بطريقة معينة والأمن يتصدى نقط.. وهذه الصورة تكررت كثيراً دون وجود حل أو توعية لدى أى من الطرفين. لكن ما نراه من الجميع أنهم يتعاملون مع الحكومة كأنهم يتعاملون مع سلطة الاحتلال.. منتقدًا عدم وجود أى مبادرات من أى طرف يستطيع أن يجمع حوله الشخصيات الشعبية وخاصة فى المناطق المشتعلة وبالتالى فنحن أمام حالة انفلات دون وجود أى نوع من أنواع الحوار الحقيقى. وأوضح رئيس حزب الكرامة أن ما نراه الآن يعكس مشاعر غير ودية تجاه حكم د.محمد مرسى والإخوان المسلمين سواء فى المناطق المختنقة أو تلك محدودة التعبير متسائلا: لماذا هذه الدرجة من الكراهية؟ وحول استخدام حظر التجوال كوسيله للحل فى المناطق المتشعلة وبالتحديد مدن ومحافظات القناة بورسعيد والقناة الاسماعيلية يقول: إن كل القرارات الفوقية وإن كانت تنزل على المواطن ويستقبلها بطريقة عكسية موضحًا لو كان هناك تواصل مع عناصر شعبية فى هذة المحافظات كأن يجتمع المحافظ مع ممثل الجيش مع بعض القيادات المحبوبة لدى هذه المدن ويتوصلون إلى قرار حتى وإن كان حظر التجوال فسيكون مستوى التلبية والاستجابة مختلفين. استجابة فى حين يقول د. محمد صادق عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة فى بورسعيد إن ما نراه من احتقان داخل المحافظة ناتج عن حالة من الثورة اعتراضًا على الحكم فى قضية شهداء الألتراس، لكن انطلق مع هذه الثورة الغاضبة البلطجية يستخدمون سلاحاً آليا وكان ذلك أمام أعين الناس وفى ذلك الوقت تجد الاتهامات تتسابق لتلتصق بالشرطة. وحول حظر التجوال يقول إن الكثيرين يرون أن الرئيس قد تأخر فى هذا القرار لأن إعلان الحظر كان أمرًا ضروريًا فى حالة وجود فوضى وعنف حتى يتم الكشف عن المدنسين وحاملى السلاح بين المتظاهرين موضحًا أن كم الاستغاثات التى وصلتنا كى نوصلها من خلال المجلس كان عاليًا جدًا وكثير منها يطالب بتطبيق حظر التجوال حتى تتم إتاحة الفرصة للأمن لأنه لا توجد وسيلة اخرى للحل فى وسط هذه الظروف. وأضاف صادق يكفى أن الجو اصبح هادئًا فى المحافظات الثلاث منذ إعلان الطوارئ فيها وبخاصة بعد إنتشار قوات الجيش مشيرًا إلى أن كسر هذا الحظر يعنى فشله لأن البعض قد ينزل لشعوره بالظلم وبالتالى يعترض على أى شىء من الدولة أكبر من أى فصيل ويرى عماد المهدى وكيل لجنة الثقافة بمجلس الشورى أن مصلحة الوطن اكبر من أى فصيل سياسى مضيفًا أنه يرفض استخدام « حظر التجوال» وإعلان الطوارئ فى المناطق المشتعلة كحل وخاصة أن محافظات مثل السويس وبورسعيد والإسماعيلية لم تعتد على ذلك من قبل وكلمة «حظر تجوال» شديدة وصادمة خاصة أنهم يحبون الرئيس مرسى وانتخبوه بكامل إرادتهم وهذا الأمر جعل لديهم نوعا من الاستياء وطالب قبل أى شىء بدراسة الأسباب التى أدت إلى ما وقع فى بورسعيد وغيرها من محافظات القناة أدى إلى أحداث تجبر المسئولين بفرض حظر التجوال بها، فالجميع يتفق فى أن حدوث مصالحة مع بعض المتهمين فى قضايا أكبر من مذبحة بورسعيد وقتل الثوار فى موقعة الجمل والجميع لم يأخذ حكمًا فى حين يتم الحكم بالإعدام على المتهمين فى أحداث المذبحة، فكل هذا كان بمثابة شرارة كفيلة للوصول لما نحن فيه. متسائلًا هل ذلك لأنهم غير مسنودين لم تضيع أى من الأدلة واكتملت؟ واوضح ان الرئيس مطالب بعمل مصالحة سريعة مع هذه المحافظات خاصة وأن اهالى بورسعيد مشهود لهم بالطيبة وأهالى السويس «رجالة» وجميعهم ابناء مصر وليسوا بحملة سلاح، ولابد من البحث عن الممول الحقيقى لهؤلاء الشباب ومن يجندهم وعلى الجميع أن يعلم أن هناك مؤامرة على البلد لأن الشباب يسجن ويموت والمدبر الحقيقى وراء الاحداث يجند غيرهم. وأكد على ضرورة تشكيل لجنة لبحث ما يريده أهالى محافظات، السويس، وبورسعيد..منتقداً أخذ قرار دون الاستماع لأصحاب المشكلةالحقيقيين مختتماً كلامه بأنه مع إعلان حالة الطوارئ خلال هذه الفترة فقط.. كما أن هناك محافظات أخرى تحتاج إلى إعلان حالة الطوارىء بها أيضًا فى ظل ما نراه من حصار المقرات وحرق لها وقطع للطريق. احتجاجات استغلت سياسيًا يقول د.خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية ان الإسكندرية هى دائما مدينة ثائرة،ولكن ما يحدث الآن لا أراه ابدا ثورة،ولكنها مجموعة من الاحتجاجات تم استغلالها سياسيا، وكنت أتمنى أن تمر بشكل حضارى سلمى كما تعودنا، فلا نريد تلويث حضارية ثورة 25 يناير، وأظن أن بعض المجموعات له مصالح خاصة فيما يحدث، فالبعض بلطجية والبعض لهم مصالح خاصة . ويضيف قائلا لابد أن تخرج القوى السياسية الداعية للتظاهر وتستنكر بشكل واضح ما يحدث من حرق وسفك للدماء ،فلا ينفع الجمع بين العمل السياسى وسفك الدماء ولابد من الوقوف بصدق مع النفس،وهناك دعوة جادة للحوار اطلقها الرئيس وقال ليس هناك خطوط حمراء للحوار،كما تعهد الرئيس بالتزامه بتنفيذ ما يصل إليه الحوار،وأعترف أن موقف مجلس الشورى فى عدم الالتزام بنتائج الحوار الأول إلا أننى أتمنى أن يقف الجميع عند مسئوليته تجاه وطنه، وأطالب القوى التى رفضت مبدأالحوار بالتوقف عن الانتهازية السياسية التى تأتى على حساب الوطن. لم يكن ثورة ويقول د.إسماعيل سعد استاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الإسكندرية إن الناس ثارت مرة أخرى لأنها لم تر لثورة 25 يناير فائدة، فالثورة لها قواعد معروفة والمفروض أن يكون لها زعيم وتنظيم، ولكن ما حدث فى مصر لم يكن كذلك، فالشباب ثاروا. أما عن تغير سلوك الشباب المصرى والذى أصبح أكثر ثورية واندفاعا وعنفا فى بعض الاحيان فله عدة أسباب ، أهمها حالة الكبت الذى عاشه الناس سنوات طويلة،جعل الشباب ينسى الخوف، والشباب جرب الانطلاق مرة ولم ير رد فعل يخيف فقويت قلوبهم، بالاضافة لاستمرار الفقر والبطالة وتدنى الدخل، وجنون الأسعار، وضغط الشباب على أسرته التى أنفقت عليه حتى تعلم وضغط أسرته عليه لرغبتها فى أن يعمل الابن، وبذلك يواجه الشاب الضغط من كل الاتجاهات، فأصبح الشاب يقول لنفسه إنه ميت فى كل الأحوال فهوإن لم يمت فى ثورة فسوف يموت من اليأس من العثور على عمل،وبعد ما جرب الشباب الثورة مرة والتمرد ووجد التجربة ناجحة قرر أن يعيدها ليحصل على ما يريده فى النهاية.