احتج عشرات الأهالي وممثلون لقوى سياسية بمحافظات قناة السويس الثلاثة (من الجنوب للشمال السويس، الإسماعيلية، وبورسعيد) على قرار الرئيس المصري محمد مرسي مساء الاحد بفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال بنطاق هذه المحافظات. ففي محافظة السويس الواقعة على المدخل الجنوبي لقناة السويس، اشتعلت الشوارع رفضا لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي الذي أعلن فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال بالسويس. ورفع عشرات المواطنين والنشطاء السياسيين الأحذية في مظاهرات نددت بالقرار الرئاسي، وانطلقت بميدان الأربعين فور انتهاء الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري مساء اليوم الأحد. وهتف المتظاهرون: "مش هنخاف من حظر تجول لازم مرسى يمشى الأول"، و"السويس خلاص أسقطت النظام"، و"يسقط يسقط حكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع. واعتبر المحتجون أن هذه القرارات "تأتى في إطار التحدي لشعب السويس في وقت تعانى منه المحافظة من الانفلات الأمني، وتهدف لعزل مدن القناة عن البلاد". ولفتوا إلى أن "قانون الطوارئ لم يستطع أن يقمع شعب السويس في عصر الرئيس السابق حسني مبارك، بل زادهم غضبا انتهى بشرارة الثورة التي انطلقت من السويس وانتهت بتولي محمد مرسى حكم البلاد". وفي محافظة الإسماعيلية الواقعة على قناة السويس -شمال شرق القاهرة - نظمت قوى شبابية مسيرة، مساء اليوم احتجاجا على قرار الرئيس المصري محمد مرسي بفرض حالة الطواريء وحظر التجوال على مدن القناة لمدة ثلاثين يوما . واعتبرت القوى المنظمة للمسيرة قرارات الرئيس مرسي "مقيدة للحريات ولا تتناسب مع الاوضاع التي تشهدها مدن القناة". وأكدت تلك القوى أنها ستكسر فرض حظر التجوال وأن المسيرة ستستمر حتى بداية مواعيد الحظر المفروضة من 9 مساء حتى 6 صباحا. وشهدت المدينة مساء الأحد محاولة اقتحام لقسم شرطة من قبل محتجين. أما في محافظة بورسعيد الواقعة على المدخل الشمالي للقناة(وهي مدينة تجارية حرة جمركيا)، فخرجت مظاهرة من حي المناخ باتجاه مبنى المحافظة، شارك بها العشرات، احتجاجا على قرار مرسي بفرض حظر التجوال. واعتبر المتظاهرون أن القرار سيعيق حركة التجارة بالمدينة الحرة ويضير أرزاق أهلها. وأصر المتظاهرون بحسب ما ذكروه لمراسلة الأناضول على التاخر بمظاهرتهم حتى حلول موعد حظر التجوال لخرقه تسجيلا للاعتراض عليه. وقال الرئيس المصري في خطاب له مساء اليوم: "إنني أكدت عدم اللجوء إلى أي إجراءات استثنائية إلا إذا اضطررت لذلك وها أنا أفعل حقنا للدماء وحفظا للأمن من مثيري الشغب وقد أضطر لفعل ما هو أكثر من ذلك إذا استدعى الامر ذلك في مدن أخرى" وأضاف: "لقد قررت إعلان حالة الطوارئ في مدن السويسوالإسماعيلية وبورسعيد لمدة 30 يوما" وذكر أيضا أنه قرر "حظر التجوال بمدن السويسوالإسماعيلية وبورسعيد من التاسعة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي". ويتضمن قانون الطوارئ سحب بعض الصلاحيات من السلطات التشريعية والقضائية وإسنادها إلى السلطة التنفيذية مما يمنحها صلاحيات واسعة جداً، كما يتضمن إجراءات مثل حق التوقيف المباشر وإلقاء القبض على المشتبهين لفترات قد تكون غير محدودة دون توجيه اتهام لهم أو منع حق التجمع أو منع التجول في أوقات أو أماكن محددة. وتشهد مصر موجة من أعمال العنف منذ 4 أيام تزامنت مع الذكرى الثانية لثورة 25 يناير سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى. تزايدت حدة تلك الأعمال وكذلك عدد ضحاياها على خلفية حكم قضائي السبت بإعدام 21 من بين المتهمين بقتل 74 من مشجعي النادي الأهلي خلال ما يُعرف إعلاميًا باسم "أحداث إستاد بورسعيد".