حتى لا نهتم بأن ذاكرتنا..ذاكرة فئران!! وحتى لا تنام على كلامنا «المؤثر» الذى الكناه وبلعناه وهضمناه عن كوادث القطارات خلال الأسبوع الماضى بعد أن ردعتنا حادثتا قطار الجنود الذى وقع فى البدرشين، وتلاه الحادث الذى وقع على مزلقان بولاق الدكرور وما سبقها من حوادث أسالت دماء الآلاف على القضبان خلال الشهور والأسابيع والسنوات الفائتة وصولًا إلى الوضع الراهن. الملف مازال مفتوحًا والجرح أيضًا مازال ينزف ونتمنى على الله ألا تقع حوادث أخرى لكن الواقع لا تغيره الأمنيات.. وهذا ما قادنا للبحث عن صاحب هذا الاختراع والحوار معه عن اختراعه الذى يمكن أن يقلل إن لم يمنع حوادث القطارات..ببراءة اختراع مستمرة من عام 2005 حتى عام 2025 . يحيى هزاع، ضابط فنى سابق بالقوات المسلحة يعمل باحثًا بالأكاديمية الهندية فى مجالات الدوائر الكهربائية والإنشاءات المدنية، اخترع مشاريع تنموية عديدة مثل قالب طوب حرارى من قش الأرز عازل للحرارة والصوت وحصل على إشادة من رئيس الاكاديمية التى يعمل بها بعد الاختراع الذى قام به وهو مزلقان سكك حديدية إلكترونى يعمل اتوماتيكيا لمنع حوادث القطارات والتى سرقت منه فى عهد مبارك ولم يتم تعميمه بالصورة المطلوبة.. والذى حدث أنه تمت سرقته منه. لجنة الاقتراحات يحيى هزاع عرض اختراعه على لجنة الاختراعات منذ عام 2004، وتم تحويله إلى هيئة السكك الحديدية، التى وضعت صور الاختراع والرسومات الهندسية فى درج رئيس الهيئة، وفوجئ بعدها بتطبيق الاختراع بمختلف مزلقانات السكك الحديدية بالجمهورية، تكرار حوادث القطارات هو الذى دفع يحيى إلى التفكير فى اختراع طريقة لحلها خاصة بعد حادثة مزلقان بنها فى 2000 حيث اصطدم فيها ميكروباص بالقطار وتوفى فيها 15 فردا. وبالفعل ابتكر الفكرة خلال 48 ساعة فقط، وأكد يحيى بعدها مرارا وتكرارا ان حادث مزلقان أسيوط من وجهة نظره لن يكون الأخير، وأضاف هزاع أن هذا الاختراع يعمل فى حالة وجود أو انقطاع التيار الكهربائى على حد سواء، أما فى الحالة الأولى فيوضع مفتاح انضغاطى قبل دخول القطار المزلقان بحوالى 2 كيلو متر ليضغط عليه عجل القطار، فى حين أن هذا المفتاح يوصل بدائرة التحكم الموجودة بالمزلقان، وهى التى تعمل على تشغيل إنذار ضوئى وصوتى لمدة 30 ثانية، ومع استمرار هذه الإنذارات تغلق بوابة المزلقان بواسطة موتور كهربائى، وعند خروج القطار يوضع مفتاح انضغاطى آخر بعد المزلقان بحوالى نصف كيلو متر ليعمل على فتح البوابة مرة ثانية، وبهذا الاختراع الذى يستشعر الحوادث عن بعد يمكن تفاديها من الأساس، اختراع هزاع تم تنفيذه بالفعل فى بعض المحافظات، لكن أسيوط لم تكن منها، وأوضح هزاع أن المشاكل رافقته حتى فى رحلته للحصول على براءة الاختراع، الأمر الذى جعله يشعر أنه ارتكب خطأ. براءة اختراع بمحضر إيداع بالبحث العلمى براءة اختراع بتاريخ 23 مارس 2005 رقم 148/ 3 2005 وتقدم به إلى المكتب الفنى لوزير النقل بتاريخ 42 اغسطس 2005 والذى قام بتحويله للهيئة القومية لسكك حديد مصر بتاريخ 27 أغسطس 2005 بطلب الدراسة للحالة المعروضة وطلبوا منه الماكيت والأوراق الخاصة بالاختراع من رسومات هندسية ودراسات. وتكرر هذا السيناريو فى 25 سبتمبر بعد حادث قليوب وتردد عليهم عشرات المرات ولكن دون جدوى، ويضيف يحيى أنه فوجئ منتصف عام 2009 بإنتهاء تحديث 345 مزلقان فى 20 محافظة بمبلغ 420 مليون جنيه خلال عام بمعنى أن المزلقان الواحد يتكلف مليون وربع المليون جنيه ( بما يعادل خمس أضعاف ما قدمه فى دراسة الجدوى) وفوجئ بأن الهيئة القومية للسكك الحديدية تعاقدت مع شركتين أجنبيتين هما شركة كرينكس الهندية وشركة أنيس الإسبانية، وذلك لعمل المزلقان الذى اخترعه، وأضاف يحيى أنه فى عام 2011 فوجئ بتعاقد الهيئة القومية للسكك الحديدية بأن الهيئة تعاقدت على قرض قيمته ستمائة مليون دولار أمريكى لكهربة الاشارات وتحديث الخطوط الخاصة بالسكة الحديد وأوضح يحيى أنه عند فحص الضبطية القضائية لمزلقان قليوب المكلفة من وزاره البحث العلمى بإذن من النيابة اتهم فيها الهيئة القومية بسرقة الاختراع وحرر محضر بقسم قليوب وأتضح أن كل ما نفذ فى المزلقان يطابق العناصر الموجودة بالاختراع وأكد يحيى أنه بعد قرار وزير النقل لم يتم تحديث 345 مزلقانًا واتضح تحديث 23 مزلقانا فقط وبنفس المبلغ 420 مليون جنيه بمعنى أن المزلقان الواحد تكلفته وصلت إلى 18 مليون جنيه!! ويقول الأستاذ الدكتور المهندس هانى صبحى رياض أستاذ السكك الحديدية بهندسة عين شمس إن الابتكار يتوافر فيه العناصر الثلاثة للحصول على براءة الاختراع وهى الخطوة الابداعية والقابلية للتطبيق الصناعى والجدة ويتلخص الابتكار فى التحكم فى غلق وفتح بوابات المزلقانات اوتوماتيكيا عند مرور القطارات عليها دون الحاجة إلى توافر العناصر التالى ذكرها سواء منفردة أو مجتمعة وهى وجود نظام التحكم الآلى للقطارات ونظام التحكم المركزى لحركة القطارات عند عدم توافر مصدر تيار كهربى بموقع المزلقان وبهذا فأن الابتكار يحقق الشرط الأول والخاص بالخطوة الابداعية، كما أن الابتكار يحقق الشرط الثانى والخاص بقابلية الاختراع للتطبيق الصناعى، وذلك لتوافر التجهيزات الكهربائية بالسوق المحلى وبأسعار منخفضة وهذا فى حالة وجود مصدر للتيار الكهربى بموقع المزلقان كما أن الابتكار يحقق شرط الجدة لأن المزلقان يوفر تكاليف كهربة المزلقانات غير المكهربة وهى تكاليف باهظة حيث يمكن تشغيل هذا المزلقان فى أماكن لا يوجد بها مصدر للكهرباء، كما أن الابتكار يجنبنا خطورة الاعتماد على العامل البشرى بنسبة كبيرة حيث يتم فيه استبدال ثلاثة عمال لمراقبة المزلقان على مدار اليوم الواحد بواقع ثمانى ساعات عمل يوميا لكل منهما بعامل واحد فقط للقيام بأعمال الصيانة عند الضرورة مما يوفر فى تكاليف التشغيل، كما لا يتطلب هذا النظام انذار السائق أو عامل المزلقان حيث أنه يعمل اوتوماتيكيا كما يتم فيه استبدال الشادوف ببوابة معلقة مما يتجنب اصطدام السيارات اللورى أو الأتوبيسات المرتفعة بالشادوف بالإضافة إلى صعوبة سرقة مكونات الاختراع لأن ثمنها زهيد لا يشجع على ذلك واحتمالات تعرضها للتلف اقل بكثير من الانظمة الحالية ويسهل صيانتها، التجهيزات الانشائية والهندسية للطريق المزودج عند المزلقان يسمح بعبور السيارات للخط الحديدى من الاتجاهين بأمان، بالإضافة إلى أن جميع المواد والمعدات التى يتكون منها العمل متوافرة محليا ومن السهل تصنيع المزلقان وعناصرة الكهربية والميكنيكية والإنشاءات المدنية بورش السكك الحديد أو المصانع الحربية أو مصانع القطاع الخاص بأرخص الأسعار، كما لايوجد بها أى مكونات إلكترونية أو تركيبات معقدة بعكس الأنظمة الأخرى، كما أن زمن انتظار السيارات بالمزلقانات لايتعدى الدقيقة الواحدة مما يضمن عدم تكدس السيارات أمام المزلقان، بالإضافة إلى امكانية التحكم فى زمن فتح وغلق المزلقان حسب ظروف التشغيل من قربه أو بعد عن المحطة وسرعة القطارات وطولها وحجم السيارات المنتظرة أما عن الصيانة فلا يتطلب تكاليف صيانة عالية مقارنة بالأنظمة المستخدمة حاليا.