ارتباك شديد، ومصير غامض يهدد فنزويلا التى اقترن اسمها ب «هوجو شافيز» الذى يصارع المرض حاليا فى أحد مستشفيات كوبا، بينما يفرض غيابه مأزقا دستوريا وسياسيا فى البلاد، بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة التى أجريت فى أكتوبر الماضى، وكان من المفترض أن يبدأ ولايته الجديدة فى 10 يناير الجارى، بأداء القسم أمام الجمعية الوطنية «البرلمان» وهو ما لم يحدث نظرا لحالته الصحية الحرجة بعد إصابته بمضاعفات فى أعقاب رابع جراحة للسرطان أجراها الشهر الماضى، وهو ما حمل الحزب الحاكم والمعارضة على الاستعداد لمواجهة جميع الاحتمالات. وتسود فنزويلا حالة من الارتباك الشديد، فعدم أداء الرئيس شافيز للقسم الرئاسى يعرضه لفقدان منصبه والدعوة لانتخابات رئاسية جديدة خلال 30 يوما وفقا لما ورد فى الدستور الفنزويلى، وتسعى الحكومة للبحث عن ثغرة تنقذ بها شافيز من هذا المأزق، فى حين تدعو المعارضة الفنزويلية أنصارها للتظاهر من أجل المطالبة بتولى رئيس البرلمان مهام رئيس الدولة بالوكالة. وحسب الدستور الفنزويلي، يجب أن يؤدى الرئيس المنتخب اليمين الدستورية أمام الجمعية الوطنية خلال احتفال يقام فى فنزويلا ولا يمكن تأجيله ، كما ينص الدستور على أنه فى حال ثبوت عجز الرئيس المنتخب يتولى رئيس الجمعية الرئاسة بالوكالة ويدعو إلى انتخابات مبكرة خلال ثلاثين يوما ، وفى حال نظمت هذه الانتخابات فإن نائب الرئيس «نيكولاس مادورو» يعد المرشح الأوفر حظا للفوز بها مدفوعا بتوجيه شافيز بعد أن عينه لتولى شئون الرئاسة بالوكالة خلال فترة غيابه وتوصيته بأن يخلفه فى الحكم فى حال عجزه عن الاستمرار فى مهامه. فى حين يفترض أن يقوم «ديوسدادو كابيلو» الحليف البارز لشافيز ورئيس الجمعية الوطنية الذى أعيد انتخابه خلال الأيام الماضية بأعمال الرئيس إلى حين إجراء انتخابات جديدة ، ولكنه وأعضاء آخرون فى الحزب الحاكم أصروا على عدم التفكير فى أى تغييرات، حيث يعتمد حلفاؤه على أن الدستور ينص أيضا على أنه فى حال لم يتمكن الرئيس المنتخب من أن يؤدى اليمين أمام الجمعية الوطنية فيجب أن يؤديه أمام المحكمة العليا، وفى هذه الحالة لم ينص الدستورعلى أية مهلة. كما أعلن نائب الرئيس الفنزويلى نيكولاس مارودو أن الرئيس الفنزويلى سيبقى فى منصبه حتى وإن لم يتمكن من أن يؤدى اليمين أمام البرلمان . من جانبها، اعتبرت صحيفة «وورلد تربيون» الأمريكية أن الرحيل الوشيك لشافيز قد يكون بمثابة قنبلة موقوتة تهدد استقرار البلاد وقد يؤثر على القارة بأكملها. وستشكل وفاة شافيز حال حدوثها صدمة للمنطقة برمتها لتمتعه بكاريزما خاصة بين حكام ورؤساء أمريكا اللاتينية، كما أن سياسته المختلفة فى إدارة البلاد جعلته نموذجا من الصعب تكراره بحسب كثير من الفنزويليين الذين لا يتخيلون فنزويلا بدون شافيز.