افتتاح د. محمد مرسى رئيس الجمهورية لأول مصنع من نوعه فى مصر وأفريقيا للبتروكيماويات هو خطوة اقتصادية مهمة لتوضع مصر وبقوة على خريطة الدول المصنعة للبتروكيماويات، وهذا المصنع يأتى فى إطار عدة خطط لمشروعات يتم الانتهاء منها عام 2013م لأن هذه المشروعات تعتبر حلقة وصل للصناعات التكملية الصغيرة والمتوسطة، لقد بدأنا بالفعل ثورتنا الصناعية لنصبح فى مصاف الدول المتقدمة فى الصناعات الكيماوية وهى بداية لنكشف عن هوية اقتصادية واضحة المعالم ذات رؤية واستراتيجية للنهوض باقتصادنا الوطنى. العالم كله خاصة دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا تنظر إلى كل الشعوب العربية التى قامت بثورات الربيع العربى نظرة بها إكبار وإعجاب لأن هذه القوى ثارت على الطغيان والفساد، ولذلك فهى تنظر وتنتظر لترى ماذا سيحدث بعد قيام هذه الثورات وماذا تقدم هذه الشعوب لبلادها؟ بالفعل تمت إعادة الاعتبار للشخصية العربية بصفة عامة والشخصية المصرية بصفة خاصة ولكن ماذا ستقدم هذه الشعوب وقادتها للنهوض بمستقبل أوطانهم؟. هذا ما تفكر فيه الشعوب المتقدمة. والعالم المتقدم لأن هذه الشعوب تريد بالفعل أن تستثمر فى مصر وتفتح مجالات استثمارية واسعة وحية بين هذه الشعوب ودول الاتحاد الأوروبى لأن مصر سوق كبير وبها شباب يمثل 70% من قوة العمل بينما دولة مثل ألمانيا أصبحت نسبة الشيخوخة بها تقدر بنحو 70%، ولذلك فإن لدينا فى مصر، كوادر بشرية شابة. وهذه هى أولى مراحل الاستثمار فى مصر. لكنها تحتاج إلى تدريب وتأهيل لأن فى مصر مشكلة حقيقية وهى منافسة العمالة الآسيوية المدربة للعمالة المصرية غير المدربة، لذا نحتاج فى ثورتنا الصناعية ليس فقط بناء مصانع بل لتدريب الكوادر الشابة ووضع برتوكولات مع الدول المتقدمة فى شتى المجالات لتدريب العمالة المصرية ليصبح لدينا عامل مصرى مدرب تدريبا عالميا فى كافة المجالات وعلى كافة الصناعات الخفيفة والثقيلة والتكنولوجيا، لدينا الآن عمالة ماهرة تنقرض، فقد آن الأوان أن تتعاون كافة الوزارات مثل وزارة القوى العاملة والهجرة والصناعة والتجارة واتحاد الصناعات واتحاد العمال لتدريب العامل المصرى على كافة المهن والتخصصات والصناعات وبجانب التدريب المهنى يكون هناك أيضاً تدريب تحويلى لتلبية الاحتياجات الأساسية لسوق العمل فى الداخل والخارج من خلال رؤية واستراتيجية محددة المعالم لتدريب العمالة المصرية وأن يكون على كل جهاز من أجهزة الدولة أياد نظيفة موجودة بالفعل لتحقيق هذه الطفرة ولا يصبح كلها على الورق فقط بل تترجم على أرض الواقع، وبذلك نرسم خريطة واضحة المعالم جديدة لمصرنا فى ثورتنا الصناعية التى بدأنا أولى خطواتها على طريق التنمية والنهضة.