الرئيس السيسي يجتمع مع قادة القوات المسلحة بالعاصمة الإدارية    وزير الري يعقد اجتماعا مع رؤساء الإدارات المركزية بالمحافظات ذات الواجهة النيلية    بمناسبة يومهم العالمي.. خلف الزناتي يوجه رسالة للمعلمين    احتفالا بانتصارات أكتوبر.. القوات المسلحة تفتح المتاحف العسكرية مجانا للجماهير    أسعار الذهب في بداية اليوم الأحد 5 أكتوبر    أسعار الفاكهة اليوم الأحد 5 أكتوبر في سوق العبور للجملة    أسعار الفراخ في أسيوط اليوم الأحد 5102025    وزير الاتصالات يعلن إطلاق نسخة مطورة من منصة إبداع مصر    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 5 أكتوبر 2025    إسرائيل تعترض صاروخًا أُطلق من اليمن دون وقوع أضرار    ترامب ينشر خريطة لخطوط الانسحاب الإسرائيلي من غزة    السوريون يدلون بأصواتهم لاختيار أعضاء مجلس الشعب    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    بعد خماسية الريال وفرانكفورت.. موعد مباراة أتلتيكو ضد سيلتا فيجو والقناة الناقلة    رحيل فيريرا عن الزمالك.. مفاجآت في توقيت الإعلان والبديل بعد التعادل مع غزل المحلة    هشام حنفي: جماهير الزمالك فقط هي من تقف بجانب النادي حاليًا    إصابة 10 أشخاص في انقلاب ميكروباص بطريق «السعديين منيا القمح» بالشرقية    مصرع شخص وإصابة 10 في انقلاب ميكروباص بطريق شبرا بنها الحر    وزارة الصحة تكثف توفير الخدمات الطبية وأعمال الترصد في عدد من قرى محافظة المنوفية تزامناً مع ارتفاع منسوب مياه نهر النيل    رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة "حماة الأرض" لبحث أوجه التعاون المشترك    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الاحد 5-10-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    المطرب اللبناني فضل شاكر يسلم نفسه إلى الجيش    المملكة المتحدة: ندعم بقوة جهود ترامب للتوصل لاتفاق سلام في غزة    حماس: المجازر المتواصلة في غزة تفضح أكاذيب نتنياهو    اليوم.. محاكمة 5 متهمين في قضية «خلية النزهة الإرهابية» أمام جنايات أمن الدولة    متى يبدأ التشعيب في البكالوريا والثانوية العامة؟ التفاصيل كاملة    إبراهيم سعيد أمام محكمة الأسرة اليوم للطعن على قرار منعه من السفر    قدمها في حفل مهرجان نقابة المهن التمثيلية.. تامر حسني يستعد لطرح «من كان يا مكان»    د.حماد عبدالله يكتب: الوطن والأخلاق !!    مواقيت الصلاة اليوم الاحد 5-10-2025 في محافظة الشرقية    136 يومًا تفصلنا عن رمضان 2026.. أول أيام الشهر الكريم فلكيًا الخميس 19 فبراير    سموتريتش يحذر نتنياهو: دخول مفاوضات غزة دون قتال خطأ فادح    موعد انتخابات مجلس النواب 2025| الخطة الزمنية والتفاصيل كاملة    السيسي يضع إكليل الزهور على قبري ناصر والسادات    بيراميدز يسعى للتأهل لدور 32 بدوري أبطال أفريقيا على حساب الجيش الرواندي، اليوم    عمر كمال يبدأ مرحلة جديدة.. تعاون مفاجئ مع رامي جمال وألبوم بعيد عن المهرجانات    استعدادًا لمواجهة المغرب وديًا.. حلمي طولان يعلن قائمة منتخب مصر الثاني المشاركة في بطولة كأس العرب    مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة.. بيراميدز وبرشلونة والسيتي    استقرار نسبي..اسعار الذهب اليوم الأحد 5-10-2025 في بني سويفى    «اللي جاي نجاح».. عمرو سعد يهنئ زوجته بعيد ميلادها    «مش عايزين نفسيات ووجع قلب».. رضا عبدالعال يشن هجومًا لاذعًا على ثنائي الزمالك    شوبير يكشف موعد إعلان الأهلي عن مدربه الجديد    في اليوم العالمي للصيادلة.. نائب محافظ سوهاج ووكيل وزارة الصحة يكرمان قيادات مديرية الصحة والمتفوقين من أبناء الصيادلة    سلاف فواخرجى تكشف عن تدمير معهد الموسيقى فى سوريا    اعرف تردد مشاهدة "قيامة عثمان" بجودة HD عبر هذه القناة العربية    لسرقة قرطها الذهبى.. «الداخلية» تكشف حقيقة محاولة اختطاف طفلة بالقليوبية    تشييع جثامين 4 ضحايا من شباب بهبشين ببنى سويف فى حادث الأوسطي (صور)    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    9 أيام إجازة في شهر أكتوبر 2025 للطلاب والقطاعين العام والخاص.. موعد اَخر عطلة رسمية في العام    أبواب جديدة ستفتح لك.. حظ برج الدلو اليوم 5 أكتوبر    لعلاج نزلات البرد.. حلول طبيعية من مكونات متوفرة في مطبخك    أعراض متحور كورونا «نيمبوس» بعد تحذير وزارة الصحة: انتشاره سريع ويسبب آلامًا في الحلق أشبه ب«موس الحلاقة»    تامر حسني يشعل افتتاح مهرجان «المهن التمثيلية» بأغنية «حكاية مسرح» | صور    اندلاع حريق في «معرض» بعقار سكني في شبرا الخيمة بالقليوبية    دراسة حديثة: القهوة درع واق ومُرمم لصحة الكبد    كيف نصل إلى الخشوع في الصلاة؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025    هل التسامح يعني التفريط في الحقوق؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مصطفى عثمان ل أكتوبر :حق الرد على إسرائيل لا يسقط بالتقادم
نشر في أكتوبر يوم 04 - 11 - 2012

الاعتداء الإسرائيلى على السودان لن يكون الأخير على الدول العربية وإن اختلفت أساليبه وسيناريوهاته فقد اختارت تل أبيب التوقيت القاتل لضرب مصنع اليرموك مستغلة انشغال العرب بتداعيات الخريف العربى واشتعال الأوضاع فى سوريا وفى السابق ضربت أمريكا مصنع الشفاء لصناعة الأدوية بحجة تصنيعه لأسلحة محظورة واليوم العدوان مشترك إسرائيلى أمريكى، لكن أى عدوان لن يسقط بالتقادم ومحاولة الزج باسم طهران لن يثنى العرب الدفاع عن السيادة لأى دولة عربية فقد وصفت الجامعة العربية الاعتداء الإسرائيلى على السودان بالإرهاب كما أدانته مصر – لكن الأمم المتحدة ومجلس الأمن فضلا الصمت – وعليه هل تصعّد الدول العربية الأزمة بعد الدعوة لاجتماع وزارى عربى طارئ فى السطور التالية.
فى البداية أوضح الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار السودانى فى اتصال هاتفى مع «أكتوبر» أن بلاده قدمت شكوى حول العدوان الإسرائيلى على مصنع اليرموك إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة وبعض القوى الدولية، وأشاد بموقف مصر والجامعة العربية فى إدانتهما للعدوان على السودان، وأفاد بأن استهداف السودان يأتى بسبب استراتيجية دعمها للقضايا العربية خاصة فلسطين وقال: لدينا قناعة تامة وإجماع وطنى شامل على ضرورة حماية الأمن القومى وإذا كان السودان عاجزا فى الوقت الراهن عن الرد على إسرائيل فلن يكون عاجزا إلى الأبد وحق الرد لن يسقط بالتقادم ونُذكر العدو بحرب 1967والتى استطاعت بعدها مصر تحقيق النصر وهزيمة إسرائيل فى عام 1973، كما أن إسرائيل ليست محصنة ومؤخرا اخترقت طائرة من لبنان مجالها الجوى وقامت بجولة.
وقال: إن الاعتداء الإسرائيلى وحّد الساحة الداخلية بنسبة مائة فى المائة ونبّه القيادة فى الداخل بأن إسرائيل «مفزوعة» من الربيع العربى وترى فيه بداية النهاية للسيطرة الإسرائيلية. وتوقع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بداية تفكك إسرائيل من الداخل وقال إن ما تردده حول ضربة محتملة لإيران مجرد مزايدات وحرب إعلامية. وردا على سؤال حول اتهام إسرائيل لإيران باستخدام مصنع اليرموك لصناعة الاسلحة أوضح أن هذا الكلام مجرد وهم لأنه إذا كان هذا صحيحًا لوجدنا أحد المصابين أو ممن قتلوا من الإيرانيين وهذا لم يحدث. وأضاف أن إسرائيل بدأت تشعر بالدعم العربى والإسلامى للسودان ولهذا وضعت إيران كمبرر للاعتداء على السودان.
ومن جانبه اتهم القائم بأعمال السفير الإيرانى فى القاهرة مجتبى أمانى واشنطن بدعم إسرائيل فى الاعتداء على السودان لإرضاء اللوبى الصهيونى وقال إن كل المسئولين فى أمريكا يتسابقون فى الإعلان عن دعم إسرائيل وحمايتها حتى فى الأعمال غير القانونية التى تقوم بها واعتبر العدوان على السودان «أمريكيا إسرائيليا» وحول الاتهامات الإسرائيلية باستخدام إيران لمصنع اليرموك أوضح مجتبى: لدينا علاقات طيبة بالسودان وفى كل الاتجاهات، لكن الدفع بأكاذيب غير واقعية أمر غير مقبول، والسودان بلد مستقل ولا يحق لإسرائيل أو أية دولة الهجوم والاعتداء عليه تحت أى مسمى وأضاف أن بلاده تدعم السودان وستعمل من أجل حمايته على المستوى الدولى حتى لا يتكرر ما حدث. وحول الموقف الإيرانى من الشكوى التى تقدم بها السودان إلى مجلس الأمن أوضح أن بعض المؤسسات والمنظمات الدولية والدول الغربية سوف تستغل الشكوى لتنفيذ أهدافها كما أن مجلس الأمن لن يصدر أى قرار لصالح السودان ولهذا سوف نساعد الخرطوم ولن نتخلى عنها.
يذكر أن مجموعة من السفن الحربية الإيرانية قد رست فى ميناء بورسودان السودانى وتضم السفينة «خارك»، والمدمرة «الشهيد نقدى»، ويبلغ عدد أفراد طاقم السفينة خارك 250 شخصا، ويمكن أن تحمل ثلاث مروحيات، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وقال تقرير لمكتب العلاقات العامة بالبحرية الإيرانية، إن الزيارة «تهدف إلى نقل رسالة سلام وصداقة لدول الجوار، وضمان الأمن للنقل والشحن ضد القرصنة البحرية».
وتأتى زيارة السفن الحربية الإيرانية بعد مرور قرابة أسبوع على وقوع تفجيرات فى مصنع اليرموك السودانى، حيث ألقت الخرطوم المسئولية عنها على عاتق إسرائيل.
ومن اللافت أن إسرائيل التزمت الصمت إزاء الاتهامات السودانية غير أن رئيس الهيئة السياسية والأمنية فى وزارة الدفاع عاموس جلعاد وصف السودان بأنه «دولة إرهابية خطيرة»، فيما وصفه الرئيس السودانى عمر البشير بأنه «مجرم حرب».
وقال: إن «السودان كان دائما قاعدة لعمليات زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى السابق أسامة بن لادن، النظام السودانى مدعوم من إيران، وأراضيه تشكل نقطة عبور من خلال الأراضى المصرية لنقل أسلحة إيرانية إلى إرهابيى حماس والجهاد الإسلامى.
موقف مصر والجامعة
وكان أول رد فعل غاضب من مصر حيث أعلنت تضامنها مع السودان وأصدرت بيانا أعربت خلاله عن إدانتها للهجوم الإرهابى الذى استهدف مصنع اليرموك كما أجرى وزير الخارجية محمد عمرو كامل اتصالا هاتفيا مع صلاح ونسى وزير الدولة السودانى للشئون الخارجية، وأكد وزير الخارجية دعم مصر لأى إجراء تتخذه الحكومة السودانية فى مختلف المحافل الدولية، بما فى ذلك مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فى مواجهة هذا الهجوم الغادر.
وأشاد أحمد بلال عثمان وزير الثقافة والإعلام بالسودان ونائب الأمين العام للحزب الاتحادى الديمقراطى بمواقف مصر الرسمية والشعبية تجاه السودان، وأكد أن مصر مؤهلة للعب دور فعال فى المنطقة.
جاء ذلك فى تصريح للوزير السودانى بعد لقائه وفدا شعبيا مصريا قام بزيارة الخرطوم مؤخرا تأكيدا على موقف مصر الرافض للعدوان الإسرائيلى على مجمع «اليرموك».
وأضاف الوزير أن السودان افتقد فى السابق الدور المصرى والآن وبعد الثورة المصرية المجيدة عاد هذا الدور مرة أخرى إلى الحضور السياسى والاجتماعى والاقتصادى مع السودان وكل أفريقيا والوطن العربي، قائلا: «إن هذا بشرى خير للسودان».
وحول الرسالة التى يمكن أن يبعثها الوفد المصرى من خلال الزيارة قال وزير الإعلام إن مضمونها أن السودان ليس معزولا وليس وحيدا ولا يمكن الاستفراد أو الاستهانة به، وإنما هذه الضربة ستحرك كل الشعب العربى والشعب المصرى على وجه الخصوص ليقف متضامنا مع السودان».
من جهته، استنكر الوفد الشعبى المصرى العدوان الإسرائيلى على مصنع اليرموك، مؤكدا وقوفه مع شعب وحكومة السودان. يذكر أن الوفد الشعبى المصرى ضم سبعة أحزاب هى الحرية والعدالة، البناء والتنمية، الوسط، التيار المصري، التيار الشعبي، حزب مصر القوية، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي، بالإضافة إلى عدد من الاتحادات والنقابات.
وعلى الرغم من انشغال الجامعة العربية بزيارة الأخضر الإبراهيمى لها مع وفد الحكماء وإعلان هدنة العيد فى سوريا إلا أن الجامعة العربية أصدرت بيانا عاجلا أدانت فيه الاعتداء على مصنع اليرموك بالخرطوم ووصفته بالعمل الإرهابى فور سماعها لما تناقلته وسائل الإعلام السودانية أن طائرات حربية إسرائيلية وراء هذا العدوان.
وتتابع الأمانة العامة عن كثب التحقيقات الجارية حاليا فى السودان للوقوف على تفاصيل هذا العدوان الغادر على دولة عربية ذات سيادة، كما يجرى تشاور وثيق بين الأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية السودان بشأن الإجراءات التى سيتم اللجوء إليها لمواجهة هذا العدوان الإرهابى. لكن تبقى التساؤلات مطروحة حول دور الجامعة العربية ودولها والأمانة العامة وهل سيكون هناك مواقف أخرى للرد والردع؟ وهل ستدعو الجامعة لاجتماع وزارى عربى طارئ لتصعيد الموقف حتى لا يتكرر هذا العدوان؟ أم أن الحدث انتهى ويمكن أن يحدث تباعا فى عواصم عربية أخرى دون أن يتحرك أحد لاتخاذ مواقف رادعة توقف عربدة إسرائيل فى بعض العواصم العربية وهل أقدمت إسرائيل على هذا العمل بدون علم واشنطن أم بمباركة العدوان؟ ولماذا لم يصدر عن الاتحاد الأفريقى أى موقف حتى كتابة هذه السطور وهل صحيح أن السلاح الإسرئيلى انطلق من العمق الافريقى؟ حتما سنشهد ردا شافيا خلال الأيام المقبلة.
تبقى الاتهامات موجهة صوب دولة الجنوب التى تعتمد على تل أبيب فى التنمية والإعمار لكن – السودان تلقى تطمينات من قادة دولة الجنوب حول عدم الاستمرار فى دعم قادة الحركات المسلحة وقطاع الشمال، تنفيذا للاتفاق المشترك الذى تم التوقيع عليه فى أديس أبابا، فيما رهن نجاح ملف الترتيبات الأمنية المتفق عليه مع دولة الجنوب بأن تقوم الأخيرة بطرد المتمردين وعدم تقديم الدعم الفنى والعسكرى لهم.
وكان الرئيس السودانى عمر حسن البشير قد قام بزيارة إلى دولة الجنوب بعد حوالى 20ساعة من العدوان الإسرائيلى فيما أوضح على كرتى وزير الخارجية أن زيارة الرئيس تشكل بداية جديدة للعلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان.
وأعلن عن انعقاد اللجنة السياسية الأمنية مطلع شهر فبراير بجوبا، مشيرا إلى التواصل المستمر بين وزارة الخارجية فى كلا البلدين للتشاور والتنسيق والعمل معا لصالح البلدين.
معركة اليرموك
تعددت الروايات حول المواقع التى انطلقت منها الأهداف الإسرائيلية ضد مصنع اليرموك ووفقا للرواية الإسرائيلية والتى تستهدف إحداث وقيعة بين الدول العربية فإن السلاح الإسرائيلى عبر من أجواء مصر والسعودية وهذا كذب وغير صحيح بالمرة ومع ذلك سوف نذكر الرؤية الإسرائيلية حيث وردت كما يلى: أن القوات الجوية الإسرائيلية قامت بالتحليق لمدة أربع ساعات من إسرائيل حتى وصولها لجنوب الخرطوم، وأنها اخترقت أنظمة الدفاع الجوى الموجودة جنوب البحر الأحمر، والتى تراقب المياه الدولية هناك، كما أنها اجتازت نظام الرادار فى السودان.
مضيفاً: كانت الطائرات الإسرائيلية على أتم الاستعداد فى تمام الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء، الموافق 22 أكتوبر وقبل هذا التوقيت بساعات قليلة حلقت مروحيتان على ارتفاع منخفض فوق البحر الأحمر، ثم قامت القوات الخاصة الإسرائيلية بتشكيل فريق إنقاذ بالقرب من السواحل السودانية فى حال اضطر أحد الطيارين الإسرائيليين للهبوط اضطرارياً فى الظلام، وظلوا منتظرين حتى وصول الطائرات المقاتلة، وبعد 90 دقيقة انضمت الطائرة المزودة للوقود للسرب الإسرائيلى قبل الدخول للسودان حتى تتلاشى خطر فقدان خزانات الوقود بشكل كامل، مضيفاً أنه فى هذه المرحلة تعطلت الرادارات الخاصة بالدفاع الجوى السودانى ورادارات مطار الخرطوم، وبعد الهجوم وجه الطيارون الإسرائيليون رسالة للقيادة فى تل أبيب مفادها، «أن العملية تمت على ما يرام والرجال فى طريقهم إلى البيت».
وقال موقع إخبارى إسرائيلى إن التخطيط للعملية العسكرية من جانب تل أبيب تم عقب العثور على وثائق خاصة بالقيادى بحركة حماس محمود المبحوح، الذى تم اغتياله على يد عناصر من جهاز الموساد عام 2010 ب«دبى».
وأوضح الموقع أن حوالى 8 طائرات من طراز F-15 كانت تحمل قنبلتين تزن أربعة أطنان هاجمت مجمع «اليرموك» جنوب غرب الخرطوم، مشيراً إلى أن صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية أكدت هذه المعلومات أيضاً من خلال تقارير أجنبية حصلت عليها من عدة مصادر للمعلومات، مشيرة إلى أن الهجوم تم الاستعداد له منذ حوالى عامين.
ونقل الموقع الإسرائيلى عن مصدر عسكرى، لم يكشف عن هويته، قوله: «إن الهجوم كان بروفة للهجوم الإسرائيلى المحتمل على المنشآت النووية الإيرانية واستعراضا للقوة، ولكنه كان فقط جزءا بسيطا من قدراتنا لكى يشاهده الإيرانيون ليعدوا الأيام بعد فصل الربيع المقبل».
وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن الهجوم تسبب فى حالة من الذعر بعد الهجوم الكبير على جنوب المدينة، حيث قال شهود عيان إنهم سمعوا دوى سلسلة من الانفجارات تليها أصوات انفجارات ذخيرة وكان له تأثير مزدوج وهى انفجار الذخائر بمصنع اليرموك قبل سماع دوى الانفجارات الضخمة.
وزعم الموقع أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية اكتشفت فيما بعد، وجود قوة كبيرة من الفنيين الإيرانيين فى الخرطوم، تم إرسالهم من طهران لإنتاج الأسلحة الكيميائية هناك، مضيفا أن هذه العمليات تمت تحت إشراف الحرس الثورى الإيرانى، وكانوا يسعون لصنع صواريخ «شهاب» الباليستية الإيرانية المتقدمة.
وقال مصدر عسكرى إسرائيلى آخر، لم يكشف الموقع الإسرائيلى عن اسمه، إن «الإيرانيين وجدوا صعوبة فى نقل الأسلحة والذخيرة لحماس وحلفائها فى المنطقة، بسبب خشيتهم من استهدافها فى البحر من جانب إسرائيل، لذلك قرروا إرسال هذه الصواريخ الباليستية لإسرائيل عبر السودان أو سيناء، لكى تكون تهديدا مباشرا لها».
وفى السياق نفسه، قال تقرير «الصنداى تايمز»، إن قائد سلاح الجو الإسرائيلى الجنرال أمير إيشيل أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن العملية العسكرية فى السودان ستكون ناجحة، وأنه سيشرف عليها بشكل مباشر، موضحا أن العملية استمر التدريب لها لمدة أسابيع، واستخدم خلالها نموذجا للمصنع للتمارين عليه المدى الطويل، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أغلقت سفارتها فى الخرطوم خوفا من الانتقام.
رد فعل
وكان مواطنو ولاية الخرطوم وتحديدا أحياء الخرطوم جنوب قد استيقظوا على دوى انفجارات هائلة منتصف ليلة الثلاثاء 23 أكتوبر هزت الأرجاء وروعت ساكنى تلك المناطق، وكان مصنع اليرموك للذخيرة المكان الذى انطلقت منه أصوات مدوية وقالت شاهدة عيان: «كنت مستيقظة وفى منتصف الليل سمعت أصوات انفجارات ورأيت طائرتين أضاءت إحداهما وقصفت الأخرى».
وأضافت: «عشنا حالة من الرعب فخرجنا مذعورين إلى الشارع لنجد عددا من المواطنين وهم مذهولون يحاولون استيعاب ما حدث».
وقالت مواطنة رفضت ذكر اسمها إن طائرة واحدة أضاءت المكان ثم قصفت المصنع وأصابت شظية منزلها وقالت إنهم عثروا على بقايا شظية تحت الأشجار أمام المنزل .
المواطن أ .ه (أعمال حرة) أكد أن طائرتين تسيران فى اتجاه عكسى أطلقت واحدة ضوء بينما أطلقت الأخرى صواريخ اشتعلت النيران بعدها وقال ( يا سبحان الله ) تغير اتجاه الهواء على غير العادة من الجنوب إلى الشمال إلى العكس، النار كانت فى طريقها إلى مستودعات الغاز ولكن لطف الله حال دون وقوع كارثة.
م. ع (طالب) قال: كنت مستيقظا ورأيت طائرات فى الجو تضىء المكان وسمعنا أصوات انفجارات لمدة نصف ساعة أسفرت عن تهشيم كامل لزجاج المنزل، اتصلت بالنجدة والإسعاف، بعض السكان ركضوا حتى جبل أولياء من الخوف والهلع.
وأضاف اتجهنا بعد ذلك إلى منطقة (جبرة) جنوب المستودعات مباشرة ودخلنا الى منزل أصابته دانة اخترقت جدرانه واستقرت فى إحدى الغرف قيد التشييد فى الطابق الثانى ولم يصب أحد بأذى وتم حملها فيما بعد من قبل الجهات الأمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.