قرصنة دولية ومحاولة لنهب الموارد، أول رد فعل لفنزويلا بعد استيلاء على ناقلة نفط أمام سواحلها    ماسك يتحدث عن إلهان عمر وممداني والجحيم الشيوعي    يوسى كوهين شاهد من أهلها.. مصر القوية والموساد    لمدة 6 ساعات خطة انقطاع المياه اليوم في محافظة الدقهلية    مجلس النواب الأمريكي يصوّت بالأغلبية لصالح إلغاء قانون عقوبات "قيصر" ضد سوريا    DC تطرح أول بوستر رسمي لفيلم Supergirl    قرار جديد ضد المتهم بالتحرش بفنانة شهيرة في النزهة    فنزويلا تتهم الولايات المتحدة ب"السرقة الصارخة" بعد مصادرة ناقلة نفط في الكاريبي    ناسا تفقد الاتصال بالمركبة مافن التي تدور حول المريخ منذ عقد    التعاون الإسلامي تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية    خريطة برلمانية جديدة بانتظار حكم «الإدارية العليا» في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    سلوى عثمان: أخذت من والدتي التضحية ومن والدي فنيًا الالتزام    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    أول قرار ضد مضطرب نفسي تعدى على رجال الشرطة لفظيا دون سبب بمدينة نصر    التحقيق مع شخص يوزع بطاقات دعائية على الناخبين بالطالبية    مراكز الإصلاح والتأهيل فلسفة إصلاحية جديدة.. الإنسان أولًا    أحمد مراد يعتذر عن تصريحه الأخير المثير للجدل عن فيلم الست    رفض الأسلوب المهين من ضابط وإعطاء مفتاح سيارته له ..وفاة شاب تحت التعذيب بقسم شرطة ثالث المحلة    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    يوفنتوس ينتصر على بافوس بثنائية نظيفة    تعرف على اسعار العملات الأجنبيةوالعربية أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 11ديسمبر 2025    "شغّلني" تُطلق مشروع تشغيل شباب الصعيد بسوهاج وقنا    لماذا تجدد أبواق السيسى شائعات عن وفاة مرشد الإخوان د. بديع بمحبسه؟    خالد أبو بكر يشيد بجهاز مستقبل مصر في استصلاح الأراضي: سرعة العمل أهم عامل    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    عاجل - قرار الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في ثالث خفض خلال 2025    تصعيد سياسي في اليمن بعد تحركات عسكرية للمجلس الانتقالي    أرسنال يسحق كلوب بروج بثلاثية خارج الديار    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11ديسمبر 2025........مواعيد الأذان في محافظة المنيا    سلمان خان وإدريس إلبا وريز أحمد فى حفل جولدن جلوب بمهرجان البحر الأحمر    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    الرفق بالحيوان: تخصيص أرض لإيواء الكلاب الضالة أحد حلول انتشار هذه الظاهرة    منتخب مصر يواصل تدريباته بمركز المنتخبات الوطنية استعدادا لأمم إفريقيا (صور)    رودريجو: ليس لدي مشكلة في اللعب على الجانب الأيمن.. المهم أن أشارك    كرة طائرة - خسارة سيدات الزمالك أمام كونيجيليانو الإيطالي في ثاني مواجهات مونديال الأندية    "جنوب الوادي للأسمنت" و"العالمية للاستثمار" يتصدران ارتفاعات البورصة المصرية    البنك المركزي: معدل التضخم الأساسي السنوي يسجل 12.5% في نوفمبر 2025    حقيقة منع شيرين عبد الوهاب من رؤية ابنتيها وإفلاسها.. ما القصة؟    "امرأة هزت عرش التحدي".. الموسم الثاني من مسابقة المرأة الذهبية للمركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة    القبض على شخص اقتحم مدرسة بالإسماعيلية واعتدى على معلم ب "مقص"    المتهم بتجميع بطاقات الناخبين: «كنت بستعلم عن اللجان»    4 فوائد للملح تدفعنا لتناوله ولكن بحذر    أعراض اعوجاج العمود الفقري وأسبابه ومخاطر ذلك    معهد التغذية يكشف عن أطعمة ترفع المناعة في الشتاء بشكل طبيعي    انتبهي إلى طعامك خلال الأشهر الأولى من الحمل.. إليك قائمة بالمحاذير    الأرقام تكشف.. كيف أنقذ صلاح ليفربول من سنوات الفشل إلى منصات التتويج.. فيديو    مستشار وزير الثقافة: إدارج "الكشري" في قائمة تراث اليونسكو يمثل اعترافًا دوليًا بهويتنا وثقافتنا    أستاذ علوم سياسية: المواطن استعاد ثقته في أن صوته سيصل لمن يختاره    الزوامل والتماسيح: العبث البيئي وثمن الأمن المجتمعي المفقود    ضبط شاب ينتحل صفة أخصائى علاج طبيعى ويدير مركزا غير مرخص فى سوهاج    البابا تواضروس يهنئ الكنيسة ببدء شهر كيهك    ارتفاع الأسهم الأمريكية بعد قرار مجلس الاحتياط خفض الفائدة    ترامب: الفساد في أوكرانيا متفشٍ وغياب الانتخابات يثير تساؤلات حول الديمقراطية    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    ساوندرز: ليفربول ألقى صلاح تحت الحافلة؟ تقاضى 60 مليون جنيه إسترليني    "الصحة" تكشف عن الفيروس الأكثر انتشارا بين المواطنين حاليا    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مصطفى عثمان ل أكتوبر :حق الرد على إسرائيل لا يسقط بالتقادم
نشر في أكتوبر يوم 04 - 11 - 2012

الاعتداء الإسرائيلى على السودان لن يكون الأخير على الدول العربية وإن اختلفت أساليبه وسيناريوهاته فقد اختارت تل أبيب التوقيت القاتل لضرب مصنع اليرموك مستغلة انشغال العرب بتداعيات الخريف العربى واشتعال الأوضاع فى سوريا وفى السابق ضربت أمريكا مصنع الشفاء لصناعة الأدوية بحجة تصنيعه لأسلحة محظورة واليوم العدوان مشترك إسرائيلى أمريكى، لكن أى عدوان لن يسقط بالتقادم ومحاولة الزج باسم طهران لن يثنى العرب الدفاع عن السيادة لأى دولة عربية فقد وصفت الجامعة العربية الاعتداء الإسرائيلى على السودان بالإرهاب كما أدانته مصر – لكن الأمم المتحدة ومجلس الأمن فضلا الصمت – وعليه هل تصعّد الدول العربية الأزمة بعد الدعوة لاجتماع وزارى عربى طارئ فى السطور التالية.
فى البداية أوضح الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار السودانى فى اتصال هاتفى مع «أكتوبر» أن بلاده قدمت شكوى حول العدوان الإسرائيلى على مصنع اليرموك إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة وبعض القوى الدولية، وأشاد بموقف مصر والجامعة العربية فى إدانتهما للعدوان على السودان، وأفاد بأن استهداف السودان يأتى بسبب استراتيجية دعمها للقضايا العربية خاصة فلسطين وقال: لدينا قناعة تامة وإجماع وطنى شامل على ضرورة حماية الأمن القومى وإذا كان السودان عاجزا فى الوقت الراهن عن الرد على إسرائيل فلن يكون عاجزا إلى الأبد وحق الرد لن يسقط بالتقادم ونُذكر العدو بحرب 1967والتى استطاعت بعدها مصر تحقيق النصر وهزيمة إسرائيل فى عام 1973، كما أن إسرائيل ليست محصنة ومؤخرا اخترقت طائرة من لبنان مجالها الجوى وقامت بجولة.
وقال: إن الاعتداء الإسرائيلى وحّد الساحة الداخلية بنسبة مائة فى المائة ونبّه القيادة فى الداخل بأن إسرائيل «مفزوعة» من الربيع العربى وترى فيه بداية النهاية للسيطرة الإسرائيلية. وتوقع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بداية تفكك إسرائيل من الداخل وقال إن ما تردده حول ضربة محتملة لإيران مجرد مزايدات وحرب إعلامية. وردا على سؤال حول اتهام إسرائيل لإيران باستخدام مصنع اليرموك لصناعة الاسلحة أوضح أن هذا الكلام مجرد وهم لأنه إذا كان هذا صحيحًا لوجدنا أحد المصابين أو ممن قتلوا من الإيرانيين وهذا لم يحدث. وأضاف أن إسرائيل بدأت تشعر بالدعم العربى والإسلامى للسودان ولهذا وضعت إيران كمبرر للاعتداء على السودان.
ومن جانبه اتهم القائم بأعمال السفير الإيرانى فى القاهرة مجتبى أمانى واشنطن بدعم إسرائيل فى الاعتداء على السودان لإرضاء اللوبى الصهيونى وقال إن كل المسئولين فى أمريكا يتسابقون فى الإعلان عن دعم إسرائيل وحمايتها حتى فى الأعمال غير القانونية التى تقوم بها واعتبر العدوان على السودان «أمريكيا إسرائيليا» وحول الاتهامات الإسرائيلية باستخدام إيران لمصنع اليرموك أوضح مجتبى: لدينا علاقات طيبة بالسودان وفى كل الاتجاهات، لكن الدفع بأكاذيب غير واقعية أمر غير مقبول، والسودان بلد مستقل ولا يحق لإسرائيل أو أية دولة الهجوم والاعتداء عليه تحت أى مسمى وأضاف أن بلاده تدعم السودان وستعمل من أجل حمايته على المستوى الدولى حتى لا يتكرر ما حدث. وحول الموقف الإيرانى من الشكوى التى تقدم بها السودان إلى مجلس الأمن أوضح أن بعض المؤسسات والمنظمات الدولية والدول الغربية سوف تستغل الشكوى لتنفيذ أهدافها كما أن مجلس الأمن لن يصدر أى قرار لصالح السودان ولهذا سوف نساعد الخرطوم ولن نتخلى عنها.
يذكر أن مجموعة من السفن الحربية الإيرانية قد رست فى ميناء بورسودان السودانى وتضم السفينة «خارك»، والمدمرة «الشهيد نقدى»، ويبلغ عدد أفراد طاقم السفينة خارك 250 شخصا، ويمكن أن تحمل ثلاث مروحيات، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وقال تقرير لمكتب العلاقات العامة بالبحرية الإيرانية، إن الزيارة «تهدف إلى نقل رسالة سلام وصداقة لدول الجوار، وضمان الأمن للنقل والشحن ضد القرصنة البحرية».
وتأتى زيارة السفن الحربية الإيرانية بعد مرور قرابة أسبوع على وقوع تفجيرات فى مصنع اليرموك السودانى، حيث ألقت الخرطوم المسئولية عنها على عاتق إسرائيل.
ومن اللافت أن إسرائيل التزمت الصمت إزاء الاتهامات السودانية غير أن رئيس الهيئة السياسية والأمنية فى وزارة الدفاع عاموس جلعاد وصف السودان بأنه «دولة إرهابية خطيرة»، فيما وصفه الرئيس السودانى عمر البشير بأنه «مجرم حرب».
وقال: إن «السودان كان دائما قاعدة لعمليات زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى السابق أسامة بن لادن، النظام السودانى مدعوم من إيران، وأراضيه تشكل نقطة عبور من خلال الأراضى المصرية لنقل أسلحة إيرانية إلى إرهابيى حماس والجهاد الإسلامى.
موقف مصر والجامعة
وكان أول رد فعل غاضب من مصر حيث أعلنت تضامنها مع السودان وأصدرت بيانا أعربت خلاله عن إدانتها للهجوم الإرهابى الذى استهدف مصنع اليرموك كما أجرى وزير الخارجية محمد عمرو كامل اتصالا هاتفيا مع صلاح ونسى وزير الدولة السودانى للشئون الخارجية، وأكد وزير الخارجية دعم مصر لأى إجراء تتخذه الحكومة السودانية فى مختلف المحافل الدولية، بما فى ذلك مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فى مواجهة هذا الهجوم الغادر.
وأشاد أحمد بلال عثمان وزير الثقافة والإعلام بالسودان ونائب الأمين العام للحزب الاتحادى الديمقراطى بمواقف مصر الرسمية والشعبية تجاه السودان، وأكد أن مصر مؤهلة للعب دور فعال فى المنطقة.
جاء ذلك فى تصريح للوزير السودانى بعد لقائه وفدا شعبيا مصريا قام بزيارة الخرطوم مؤخرا تأكيدا على موقف مصر الرافض للعدوان الإسرائيلى على مجمع «اليرموك».
وأضاف الوزير أن السودان افتقد فى السابق الدور المصرى والآن وبعد الثورة المصرية المجيدة عاد هذا الدور مرة أخرى إلى الحضور السياسى والاجتماعى والاقتصادى مع السودان وكل أفريقيا والوطن العربي، قائلا: «إن هذا بشرى خير للسودان».
وحول الرسالة التى يمكن أن يبعثها الوفد المصرى من خلال الزيارة قال وزير الإعلام إن مضمونها أن السودان ليس معزولا وليس وحيدا ولا يمكن الاستفراد أو الاستهانة به، وإنما هذه الضربة ستحرك كل الشعب العربى والشعب المصرى على وجه الخصوص ليقف متضامنا مع السودان».
من جهته، استنكر الوفد الشعبى المصرى العدوان الإسرائيلى على مصنع اليرموك، مؤكدا وقوفه مع شعب وحكومة السودان. يذكر أن الوفد الشعبى المصرى ضم سبعة أحزاب هى الحرية والعدالة، البناء والتنمية، الوسط، التيار المصري، التيار الشعبي، حزب مصر القوية، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي، بالإضافة إلى عدد من الاتحادات والنقابات.
وعلى الرغم من انشغال الجامعة العربية بزيارة الأخضر الإبراهيمى لها مع وفد الحكماء وإعلان هدنة العيد فى سوريا إلا أن الجامعة العربية أصدرت بيانا عاجلا أدانت فيه الاعتداء على مصنع اليرموك بالخرطوم ووصفته بالعمل الإرهابى فور سماعها لما تناقلته وسائل الإعلام السودانية أن طائرات حربية إسرائيلية وراء هذا العدوان.
وتتابع الأمانة العامة عن كثب التحقيقات الجارية حاليا فى السودان للوقوف على تفاصيل هذا العدوان الغادر على دولة عربية ذات سيادة، كما يجرى تشاور وثيق بين الأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية السودان بشأن الإجراءات التى سيتم اللجوء إليها لمواجهة هذا العدوان الإرهابى. لكن تبقى التساؤلات مطروحة حول دور الجامعة العربية ودولها والأمانة العامة وهل سيكون هناك مواقف أخرى للرد والردع؟ وهل ستدعو الجامعة لاجتماع وزارى عربى طارئ لتصعيد الموقف حتى لا يتكرر هذا العدوان؟ أم أن الحدث انتهى ويمكن أن يحدث تباعا فى عواصم عربية أخرى دون أن يتحرك أحد لاتخاذ مواقف رادعة توقف عربدة إسرائيل فى بعض العواصم العربية وهل أقدمت إسرائيل على هذا العمل بدون علم واشنطن أم بمباركة العدوان؟ ولماذا لم يصدر عن الاتحاد الأفريقى أى موقف حتى كتابة هذه السطور وهل صحيح أن السلاح الإسرئيلى انطلق من العمق الافريقى؟ حتما سنشهد ردا شافيا خلال الأيام المقبلة.
تبقى الاتهامات موجهة صوب دولة الجنوب التى تعتمد على تل أبيب فى التنمية والإعمار لكن – السودان تلقى تطمينات من قادة دولة الجنوب حول عدم الاستمرار فى دعم قادة الحركات المسلحة وقطاع الشمال، تنفيذا للاتفاق المشترك الذى تم التوقيع عليه فى أديس أبابا، فيما رهن نجاح ملف الترتيبات الأمنية المتفق عليه مع دولة الجنوب بأن تقوم الأخيرة بطرد المتمردين وعدم تقديم الدعم الفنى والعسكرى لهم.
وكان الرئيس السودانى عمر حسن البشير قد قام بزيارة إلى دولة الجنوب بعد حوالى 20ساعة من العدوان الإسرائيلى فيما أوضح على كرتى وزير الخارجية أن زيارة الرئيس تشكل بداية جديدة للعلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان.
وأعلن عن انعقاد اللجنة السياسية الأمنية مطلع شهر فبراير بجوبا، مشيرا إلى التواصل المستمر بين وزارة الخارجية فى كلا البلدين للتشاور والتنسيق والعمل معا لصالح البلدين.
معركة اليرموك
تعددت الروايات حول المواقع التى انطلقت منها الأهداف الإسرائيلية ضد مصنع اليرموك ووفقا للرواية الإسرائيلية والتى تستهدف إحداث وقيعة بين الدول العربية فإن السلاح الإسرائيلى عبر من أجواء مصر والسعودية وهذا كذب وغير صحيح بالمرة ومع ذلك سوف نذكر الرؤية الإسرائيلية حيث وردت كما يلى: أن القوات الجوية الإسرائيلية قامت بالتحليق لمدة أربع ساعات من إسرائيل حتى وصولها لجنوب الخرطوم، وأنها اخترقت أنظمة الدفاع الجوى الموجودة جنوب البحر الأحمر، والتى تراقب المياه الدولية هناك، كما أنها اجتازت نظام الرادار فى السودان.
مضيفاً: كانت الطائرات الإسرائيلية على أتم الاستعداد فى تمام الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء، الموافق 22 أكتوبر وقبل هذا التوقيت بساعات قليلة حلقت مروحيتان على ارتفاع منخفض فوق البحر الأحمر، ثم قامت القوات الخاصة الإسرائيلية بتشكيل فريق إنقاذ بالقرب من السواحل السودانية فى حال اضطر أحد الطيارين الإسرائيليين للهبوط اضطرارياً فى الظلام، وظلوا منتظرين حتى وصول الطائرات المقاتلة، وبعد 90 دقيقة انضمت الطائرة المزودة للوقود للسرب الإسرائيلى قبل الدخول للسودان حتى تتلاشى خطر فقدان خزانات الوقود بشكل كامل، مضيفاً أنه فى هذه المرحلة تعطلت الرادارات الخاصة بالدفاع الجوى السودانى ورادارات مطار الخرطوم، وبعد الهجوم وجه الطيارون الإسرائيليون رسالة للقيادة فى تل أبيب مفادها، «أن العملية تمت على ما يرام والرجال فى طريقهم إلى البيت».
وقال موقع إخبارى إسرائيلى إن التخطيط للعملية العسكرية من جانب تل أبيب تم عقب العثور على وثائق خاصة بالقيادى بحركة حماس محمود المبحوح، الذى تم اغتياله على يد عناصر من جهاز الموساد عام 2010 ب«دبى».
وأوضح الموقع أن حوالى 8 طائرات من طراز F-15 كانت تحمل قنبلتين تزن أربعة أطنان هاجمت مجمع «اليرموك» جنوب غرب الخرطوم، مشيراً إلى أن صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية أكدت هذه المعلومات أيضاً من خلال تقارير أجنبية حصلت عليها من عدة مصادر للمعلومات، مشيرة إلى أن الهجوم تم الاستعداد له منذ حوالى عامين.
ونقل الموقع الإسرائيلى عن مصدر عسكرى، لم يكشف عن هويته، قوله: «إن الهجوم كان بروفة للهجوم الإسرائيلى المحتمل على المنشآت النووية الإيرانية واستعراضا للقوة، ولكنه كان فقط جزءا بسيطا من قدراتنا لكى يشاهده الإيرانيون ليعدوا الأيام بعد فصل الربيع المقبل».
وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن الهجوم تسبب فى حالة من الذعر بعد الهجوم الكبير على جنوب المدينة، حيث قال شهود عيان إنهم سمعوا دوى سلسلة من الانفجارات تليها أصوات انفجارات ذخيرة وكان له تأثير مزدوج وهى انفجار الذخائر بمصنع اليرموك قبل سماع دوى الانفجارات الضخمة.
وزعم الموقع أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية اكتشفت فيما بعد، وجود قوة كبيرة من الفنيين الإيرانيين فى الخرطوم، تم إرسالهم من طهران لإنتاج الأسلحة الكيميائية هناك، مضيفا أن هذه العمليات تمت تحت إشراف الحرس الثورى الإيرانى، وكانوا يسعون لصنع صواريخ «شهاب» الباليستية الإيرانية المتقدمة.
وقال مصدر عسكرى إسرائيلى آخر، لم يكشف الموقع الإسرائيلى عن اسمه، إن «الإيرانيين وجدوا صعوبة فى نقل الأسلحة والذخيرة لحماس وحلفائها فى المنطقة، بسبب خشيتهم من استهدافها فى البحر من جانب إسرائيل، لذلك قرروا إرسال هذه الصواريخ الباليستية لإسرائيل عبر السودان أو سيناء، لكى تكون تهديدا مباشرا لها».
وفى السياق نفسه، قال تقرير «الصنداى تايمز»، إن قائد سلاح الجو الإسرائيلى الجنرال أمير إيشيل أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن العملية العسكرية فى السودان ستكون ناجحة، وأنه سيشرف عليها بشكل مباشر، موضحا أن العملية استمر التدريب لها لمدة أسابيع، واستخدم خلالها نموذجا للمصنع للتمارين عليه المدى الطويل، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أغلقت سفارتها فى الخرطوم خوفا من الانتقام.
رد فعل
وكان مواطنو ولاية الخرطوم وتحديدا أحياء الخرطوم جنوب قد استيقظوا على دوى انفجارات هائلة منتصف ليلة الثلاثاء 23 أكتوبر هزت الأرجاء وروعت ساكنى تلك المناطق، وكان مصنع اليرموك للذخيرة المكان الذى انطلقت منه أصوات مدوية وقالت شاهدة عيان: «كنت مستيقظة وفى منتصف الليل سمعت أصوات انفجارات ورأيت طائرتين أضاءت إحداهما وقصفت الأخرى».
وأضافت: «عشنا حالة من الرعب فخرجنا مذعورين إلى الشارع لنجد عددا من المواطنين وهم مذهولون يحاولون استيعاب ما حدث».
وقالت مواطنة رفضت ذكر اسمها إن طائرة واحدة أضاءت المكان ثم قصفت المصنع وأصابت شظية منزلها وقالت إنهم عثروا على بقايا شظية تحت الأشجار أمام المنزل .
المواطن أ .ه (أعمال حرة) أكد أن طائرتين تسيران فى اتجاه عكسى أطلقت واحدة ضوء بينما أطلقت الأخرى صواريخ اشتعلت النيران بعدها وقال ( يا سبحان الله ) تغير اتجاه الهواء على غير العادة من الجنوب إلى الشمال إلى العكس، النار كانت فى طريقها إلى مستودعات الغاز ولكن لطف الله حال دون وقوع كارثة.
م. ع (طالب) قال: كنت مستيقظا ورأيت طائرات فى الجو تضىء المكان وسمعنا أصوات انفجارات لمدة نصف ساعة أسفرت عن تهشيم كامل لزجاج المنزل، اتصلت بالنجدة والإسعاف، بعض السكان ركضوا حتى جبل أولياء من الخوف والهلع.
وأضاف اتجهنا بعد ذلك إلى منطقة (جبرة) جنوب المستودعات مباشرة ودخلنا الى منزل أصابته دانة اخترقت جدرانه واستقرت فى إحدى الغرف قيد التشييد فى الطابق الثانى ولم يصب أحد بأذى وتم حملها فيما بعد من قبل الجهات الأمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.