لم يكن الاعتداء الصهيونى على مصنع "اليرموك" السودانى لتصنيع السلاح هو الاعتداء الأول من نوعه على السودان، وانتهاك سيادة هذا البلد العربى، حيث شهدت السنوات الأربع الماضية وقوع سلسلة من الهجمات الجوية الإسرائيلية على السودان. كان أولها فى يناير 2009، عندما قامت طائرة إسرائيلية بقصف قافلة شاحنات تم الزعم أنها كانت محملة بالسلاح المنقول من ميناء بورسودان لقطاع غزة، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، وذكرت بعض التقارير المنشورة آنذاك أن إسرائيل قامت قبل هذا الهجوم بأسبوع بقصف سفينة أسلحة إيرانية قبل تفريغ حمولتها فى بورسودان. وفى إبريل 2011، انطلقت طائرة إسرائيلية عبر البحر الأحمر حتى وصلت السودان وقامت بقصف سيارة خاصة بالقرب من ميناء بورسودان أيضا، مما أسفر عن مصرع -ما قيل إنه- "تاجر سلاح كبير". وفى مايو 2012، لقى شخصان مصرعهما فى انفجار فى بورسودان، وذكر شهود عيان أن طائرة قدمت من اتجاه البحر قامت باستهدافهما. ومؤخرًا نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية عن مصادر استخباراتية غربية قولها: إن استهداف مصنع اليرموك لم يكن هو الاعتداء الإسرائيلى الوحيد ضد السودان خلال الأيام الماضية، حيث أكدت تلك المصادر أن طائرة إسرائيلية دون طيار قامت الأسبوع الماضى باستهداف قافلة سيارات جنوبالخرطوم، زعم أنها كانت محملة بأكثر من 200 طن من الأسلحة والصواريخ وكانت فى طريقها إلى قطاع غزة. كان موقع ديبكا العبرى الإلكترونى -المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية- زعم أن مصنع اليرموك السودانى لتصنيع الأسلحة الذى تم تفجيره من خلال قصفه من خلال أربع طائرات حربية، كان قد بدأ فى الآونة الأخيرة فى إنتاج صواريخ أرض-أرض الإيرانية طراز شهاب، لاستخدامها كاحتياطى إستراتيجى للصواريخ الباليسية الإيرانية فى حال نشوب حرب فى المنطقة. وكانت السودان اتهمت إسرائيل رسميًّا بالوقوف خلف هذا التفجير، وذكرت الخرطوم أنها تحفظ لنفسها حق الرد، وتوقعت مصادر استخباراتية أن الرد السودانى سيكون ضد الأهداف الإسرائيلية الموجودة فى دولة جنوب السودان، بينما نفى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أى صلة لبلاده بهذا الهجوم. ويرى موقع ديبكا أيضا أن هذا القصف الإسرائيلى لمصنع اليرموك السودانى هو بمثابة بروفة نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية على ضرب المواقع النووية الإيرانية، لأن المسافة من إسرائيل وحتى موقع التفجير تتراوح ما بين 1800-1900 كم، وهى مسافة تزيد عن المسافة التى ستحتاج الطائرات الإسرائيلية إلى قطعها لضرب المواقع النووية الإيرانية فى كل من نتانز وبوردو، التى تقدر بحوالى 1600 كم. وهو ما يستوجب تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود جوًّا خلال هذه الرحلة الطويلة.