حملت الزيارة التى قام بها الرئيس محمد مرسى إلى الولاياتالمتحدة بحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة العديد من الملفات واللقاءات التى تواصلت على مدار 72 ساعة. الرئيس محمد مرسي أكد أن حضوره وحديثه إلى الجمعية العامة يحمل معاني عديدة تتجلى في أنه أول رئيس مصري مدني منتخب ديمقراطي بإرادة شعبية حرة في أعقاب ثورة سلمية عظيمة، شهد لها العالم كله، هذه الثورة التي أسست شرعية حقيقية لإرادة الشعب المصري بكل أبنائه وفئاته، داخل وخارج مصر الوطن، وكان لهذا الشعب بفضل الله ما أراد».. كما اكد الرئيس الدكتور محمد مرسى إنه لا بد للمجتمع الدولى أن يتحرك الآن لوضع حد للاستيطان وتهويد القدس، مضيفا، نريد أن نؤسس القضية الفلسطينية على الشرعية، وقد عبر الشعب الفلسطينى عن نيته الفعلية لاستعادة حقوقه، ورغم جهاد هذا الشعب المتواصل وتبنيه لجميع الأساليب المشروعة ووجود الممثلين للشرعية الدولية، ورغم كل ذلك تظل هذه القرارات الدولية، بكل أسف، غير قادرة على تحقيق آمال الشعب الفلسطينى. وقد حاز خطاب الرئيس محمد مرسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء الماضى، اهتمام الصحف الدولية التي حرصت على التعليق على ما تناوله الخطاب. أشاد علاء بيومي الباحث السياسي بخطاب الرئيس محمد مرسي، الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن مرسي كان واثقا من نفسه، وتحدث وكأنه يشارك في الجمعية العامة للمرة العشرين. وأكد بيومي أن خطاب الرئيس كان سياسيا دبلوماسيا مثقلا بمصطلحات دبلوماسية، وناقش العديد من القضايا الدولية، وأن خطابه عبر عن مواقف الدبلوماسية المصرية، كما أنه يحاول أن يقدم لمرحلة جيدة من العمل العربي والإسلامي. وأوضح أن الرئيس أراد توضيح أن هناك روحا عربية وإسلامية جديدة، وإن مصر تريد أن تحقق إرادة الشعوب في تحقيق أحلام قديمة تتعلق بالتكامل والتنمية، وعدم التدخل في شئونها، مشيرا إلى إنه لم يذكر إسرائيل مرة واحدة في خطابه، بينما قال إن فلسطين هي أولوية العالم، وإنه يريد إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. من جانبه أكد الدكتور علاء عبد الحفيظ رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة أسيوط أن الرئيس مرسي تناول في خطابه القضية الأكثر عمقا و تأثيرا في الشارع العربي و هي القضية الفلسطينية مشيرا إلى الرئيس مرسي أكد على معاناة الفلسطينيين تحت وطأة الاحتلال ثم جاء الملف السوري الذي أكد فيه مرسي على المبادرة المصرية و الدول التي لها علاقة بالملف بشكل مباشر و يمكن أن تؤدي دورا مثل تركيا و إيران والسعودية والعراق و غيرها. و أوضح عبد الحفيظ أن الملمح الرئيسي الجديد هو البعد الأفريقي في الخطاب لافتا إلى تناول الرئيس للأوضاع في السودان الذي له تأثير كبير على الداخل المصرى الملفات الأمنية خاصة أن السودان يمر بحالة اقتصادية صعبة و في حاجة لدعم حقيقي، بين عبد الحفيظ كيف أن السودان كما قال الرئيس قدم الكثير و أدى التزاماته و كان اول من اعترف بدولة الجنوب و لم يحصل على شيء مقابل ذلك . من جانبه أكد الدكتور عمرو أبو الفضل الخبير بمركز الجمهورية للدراسات الأمنية و الاستراتيجية أن خطاب الرئيس قد عرض الثوابت المصرية تجاه القضايا المختلفة سواء منها الدولية أو الإقليمية مثل قضية الحد من السلاح النووي . و أضاف أنه سعيد بتناول الرئيس لأفريقيا في خطابه مشيرا أن مصر لا تملك الكثير لتقدمه لأفريقيا في الوقت الراهن نظرا لتعدد الملفات الداخلية العالقة . و حول تجنب الرئيس للحديث عن إسرائيل أكد أبو الفضل أن هذا النهج واضح في خطابات الرئيس منذ صعوده لسدة الحكم و هو رفضه الدائم للحديث عن إسرائيل وتعمده الحديث عن القضيةالفلسطينية في العام و المطلق و إن كان حديثه عن الحد من الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط يتعلق في الأساس بإسرائيل . و قال أبو الفضل حديث الرئيس عن حق امتلاك الدول للطاقة النووية السلمية يحمل في طياته دعم إيران في هذه النقطة لأنه لا يوجد إلى الآن دلائل حقيقية على مشروع نووي إيراني و إيران ما زالت تحت سقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد الدكتور – محمد مرسى فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أعمالها الثلاثاء 25 سبتمبر في نيويورك : «لقد حققنا في مصر خطوات فعالة في مسيرة النهضة لإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة تستوعب العصر وتقوم علي سيادة القانون والديموقراطية وإحترام حقوق الانسان دون تفريط في قيمنا الراسخة».. مضيفا القول «إن ثورتنا العظيمة كانت بين أمور أخرى بمثابة ناقوس إنذار لكل من يحاول أن يقدم مصالحه على مصالح الشعوب». وأكد على احترام مصر لكافة المعاهدات والمواثيق الدولية قائلا: «إن رؤية مصر الجديدة التى نسعى إلى تحقيقها باذن الله لوطننا مصر، هي في ذات الوقت إطار العمل الذي نقدمه للعالم ونسعى للتعاون من خلاله مع المجتمع الدولي في سياق من الندية والاحترام المتبادل، والذي يشمل عدم التدخل في شئون الدول الأخرى،وتطبيق المبادىء والمواثيق والمعاهدات الدولية التى نؤكد التزامنا بها، وفي مقدمتها ميثاق الاممالمتحدة الذي شاركت مصر في صياغته من خلال العمل المستمر والجهد المخلص، سعيا لتسوية المشكلات ومعالجة جذورها دون الاخلال بمبادئ القانون،ولا بالقيم الثابتة التى ينذر التفريط فيها بعواقب وخيمة للمجتمع الدولي إن لم ينتبه لذلك العقلاء والمخلصون في هذا العالم». وأشار إلى ضرورة استعادة الشعب الفلسطيني كافة حقوقه،وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقال : «إن ثمار الحرية والكرامة لا ينبغي أن تكون بعيدة عن شعب فلسطين الشقيق، وانه لمن المشين أن يقبل العالم الحر استمرار طرف في المجتمع الدولي في إنكار حقوق أمة تتوق إلى الاستقلال على مدي عقود مهما كانت المبررات..ومن المشين أيضا أن يستمر الاستيطان في أراضي هذا الشعب الفلسطيني..وتستمر المماطلة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية». وأضاف الرئيس مرسي: «انني ومن منطلق الدفاع عن الحق والحرية والكرامة..الانسانية،ومن منطلق واجبي نحو الأشقاء في فلسطين أضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته التى تحتم تحقيق السلام العادل والشامل،وإنهاء جميع مظاهر احتلال الأراضي العربية وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة». وطالب الرئيس محمد مرسي في كلمته بضرورة «التحرك وبشكل جاد ومن الآن لوضع حد للاحتلال والاستيطان ولتغيير معالم القدسالمحتلة»،داعيا إلى «سلام يؤسس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ويحقق أمنا واستقرارا طال انتظاره لجميع شعوب المنطقة» وقال الرئيس محمد مرسي في كلمته «إن مصر ملتزمة بمواصلة ما بدأته من جهد صادق لإنهاء هذه المأساة الدائرة على أرض سوريا في إطار عربي واقليمي ودولي..إطار يحافظ على وحدة تراب هذا البلد الشقيق، ويضم جميع أطياف الشعب السوري دون تفرقة على أساس عرقي أو ديني ،أو طائفي..ويجنب سوريا خطر التدخل العسكري الأجنبي.. الذى نعارضه». وأكد الرئيس مرسي «أن مصر ستعمل مع أشقائها العرب كي تحتل هذه الأمة مكانتها اللائقة في العالم..فهذه الأمة تمثل مكونا لا ينفصم عن رؤيتها لأمنها القومي للوطن الكبير الذي يمتد من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي..وتمثل مجالا رحبا للتعاون والتفاعل البناء مع كل دول العالم». هو سلام الحق والعدل .. الاستقرار والتنمية .. تبادل المصالح والمنافع .. الحب والاحترام المتبادل .. ولا أظن ذلك صعبا علينا جميعا إذا ما امتدت الأيادي بالتعاون بالنية الخالصة وبالأعمال الصالحة والله يسمع ويرى وكلنا أمل وكلي أمل في مستقبل أفضل لهذا العالم الذى أرجو له كل الخير.