أكد الرئيس محمد مرسي أن مصر لن تتدخل في شئون الدول الأخرى وملتزمة بالمعاهدات الدولية. وقال الرئيس مرسي في كلمته التي ألقاها اليوم الأربعاء أمام الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أعمالها أمس في نيويورك «لقد حققنا في مصر خطوات فعالة في مسيرة النهضة لاقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة تستوعب العصر وتقوم علي سيادة القانون والديموقراطية وإحترام حقوق الانسان دون تفريط في قيمنا الراسخة».. مضيفا القول «إن ثورتنا العظيمة كانت بين أمور أخرى بمثابة ناقوس إنذار لكل من يحاول أن يقدم مصالحه على مصالح الشعوب». وأضاف «إنني أول رئيس مصري منتخب بارادة شعبية بعد ثورة سلمية عظيمة ونسعي لاقامة دولة تنشد العدل والحق والحرية والعدالة الاجتماعية». وفي الشأن الخارجي أكد الرئيس أن مصر تؤكد علي الاحترام المتبادل في العلاقات بين كافة الدول وبما يضمن عدم التدخل في شئون الدول الأخرى وضرورة تطبيق المبادئ والمواثيق والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها ميثاق الأممالمتحدة الذي شاركت مصر في صياغته. وشدد الرئيس مرسي على مطلب مصر بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، ودعم جهود أفريقيا نحو التنمية واستعادة ثرواتها المنهوبة. وأكد الرئيس محمد مرسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دعم مصر التام لأي تحرك فلسطيني في الأممالمتحدة، ودعا المجتمع الدولي لتأييد حقوق الشعب الفلسطيني المناضل حتى ينال حريته ويبني دولته المستقلة..مشددا على أنه يتعين علي المجتمع الدولي بذل كل جهد ممكن لتسوية هذه القضية التى مضت عليها عقود طويلة رغم ما أبداه الشعب لفلسطيني من مرونة. وأعرب الرئيس مرسي عن الأسف إزاء إستمرار الاستيطان الاسرائيلي في أراضي الشعب الفلسطيني..والمماطلة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية..مضيفا القول «إنني أضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته التي تحتم تحقيق السلام العادل والشامل وإنهاء جميع مظاهر الاحتلال»..داعيا لضرروة التحرك وبشكل جاد وفوري لوضع حد للإحتلال والاستيطان ولعمليات تغيير معالم القدسالمحتلة. وحول الأزمة السورية قال الرئيس مرسي «إن همنا الأول هو العمل على وقف نزيف الدم وإنهاء المأساة الانسانية الحالية في سوريا»، مشددا على ضرورة أن يعمل الجميع من أجل وقف نزيف الدماء التي تسيل على أرض سوريا الحبيبة،حيث أن هذه الدماء أثمن من أن تهدر هكذا ليل نهار. وقال إن الشعب السوري الشقيق العزيز على كل مصري ومصرية يستحق أن يتطلع لمستقبل تتحقق له فيه الحرية والكرامة. وأشار الى المبادرة الرباعية التى كان قد إقترحها في مكة في شهر رمضان الماضي فأكد أن هدفها كان ومايزال هو الحفاظ على دماء أبناء الشعب السوري والحيلولة دون تدهور الأمور إلى الاسوأ وتحول الصراع إلى حرب أهلية يتطاير شررها إلى البلدان المجاورة والمنطقة. وأكد «أننا سوف نستمر في جهودنا إلى أن يتمكن الشعب السوري من أن يختار بإرادته الحرة وبعد أن يزول هذا النظام الذي يقتل شعبه ليل نهار وأن يضع بلاده في مكانها الذي تستحقه في مصاف دول العالم». وقد حرص الرئيس مرسي سواء في بداية كلمته أو في خلالها على أن يؤكد أننا لا نقبل أي مساس بالرسول الكريم وقال «اننا نحب من يحترمه الرسول الكريم ونعادي من يمسه بسوء من قول أو عمل». وفيما يلي نص كلمة الرئيس محمد مرسي التي ألقاها أمام الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أعمالها أمس في نيويورك والتي إستهلها بقوله«بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي نحبه ونتبعه ونحب من يحترمه ونعادي من يمسه بسوء من قول أو عمل، صلوات ربي وتسليماته عليه، الذي وصفه ربه في قرآنه العظيم فقال وإنك لعلى خلق عظيم، وقال الله تعالى أيضا عن الرسول وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، صدق الله العظيم» . ثم قدم الرئيس مرسي التحية والتهنئة للرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة فوج جيريم متمنيا له التوفيق في مهمته مع خالص تقديره لرئيس الجمعية العامة في دورتها السابقة ناصر النصر ولدولة قطر الشقيقة للإدارة المتميزة للدورة السابقة..وكذلك التحية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون،ورؤساء الدول والحكومات المشاركين في أعمال هذه الدورة. وقال الرئيس مرسي «إن حضوري اليوم يحمل معاني عديدة تتجلى في أننى أول رئيس مصري مدني منتخب بارادة شعبية حرة في أعقاب ثورة سلمية عظيمة، شهد لها العالم كله، هذه الثورة التى أسست شرعية حقيقية بإرادة الشعب المصري بكل أبنائه وفئاته داخل وخارج مصر وكان لهذا الشعب بفضل الله ما أراد». وتطرق قائلا«إن كل مصري اليوم يشعر بثقة في النفس تضعه على أرضية حضارية وأخلاقية في أعلى مستوياتها، فقد حققنا خطوات متلاحقة وفعالة في مسيرة البناء والنهضة سعيا إلى ما يتطلع اليه شعب مصر لاقامة دولة حديثة..الدولة الوطنية..الديمقراطية..الدستورية.. القانونية ..الحديثة..التى تستوعب العصر وتقوم على سيادة القانون والديمقراطية واحترام حقوق الانسان دون تفريط في القيم الراسخة في وجدان أبناء مصر جميعهم..ودولة تنشد العدل والحق والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية». وقال الرئيس مرسي في كلمته«إن الثورة المصرية التى أسست الشرعية التى أمثلها أمامكم اليوم لم تكن نتاج لحظة أو إنتفاضة عابرة..كما أنها لم تكن أبدا رياحا هبت في ربيع أو خريف..وأن هذه الثورة وما سبقها ولحقها من ثورات في المنطقة جاءت نتيجة لكفاح طويل لحركات وطنية حقيقية..ولارادة الحياة مع أبناء الوطن جميعا بعزة وكرامة..وهي تعبر عن حكمة التاريخ وتدق ناقوس انذار لكل من يحاول أن يقدم مصالحه على مصالح الشعوب». ومضى الرئيس مرسي إلى القول«إن رؤية مصر الجديدة التى نسعى إلى تحقيقها باذن الله لوطننا مصر، هي في ذات الوقت إطار العمل الذي نقدمه للعالم ونسعى للتعاون من خلاله مع المجتمع الدولي في سياق من الندية والاحترام المتبادل، والذي يشمل عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى،وتطبيق المبادىء والمواثيق والمعاهدات الدولية التى نؤكد التزامنا بها، وفي مقدمتها ميثاق الاممالمتحدة الذي شاركت مصر في صياغته من خلال العمل المستمر والجهد المخلص، سعيا لتسوية المشكلات ومعالجة جذورها دون الاخلال بمبادىء القانون،ولا بالقيم الثابتة التى ينذر التفريط فيها بعواقب وخيمة للمجتمع الدولي إن لم ينتبه لذلك العقلاء والمخلصون في هذا العالم». وقال الرئيس مرسي موجها كلامه إلى رئيس الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة«السيد الرئيس إن أولى القضايا التى ينبغى أن يشترك العالم في بذل كل جهد ممكن لتسويتها على أسس العدالة والكرامة هى القضية الفلسطينية..إن عقودا طويلة مضت منذ أن عبر الشعب الفلسطيني عن عزمه إستعادة كل حقوقه،وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وأضاف الرئيس مرسي «أنه وبرغم جهاد هذا الشعب المتواصل وتبنيه لجميع الأساليب المشروعة للحصول على حقوقه وقبول ممثليه بقرارات الشرعية الدولية كأساس لحل كل مشاكله..رغم كل ذلك تظل هذه الشرعية الدولية والقرارات الأممية مع كل أسف عاجزة حتى اليوم عن تحقيق أمال وتطلعات شعب فلسطين وتظل كل هذه القرارات بعيدة عن التنفيذ». وقال «إن ثمار الحرية والكرامة لا ينبغي أن تكون بعيدة عن شعب فلسطين الشقيق، وانه لمن المشين أن يقبل العالم الحر استمرار طرف في المجتمع الدولي في إنكار حقوق أمة تتوق إلى الاستقلال على مدي عقود مهما كانت المبررات..ومن المشين أيضا أن يستمر الاستيطان في أراضي هذا الشعب الفلسطيني..وتستمر المماطلة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية». وأضاف الرئيس مرسي «انني ومن منطلق الدفاع عن الحق والحرية والكرامة..والكرامة الانسانية،ومن منطلق واجبي نحو الأشقاء في فلسطين أضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته التى تحتم تحقيق السلام العادل والشامل،وإنهاء جميع مظاهر إحتلال الأراضي العربية وتطبيق القررات الدولية ذات الصلة». شاهد نص الكلمة: