حذّر عدد من الدبلوماسيين والخبراء الاستراتيجيين من خطورة التهاون بأحداث رفح، مؤكدين أنها جريمة منظمة من جماعات إرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى مصر، وشددوا على ضرورة عدم التسرع فى إطلاق التهم وتحميل طرف بعينه مسئولية الجريمة قبل الانتهاء من التحقيقات. ??السفير محمد العرابى وزير الخارجية السابق أكد تحيته لأرواح الشهداء وحذر من الانجراف وراء إطلاق الاتهامات وخاصة ضد حماس مطالبا حماس بضبط حدود غزة مع مصر لأنهم يعلمون أن مصر هي الأصل وهم الفرع . و أضاف أن دعاة فتح الحدود عليهم الاعتذار للشعب المصري ولأرواح الأبطال. وأوضح أن مصر لن تكون أبدا شريكة فى فرض الحصار على غزة قائلا: « أمن مصر القومى فوق كل شىء وهذه الجريمة لن تتكرر وإلا فلن نستحق هذا الوطن». ??الدكتور لواء عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية أكد أن المشكلة الخطيرة تكمن فى نقص المعلومات وعدم إخبار الرأى العام المصري بالحقائق المتوافرة حول الأمر بعكس ما تفعل دول العالم قائلا: « وكأن الأجهزة المسئولة تستكثر ذلك على الشعب المصري وترى مصلحته فى عدم معرفة شىء فتظل حالة التخبط والضبابية هي المسيطرة على الموقف. و أضاف سليمان أن ما حدث ليس مجرد عملية إرهابية على مدنيين وإنما هجوم على وحدة عسكرية الأمر الذي يجب معه الاهتمام بالإجابة عن سؤالين: الأول من فعل الجريمة وهذه مهمة الأجهزة الأمنية المختلفة من مخابرات وغيرها. والثانى وهو الأهم عن كيفية حدوث هذه الجريمة خاصة وأن الهجوم كان على موقع تابع للقوات المسلحة أثناء وجود قوة عسكرية تؤدى مهمة هناك مما يشير إلى احتمالات تكرار ذلك ويتطلب البحث فى القصور الذي تسبب فيما يحدث. ??السفير محمد عاصم سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل أكد أنه حتى لا تتحول سيناء إلى نقطة الضعف الأساسية فى الأمن القومى المصري هناك العديد من الأفكار المهمة فى هذا الصدد وعلى رأسها زيادة عدد القوات المصرية على الحدود مع إسرائيل وتغليظ عقوبات التهريب بصفة عامة وتهريب السلاح تحديدا بحيث تصل العقوبة إلى الاعدام. و طالب عاصم بهدم الأنفاق وإنشاء منطقة تجارية حرة فى السلع الأساسية والمعمرة مع تحميل إسرائيل مسئوليتها كدولة احتلال فى توفير السلع الاستراتيجية لا سيما الطعام والطاقة. وأوضح أنه لابد أن يكون هناك مساحة للتفاهم بين قوات الأمن المصرية والقبائل السيناوية من أجل تأمين المشروعات الصناعية والسياحية هناك فضلا عن منح امتيازات ضرائبية سخية لكل مستثمر جاد يريد أن يقيم مشروعات فى سيناء. ??الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق أكد أن القانون الدولى وحالة الضرورة إزاء الأوضاع فى سيناء، تتيح لمصر بإرادتها المنفردة ووفق حقها الثابت، تواجد قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية على كل شبر من أراضى سيناء، وندد الأشعل بالهجوم الإرهابى الذي تعرضت له قوات حرس الحدود المصرية فى سيناء وقال: «هذا العمل الإرهابي الدنيء حاول استهداف أمن مصر ونهضتها وقواتها المسلحة، إلا أن الشعب المصرى الأبي لم ولن ترهبه تلك المخططات والعمليات بل إنه كان ولا يزال قادرا على أن يجعل هؤلاء المجرمين يدفعون الثمن غاليا، مشددا على أن الدماء المصرية الذكية لن تضيع هدرا. وأضاف الأشعل أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قادرة على التأمين الكامل والتام لسيناء ولحدودنا، «فالجندي المصري كان ولا يزال قادرا على دحر من تسول له نفسه المساس بالتراب الوطنى والمقدرات المصرية». وشدد على وقوف الشعب المصري صفا واحدا خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة، كما يؤكد ثقته الكاملة فى قواتنا المسلحة الباسلة والمخابرات العامة ورجال الشرطة وأبناء الوطن فى سيناء الذين لن يدخروا جهدا فى حماية التراب الوطنى والذود عنه كما هو العهد بهم دوما.