أستطيع أن أفهم أن النجمة يسرا قد اشتاقت إلى كاميرات السينما بعد طول غياب، ويمكن أن أستوعب أنها كانت معذورة فى مبلغ ضخم عرض عليها للمشاركة فى فيلم مثل «جيم أوفر» للمخرج «أحمد البدرى»، وأستطيع أيضاً أن أتفهم رغبتها فى تغيير جلدها بتقديم كوميديا الفارس التى تعتمد على المبالغات الحركية، ولكنى لا أستطيع أن ابتلع أن تكون النتيجة كارثة إلى هذا الحد، وخصوصاً أن الفيلم «ملطوش» من فيلم أمريكى معروف وخفيف هو «Monstrs?In?Low» من إخراج «روبرت لوكتيك» فى عام 2005، ومن بطولة «جين فوندا» و«جينفر لوبز» و«مايكل فارتان»، ويمكن ترجمة عنوان الفيلم بتصرف إلى «الحموات المتوحشات»، أى أن الفكرة مطروقة، وتناولتها حتى السينما المصرية فى أفلام ناجحة وشهيرة مثل «الحموات الفاتنات»، بل إن الرائعة الراحلة «مارى منيب» تخصصت تقريبا فى أداء شخصية الحماة خفيفة الظل كما فى أفلام مثل «حماتى ملاك» و«حماتى قنبلة ذرية» وطبعا «الحموات الفاتنات». أما «جيم أوفر» فهو عمل سخيف ملئ بالاستظراف والسماجة، مع سيناريو بدائى مفكك كتبه «محمد القويشتى» و«مصطفى عمار»، والفيلم بأكمله قادم من مصنع السبكية للأفلام الجاهزة «من انتاج محمد السبكى» حيث كل شئ جائز وممكن، الحكاية بسيطة جداً المذيعة المشهورة لقاء «يسرا» يتم فصلها من عملها فى القناة الفضائية التى عملت بها لسنوات، فجأة تتذكر ابنها الذى أصبح شاباً مفتول العضلات «المطرب محمد نور» يعد للارتباط بفتاة فقيرة تعمل فى فندق كبير «مى عز الدين»، وتحاول الأم العجوز أن تقوم بتطفيش العروس بعد أن انفردت بالإقامة معها فى القصر الخاص بالمذيعة لمدة أيام، وتحاول الفتاة بالمقابل رد الصفعات للأم بعد أن اكتشفت أنها ليست مريضة كما كانت تزعم، تتوالى المقالب الكارتونية على طريقة توم وجيرى مع الكثير من الصفعات والضربات والشقلبة والدحرجة وكأننا فى السيرك القومى، ويصل الأمر إلى حد إفساد الأم لفرح العروس، ثم تصالحها فى النهاية فى مشهد شديد السذاجة والافتعال، يظهر فى آخره المنتج «محمد السبكى» والمخرج «أحمد البدرى» وهما يحملان يسرا، ثم يقول لها السبكى: «كفاية ياشيخة.. ده انتى هريتى البنت من الضرب فى الفيلم»! الفوضى التى شاهدتها فى الفيلم ذكرتنى بالضبط، بفوضى المرحلة الانتقالية السوداء التى نعيشها، كل شئ يتم بدرجة عالية من الاستخفاف بالعقول لايوجد منطق فى أى شئ، حتى مشاهد الحركة بدائية وهزيلة، «والفارس» بالمناسبة فن صعب جداً وفيه عبقريات كبرى أهمها شارلى شابلن، يسرا تستظرف ويضيع منها الخيط الفاصل بأن تكون ظريفة وأن تكون مكروهة، «ومى عز الدين» تتراجع من جديد رغم موهبتها، وعزت أبو?عوف لايعرف أين هو، وهناك طفل الاعلانات أوشا الذى صنعو له دورا عجيباً أما «محمد نور» فالأصل أن يترك السينما فى حالها لأنها فعلاً مش ناقصة!