«حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر».. هذه مقولة رسول الفرس إلى عمر بن الخطاب عندما سأل عن قصر «أمير المؤمنين» عندما دلوه عليه وجده نائما تحت شجرة دون حراسة آمنا مطمئنا قرير العين فقال بملء فمه هذه المقولة التى حفرت فى التاريخ ودلالة على عدل ابن الخطاب كخليفة للمسلمين. لذلك فعندما ننظر إلى متطلبات المصريين فى كل أرجاء المعمورة من الرئيس القادم وماذا يريدون منه؟ يريد الشعب المصرى رئيسا لكل المصريين وليس لفصيل معين أو حزب ويريدونه عادلا يحقق العدالة الاجتماعية لأن العدالة هى مفتاح الأمن والاستقرار والاستثمار والرخاء ولأنه ببساطة عندما يشعر المواطن العادى بأن حقه لم ينتقص منه فى التعليم والعلاج والعمل والتأمين فإنه سيأمن على مستقبله ومستقبل أبنائه فهذا مايطلبه الشعب من الرئيس القادم، وهو مايتحاورون فيه طوال الوقت لأنه ليس هناك الآن أحد فوق القانون والشرعية. والحدث الذى قلب أوضاع الشارع المصرى و زاد من الغضب الشعبى فى كل ميادين مصر هو حكم القضاء فى محاكمة القرن ولكن يجب أن ننظر بشكل عقلانى دون انفعال هذه هى القضية الأولى من نوعها فى تاريخ مصر منذ عهد مينا موحد القطرين وإذا شابها بعض القصور نتيجة لعدم وجود أدلة كافية علاوة عن أن قانون العقوبات ليس به نص يعاقب على هذا الفعل. لذا وجب علينا أن نحترم القانون ونسعى بالطرق القانونية لتغيير هذا الحكم بالطعن عليه أمام محكمة النقض لأننا بلد يسوده القانون ويجب أن نحترمه لأن سيادة القانون معناها أننا بلد متحضر يحتكم للقانون. علينا جميعا أن نسارع للخروج من المأزق الذى نحن فيه وهذا لن يحدث إلا بالعمل وكفانا تشكيكاً وتخويناً وتوصيفاً، نحن على مفترق طرق يجب أن تشعر كل القوى السياسية بالمسئولية تجاه هذا الوطن وعليهم نبذ خلافاتهم وتوحيد صفوفهم فهذا واجب عام وقومى على كل القوى الثورية والتيارات السياسية فليس معقولا أن نصل إلى النقطة قبل الأخيرة وننقسم!! أين الوعى السياسى؟! وأين المصالحة الوطنية؟! يجب أن تكون بين القوى السياسية قاعدة مشتركة للوصول إلى بر الأمان أو النظر إلى المستقبل نظرة كلها تفاؤل والذى سيحسم هذا الجدل الدائر فى الشارع المصرى هو جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية لأن المصرى الأصيل هو من سيختار الذى يقود هذا الوطن! لذلك فإن هذه المرحلة الخطيرة فى تاريخ مصر منذ أيام الفراعنة تحتاج منا إلى تكاتف كل المصريين وكل التيارات السياسية وأن تجتمع على كلمة رجل واحد من أجل مستقبل هذا الوطن الذى نتمنى أن نحيا فيه بالعدل والمساواة لإعادة الأمن والاستقرار للشارع المصرى. قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )