لم تكن حياة الفنانين الخاصة المغلفة بكل أنواع الترفيه والحرية وروح الفكاهة وحدها محط أنظار الجماهير بل كان الشجن والتراجيديا من المحطات المهمة التى يقف عندها عشاق الفن، لذلك سارعت الصحف إلى نشرها، وتركزت تلك المحطات عند مشاهد لم يرها الجمهور لأنها وقعت وراء كواليس المسارح أو فى منازل الفنانين وإن كانت قلة من الناس شاهدة عليها، ومن أشهر تلك المعارك واحدة بطلتها المطربة الراحلة فايزة أحمد فى بداية عهدها الغنائى خلال الخمسينات وسعيد أبو السعد فى مبنى الإذاعة وسط القاهرة، وكان السبب خلاف حول إعداد بعض الحفلات الخارجية، كما شهد مبنى الإذاعة خلال شهر نوفمبر 1958 معركة بين إحدى المذيعات وموظف إدارى انتهت بأن خلعت المذيعة حذاءها وضربت به زميلها الذى أصر على أن يحتفظ بالحذاء فى مكتبه، وأغلق المكتب بالمفتاح وأبلغ الشرطة، وفى تحقيقات النيابة كان الحذاء المستند الأول فى الدعوى. وفى عام 1938 عرف كازينو البوسفور مواجهة بين الراقصة امتثال فوزى وأحد فارضى «الإتاوات»، والتى كان يفرضها بعض الفتوات والبلطجية على الجميع وقتها، بدعوى حمايتهم، عندما قررت عدم الدفع متحدية فؤاد الشامى أكبر فتوات شارع عماد الدين وعلى إثر هذا التحدى اغتالها. وشهد الشارع نفسه الكثير من المعارك أهمها بين الفنانة الشهيرة الراحلة بديعة مصابنى والناقد الفنى عبد الرحمن نصر الذى تعمد الإساءة إليها فى مقالاته، وفى إحدى الليالى تربصت به مجموعة بلطجية بتحريض من «مصابنى» وأمسكوا به وكمموه وأوثقوه بالحبال حتى فقد الوعى. ومن معارك الفنانة الراحلة فاطمة رشدى أيضا مشهد نشرته مجلة (المصور) فى العدد 1779 الصادر عام 1958 عندما صاح يوسف وهبى فى وجه فاطمة رشدى لخفض صوتها فى مسرحية النسر الصغير على مسرح رمسيس لأن الجمهور لا يسمعها وهنا سمعت فاطمة أصواتا نسائية تضحك من خلف الكواليس بينها صوت زينب صدقى وبعد نزول الستارة توجهت رشدى إلى غرفة زينب وحصل عراك نسائى تبادلت فيه ألفاظ نابية ثم تطور الأمر إلى تمزيق الملابس وحضور الشرطة.