لست من مؤيدى المجلس العسكرى.. ولى على أدائه فى إدارة شئون البلاد منذ إنضمامه للثورة فى 11 فبراير 2011 تحفظات عدة.. ولكن قيام آلاف السلفيين بالتظاهر الذى تجاوز حدود المظاهرات إلى حيز التهديدات وأمام مقر وزارة الدفاع، والتى هى فى ظل حُكم المجلس العسكرى الانتقالى المؤقت تعد «سلطة الدولة» هو نوع من أعمال الشغب.. والتى لا علاقة لها بالتظاهر أو إبداء الرأى من قريب أو بعيد!! ومهما تعددت المبررات والأسباب التى يسوقونها لتبرير أعمالهم تلك فإن السبب الحقيقى لذبلك لا يخفى على أحد، وهو استبعاد لجنة الانتخابات الرئاسية لمرشحهم الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، الذى ما كان له أن يتقدم بأوراق ترشيحه من الأساس، لعلمه بأن السيدة الفاضلة والدته ليست مصرية، أو تحمل الجنسية الأمريكية.. فلما هذه الضجة المثارة؟! ثم ألم يكن هناك من بين الملايين التى يمثلونها شخص آخر متوفر له مقدمات الترشيح سوى «حازم إمام»؟! هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإن المطلب الذى تطالبون به الآن وهو ضرورة تسليم المجلس العسكرى للسلطة كان مطلب القوى السياسية الأخرى (عدا الإخوان والسلفيين)، منذ عدة شهور وكانت هناك أكثر من مليونية فى «ميدان التحرير» وليست فى العباسية.. لهذا الهدف.. فأين كنتم منها جميعًا؟! لم تشاركوا فى أى منها لأنكم كنتم فى «شهر العسل» مع المجلس العسكرى!! وبالطبع كان ممعكم أشقائكم من «الإخوان».. فما الذى جرى؟! ثم إن الحصانة التى منحها الإعلان الدستورى للجنة الانتخابات الرئاسية، كانت من صنع «لجنة صياغة الإعلان الدستورى»، التى شارك فيها رموز إخوانيين، مثل د.طارق البشرى، والمحامى صبحى صالح لكنهم فعلوا ما فعلوا أملاً فى أن يكون ذلك النص المعيب فى صالحهم وتحديدًا المادة (28) وما أن بدأ الخلاف بين المجلس العسكرى، والإخوان حتى تذكروا أن المادة (28) من الإعلان الدستورى يشوبها «العوار» وينبغى تعديلها أو إلغائها!! ونسوا أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.. وأنه فى العمل السياسى لا يمكن لفصيل أن يقبل على غيره ما لا يقبله على نفسه.. فالمبادئ لا تتجزأ.. فكيف تضعون نصًا يمنح حصانة لإحتمالات التزوير والتدخل على غير إرادة الشعب، طالمتا كان ذلك فى صالحكم، ثم حينما تكتشفون أنه قد يخدم غيركم ترفضونه وتقيمون الدنيا ولا تقعدوها؟! حق التظاهر مشروع بلا حدود.. ولكن التظاهر شئ.. والشغب والتلويح بالعنف.. وسقوط الضحايا الأبرياء لأجل أهداف فئوية وتخص فصلاً بذاته فوق أنها أنانية مفرطة.. وعمل مشروع فإنها أيضًا لا علاقة لها بمصالح الشعب أو مقدرات الوطن!! أيها السادة.. أتقوا الله فى بلدكم وأهليكم والأمر لا يتجاوز حدود الخصومة السياسية بين كافة القوى بما فيها الإخوان والسلفيين فما بالكم وقد أمرنا الله بالاحسان حتى مع الأعداء؟! البلد فى أزمة.. والاقتصاد فى حالة سيئة.. والأمن مفقود.. والظروف غاية فى الحرج والخطورة. ومصر مستهدفة من كثيرين.. وعلينا أن نُغَّلِب المصالح العليا لمصر لتعلو فوق كل المصالح التى تطمح إليها القوى السياسية المختلفة وفى مقدمتها «الإخوان والسلفيين.. ومن ثم فإن الشغب بالعباسية مرفوض.. مرفوض..