تنظم جماعة الإخوان المسلمين، تظاهرة مليونية جديدة، غدًا الجمعة، للتأكيد على رغبتها في إسقاط حكومة الدكتور كمال الجنزوري، بدعوى انها فشلت في تحقيق أية إنجازات خلال المرحلة الإنتقالية الحالية، ولم يكن لها تأثيرات كبيرة في ملف استعادة الأمن والاستقرار بالشارع المصري. وأثارت دعوى الجماعة لمليونية جديدة علامات استفهام قوية في صفوف الليبراليين المصريين، الذين رفضوها إجالا، مؤكدين على أن جماعة الإخوان المسملين، كانوا يرفضون خلال الشهور الأخيرة النزول للميدان، والتعبير عن الغضب ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو حكومة الجنزوري، بدعوى تعظيم مصلحة البلد، وأن المظاهرات والاضرابات والاعتصامات تضر بعجلة الإنتاج، وتسهم في توقفها، إلا أنها الآن راحت تدعو للأمر ذاته، بعدما تحتمت مصالحها في ذلك، بعد صدامها القوي مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عبر حرب بيانات وتصريحات من قبل الطرفين وقال النائب محمد أبوحامد، عضو مجلس الشعب، عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي الشهير "الفيس بوك" : يجب أن نعلم جميعا أن معركتنا هي إنجاز مطالب و أحلام الثورة و القصاص للشهداء و المصابين و النهوض بمستقبل مصر و صياغة دستور يعبر عن كل المصريين و إتمام تطهير مؤسسات البلاد و التصدي لكل من يحاول سرقة أحلام المصريين، ولن يستطيع الإخوان المسلمين و الحرية والعدالة أو حزب النور أو المجلس العسكري أن يقفوا أمام أحلام المصريين كما فعلوا خلال السنة الماضية، ولن ندخل في معارك تصفية الحسابات التي تدق طبولها بينهم الآن، فلن يستطيع الإخوان أن يجعلوا الشعب المصري وسيلة ضغط لتحقيق أهدافهم السياسية بعد أن أدرك الشعب أنهم يعملون لمصالحهم السياسية ولا يعملون لصالح الشعب، ولذا لن نخوض معارك الإخوان، ولا لجمعة مصالح الإخوان. وفي المقابل، أكدت الجماعة أن الهدف من المليونية هو إسقاط حكومة الجنزوري، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة الوطن، وليس مصلحة الجماعة وحدها، ولاسيما أن الإخوان المسلمين يعملون لصالح مصر، ويعظمون مصلحة الوطن لا المصلحة الفردية لشخص أو تيار بعينه، مؤكدين في الوقت ذاته أن قاعدة الاتفاق بين كافة التيارات السياسية الموجودة على الساحة الآن "كبيرة"، يواجهها بعض الأمور الخلافية الصغيرة، والتي لا يجب أن تقف حائلا ضد مصلحة الوطن، وعلى الشباب المشاركة في المليونية الجمعة المقبلة بغض النظر عن الداعي لها، خاصة أن مطلبها هام وعاجل وهو اسقاط حكومة الجنزوري التي لم نر لها أية تأُيرات حقيقة بالشارع المصري. ووجهت انتقادات للإخوان المسلمين في السياق ذاته تؤكد أن الجماعة نفسها كانت تدعم تطبيق قانون تجريم التظاهر ومنع الاعتصام أسفل قبة البرلمان، بما يمتلك التيار الإسلامي من أغلبية كبيرة، وذلك وقتما كانت في حالة من الوفاق مع المجلس العسكري، وبعد أن انقلبت عليه وانتهى "شهر العسل" بين الطرفين، راحت تلجأ للإعتصام الذي انكرته، وسخرت منه جريدتها الرسمية من قبل، وقالت عنه أنه مؤامرة لإسقاط مصر. ومن جانبه، أشار د.كمال الهلباوي، أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية، إلى أنه لا توجد حالة وفاق بين الإخوان والتيار الثوري الممثل في شباب الثورة والليبراليين، مشيرًا إلى أن الصدام الحادث الآن على الساحة السياسية ناتج عن قلة صلاحيات البرلمان، الذي لا يستطيع اسقاط الحكومة، والذي يوازيه استقواء الحكومة بالمجلس العسكري، والذي يرض أن يسير على خطى الإخوان، بما أحدث حالة من الصدام بين كافة الأطراف الحالية. وللمفارقة، فإن عدد من أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، قاموا ب "النقد الذاتي" للإخوان، رافضين الصدام الحادث على الساحة الآن بين كافة الأطراف الموجودة، ومنهم محمدالبلتاجي النائب البرلمانى عن الإخوان المسلمين، وعضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، الذي طالب الإخوان بمراجعة الذات والاعتراف بأخطائهم، موضحًا أن أحد أسباب الثورة هي أن النظام كان في مواجهة دائمة مع الشعب، ولذا يجب على الإخوان المسلمين الإسهام في تقريب المسافات بينها وبين الشارع و"لم الشمل الوطني والثوري". وفي السياق ذاته، رفضت عدد من القوى السياسية ذات المرجعية الإسلامية، مثل السلفيين والجماعة الإسلامية، المشاركة في جمعة الإخوان المسلمين، بدعوى أ حكومة الجنزوري لم يتبق عليها سوى 3 أشهر فقط، ومن مصلحة مصر استمرارها، معلنين عدم مشاركتهم في تلك المليونية.