أكرم أدهم النقيب ابن آخر ملكات مصر وشقيق آخر ملوك مصر.. أحمد فؤاد.. فى مكتبة الكلاسيكى بمحطة الرمل بالأسكندرية.. بارستقراطية العائلات المالكة.. وبشهامة وجدعنة ورجولة ابن بلد من أحياء مصر المحروسة.. تحدث إلينا كمواطن مصرى تهمه مصلحة مصر.. وكمحام شهير بالنقض.. وكشاهد على العصر.. حديثاً من القلب.. عن المشهد السياسى عن أمه ملكة الشعب.. عن أوجه الشبة بين نهاية فاروق ملك مصر.. ونهاية مبارك. عن ثورة 23 يوليو.. وعن ثورة 25 يناير.. وتطرق الحديث عن شقيقه أحمد فؤاد.. وعلاقته به وأسرته.. عن بقايا العائلة العلوية التى حكمت مصر مايقرب من 150 عاماً.. عن ملف مياه النيل الذى تخصص فيه شقيقه.. عن والده وقصة زواجه من أمه آخر ملكات مصر.. عن الوثائق التى لم تظهر إلى النور حتى الآن بخط يد والدته فى أحرج مراحل تاريخ مصر المعاصر.. عن الجيش المصرى العظيم.. وعن مطالبته للمجلس العسكرى بالبقاء فى السلطة 3 سنوات حتى تتم اعادة بناء البلاد..عن قوة مصر وشعبها التى استمدتها من قوة جيش مصر.. عن رفضه قيام حزب ملكى فى مصر.. عن استعداده للعمل السياسى.. فى مكتبه الذى تزينه صور الأسرة العلوية.. كان اللقاء الذى اتسم بالصدق والصراحة. فاروق ومبارك ? هناك أوجه شبه بين نهاية فاروق ونهاية الأسرة العلوية بكاملها ونهاية مبارك؟ ?? الملك فاروق لم يكن متنبهاً أنه يستمد حكمه وأسرته من حماية الجيش الذى أنشأه جده الأكبر محمد على باشا وأن مكتسبات الدولة المصرية وقوتها ونفوذها جاءت من قوة الجيش المصرى عربياً واقليمياً وعالمياً.. وأيضاً داخلياً.. والخطأ الاستراتيجى الذى وقع فيه فاروق هو صدامه مع الجيش.. بجانب أن الهزيمة التى لحقت بالجيش عام 1948 فى حرب فلسطين والأسلحة الفاسدة والصراعات الحزبية والسياسية وحريق القاهرة والانهيار السياسى الذى أصاب الدولة.. بجانب إغفاله مطالب الجيش التى كانت تتمثل فى رفع مستوى معيشة الضباط والقضاء على الفساد داخل الجيش وتسليح وتحديث الجيش.. والتى ضرب فاروق بهذه المطالب عرض الحائط.. لهذا تحرك الجيش.. ووالدتى الملكة ناريمان التى كانت «ملكة الشعب» لأنها من ابناء الشعب ولذلك عندما اختارها للزواج كان للتقرب للشعب وكان على غير رغبة الأسرة العلوية.. والدتى كما روت لى قالت للملك فاروق «انزل إلى الجيش ولا تبعد عن جيشك.. شوف طلبات الجيش.. وخليك قريب من جيشك وكل طلبات تحسين مستوى معيشة الضباط لن تكلفك أكثر من 2 مليون جنيه».. وكانت والدتى ايضاً تطالب بتحقيق مطالب الشعب والنزول للشعب.. ولكن فاروق لم يسمع النصيحة وكانت الحاشية ورجال القصر يقدمون له النصيح الخطأ وهم الذين باعدوا بينه وبين الشعب والجيش.. فكانت النهاية انقلاب الجيش عليه.. وكان فاروق يختار وزراء للحربية فى السنوات الخمس قبل 1952 على غير هوى الضباط.. وبعيداً عن ارادة الجيش. ? ومبارك؟ ?? لو كان مبارك انسحب من الحياة السياسية عام 2005... وسلّم السلطة... ما كانت ثورة 25 يناير قد حدثت.. ولأن امراض الشيخوخة وتصلّب الشرايين والغيبوبة أصابته... ولأن المحيطين به والحاشية ورجال القصر والمنتفعين زينّوا له توريث الحكم لابنه جمال ولتدخل زوجته سوزان مبارك وابنه جمال فى كل شىء فى البلاد وتزوير الانتخابات وابتعاد هؤلاء جميعاً عن الشعب.. وعن إرداة الشعب والجيش حدثت الثورة... وثورة 23 يوليو حركة جيش دعّمها الشعب وثورة 25 يناير ثورة شعب دعّمها الجيش.. وما يجمع بين مبارك وفاروق أن الاستياء الشعبى قد وصل للذروة فى نهاية حكم كل منهما.. والاضطرابات والقلاقل والاحتجاجات كانت مؤشراً على حدوث ثورة.. والاثنان خسرا الرهان ولم يفهما الدرس جيداً أن الجيش المصرى هو جيش الشعب... وليس جيش الحاكم... ? نعود للمكلة ناريمان آخر ملكات مصر.. والتى كان يحبها الشعب.. وكيف كانت نهايتها مع الملك فاروق؟ ?? أمى كانت عاشقة لتراب مصر.. ولذلك دبت الخلافات بينها وبين الملك فاروق بعد ان اختار منفاه فى ايطاليا.. وبالفعل حدث الطلاق عام 1953 وعادت للوطن بضمانات.. وباعت الغالى والرخيص فى سبيل عودتها لمصر.. فقد وقّعت على وثائق تحرمها من كل حقوقها السياسية والشخصية والمدنية.. من قبل رجال الثورة... لأنها كانت تتمتع بشعبية جارفة.. ولم تحصل على معاش أو رعاية صحية.. وكانت فى شبه إقامة جبرية خلال فترة حكم الرئيس عبد الناصر.. وقد ساومها فاروق ومجلس قيادة الثورة على ألا تأتى إلى مصر مع ابنها أحمد فؤاد الذى كان وريثاً لعرش فاروق... وبالمناسبة أقول إن الملكة ناريمان آخر ملكات مصر طلبت من الملك فاروق أن يكون منفى الأسرة العلوية فى المملكة العربية السعودية والتى كانت تربطه بالملك عبد العزيز علاقات طيبة.. حتى تكون بجانب الحرمين الشريفين وللعادات والتقاليد الإسلامية ولرغبتها فى تنشئة ابنها نشأة جيدة. ولكن فاروق فضل التوجه إلى ايطاليا نظراً لعلاقته معهم... وكذلك فعل أجداده من قبل سعيد واسماعيل فقد كانت علاقتهم بالغرب أفضل من الشرق.. وأمى زواجها الملكى استمر 4 سنوات وانفصلت عن فاروق وتزوجت من والدى الطبيب أدهم النقيب بعد عودتها إلى مصر زواج عائلات لأن جدى أحمد باشا النقيب كان الطبيب الخاص للملك وللأسرة المالكة وكان بحكم عمله وكانت ابنته عقيله ترافقه فى المناسبات وبسبب وجودها المستمر داخل القصر صارت هناك صداقة بينها وبين أمى الملكة ناريمان. وعندما أنهى أبى الدكتور أدهم النقيب وكان «دون جوان» تعليمه الطبى فى بريطانيا.. عاد إلى مصر وتزوج من الملكة ناريمان وقد تعرض أبى لمضايقات كثيرة وكانت الثورة تنتقم منه ومن أمى.. فقد تم القبض عليه وحاكمته محكمة الثورة وحرمته من ممارسة الطب وأغلقت عيادته وتم مصادرة أملاكه.. وبسبب هذه الظروف الصعبة تم الطلاق بين أبى وأمى عام 1964.. ولكنى لم أفارق أمى حتى وفاتها عام 2005. ? يقال إنك تحتفظ بحقائب من الوثائق خاصة بوالدتك؟ ?? أحتفظ بوثائق تاريخية بخد يد والدتى وبشهادتها على الفترة مابين 1952 ومابعدها وحتى الأن لم ادقق أو أفحص هذه الوثائق.. وعلى استعداد تام أن أسلمها لأية جهة فى الدولة تحافظ عليها وتعتبرها جزءاً من التاريخ المصرى المعاصر.. لإنها تحتوى على وقائع حريق القاهرة عام 1951 ومغادرة قصر رأس التين... ووقائع مغادرة فاروق على اليخت المحروسة.. وحياتها مع فاروق فى المنفى.. وغيرها من الاسرار. أنا وشقيقى الملك أحمد فؤاد ? علاقتك بشقيقك الملك أحمد فؤاد آخر ملوك مصر! ?? علاقة شقيق بشقيقه اختلاف واتفاق فى وجهات النظر.. على اتصال دائم للاطمئنان على بعض.. مثل أية أسرة عادية... وكانت أمى هى التى تزيد فى ترابط هذه العلاقة.. دائما أطالب أحمد فؤاد بالعودة إلى مصر وتعلم اللغة العامية ومخالطة الشعب المصرى الطيب العظيم.. وأطالبه بأن يتعلم الشهامه والجدعنة والبساطة وأخلاق ابن البلد.. ولكنه للأسف متخوف من أشياء ليست لها اساس من الصحة... أطالبه بالعودة إلى مصر ليعيش كأى مواطن مصرى يخدم مصر فى المجال الذى يجيده... وعلى فكرة كل ملوك اوروبا رجعوا بلادهم كوضع أدبى وتاريخى وخصصت لهم مقارات لإقامتهم.. والآن بعد ثورة 25 يناير «ثورة الشعب» كل التخوفات ازيلت.. ? هل لأحمد فؤاد منزل فى مصر؟ ?? للأسف لايوجد. ? وسيلة التواصل مع شقيق أحمد فؤاد آخر ملوك مصر؟ ?? المراسلات من خلال الانترنت والتواصل أكثر مع أولاد أخى محمد على وفخر الدين وفوزية... وأنا عاتب على أخى أنه احاط نفسه بمجموعة من المصريين فى داخل الوطن وخارجه غير مخلصة له... وكنت اتمنى ان يعيش أولاد أخى فى حجرنا ونزغطهم مصرى ويعيشوا مصرى... ويعيشوا وسطنا.. وفوزية الابنه الوحيدة لأحمد فؤاد جاءت مصر واشتغلت فى مصر.. ولكنها سافرت مرة أخرى حيت يقيم أخى فى سويسرا.. ومحمد على وفخر الدين زاروا مصر عدة مرات ومن عبر منبركم أقول لأخى «انت خايف من ايه مصر بلد عظيم وشعبها عظيم يحتضن الجميع» تعالى واخدم مصر ? كيف يخدم أحمد فؤاد مصر؟ ?? أخى أحمد فؤاد خريج السوربون ويمتلك من المؤهلات والخبرات خاصة أنه دارس للعلوم السياسية.. ويعتبر مفكر سياسياً.. ومستشاراً مالياً واقتصادياً لهيئات عالمية... والأهم أنه خبير فى ملف المياه.. وملف نهر النيل وله دراسات عميقة حول حرب المياه ومياه النيل وخاصة دول حوض النيل.. وأنا أناشده أن يقدم خبراته لتوطيد علاقة بلده مصر بدول حوض النيل إذا كان يريد لأسرته مكاناً فى التاريخ... فليكن سفيراً لملف النيل ومعه فريق من خبراء المياه فى مصر.. وعليه أن يبعد عن الانزواء لأسباب غير معلومة.. لأنه دائماً يقول إننى مصرياً حتى النخاع.. لأن والده فاروق كان مصرى وامه الملكة نازلى التى سببت له الكثير من المشاكل كانت مصرية ولم تكن تركية.. ? من الذى تبقى من الأسرة العلوية فى مصر؟ ?? ياسمين بنت الأميرة فريال أخت أحمد فؤاد متزوجة من حفيد هدى شعراوى.. السيد على شعراوى.. وأحفاد الامير عباس حليم والامبراطورة فوزية زوجة شاه إيران السابق محمد رضا بهلوى وتقيم فى سموحة بالاسكندرية وعمرها الآن 95 عاماً ونجلها حسين شيرين.. واحفاد الاميرة فايزة شقيقة فاروق مقيمين فى القاهرة.. والذى يمثل الأسرة العلوية وكبيرها حتى الآن هو الملك أحمد فؤاد المقيم بشكل دائم بسويسرا وكان أول ظهور له فى مصر فى فرحى انا الذى اقيم فى فيلتنا بالاسكندرية منذ عشرين عاماً. الجيش المصرى ? طالبت أن يبقى المجلس العسكرى فى الحكم ثلاث سنوات من قبل وبعد ثورة 25 يناير.. هل مازلت عند رأيك؟ ?? مازلت مصر على هذا الرأى.. فلولا حماية الجيش لثورة 25 يناير ما نجحت هذه الثورة.. لولا الجيش ماتمت تنحية النظام واركانه.. ياسادة الجيش المصرى هو المؤسسة الوحيدة المتبقية والمتماسكة... جيشنا جزء لا يتجزأ من الشعب وهذا الجيش عندما انشىء فى عهد محمد على كان من أبناء الفلاحين والبسطاء.. لذلك هناك ارتباط وثيق بين الشعب والجيش اكثر من الحاكم.. والقيادة العسكرية المتمثلة فى المجلس العسكرى جزء أصيل من الشعب المصرى.. وتحرك المؤسسة العسكرية الممثلة فى المجلس العسكرى لتغليب ارادة الشعب يؤكد أنها جزء متأصل من هذا الشعب.. ولذلك أقول إن المجلس العسكرى عليه أن يبقى لأنه حصن امان للوطن.. حتى يتم الانتقال السلس للسلطة واعادة بناء مؤسسات الدولة وهذا سيستغرق وقتاً وليس فى عجاله.. ? البعض ينادى بالخروج الأمن للجيش.. وعلى الجيش العودة لثكناته فمارأيك؟ ?? هذا الكلام فارغ.. جيشنا هو امننا.. عظمة مصر وقوتها الإقليمية على مدار التاريخ نابعة من الجيش المصرى.. ثم المجلس العسكرى والجيش لم يرتكب شيئاً يحاسب عليه.. فهو جزء من هذه الثورة وهو الذى حصّن هذه الثورة وحمى شبابها.. وهو صاحب فضل عليها. ? هل شاركت فى الثورة؟ ?? بكل تأكيد... ذهبت لميدان مسجد القائد إبراهيم.. وشكّلت انا وجيرانى لجاناً شعبية.. وكان مصدر الامان لنا أن نجد سيارة شرطة عسكرية أو دبابة تسير فى الشارع امامنا.. وللعلم.. الشعب المصرى يطمئن جداً لوجود القوات المسلحة ويفخر بها. ? هناك فكرة للمصالحة مع اقطاب النظام السابق تتم على استحياء؟ ?? علينا ان نستفيد بتجربة نلسون مانديلا فى جنوب أفريقيا الذى جمع الاسود والابيض فى اطار مصالحة وطنية شاملة والنظر للامام وليس للخلف مع محاسبة قتلة الثوار.. والحصول على الأموال التى نهبت فى عصر مبارك منه ومن أركان نظامه.. وعلينا أن نستفيد أيضاً من تجربة المهاتما غاندى فى الهند.. الذى لمّ شمل الشعب الهندى لبناء دولة قوية. ? مارأيك فى مرشحى الرئاسة؟ ?? كنت اتمنى ان يقوم مرشحو الرئاسة جميعهم بزيارات للنجوع والكفور والقرى والمراكز فى جميع أنحاء مصر.. وليس الاكتفاء بزيارة المحافظات.. فمن من مرشحى الرئاسة زار حلايب وشلاتين وزار السلوم والسد العالى ورشيد! وكفر البطيخ أو اى نجع فى... وأرى أن تؤجل انتخابات الرئاسة حتى يقوم المرشح بزيارة كل شبر فى مصر وليكن عاماً حتى يعرف الوجه الآخر لمصر. ? ما رأيك فى قيام حزب ملكى فى مصر؟ ?? أنا ارفض ذلك تماماً.. فالنظام الجمهورى هو الاصلح لمصر. ? هل أنت على استعداد للعمل السياسى؟ ?? جاهز من الآن بعد ثورة 25 يناير بعد ان حرمنا من هذا العمل على مدار 60 عاماً. ? مفاجأة من العيار الثقيل القاها لى أكرم أدهم النقيب ابن آخر ملكات مصر وشقيق أحمد فؤاد ابن الملك فاروق وهى ان أحمد فؤاد حتى الآن لم يتنازل عن العرش الذى تنازل له والده الملك فاروق عنه... والوثيقة قائمة حتى الآن... تحت مجلس الوصاية... وان قرار الغاء الملكية لم يتم استفتاء الشعب عليه... حتى تم إعلان الجمهورية.