الرئيس السيسي ونظيره الروسي يشهدان حدثا تاريخيا بمشروع الضبعة النووي اليوم    فى الإعادة إفادة    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    وزير الزراعة: حرمان المتعدين على الأراضى من الحصول على الأسمدة المدعمة    سعر الجنيه الاسترلينى فى البنوك بداية تعاملات اليوم الأربعاء 19-11-2025    وزير التموين: إنشاء بيئة تشريعية مناسبة لتحفيز الاستثمار ودعم القطاع الخاص    تريليون دولار استثمارات سعودية .. الولايات المتحدة ترفع مستوى علاقاتها الدفاعية مع السعودية وتمنحها صفة "حليف رئيسي من خارج الناتو"    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    بولندا تستأنف عملياتها في مطارين شرق البلاد    وزير الإعلام البحريني يبحث في زيارة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية سبل التعاون الإعلامي ويشيد بنجاح احتفالية المتحف المصري الكبير    هل تكون الثالثة| صلاح ينافس حكيمي وأوسيمين على أفضل لاعب أفريقي في 2025.. اليوم    تنمية متكاملة للشباب    موعد إجراء القرعة الإلكترونية لاختيار حجاج الجمعيات الأهلية    أجواء باردة وسقوط أمطار.. الأرصاد تكشف حالة طقس الساعات المقبلة    مصرع 3 شباب فى حادث تصادم بالشرقية    الشيخ الإلكترونى.. ليلة سقوط نصّاب تحرش بالسيدات بدعوى العلاج الروحانى    مهرجان القاهرة السينمائي، العرض العالمي الأول لفيلم "كوندافا" الليلة    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    رانيا فريد شوقي تدعو لتامر حسني بعد الكشف عن أزمته الصحية    رحلة اكتشاف حكماء «ريش»    7 آلاف سنة على الرصيف!    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    بعد انسحاب "قنديل" بالثالثة.. انسحاب "مهدي" من السباق الانتخابي في قوص بقنا    طن عز بكام.... اسعار الحديد اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 فى المنيا    أبرزها دولة فازت باللقب 4 مرات، المنتخبات المتأهلة إلى الملحق الأوروبي لكأس العالم 2026    محكمة الاتحاد الأوروبي تعتزم إصدار حكمها بشأن وضع أمازون كمنصة كبيرة جدا    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    خبراء: الأغذية فائقة المعالجة تعزز جائحة الأمراض المزمنة    طريقة عمل كيكة البرتقال الهشة بدون مضرب، وصفة سهلة ونتيجة مضمونة    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    أكثر من 30 إصابة في هجوم روسي بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف شرق أوكرانيا    زيلينسكي يزور تركيا لإحياء مساعي السلام في أوكرانيا    ارتفاع أسعار الذهب في بداية تعاملات البورصة.. الأربعاء 19 نوفمبر    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    زيورخ السويسري يكشف حقيقة المفاوضات مع محمد السيد    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    قوات الاحتلال تطرد عائلة الشهيد صبارنة من منزلها وتغلقه    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكرم النقيب شقيق آخر ملوك مصر في حوار خاص »للأخبار«: مبارك كان عنده عقدة »الخواجة« فتمسك بدول الغرب
أطالب ببقاء المجلس العسكري 3 سنوات.. وخلط الدين بالسياسة أكبر خطر
نشر في الأخبار يوم 24 - 06 - 2011


أكرم النقىب اثناء حواره مع محررة الأخبار
فاروق قال لمحمد نجيب گان الله في عونگم في حگم مصر
مستعد لخدمة بلدي.. ولارتداء »الجبة« و»القفطان« إذا لزم الأمر!
إذا أراد شقيقي أحمد فؤاد ممارسة السياسة فعليه إتقان »العامية« أولاً وتكون يداه في »الشق«
الملكة أُجبرت علي توقيع وثيقة بالتنازل عن جميع حقوقها المدنية والسياسية
وحُرمت من المعاش الاستثنائي أوحتي الرعاية الصحية!
مشروع متحف ناريمان توقف لأسباب غير معلومة
ولم نأخذ شيئاً من القصر ولدي وثائق مهمة للملكة السابقة لم تفتح بعد
"سبحان مغير الأحوال.. يعز من يشاء ويذل من يشاء" عبارة اعتدنا ترديدها علي تاريخ الاسرة العلوية.. واليوم نرددها علي حكم آل مبارك ".. وكأن التاريخ يعيد نفسه ويجبرنا علي التنقيب في اوراقنا القديمة حتي نكتشف ما الذي يحدث اليوم وماذا سوف يحدث غدا؟
.. ففي الأمس طرد الجيش الثائر قائده الملك فاروق من مصر وأنهي بعدها بشهور قليلة حكم الاسرة العلوية وسط ضجة عالمية.. خرج يومها فاروق علي متن المحروسة ومعه زوجته الجديدة ناريمان آخر ملكات مصر وابنهما الرضيع أحمد فؤاد وبناته من الملكة فريدة.. أصر حينها ان يُضرب له تعظيم السلام وان تسجل الوثيقة انه تنازل عن العرش نزولاً علي إرادة الشعب.. أراد ان يحمي نفسه ولكنه لم يعلم مصيره المنتظر.. فقد قاست أسرته أشد المعاناة.. طاردتهم الفضائح والاتهامات والفقر والاحتياج.. حتي اضطر بعضهم للعمل في الفنادق من أجل "لقمة العيش"!!.. والآن.. فقد حل الدور علي آل مبارك الذين تركوا اخيرا الحكم بعد ان حولوا مصر من عهد "الملكية" إلي "التكية".. وقد يصبح. مصيرهم افظع من معاناه "آل محمد علي".. الذين تحولت حياتهم الي قصص وعبرة للتاريخ.. فلنقترب اذن لنعرف ماذا حدث؟ ها هو اكرم النقيب نجل ناريمان صادق آخر ملكات مصر يقدم "للأخبار" شهادته علي مصير الاسر الحاكمة بعد الثورات.
كان من المقرران يكون حديثنا لمدة ساعة بمكتبه في قلب المدينة بمحطة الرمل ولكن سرقنا الوقت في نقاش ممتع ومثير عن ذكريات الاسرة العلوية ومستقبل مصر.. كشف لنا خلالها كيف حاولت والدته الملكة ناريمان إقناع فاروق بالذهاب إلي السعودية التي يبدو انها الملجأ المفضل للملوك بعد ضياع سلطانهم، وكيف عانت بعد ذلك رغم انفصالها عن الملك السابق، فقد فقدت حضانة ابنها كما أُجبرت علي توقيع وثيقة للتنازل عن جميع حقوقها المدنية والسياسية والمالية مقابل البقاء في مصر، حتي أنها لم تحصل علي معاش او علاج، ويستعرض اكرم كيف تعامل النظام السابق بقسوة شديدة مع آخر ملكات مصر ولم يمنحها حقها، فاهملها في حياتها ومماتها، حتي ان الهانم السابقة لم تقم حتي بواجب العزاء!.
حرص أكرم النقيب علي جمع ما يجده من الوثائق والصور التاريخية المميزة للعائلة العلوية.. حتي تحول مكتبه الي متحف صغير.. بدأت في تتبع ملامحه.. كانت في مواجهتي صورة شقيقه احمد فؤاد وزوجته السابقة فضيلة.. قال انها بمناسبة ولادة ابنهما والحب مازال يجمعهما.. ويعتز بها كثيرا.. فهو يراها حيوية ومعبرة حتي تشعر "كأنها صورة حية".. يقترب منها ويقول للمفارقة التاريخية فإن هذا الرضيع "محمد علي" قد ولد علي يد ابن الطبيب مجدي باشا الذي سبق وُولد علي يديه شقيقي أحمد فؤاد نفسه في قصر عابدين وذلك بناء علي طلب اخي.
اما باقي الحائط فقد حمل مجموعة صور أخري تخص معظمها الملك فاروق وسط قادة جيشه.. في نادي الضباط ووسط رجاله في افتتاح البرلمان.
علق عليها أكرم النقيب بأن الأسرة العلوية هي من اهتمت بالجيش المصري منذ عهد محمد علي عند إنشائها للدولة الحديثة.. فكان مفخرة لهم وجود جيش مصر قوي، وكان الحاكم هو القائد الأعلي للجيش الذي يحمي البلاد كارض وشعب.ويضيف ان الملك فاروق كان حريصا علي التواجد بين رجال الجيش ويرتدي الزي العسكري بينهم.
يسرق عالم الصور الساحر انتباهنا لفترة.. تقفز بينا الصور الي العقود الماضية.. شهر العسل بين فاروق والجيش ثم الانقلاب العسكري عام 2195.. ثم يرتد بنا هذا الزي العسكري بقوة الي الحاضر الي ثورة 25 يناير وحكم المجلس العسكري.. ويستمر الحديث..
رغم ما تظهره الصور من قوة العلاقة بين فاروق ورجال جيشه الا انه يبدو ان شهر العسل لا يدوم طويلاً مع الملوك والرؤساء إذا تجبروا.. كيف تري الأمر؟
بالفعل أستطيع ان أقول انه في السنوات الأخيرة في عصر الملك فاروق اهتزت علاقته بالجيش خاصة بعد حريق القاهرة.. وفي ذلك الوقت كان هناك استياء شعبي أيضاً، ورغبة في الاستقرار وسط موجة الاضطرابات التي شهدتها البلاد، والرغبة، كما ان الجيش كان يريد تحسين أحواله الداخلية أيضاً .
وبالنسبة لمبارك فقد أساء لنفسه وخسر الرهان عندما حاول استغلال الجيش ضد شعبه وهو الامر الذي أغضب الجيش بشدة، فلم يدرك ان ولاء الجيش له كان بصفته القائد الأعلي للقوات المسلحة وليس لشخصه!.
انتقلنا الي الجانب الآخر من الصور كانت للملكة ناريمان.. فأساله عن اللحظات الأخيرة في حكم الملكية في مصر وذكرياتها عن الثورة العسكرية؟
فقال: الملكة ناريمان كانت صغيرة السن.. عمرها كان يقارب 17 عاما فقط.. ولكنها كانت تمتلك حسا مميزا ورؤية جيدة.. فكانت تنصح الملك فاروق بالنزول دائما والتخاطب مع الجيش.. فكانت تتابع مايحدث ولا تتدخل في شئون الحكم.. ولكن عندما تُغلق الابواب عليهما كزوج وزوجة كانت تقول له "انزل لجيشك يافاروق."
ولكن الملك فاروق كان قد أصابه داء العناد وهو أخطر شئ.. وغابت عنه الرؤية الصائبة.. فعاند مع جيشه بدلا من أن يلبي له طلباته، رغم انه صمام الأمان للدولة.. لتنجح الثورة وسط دهشة وصدمة القصر.. ولم يعرف احد ماذا سوف يحدث بعد ولذلك عندما قام فاروق بتسليم السلطة قال لنجيب "ربنا يكون في عونكم " قاصدا علي حكم البلاد، وللمفارقة انه في اللحظة التي تحققت فيها أمنية فاروق وناريمان بمولد ولي العهد الذي سيجلس علي عرش مصر ويخلد اسم فاروق واسم والده الملك فؤاد جاءت النهاية المأساوية وفقد فاروق الاول عرش مصر وفقدت ناريمان التاج بل واُجبرا علي مغادرة مصر تاركين خلفهما كل شئ السلطة والجاه والثروة والملك والأهم الوطن.
وقد تم تعيين الامير الصغير احمد فؤاد الثاني ملكا علي البلاد خلفا لوالده الملك المعزول.. ورحل فاروق عن البلاد ومعه ناريمان وولي العهد وبناته من الملكة فريدة وودع شقيقاته وتحرك يخت المحروسة الي ايطاليا وظلوا هناك ثلاثة ايام، ووصل فاروق وناريمان الي كابري وسجل فاروق نفسه في الفندق صاحب الفخامة الملكية الامير فاروق فؤاد أمير مصر وكان يقضي وقتها في هذه الاثناء في اصطحاب الاميرات الصغيرات للسياحة وبعد اقل من شهرين غادر فاروق كابري الي كارل حيث استقر هناك في قصر يضم 30 حجرة يقع علي جبال الألب خارج روما، ولكن حدة المشكلات زادت بينه وبين ناريمان فانفصلا بعد مرور 3 أشهر.
ملوك بعد الثورة
ولكن الملكة ناريمان كانت حالة خاصة باختيارها البقاء في مصر بعد الثورة وانتزاع اللقب منها.. فكيف عاشت تلك الفترة ولماذا كان هذا الاختيار؟
نعم.. لقد آثرت الملكة البقاء في مصر.. فلقد كنا مخلصين للبلد وتحملنا كل شئ ومن أجل مصريتنا.. واصرينا علي الا نغادر مصر ونواجه مصيرنا هنا في بلدنا رغم ماعانيناه.
وكيف تعاملت الثورة مع آخر ملكات مصر؟
كانت فترة صعبة.. فقد قٌيدت الملكة وساومها فاروق علي حضانة ابنها وهو أمر آثر عليها للغاية وكان مؤلما بالنسبة لها..
وكانت في شبه إقامة جبرية خلال الحكم الناصري ومجلس قيادة الثورة.. فكانت العائلة تخضع لمراقبة التليفونات ومراقبة خط السير.. وكان ممنوع علي أسرتي الاشتغال بالسياسة الا في حدود وإطار.. فقبل اي تحرك كان علينا الاستئذان بشكل دائم، اما في عصر السادات فالمسائل أصبحت افضل فقد كان يفضل التصالح مع التاريخ وقام بنقل جثمان فاروق الي مسجد الرفاعي وبرفع الحراسات والمصادرات كما قام باستقبال وتكريم شقيقي أحمد فؤاد وزوجته وأهدي له سيف والده وجده.
وماذا عن عصر مبارك؟
في عصر مبارك كانت هناك محاولات للتصالح أيضاً مع التاريخ وان لم تتم بشكل كامل.. من خلال وضع برنامج لإعادة الحفاظ علي تراث الاسرة العلوية الممثلة في القصور.
وقد تم دعوتنا مرة مع فؤاد وفوزية ووالدتي لتفقد قصر عابدين وقصر رأس التين والمنتزه لنعبر عن امتناننا وشكرنا، أما فيما يخص الملكة ناريمان بشخصها فلم تحصل علي حقوقها.
كيف هذا..؟
هل تصدقوا ان آخر ملكات مصر لم يكن لها معاش ولا رعاية صحية، ونحن من تحملنا كل تكاليف علاجها في سنوات مرضها الأخيرة حيث كانت تمر بظروف دقيقة، ولم يهتم احد بها.
ولكن ومع قرب النهاية يبدو انهم قد شعروا بالإحراج من موقفهم، حيث فوجئت باتصال من رئاسة الجمهورية يقول لي "تأمروا بحاجة" فقلت شكرا ورفضت لانهم جايين بعد ايه؟.. والمفروض كانوا يتصرفوا من الأول اذا أرادوا فعلا خدمتنا .
وقد استغربت آخر ملكات مصر واحد رموز الدولة والشعب، لكم ماعرفش الحسابات كانت " ماشية ازاي؟"..
وخلال السنوات الأخيرة ظهر توجه لتخصيص متحف لها، ودعوني وقتها إلي زيارة قصر عابدين وتفقدت المساحة الموجودة بجواره، وكان يريدون مني إهداءات حديثة.
ذكرت سابقا ان لديك أوراقا ووثائق وصناديق خاصة بالملكة وأسرارا لم تفتح بعد.. ماذا عنها؟
نعم لدي العديد من الوثائق بعضها لم يفتح بعد.. تتناول مراحل قبل وأثناء وبعد ثورة 1952.. ولكني اعتبر ان اخطر وثيقة كانت وثيقة تنازل آخر ملكات مصر عن جميع حقوقها "المدنية" و"السياسية" كشرط للعودة إلي بلدها.
هل تعتقد ان الملكة قد شعرت بالندم في حياتها مع فاروق كزوج وزوجة؟
حياة الملكة ناريمان كانت قدرية للغاية وقد ارتضتها وتحملتها.. وفي البداية ناريمان كانت سعيدة جداً في البداية مع الملك فاروق.. فقد كان يتصف بصفات نبيلة فهو يجيد التعامل برقة وخاصة مع السيدات وكان يهديها يوميا هدايا صغيرة في شهر العسل.. ولكن الحال تغير بعد ذلك.
كيف عاشت آخر ملكات مصر لحظات انتصار الثورة والفترة التي تلتها؟
في بداية الأمرعندما ابحرت المحروسة من المياه الإقليمية الي المنفي طلبت ناريمان من فاروق التوجه الي المملكة السعودية.. نظرا للعلاقات الجيدة مع الاسرة المالكة بقيادة الملك عبدالعزيز آل سعود ورغبتها في تنشئة الأولاد نشأة إسلامية عربية وقالت له "الاسرة السعودية تحترمنا ولنا علاقات جيدة معها" ولكن فاروق فضل التوجه إلي إيطاليا نظرا لعلاقته معهم والروابط الثقافية التي تربطه بينهم. وهناك كثرت الخلافات بينهم في المنفي وشجعتها أصيلة هانم جدتي علي العودة. وحصلت الملكة ناريمان علي الطلاق من الملك فاروق في فبراير عام 1954 بعد زواج ملكي دام 4 سنوات الا 3 اشهر.. وفي عام 1953 و تحديدا في 18 يونيو اقصي مجلس قيادة الثورة الملك الصغير احمد فؤاد رسميا عن حكم مصر وكان عمره وقتها 18 شهرا وبهذا التاريخ وضعت الثورة النهاية المؤكدة لاسرة محمد علي التي حكمت مصر 148 عاما.
وماذا حدث في حياة الملكة بعد ذلك؟
تزوجت بعد ذلك والدي الطبيب أدهم النقيب.. وبطريقة عادية جدا حيث لعبت المصادفة وحدها دورها في هذا الزواج.. والموضوع ببساطة ان جدي احمد باشا النقيب كان الطبيب الخاص للملك وللاسرة المالكة وكان بحكم عمله وعلاقته مع الملك موجودا بصفة دائمة في القصر الملكي وكانت ابنته عقيلة ترافقه في المناسبات وبسبب وجودها المستمر داخل القصر حدث تعارف بينها وبين الملكة ناريمان وكانت الملكة في ذلك الوقت في نفس سنها وتقربت منها كما تقربت من جدي وتوطدت العلاقة بينهما.. وبالمصادفة قابلت هناك الدكتور ادهم النقيب وحدث التقارب منذ الوهلة الاولي وبعد فترة لم تطل من اللقاء الاول حدث الزواج وانتقلت الي الاقامة بالاسكندرية في فيلا الدكتور ادهم النقيب.
ويكمل اكرم جوانب القصة كما استمع اليها من والده الدكتور ادهم النقيب: في هذه الفترة كانت العلاقة مع الملكة علي اكمل وجه والتفاهم بيننا كبير والمشاعر طيبة جدا كنت فخورا بها وهي كذلك.. ولكن وكأن الثورة تنتقم منها ومني لم يكتفوا بما فعلوه معها من تجريدها من كل شئ وعودتها دون ابنها وكان والدي قد تم القبض عليه وحاكمته محكمة الثورة وقضت المحكمة بعقوبة قاسية لا يستحقها طبيب ولا تستند الي حقيقة وحرمت انا من ممارسة الطب ولم اتمكن من العمل في عيادتي وتم مصادرة كل شئ وتم تجريدي من كل شئ حتي الكرامة كل هذا المناخ كان سببا فيما حدث بيني وبين الملكة ناريمان فهذه الظروف لم تساعدنا علي الاستقرار، حياتنا تأثرت ومزاجنا تعكر لم نعد نستمتع بالاشياء ولا بالايام ولا بالمناسبات وزادت الضغوط والاستفزازات وكان من نتيجة ذلك تكرار المشكلات لم تكن هي المخطئة ولم اكن انا كذلك كلانا كان يعيش ظروفا صعبة ومر بتجربة قاسية.
ويواصل اكرم الكلام علي لسان والده فيقول لم يثمر الزواج عن اطفال حتي مولدي في 28 مارس1961 كان والدي يقول لي الظروف النفسية غير المستقرة لم تساعدنا علي حتي مجرد التفكير في الانجاب والثورة لم تتركنا نعيش مثلما يعيش باقي الناس ولكن شاء القدر ان ننجب كانت سنوات مضطربة بسبب الظروف السياسية التي تعرض لها والدي والملكة.
يقول اكرم حرم والدي من ممارسة الطب وامي الملكة كانت سيدة مدللة طوال عمرها ولكن الظروف تغيرت فلم تعد تتحمل الواقع الجديد المؤلم ولم تعد قادرة علي مواجهة كل ما يحدث من حولها وما يحدث لزوجها.
في نهاية شهر يناير عام 1969 تعرضت الملكة ناريمان لأزمة صحية صعبة وخطيرة بسبب إصابتها بنزيف داخلي في المخ وظلت تتلقي العلاج داخل المستشفي لمدة شهر كامل دون ان يطرأ علي حالتها اي تحسن يذكر كان لابد من عمل أي شئ لإنقاذ الملكة وبعد استشارة الأطباء سافرت الي باريس يرافقها زوجها الثالث والاخير اللواء طبيب اسماعيل فهمي واجريت لها عملية جراحية خطيرة وعام 1990 بدأت تشتد نوبات الصداع وفي عام 2002 بدأت الحالة تتدهور وكانت قد سقطت في الحمام ودخلت مستشفي كليوباترا بمصر الجديدة للعلاج من اثر السقوط حيث نتج عن سقوطها كسر في عظمة الفخذ وفي عام 2004 أصيبت بالتهاب رئوي.. ودخلت المستشفي وفي آخر 3 سنوات لم تكن تنزل من البيت إلا للضرورة القصوي وقد اصيبت في الفترة الاخير بغيبوبة نقلت علي اثرها إلي المستشفي حيث توفيت في الثامنة صباحا من اليوم العاشر لدخولها المستشفي يوم 61/2/5002 ليسدل بذلك الستار علي حياة مليئة بالمعاناة.
وهل اهتمت الدولة بتعزيتك في وفاة آخر ملكات مصر؟
علي ما أذكر.. حضر مندوب من أمانة الجمهورية الي العزاء، وتلقيت تلغرافات من امانة الجمهورية ايضا.. ولكني لم اتلق تعازي شخصية او تليفونات هاتفية علي الاقل من الرئيس السابق مبارك او قرينته سوزان او جيهان السادات في آخر ملكات مصر!.
ثورة جيش.. وثورة شعب
ثورتان غيرتا تاريخ مصر.. الأولي عسكرية في 1952.. والثانية شعبية في 25 يناير 2011.. فكيف تُقيمهما.؟
الثورة الأولي كانت تحركا عسكريا رحب به الشعب لحاجته إلي التغيير وقد بدأ الأمر بإزالة رأس النظام مباشرة الملك.. ويجب ان نذكر ان الجيش في 52 استلم البلد "جوهرة" من أغني دول العالم ولكنهم دمروها، اما اليوم فالجيش قد تغير واصبح لديه قدرات وعقول ورجال يختلفوا عمن كان يقوده في الماضي، ولذلك فقد ارتقي وطور وهناك خدمات وطنية معلنة وغير معلنة يقدمها الي البلد كل يوم لضمان عبور هذه المرحلة الدقيقة.
اما في ثورة 25 يناير كان هناك تحركا شعبيا سانده الجيش.. وقد عاني الشعب طويلا.. ولذلك بدأ يثور علي نظام حكم ثم رءوس النظام.. ثم رأس النظام نفسه.. وسقف المطالب كان يرتفع ويزيد وسط هذه الاحداث.. الي ان وصل إلي قمة النظام ليرتفع شعار إسقاط الرئيس في الوقت الذي كانت الدولة فيه تنهار بسقوط الأمن الداخلي.
إذا قارنا بين آخر حكام النظامين.. من الافضل بينهما الملك المخلوع أم الرئيس المخلوع؟
فاروق كان افضل من مبارك في رفضه إراقة الدماء بين أفراد شعبه.. فاخطر شئ قام به مبارك في رأيي انه حاول استخدام قوات الشرطة ضد الشعب ولم يكن لديه مانع أيضاً في ان يصطدم الجيش بالشعب.. وهذا اكبر خطأ ارتكبه في حق نفسه كقائد أعلي للقوات المسلحة وكمسئول اول عن الدولة.
فمبارك خانته الحكمة وكان يجب ان يستفيد من درس فاروق عندما رفض أن يقاتل شعبه بعضه، رغم ان نصف الجيش كان يدين له بالولاء وكانت هناك قوات تسانده في اخر لحظة، و يمكن القول بانه في اللحظات الأخيرة في اي نظام حكم فان الحاشية والخيانات والمساومات تتحكم كثيرا وتغير في الامور.. واعتقد انه حتي لو كانت الحاشية خانت فاروق وحدث ماحدث، فلا يمكن إنكار ان فاروق قدم شيئا جيدا بتنازله عن العرش نزولاً علي إرادة الشعب، كما جاءت صياغة في وثيقة التنازل التي كانت بمثابة رسالة تاريخية .
وبغض النظر عن حساباته او ندم في النهاية، يجب ان نرجع فضل امن الوطن الي الأسرة العلوية التي انشأت الجيش المصري من شعب مصر.. اما مبارك فقد خسر الرهان عندما اعتقد ان جيشه سوف يغلبه علي حساب الشعب وهذا ما أغضب الجيش.
لنعود إلي ثورة 25 يناير هل شاركت فيها؟
شاركت بشكل اواخر وكنت حريصا علي رصد الأوضاع.. وقررت الاستمرار في عملي بشكل يومي والاعلان عن ذلك تشجيعا للمبدأ استمرار عجلة الإنتاج من أجل مصر ودعما لها.
وهل فكرت في الالتحاق بالعمل السياسي؟
انا جاهز ومستعد لخدمة بلدي متي طُلب مني ذلك سواء علي مستوي الإسكندرية أو مصر.. وبغض النظر عن كوني نجل الملكة ناريمان او شقيق الملك احمد فؤاد، وبشكل مستقل بعيدا عن الانضمام الي اي حزب او تيار محدد.. وحينها سوف اقوم بإرتداء الجبة والقفطان والنزول الي الشعب والنجوع والقري حيث النسبة الاكبر من المصريين. فمصر ليست القاهرة او الاسكندرية ويجب ان يدرك كل مسئول ذلك.. ويجب ان نتقرب الي الشعب ونعامله بتواضع حقيقي وليس تصنعا.. فاذا اردت خدمة الشعب فيجب ان تكون مثلهم.
وماذا عن شقيقك آخر حكام مصر احمد فؤاد؟
جميعنا مستعدون لخدمة مصر، ويمكن الاستفادة من خبرة أحمد فؤاد في عدة مجالات كالتمثيل الدبلوماسي او الخبرة الاقتصادية وحاليا هو متفرغ لرصد الاحداث.
فهو يمتلك من المؤهلات والخبرات وهو خريج السوربن ودارس للعلوم السياسي وقارئ ماهر ومتعمق في حياة الاسرة العلوية وتاريخ الجيش المصري وملف المياه.
هو حاليا ممكن نقول عليه مفكر وراصد حاليا وكان مستشارا ماليا واقتصاديا علي مدار سنوات. ولديه ملفات عديدة وابحاث عميقة وخاصة في ملف المياه، ودائما ما يقول ان الحرب القادمة حرب المياه وملف حوض النيل يجب ان ننتهي منه لمصلحة القارة جميعا او دول الحوض ولازم نرجع ننظر الي الجنوب وليس الشمال، لنصلح الخطأ الاستراتيجي الذي حدث خلال الفترة السابقة. والذي أعتقد ان هذا التوجه قد حدث بسبب شخصية مبارك والتي تأثرت بعقدة الخواجة ونظرتهم ان الغرب أفضل منا.
هل أنتم علي تواصل مستمر؟
نحن نتواصل معا ولكن في الحقيقة كلانا مشغول في حياته.. وعندما احادثه يكون الهدف الاطمئنان بشكل عام واسري.. وعندما التقي به انصحه دائما بتقوية اللغة العامية وتعلم "سلو بلدنا" فاذا اراد ان يكون مسئولا وله دور وسط شعبنا لازم يجيد" العامية ويجب ان تكون يديه "في الشق أولاً".
أموال مبارك وفاروق..
بعد كل ثورة تظل الاتهامات تطارد ثروات الحكام السابقين.. ومن أشهرها تهريب الملك فاروق لمجوهرات القصور الملكية الي الخارج فماذا تعرف عنها؟
لا اعتقد ان ذلك صحيح بالمرة.. ففي وقت الثورة كانت العائلة في المصيف في الاسكندرية ولم تأخذ مجوهراتها معها.. واكبر دليل علي ذلك هو الحالة المادية السيئة التي عانت منها والدتي واحمد فؤاد وشقيقاته.. ولا اعتقد ان فاروق أراد ان يهرب شيئا.. ولا كان اعد العدة سابقا فالبلد كان يمر بظروف دقيقة وكان ذلك يعتبر نوعا من الانذار.. وقد كان بإمكان فاروق ان يعد العدة ويبدأ في نقل ممتلكاته الي الخارج، ولكن هذا لم يحدث كل شئ تم الابقاء عليه في البلاد، بدليل ان لجان المصادرة وجدت كل شئ في موقعه.
ونحن في مرحلة مابعد الثورة ومحاكمة النظام السابق واستعادة الشعب لحقوقه.. هل فكرت في المطالبة باي ممتلكات لعائلتك تري انها قد تم مصادرتها بغير حق؟
ان التعويض الحقيقي في هذه المرحلة هو تحقيق الاستقرار في البلاد.. وعلينا ان ننظر الي الاهم ونعيد السيطرة علي ثرواتنا وإرادتنا.. اما من لديه مطالب خاصة او شخصية.. فليؤخرها حتي تقف الدولة علي رجلها.. فالقاعدة العامة تغلب القاعدة الخاصة.
الجيش
وكيف تري الوضع حاليا في البلاد؟
أري ان الجيش يجب ألا يسلم السيادة حاليا، الا بعد التيقن ان البلد اصبح مستقرا تماما ومنضبطا مثل عقارب الساعة، واقترح ان تستمر فترة حكمه 3 سنوات علي الأقل. حتي تستعيد البلاد توازنها.
كما اتمني ان تساهم الشرطة العسكرية في حماية البلاد، فيجب ان يحظي رجل الامن باحترام الجميع.. ويجب ان ندرك وضعنا الحالي الصعب وتغير الحال عند قيام الثورة الاولي والثانية.. ففاروق عندما ترك البلد كان عددها 15 مليونا وعندما تركها عبدالناصر كان عددنا 25مليونا وعند وفاة السادات كنا 40 مليونا وعند إقصاء مبارك اصبحنا 58 مليونا.. فنحن بلد كبير وشعبه ضخم وليس من السهل اعادة تنظيم الصفوف في الحياة اليومية والمؤسسة الوحيدة القادرة علي حفظ الامن حاليا هي المؤسسة العسكرية ولا اثق إلا فيها.
أراك متحيزا للجيش؟
المؤسسة العسكرية لها دور مهم في البلاد والمجلس العسكري له الدور الرئيسي في حماية البلاد خاصة الفريق سامي عنان.. فدورهم هام جدا وحساس ودقيق ويجب احترام تغليب الإرادة علي الولاء لصالح البلاد.
والجيش رفض إطلاق رصاصة واحدة علي المتظاهرين وحمي الثورة والثوار.
وبهذه المناسبة تثيرني الطائرات الحربية التي رأيناها تحلق علي مسافة قريبة من المتظاهرين في التحرير لارهابهم ويجب التحقيق في هذا الشأن.. فإنا اشك ان المجلس العسكري قد اطلق طائراته علي المواطنين ولكن قد يكون الحرس الجمهوري ويجب توضيح الحقيقة للمواطنين الآن.
إذن كيف تري القوي السياسية حاليا من ائتلاف الثورة والتيارات الدينية وغيره؟
بالنسبة لشباب ائتلاف الثورة فلهم التقدير والاحترام وهم مصدر فخر لنا وقد حققوا ما لن نفعله.. ولكني أري انهم قد ادوا دورهم وعليهم العودة الي الصفوف وتكثيف العمل ويكون شعارهم هو "العمل ثم العمل ثم العمل".
فيجب ان يأخذوا بأيدي الغلابة في البلد ويركزوا في العمل التطوعي في النجوع والقري.. وبالنسبة للشباب الذي لايعمل فيمكنهم المساهمة في الصناعة الحرفية.
وبالنسبة للتيارات الدينية؟
مش حنضحك علي بعض.. ويجب فصل الدين عن السياسة ورغم احترامي للجميع الا اني اري ان للإخوان مصالح خاصة وهم طامعون في حكم مصر لا احد يفكر في البلد وقلبه علي مصر وكله يستغل الاجواء للوصول الي اهدافه، انا حتي الآن استغرب شعارهم الذي يعلوه السيف وكلمة "واعدوا" ماذا يريدون بعد هذا الكم من الظهور والحريات والتي سمح لهم بها الجيش في الاصل.. والنداء الأخير ان يعمل الجميع من أجل مصر وينحوا مصالحهم الخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.