كتبت : عفت سعيد ... بين الحرب والسلام.. والحرب والسلاح.. فارق رهيب، هذا ما أكده هنرى كيسينجر وزير الخارجية الأمريكى الأسبق فى حديث نشر له فى صحيفة ديلى سكويب الأمريكية عن سباق التسلح الذى اشتعل عالمياً ليضيف قائلاً:«إذا كنت لا تسمع قرع طبول الحرب التى تقترب فلاشك أنك أصم». هذا السباق الجهنمى الذى أطلقته وتقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت حدته تزداد خلال السنوات العشر الأخيرة فى محاولة مستميتة منها لاستعادة عرشها الذى بدأ يهتز وبعنف بعد تورطها فى عدة قرارات خاطئة ارتكبتها الإدارة الأمريكية منذ التسعينيات وعقب انتهاء حقبة الحرب الباردة والتى خرجت منها منتصرة على عدوها التقليدى الاتحاد السوفيتى سابقاً لتقود النظام العالمى منفردة. منذ ذلك الحين عمد وحيد القرن الأمريكى إلى بسط نفوذه على مصادر القوة فى العالم وتخير الدول ذات الموقع الجغرافى المتميز والغنية بثرواتها الطبيعية ذات الأهمية الاقتصادية، فافتعل أحداث 11 سبتمبر 2001 لتكون مبرراً لغزو العراق وأفغانستان بدعوى ملاحقة الإرهاب، وصاحب ذلك أيضاً صعود قوى جديدة منافسة لها هى الصين وروسيا الاتحادية. وفى إطار سعى الإدارة الأمريكية لإصلاح الخلل الذى أصاب هيبتها العالمية وضعت استرتيجية جديدة تعرف ب «مبدأ أوباما» الذى يعتمد على خفض عدد القوات الأمريكية مع زيادة الاعتماد على الأسلحة ذات التقنية القتالية الفائقة واعتناق مبدأ الحرب بالوكالة عن طريق الدفع بقوات حليفة لتكون فى المواجهة. وقد تصدرت واشنطن سباق التسلح العالمى ولم تمنعها الأزمة المالية العالمية من إشعال حدة هذا السباق المحموم الذى يأتى على حساب الاحتياجات المدنية لدول العالم كله، فقد ارتفع حجم الإنفاق العسكرى العالمى من 1044 مليار دولار عام 2001 ليكون 1630 مليار دولار عام 2010 وتحتل الولاياتالمتحدة المركز الأول بمقدار 791 مليار دولار بارتفاع يتجاوز 463 مليار دولار على عام 2001 بنسبة زيادة تبلغ 76% أما حجم الإنفاق العسكرى فى باقى دول أمريكا الوسطى والكاريبى فبلغ 6,57 مليار دولار، وفى باقى دول أمريكا الجنوبية صعد ل 63,3 مليار دولار بعد أن كان 38,7 مليار دولار عام 2001 أى أن حجم الإنفاق زاد بنسبة 81%، وقد جاءت الصين فى المركز الثانى عالمياً فى حجم الإنفاق العسكرى بمبلغ 119 مليار دولار ثم بريطانيا ب 59,6 مليار دولار ثم فرنسا ب 59,3 مليار دولار ثم روسيا ب 58,9 مليار دولار. أما حجم الإنفاق العسكرى لدول الشرق الأوسط فقد بلغ 111 مليار دولار عام 2010 بعد أن كان 78,2 مليار دولار فى 2001 بزيادة قدرها 35% على نفس السنة، أما دول الخليج العربى عدا قطر فقد زاد حجم إنفاقها بنسبة 70% من حجم الإنفاق الإجمالى للشرق الأوسط، وبالنسبة للقارة الأفريقية بلغ حجم إنفاقها العسكرى 30,1 مليار دولار أما أوروبا فقد بلغ حجم إنفاقها 376 مليار دولار. وفيما يتعلق بقوة الردع العسكرية تحتل الولاياتالمتحدة المركز الأول تليها روسيا الاتحادية ثم الصين فى المركز الثالث ثم الهند أما كوريا الجنوبية فتأتى فى المرتبة السابعة ثم اليابان وتايوان ثم باكستان فى المركز ال 15، ويتضح من ضخامة الأرقام السابقة خطورة إخفاق الجهود الدبلوماسية فى حسم الخلافات الدولية حتى لا يأتى وقت ترقص فيه آلات العدوان و أباطرة السلاح على دقات طبول الحرب.