نقيب المحامين يكرم400 طالب متفوق من أبناء محامي الإسكندرية    أسعار الذهب اليوم الخميس في السعودية    90.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    3 التزامات على لجان الطعن الضريبي وفق قانون الإجراءات الضريبية الموحد    القيادي بحماس غازي حمد يظهر علنا لأول مرة منذ هجوم الدوحة    إسرائيل تعلن إكمال بناء سلاح دفاعي جديد يعمل بالليزر.. «شعاع حديدي» بتكلفة ضئيلة    بنسلفانيا.. مقتل 3 من ضباط إنفاذ القانون ال 5 الذين تعرضوا لإطلاق نار    صواريخ ودبابات بولندية في مرمى التساؤلات.. وارسو بين تعزيز القوة العسكرية وحقيقة الخسائر أمام روسيا    "التايمز": بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين بعد انتهاء زيارة ترامب    قرار وزاري جديد: مواد جديدة وتقييم شامل لطلاب الصف الأول الثانوي العام والبكالوريا بدءًا من العام الدراسي 2025 /2026    إخلاء سبيل 5 متهمين على ذمة قضية اتهامهم بنشر أخبار كاذبة    كنت باخد لفة بالعربية من ورا بابا، اعترافات المتهم بدهس مسن بسيارة دبلوماسية في المهندسين    مكافحة الإدمان: علاج 100 ألف مدمن خلال 8 أشهر    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    هتتفاقم السنوات القادمة، الصحة تكشف أسباب أزمة نقص الأطباء    أسباب الإمساك عند الطفل الرضيع وطرق علاجه والوقاية منه    بعد قرار الفيدرالي هكذا تأثر المعدن الأصفر في ليلة واحدة.. اعرف أسعار الذهب    بريطانيا: زيارة الدولة الأمريكية جلبت 150 مليار باوند استثمارات أجنبية    السجن 35 عامًا ل قاضِ أنهى حياة زوجته بطريقة بشعة بسبب خلافات مادية بكاليفورنيا    عاجل| أطباء بلا حدود غاضبة بعد مقتل أحد ممرضيها في غارة إسرائيلية على غزة    ميدو: ياسين منصور رحل عن شركة الكرة بسبب التدخلات.. وهناك تصور لوجوده نائبًا مع الخطيب    نتيجة وملخص أهداف مباراة ليفربول ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا    موعد مباراة برشلونة ونيوكاسل يونايتد في دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الأهلي وسيراميكا كليوباترا بالدوري    "بعد هدف فان دايك".. 5 صور لمشادة سيميوني ومشجع ليفربول بعد نهاية المباراة    سعر الفراخ البيضاء والبلدي وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 18-9-2025    إنتاج 9 ملايين هاتف محمول محليًا.. وزير الاتصالات: سنبدأ التصدير بكميات كبيرة    مواقف وطرائف ل"جلال علام" على نايل لايف في رمضان المقبل    «الأرصاد» تُطلق إنذارًا بحريًا بشأن حالة الطقس اليوم في 8 محافظات: «توخوا الحذر»    يعطون دون مقابل.. 6 أبراج قلوبها ذهبية رحيمة    غلق كورنيش النيل بالأقصر استعدادًا لزيارة ملك وملكة إسبانيا    تحسن في الأوضاع على جميع الأصعدة.. حظ برج القوس اليوم 18 سبتمبر    زيارة تثقيفية للأطفال بقصر الأمير محمد علي ضمن أنشطة أتوبيس الفن    رئيس جامعة طنطا يشهد حفل تخريج الدفعة ال30 من كلية الهندسة    "أصحاحات متخصصة" (1).. "المحبة" سلسلة جديدة في اجتماع الأربعاء    سعر الموز والتفاح والمانجو والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 18-9-2025    زي المحلات.. طريقة «أكواب الرمان» بالكركدية    لتفادي الروائح الكريهة والتهاب اللثة.. خطوات تنظيف الأسنان من الجير بسهولة    وزير الثقافة ومحافظ القاهرة يكرمان الفائزين بجوائز التنسيق الحضاري    هيدي كرم بفستان جريء وسيلفي مروان موسى.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    محمد رمضان يطرح أغنية جديدة بعنوان "تصدق ولا متصدقش"    إصابة سيدة في انهيار شرفة عقار غرب الإسكندرية    دوري أبطال أوروبا.. بايرن ميونخ يكرم ضيافة بطل العالم    باريس سان جيرمان يكتسح أتالانتا برباعية ويعلن انطلاقته القوية في دوري الأبطال    صلاح يتألق وفان دايك يحسمها.. ليفربول يضرب أتلتيكو مدريد بثلاثية مثيرة    احتفاءا بالوفاء.. صور لتكريم الراحلين والمتقاعدين والمتميزين في جامعة القاهرة    إيناس مكي تكشف عن اصابتها بمرض مناعي نادر    إصابة ربة منزل سقطت عليها شرفة عقار في مينا البصل غرب الإسكندرية (صور)    4 أبراج يحققون إنجازات خلال أسبوع: يجددون حماسهم ويطورون مهاراتهم ويثبتون جدارتهم في العمل    700 فصل و6 مدارس لغات متميزة جديدة لاستيعاب طلاب الإسكندرية| فيديو    العمل تعلن وظائف جديدة في الأردن بمجالات صناعة الكرتون والشيبسي    ما حكم كثرة الحلف بالطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    "الأرصاد": أمطار غزيرة على منطقة نجران    هل الحب يين شاب وفتاة حلال؟.. أمين الفتوى يجيب    مدارس «القليوبية» تستعد لاستقبال مليون و373 ألف طالب    خالد الجندى: الإنسان غير الملتزم بعبادات الله ليس له ولاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكتوبر تفتش عن: الفساد «المعشش» فى الإسكان
نشر في أكتوبر يوم 04 - 03 - 2012

استغل ضعاف النفوس من الخارجين على القانون حالة الانفلات الأمنى التى عاشتها مصر عقب أحداث ثورة 25 يناير وتعدوا على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة، إذ بلغ عدد الأبراج السكنية المخالفة فى هذه الفترة 250 ألف برج بالمحافظات، يضاف إليه 1.5 مليون مبنى آيل للسقوط منذ سنوات طبقا لإحصائيات المركز القومى لبحوث الإسكان.
وتعانى مصر من عشوائية قوانين البناء وقرارات الإزالة مما فتح باب التلاعب والرشوة، وهو ما أدى إلى تساقط آلاف الضحايا نتيجة انهيار العقارات المخالفة والتى تركزت فى 233 منطقة منها 120 لابد من إزالتها فورا.
«أكتوبر» التقت بخبراء الإسكان والقانون للحديث عن الأزمة التى تفاقمت نتيجة ضعف أجهزة الدولة التنفيذية وغياب الرقابة..فى البداية وحول رأيه فى هذه الأزمة يقول سامح محمود أستاذ التخطيط العمرانى إنه لابد من تطبيق القوانين الصارمة على كل المخالفين وتشديد الرقابة فى كل المحافظات، خاصة أن مصر تمر بمرحلة اضطرابات فى عدد من القطاعات والمجالات، وقد استغل ضعاف النفوس هذه المرحلة، وأقاموا مبانى شاهقة على أراض زراعية وأراضى الدولة وهذه المبانى غير مطابقة للمواصفات القياسية والفنية، الأمر الذى سوف يؤدى إلى كارثة كبرى، حيث إن أغلب هذه العقارات معرض للانهيار على رءوس من يقطنها فى وقت قصير، محذرا من أنها قنبلة سوف تنفجر فى وجه الحكومة بسبب قوانين البناء العقيمة وآخرها قانون البناء الموحد الذى صدر منذ سنوات ولم يعالج مخالفات قرارات البناء أو يضع حدا لهذا الفساد.
وأضاف: وصلت قرارات الإزالة المجمدة الصادرة فى عام 2011 إلى 160 ألف قرار بجانب حوالى 140 ألف قرار إزالة مخالفا بعد الثورة ليصل الإجمالى حوالى 300 ألف قرار. بجانب حوالى 50 ألف عقار تحتاج إلى ترميم أو إزالة، ومن إجمالى 10 ملايين عقار بمصر، فهناك حوالى مليون عقار ونصف المليون آيل للسقوط جراء هذه المخالفات والفساد.
أما القانون الجديد 199 لسنة 2008 فهو يحظر التصالح ويجيز الإزالة الفورية للمبانى بدون ترخيص، ولكن فساد موظفى الأحياء فى جميع المحافظات هو السبب المباشر والحقيقى لأنهم يستخرجون تراخيص مخالفة للحقيقة مقابل مبالغ مادية كبيرة تصل إلى 100 ألف و200 ألف للبرج الواحد.
من جهته أوضح الدكتور محمد سامى أستاذ العمارة الهندسية جامعة عين شمس سابقا أن نسبة مخالفات المبانى فى مصر بلغت حوالى 90% من إجمالى العقارات، وذلك لتفشى فساد موظفى الأحياء بالمحافظات على مستوى الجمهورية والتى أدت إلى صعوبة حصول المواطن علىتراخيص البناء من خلال القنوات الشرعية فضلا عن ضعف أجور مهندسى الأحياء والذى يفتح الباب أمام الرشوة والمساومات، الأمر الذى أدى إلى هروب الكفاءات الهندسية من العمل بالمحليات خوفا من المساءلة القانونية.
وأضاف: أخطر ما تم رصده بعد الثورة وحتى الآن هو الزحف العمرانى على أرض زراعية، الأمر الذى ينذر بخطورة اختفاء الحزام الأخضر من محافظتى القاهرة والجيزة ويترتب عليه زيادة نسبة التلوث التى تتعرض لها المحافظتان، بالإضافة إلى أن معظم هذه المبانى مخالف لمقاييس البناء الحديث من حيث الارتفاع الشاهق وغش مواد البناء.
كما طالب مجلس الشعب بإصدار قانون مؤقت لوقف هذه العمليات الإجرامية من قبل الخارجين عن القانون الذين استغلوا الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد جراء أحداث الثورة فى أعمال مخالفة قانونية ويعاقب عليها القانون بالحبس والغرامة.
مشيرا إلى أن هناك دراسة تؤكد فشل حوالى 47 ألفاً و582 موظفا فى المحليات ما بين محافظة ومركز وقرية فى حل مشاكل الجماهير وأن 90% منهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الدولة حتى لو وصل الأمر لطرق فساد ورشوة.
من هنا أوضح أن التشريعات التى تحد من مخالفات البناء موجودة، ولكن هناك تقاعساً من جانب الموظفين والمسئولين عن تنفيذها مقابل الرشاوى حتى يلتزموا الصمت أمام هذه المخالفات.
من جانبه يطالب اللواء محسن النعمانى وزير التنمية المحلية الأسبق بتفعيل قانون البناء الموحد وتكوين جهاز قومى للقضاء على العقارات المخالفة واتخاذ قرارات حاسمة ويكون تنفيذها إجباريا حتى يكون هناك رادع قوى لهؤلاء الخارجين على القانون فلو تم هدم عقارات مخالفة وتكبد أصحابها خسائر فادحة سوف يكونون عبرة لغيرهم، ويفكر أصحاب النفوذ الضعيفة ألف مرة قبل أن يخالفوا القانون ببناء أبراج أخرى مخالفة.
مشيرا إلى أن ما يحرك المواطن ليس القوانين، ولكن الحاجة إلى مسكن.. لذا نجد المواطن يسعى إلى هدفه رغم أنف القانون، فالمواطنون فى حاجة إلى مساكن وإن لم تستطع الحكومة أن توفرها لهم يقومون بالبناء مخالفين للقانون دون تنظيم مخطط وأغلبهم فى الأقاليم وهو ما يسمى بالسكن غير الرسمى أو العشوائى نظرا لأنه تم بناؤه على مواقع غير مخططة ودون تصريح بناء ودون توفير الحد الأدنى من الحياة الحضارية، وهذا التنوع من الإسكان له أسباب: الأول هو أن هناك خللاً فى حجم المنتج الإسكانى وحجم الطلب عليه، والسبب الثانى هو الهجرة من الريف إلى المراكز الحضارية مثل القاهرة والجيزة.
ويؤكد المستشار محمود الخضيرى رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب أنه بالفعل تقدم أحد النواب باستجواب لوزير الإسكان بخصوص عدد كبير من المبانى المخالفة تم تشييدها عقب ثورة يناير فقد استغل ضعاف النفوس انشغال الدولة بأمور البلطجة وانهيار الاقتصاد واعتدوا على أراضى الدولة والرقعة الزراعية، الأمر ينذر بخطورة بالغة لأننا فى حاجة إلى كل شبر من الأراضى الزراعية لزراعة ما يكفينا من حبوب ومواد غذائية بدلا من استيرادها، كما أن الرقعة الزراعية تؤدى إلى امتصاص السموم والتلوث من الجو ونحن نعيش فى جو وحياة ملوثة لارتفاع المبانى وزيادة السكان فى القاهرة الكبرى والإسكندرية.
لذلك يجب حل هذه المشكلة وإزالة حوالى 250 ألف برج تم بناؤه بطرق مخالفة بعد الثورة على مستوى الجمهورية لوجود فساد كبير بين موظفى الأحياء ومهندسى التنظيم عن القانون مقابل مبالغ مالية كبيرة وسوف نشرع قانونا حادًا وحازماً لضبط هذه الأجهزة والقضاء على الفساد الذى استشرى فيها على مدار ثلاثين عاما، حيث وصل حجم الرشاوى سنويا حوالى مليار جنيه و1073 قضية فساد فى أجهزة الدولة أى بمعدل قضية كل دقيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.