عام مضى على ثورة 25 يناير وخلال هذا العام مرت أحداث جسام وخطيرة كادت تؤدى بالوطن، لكن الله سلم، ومع ذلك عبرنا جميعا هذا المرحلة قبل اللحظة الأخيرة آملين فى العبور بمصرنا الحبيبة لبر الأمان. وجاءت الانتخابات التشريعية واختار الشعب من ينوب عنه ويمثله فى برلمان الثورة فى أول تجربة ديمقراطية حقيقية مارسناها جميعا، فلقد شاهدنا الشعب المصرى حريصا كل الحرص بكل طوائفه ورجاله وشيوخه ونسائه حتى أطفاله اصطحبتهم أسرهم لتعليمهم ممارسة حقهم فى انتخاب من يمثلهم. الشعب المصرى الذى نجح فى إسقاط مبارك فى ثورته الشعبية سينجح فى بناء نظام جديد تكون أركانه قائمة على العدالة والحرية والديمقراطية، لقد بدأنا بالفعل أولى خطواتنا نحو الديمقراطية، ونحن لا نشعر بفارق كبير بأغلب القيادات التى نجحت جاءت من الميدان للبرلمان، ويطلق عليه برلمان الثورة ليعبر عن مطالب وحقوق الشعب فى كل دوائره ومحافظاته فى جميع مطالبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ولأن الأغلبية اكتسحت فتتحمل الآن العبء الأكبر لأن ثقة الشعب ليست بالهينة فى هذا التوقيت الدقيق، لأن ثمن هذه الثقة غالٍ جدا، سيدفع الأغلبية الساحقة ليعبروا عن حقوق ومطالب من أعطوهم هذه الثقة. فالشعب هو الرقيب على من اختارهم ليمثلوه فى البرلمان وليكون هذا البرلمان بحق برلمان الثورة ليعبر عن العمال والفلاحين والمهنيين والمشردين فكلهم مسئولية النواب وليجعلونا نفتخر بأن لنا برلمانا مثل بقية شعوب العالم يمثل الشعب حقيقة ولم يأت بتزوير الإرادة بل بثقة الشعب. وهناك بعض الأصوات التى تقول إن هذه الانتخابات كانت بها شوائب، وأنا أقول بالقطع هناك بعض التجاوزات والسلبيات ولأننا فى أول تجربة ديمقراطية حقيقية فكل شىء فى بدايته له سلبياته وإيجابياته، لكن لننظر إلى الإيجابيات الأكثر أهمية إلا وهى أن الشعب قال كلمته ووقف أيضا ضد هذه التجاوزات والتى بالفعل تمت مواجهتها إما بالإلغاء وإما بالتأجيل وإما الإعادة. ونأتى بعد ذلك لتنفيذ خارطة الطريق التى وضعت لنواب الشعب طبقا لاستفتاء 19 مارس فسوف يختار مجلس الشعب ال 100 من مكونات الوطن وفئاته ورجاله وليسوا جميعهم من نواب مجلس الشعب لوضع دستور جديد، وبعدها ندخل عهدا جديدا من الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية فى ظل الشرعية البرلمانية حتى نطهر جميع أجهزة الدولة الحكومية الإدارية من الفساد الذى استشرى بها طوال العقد الماضى. وآن الأوان لنشمر جميعنا عن سواعدنا للمرحلة القادمة من العمل الجاد لزيادة الإنتاج لنصل ببلادنا لبر الأمان. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال لخير مصر وخدمتها.