وفى الغالب فان القارئ يعرف السبب فى هذا، وهو ما يعبر عنه أن تكون المقارنة العلمية بين برتقال وبرتقال وليس بين برتقال وتفاح، وعلى هذا فاذا قارنا الوضع الجديد للدوائر الانتخابية بعدد الدوائر البرلمانية فى انتخابات 200 و2005(أى قبل التعديل المشبوه الذى أجراه أحمد عز بمعاونة المجلس والنظام فى 2010 وهو التعديل الذى استند ظاهريا إلى إنشاء محافظتى أكتوبر وحلوان اللتين تم الغاؤهما فيما بعد) فإننا نكشف أن الأوضاع النسبية للمحافظات المختلفة قد اختلفت بعض الشىء على الرغم من أن المجلس العسكرى التزم إلى حد كبير بما كان عليه الوضع من قبل فعلى حين بقيت القاهرةوالدقهلية فى الترتيبين الأول والثانى وقد كان للدقهلية 68% من المقاعد المخصصة للقاهرة (17دائرة للدقهلية مقابل 25 للقاهرة) والآن يصل الاعضاء الذين يمثلون الدقهلية إلى 36 بينما يصل عدد الاعضاء الذين يمثلون القاهرة إلى 54 عضواً ومعنى هذا أن تمثيل الدقهلية انخفض انخفاضاً ضئيلاً إلى 66.6%من القاهرة لكنها مع هذا ظلت فى المركز الثانى من حيث عدد المقاعد وذلك على الرغم من أنها ليست المحافظة الثانية فى عدد السكان ولكن هذه قصة سنتناولها فى دراسة أخرى. فى الترتيب التالى الآن تأتى 5 محافظت هى سوهاجوالشرقية والجيزة والبحيرة والغربية وقد أصبح لكل محافظة من هذه المحافظات الخمس 30 عضواً فى البرلمان ومن الطريف أن ثلاثاً من هذه المحافظات ( وهى الشرقية والجيزة وسوهاج) كان يمثلها فى البرلمانات الاخيرة حتى 2005 «28 عضواً» على حين كانت محافظتا البحيرة والغربية ممثلة ب 26 عضواً فقط فى برلمان 2000 ومن الأكثر طرافة أن القانون المبدئى الذى كان المجلس العسكرى قد أعده كان قد خصص لكل محافظة من هذه المحافظات الخمس 28 عضواً فلما أعلن المجلس عن التعديل الأخير الذى جعل الثلثين للقوائم مقابل الثلث للفردى واكتشف أن رقم 28 لا يقبل القسمة على 3 كى يكون هناك ثلثان وثلث اضطر إلى تعديل العدد إلى 30 عضواً وهكذا أصبح لكل محافظة من هذه المحافظات ما يمثل 55% من مقاعد القاهرة على حين كان لكبرياتها 56% وكان للاثنتين الصغريين 52% من مقاعد القاهرة فى 2000 وهكذا حظيتا محافظتان بحظوة نسبية على حين انخفض الحظ قليلا فى حالة 3 محافظات أخرى ومع هذا فإن الوضع الحالى لا يزال غير متناسب مع عدد سكان كل محافظة من هذه المحافظات. فى الترتيب التالى الآن تأتى أربع محافظات هى الاسكندرية والمنوفية والمنيا، وأسيوط والتى يمثل كل منها فى النظام الحالى 24 عضواً ومن الطريف أن ثلاثاً من هذه المحافظات كانت تتمتع بنفس الترتيب وكان يمثلها فى النظام القديم 22 عضواً (وهى الاسكندرية والمنوفية والمنيا) أما الرابعة (أسيوط) فهى أول محافظة حدث لها صعود كبير نسبياً فقد ارتفعت حصتها البرلمانية مقارنة بالقاهرة من 40% إلى 44%. ونأتى إلى الترتيب التالى وهو الذى تحتله محافظتا القليوبيةوكفر الشيخ التى أصبح لكل منها عشرون عضواً (أى 37%من حصة القاهرة) على حين كان نصيب هاتين المحافظتين فى الماضى تسعة دوائر (أى 36% من حصة القاهرة) وقد انضمت لهاتين المحافظتين محافظة سرى عليها الاقتطاع أو التجزئة وهى محافظة قنا التى كان لها 11 دائرة (بنسبة 44% من تمثيل القاهرة) لكن إنشاء محافظة الأقصر جاء على حسابها، ومن الطريف أن الجزء الذى بقى لقناالجديدة من قنا القديمة بتمثيل فى 8 دوائر أى بنسبة 32% وهكذا يمكن النظر عليها وهكذا يمكن النظر إليها على أنها محظوظة إذا ما قورنت بحال كفر الشيخوالقليوبية. لكن الجديد الذى حدث فى القانون الذى تجرى به الانتخابات الآن أنه ضم إلى هذه المحافظات الثلاث (أى القليوبيةوكفر الشيخوقنا) محافظتين أخريين هما الفيوم وبنى سويف، وكان نصيب كل منهما فى الماضى 7 دوائر فقط (أى 28%من نصيب القاهرة)وهكذا قفزت الفيوم وبنى سويف لتتساوى مع كفر الشيخ ومع القليوبية ومع قنا بتعديل حدودها وأصبح لكل محافظة من المحافظات الخمس عشرون عضواً ومعنى هذا أن نسبة هاتين المحافظتين المحظوظتين ارتفعت من 28 % إلى 37% وكأن القانون الجديد الذى سنه المجلس العسكرى كان يبغى فى الأساس مجاملة هاتين المحافظتين بالذات كأنه عدل كى يعيهما حقا مكتسبا جديداً. نأتى إلى محافظة دمياط التى كانت تحتل الترتيب التالى وكان لها 16% من حجم تمثيل القاهرة (4 دوائر مقارنة مخمس وعشرين دائرة) وفى القانون الجديد الذى تجرى عليه الانتخابات الحالية أصبح لمحافظة دمياط 12 عضواً فى البرلمان أى ما يوازى 22% من حجم تمثيل القاهرة وهكذا انضمت دمياط إلى بنى سويف والفيوم فى المجاملة الظاهرة على يد قانون المجلس العسكرى. أما المراكز الثلاثة التى كونت محافظة الأقصر فقد كانت لها دوائر انتخابية و24 عضواً أى بنسبة 12% من تمثيل القاهرة وقد أصبحت الآن ممثلة بنسبة 12% من تمثيل القاهرة وقد أصبحت الآن ممثلة بنسبة 11% من تمثيل القاهرة (أى أن تمثيلها انخفض بنسبة طفيفة). ونأتى إلى أصغر خمس محافظات من حيث عدد السكان وقد نالت جزءاً من الحظ فى القانون الجديد (وهى السويس ومرسى مطروح والبحر الأحمر والوادى الجديد وجنوب سيناء) فقد كان لكل منها فى برلمان مطلع القرن الحادى والعشرين دائرتان أى أربعة أعضاء بنسبة 11% من تمثيل القاهرة أى أنها تمثيلها ارتفع بنسبة 37.5% وهى نسبة كبيرة لكن قانون الثلث والثلثين لم يكن يسمح بأقل من هذا من المقاعد لأية محفظة!! إذا أنه ببساطة شديدة يقوم على رقم 6 ومضاعفاته (أى6و12و18و24و30 و36 ثم 54).