من المؤكد أننا نعيش الآن حالة من الضبابية وانعدام الرؤية السياسية الموحدة لكل القضايا الملحة للواقع السياسى الآن فلا نستطيع التمييز بين من يحب وطنه ويعمل من أجله ومن يحب مصلحته الشخصية فقط ويسعى لتحقيقها واختلط الحابل بالنابل وأصبحت السمة المميزة لهذه المرحلة الأصوات العالية على أى شىء وكل شىء فهناك أناس وطنيون بحق تم تهميش دورهم وأناس ليس لهم قيمة جعلت منهم الفضائيات أبطالا لا يوجد رأى واحد يتفق عليه ونحن معشر الشباب الذين كانوا الفتيل الاول لإشعال الثورة شغلتنا أمور وخلافات جانبية وأصبح كل فصيل منا يخون الفصيل الآخر وما أن يخرج أحد بمبادرة حتى يسرع الآخر بتكذيبه والتقليل من شأنه حتى وصلنا للوضع الذى نحن فيه الآن من نكران أغلبية الشعب لما نفعله بدليل الانتخابات التى اكتسحها تيار الإسلام السياسى لما له من تنظيم وخبرة باحتياجات هذا الشعب الذى عانى الأمرين من نظام الحكم السابق المستبد فقد استطاعوا أن يتاجروا بأحلام البسطاء وسواء اختلفنا معهم أو اتفقنا فقد نجحوا بدرجة امتياز وفشلنا نحن. أتعرفون لماذا؟ لأننا تركنا كل الشوارع فى مصرنا المحروسة واكتفينا بميدان التحرير والفضائيات والصحف فقط ولأننا لم ننظم أنفسنا فى فصيل واحد قوى يتحدث باسم شباب الثورة وتفرعنا للعديد من الائتلافات والاتحادات نتناحر فيما بيننا على شهرة زائفة وزهو فارغ ونسينا جميعا مقولة الثائر الكبير جيفارا حينما قال إن الشعب بالنسبة للثائر كالماء بالنسبة للسمك فكلما بعد الثائر عن طبقات الشعب الكادحة ماتت ثورته وأصبحت بلا قيمة وأتحدى أيا منا يستطيع أن يقول الآن إن هناك تعاطفا من الشعب مع الثورة مثلما كان فى 25، 28 يناير وحتى تنحى المخلوع. يا من تدفنون رءوسكم فى الرمال كالنعام وترفضون أن تسمعوا الحقيقة الواضحة أفيقوا قبل أن تضيع الثورة واتحدوا قبل أن تضيع أحلامكم ودماء شهدائكم وأملكم فى التغيير المنشود. انزلوا إلى الشوارع واسمعوا طلبات أغلبية الشعب المطحون وحولوا ثورتكم من ميدان التحرير إلى مواقع عملكم فالفاسدون ينتشرون فى كل مكان ولا أمل لإصلاح هذا البلد إلا بالقضاء عليهم وهم الآن يتمتعون بوجودنا فى الميدان وانشغالنا عنهم ومازالوا يسومون الناس سوء العذاب وابتعدوا عن الزعامات المزيفة وليبنى كل منا ما يستطيع من أجل المصلحة العليا للوطن فإذا رجعنا لشعارنا خبز وحرية وعدالة اجتماعية نحوز ثقة الشعب ونداء أخير ياأيها الثوار عودوا إلى رشدكم واستيقظوا من غفلة تجرنا نحو الهلاك والبلاء.