يقول حكيم الأمة الرجل «الفيبريشين» سعد الصغير: (فكهانى وبحب المانجه).. وأنا استأذنه هو والست دينا أمرّ على الأمريكانى فى اقتباس هذه الحكمة بعد تعديلها.. مع حفظ كافة حقوقه فى «الهز» الخلفى والأمامى.. وقد يقول خبير استراتيجى فى شئون «الهشك» وفيها إيه إذا أعلن الباشمهندس الفكهانى أنه يحب المانجه.. ثم يؤكد ذلك بإعلان حبه للأحمر والأصفر الذى هو البلح.. ثم يعرج بعد ذلك على الخيار الذى هو زى اللوز. وكثير من البلاد العربية الشقيقة والرقيقة تعتبر الخيار من عائلة الفواكه أباً عن جد.. ثم يا حضرات ألم تكن الفرصة سانحة أمام المناضل سعد الصغير لكى يقول مثلا «فكهانى» وبحب «المحشى» ويعتبر نفسه صاحب أغانى تجريبية مثل بتوع المسرح الخاص بهرش النافوخ، والأهم من ذلك أن سعد قد أوحى إلىّ بأغنية جديدة تصف حالة الخبلان التى نعيشها حاليا، حيث لا يعرف المرء فيها من معه.. ومن ضده! من يتكلم لمصلحته.. ومن يتكلم لمصلحة السكة الحديد؟.. من الثورجى؟ ومن البلطجى؟ ومن الفهمجى؟ ومن الفوريجى؟ ومن يحميها؟ ومن حراميها؟ كأن البلد والعياذ بالله رشوا على رأسها بوردة العفريت، فإذا زرع بصل.. نقول دستور يقولك رئاسة؟.. نقول مدنية يطله واحد يقولك لا باحبها عسكرية! نقول يا انتخابات يقولوا: لا تأجيلات؟ لا المسلم طايق المسيحى.. ولا القبطى عنده ذرة تسامح تجاه المسلم.. والقاضى ماسك فى رقبة المحامى.. والباشا المتهم آخر صهللة.. ومنجهة وبيدعى من قلبه ربنا يوقف حالهم كمان وكمان.. ويوقعهم فى بعض أكثر.. وأمين الشرطة بيحلق للضابط.. والمدرس كاره المفتش.. والتلميذ مش طايق التعليم ولا وزيره ولا هيئة تدريسه.. والبايع يود لو أخذ روح المشترى.. السلفى ضارب فى الصوفى.. والإخوانى فى العلمانى اللى بياخد مرتب سرسوب.. بيحدف المتريش بالطوب.. الراكب عايز يشوط الماشى.. والقاعد يتعالى على اللى واقف.. والشلة اللى اسمها النخبة.. بتقول للحرافيش يا سم يا كبة.. وكل هذا يا مولانا يمكن تلخيصه فى كلمة واحدة اسمها «الفوضى» وقد وضعها المخلوع فى كفة.. ونظامه المجمد فى كفة أخرى.. وقد أقسم وحلف بسماها وبترابها.. يجيب ضلفها وأبوابها.. هو نائم على سريره يلعب فى مناخيره.. والبلد ولو مؤاخذة راكبها ألف عفريت.. مثل الجلابية السودانى لا تعرف لها وجه.. من خلفية ولا أمامى.. خلفى ونشيدها الوحيد من وحى البروفيسير سعد:(هياجانى وبحب الفوضى). والهياج مصدرها «هاج» أى ثار وفى قول آخر «ماج» وشب ولب.. وكأن مصر قد أصبحت «نهيبة» كل واحد حسب قدرته واستطاعته يأخذ منها حتة.. وهناك مفترى ابن مفترية يريدها كلها لنفسه على أساس يعنى أن مصر هى «مامته» وهو أولى بها من غيره.. ويقول لك فى كل بجاحة:(أنا لما كنت فى ميدان التحرير). وافهمها أنت بقى يا بتاع حزب الكنبة وائتلاف شباب البطانية.. يعنى بالصلاة على حضرة النبى صلى الله عليه وسلم الثورة ثورتنا والليلة ليلتنا.. واللى يحبنا لازم يضرب نار.. وضربوا فعلا.. لكن فى بعضهم البعض.. والضربة فى حقيقة الأمر.. ترشق فى قلب مصر التى هى أمه وخالته والدادة بتاعة حضرته. ولعلك الآن عرفت الحكاية وأدركت مغزاها فكما أن الفكهانى يحب المانجه لأنها مصدر رزقه وأكل عيشه.. «الهياجانى» يحب الفوضى.. لأنها سلاحه وثروته.. وورقته الرابحة فى هذا السوق القائم لبيع مصر المحروسة بالجملة والقطاعى.. وبالجنيه والدولار واليورو والشيكل والدرهم والدينار.. وفى عرض خاص.. تشترى فيه مصر.. وتاخد المصريين مجانا فوق البيعة!