أعتقد أن لحظة الحقيقة قد حانت، وأن كل طرف فى هذا البلد يجب أن يعى مسئولياته جيداً أمام ضميره وأمام التاريخ بدون أية مواربة.. أو “تزويق”.. والمنافقون يمتنعون..! فما جرى يوم الأحد الماضى من أحداث دموية أمام مبنى التليفزيون فى ماسبيرو يجب ألا يمر مرور الكرام.. فكل طرف لابد أن يعى جيدا حجم الأخطاء التى ارتكبها، والتى أدت إلى ما أدت إليه.. وأهمها وأخطرها هو الصدام بين بعض المواطنين، وبعض جنود القوات المسلحة.. وهو ما أدى إلى اختلاط الدماء الطاهرة للمسيحيين والمسلمين من متظاهرين وجنود؛ لتشكل لوحة مأساوية أبكت الوطن كله بمسلميه وأقباطه.. و هذه المشاهد الدموية المأساوية، بالمناسبة، روت عطش المتربصين بأمن وأمان هذا البلد من قوى أجنبية وعربية فى الخارج وخونة مأجورين فى الداخل لا يريدون أن تقوم لمصر قائمة، بل يريدونها فوضى وخراباً لخدمة مخطط التقسيم؛ تقسيم مصر طبعاً، والذى نحفظه جميعاً عن ظهر قلب، ومع ذلك أفردنا له فى هذا العدد 5 صفحات كاملة من باب التذكير، لعل الذكرى تنفع المؤمنين..! فالذين أرادوها جنازة ليشبعوا فيها لطماً رسموا مخططهم الشيطانى فى الخارج، ومولوه بفلوس حرام، لينفذه المأجورون فى الداخل بدعم من فلول النظام السابق، ولتقوم بعد ذلك الفضائيات التى يمول بعضها من مصادر مجهولة، بتلوين الأحداث من خلال مذيعين ومذيعات، نعرف دورهم جيداً فى خدمة ملف التوريث، لتهييج الرأى العام وإحداث المزيد من الفوضى..! وعلى الرغم من استياء الكثيرين، وأنا منهم، من تغطية التليفزيون المصرى للأحداث، والتى لم تختلف كثيراً عن تغطية قناة الجزيرة مباشر، فإنه ليس من المعقول أن يتهم أحد الباحثين الأقباط التليفزيون بأنه كان يحرض المسلمين على النزول لمواجهة المسيحيين فى الشارع.. والغريب أن هذا الباحث عندما استضافه برنامج «العاشرة مساء» أصر على اتهامه؛ مما دفع وزير الإعلام إلى عمل مداخلة لتوضيح الموقف وتكذيب ما يردده الباحث فى 6 فضائيات، إلا أن الباحث أتى بتصرفات لا تليق، وأطلق اتهامات جزافية للدولة وللحكومة، لا يمكن أن تصدر عن باحث يجب أن يدقق فى كل كلمة يقولها، خاصة إذا ما كانت على الهواء مباشرة..! وإذا كان المجلس العسكرى قد أكد بوضوح، وبكلمات لا تقبل أى لبس، فى مؤتمره الصحفى العالمى، أن هناك أيادى خارجية وداخلية وعناصر هدّامة تسعى لإشعال الفتنة وإسقاط مصر، وأن المتربصين بالوطن يستغلون المظاهرات التى تنظم هنا أو هناك للاندساس وتحقيق مخططاتهم الشيطانية الدنيئة.. فإننى بصراحة لا أدرى، رغم كل هذا الكم من المعلومات والقرائن والدلائل، لماذا لا يعلن المجلس العسكرى عما تحت يده من حقائق الآن قبل غد؟! لماذا لا يكشف للشعب كل الحقائق عمن خطط ومول ومن قبض ونفذ؟! ولماذا السكوت عن كل ما يحدث ويحاك ضدنا؟!.. وإذا لم يكن الوقت الراهن، والذى أصبحت فيه البلاد على حافة فتنة طائفية ولا أقول حرباً أهلية، هو الوقت المناسب لإعلان كل تفاصيل المؤامرة والمخطط أمام الشعب بأقباطه ومسلميه.. فما هو الوقت المناسب من وجهة نظر المجلس العسكرى؟.. ماذا ينتظر المجلس؟! إن بعض المنافقين فى بعض الصحف والفضائيات يسخرون من فكرة المخطط الأجنبى، والأيادى الخفية الخارجية والداخلية التى تلعب فى مفاصل الوطن وتريد تفكيك أعمدته الأساسية.. ويعتبرونها مجرد نكتة أفكه من نكت الصعايدة بتاعة اليومين دول..!! وهؤلاء بصراحة إما سُذَّج يتحدثون بما لا يعلمون.. وإما أنهم خبثاء ويريدون التغطية على كل ما يحدث نفاقاً لجماعات وحركات سياسية على الساحة، وخدمة لأهدافهم المشبوهة..! لقد تحدث المجلس العسكرى منذ الأيام الأولى للثورة، ومازال، عن ذلك المخطط الشيطانى الذى يستهدف مصر، والذى تشارك فيه بعض القوى والدول الأجنبية والعربية للأسف، والتى لا تريد لمصر أن تلعب دورها التاريخى الرائد فى المنطقة والعالم، وهو مع ذلك، مصرّ على ألا يكشف عن ذلك المخطط على مدى 10 شهور كاملة.. بصراحة إذا كنا جميعاً نعتبر أن الكلام من فضة، فإن السكوت فى مثل هذه الحالات ليس من ذهب أبداً..!!