لم يرتكب نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك جرائم جنائية وسياسية بحق الشعب المصرى فحسب بل قضى على آماله بالنهوض بالتعليم الذى يعد أساس أية تنمية. د. مجدى قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد يكشف فى حواره مع «أكتوبر» عن المسكوت عنه فى منظومة التعليم فى مصر، وأبرزها ابتزاز وضغوط مسئولين فى النظام السابق لاعتماد مؤسسات بعينها من أجل مصالح شخصية وإخفاء النتائج المخيبة لتقويم المؤسسات التعليمية، كما يكشف اعتماد 9 كليات، بالإضافة إلى 1375 مدرسة فقط منذ إنشاء الهيئة رغم انفاق نحو نصف مليار جنيه على برامج الجودة.. وإلى نص الحوار: *كم عدد المدارس والكليات التى تم اعتمادها منذ إنشاء الهيئة حتى الآن؟ **هيئة ضمان الجودة قامت بمراجعة 2900 مدرسة حتى الآن واعتمدت 1375 مدرسة منها 233 مدرسة خاصة و1142 مدرسة حكومية، كما تقدم هذا الصيف 300 مدرسة للاعتماد وتبدأ الهيئة أول أكتوبر القادم البت فى اعتماد هذه المدارس بعدها يصدر قرار الاعتماد بحوالى 3 أو 4 أشهر، وبالنسبة للتعليم العالى فإن هناك 9 كليات تم اعتمادها هى كلية طب قناة السويس وطب المنصورة وصيدلة القاهرةوالمنصورة وتمريض الإسكندرية وعين شمس وعلوم أسيوط وهندسة أسيوط والتربية الرياضية بالمنصورة، ومتوقع أن يصدر قرار الاعتماد من عدمه بشأن 10 كليات أخرى خلال الأيام القادمة هى طب القاهرةوالإسكندرية وصيدلة أسيوط وعين شمس وعلوم المنصورة وسوهاج وهندسة الجامعة الأمريكية وزراعة أسيوط والاقتصاد والعلوم السياسية القاهرة وطب بطرى أسيوط. *وما هى معوقات اعتماد باقى الكليات والمدارس؟ **أولًا لم تكن الهيئة تستطيع أن تصدر نتائج التقويم بحرية نظرا لأنها كانت تكشف حقائق عن عدم كفاءة إدارة المؤسسات التعليمية ولم تكن الوزارة تستجيب لتطبيق نصوص القانون الذى يلزم هذه المؤسسات بالتقدم للاعتماد وكان هذا ثانى عائق أمامنا وأهمها على الإطلاق، أما العائق الثالث هو أن التعليم فى مصر لم يكن فى مقدمات اهتمامات الدولة مما جعل المؤسسات التعليمية غير قادرة على التقدم للاعتماد بالعدد المناسب. العقول المهاجرة/U/ *إذن فلماذا توقف مشروع الهيئة الخاص بالاستعانة بالعقول المصرية المهاجرة للخارج؟ **بعد أن تواصلت الهيئة مع 600 عالم مصرى مقيمين بالخارج وتم تشكيل مجلس استشارى للهيئة توقف المشروع منذ عام بسبب نقص التمويل، وكان هذا المشروع حيويًا جدًا لأن مصر كانت ستستفيد من الفلسفة التعليمية بكل دولة، وقام بعض العلماء بالفعل بالعمل معنا وشاركوا فى اعتماد مؤسسات التعليم العالى وانفق على المشروع 600 ألف دولار ونحتاج سنويًا لاتمام المشروع نحو 700 ألف دولار فنقص التمويل تسبب فى وقف مشروع تدوير الأدمغة. *قلت إن الهيئة تتعرض لضغوط كبيرة عند اعتماد بعض المؤسسات التعليمية هل هذه الضغوط مازالت قائمة؟ **بالطبع لا.. الآن أصبح المجتمع حرا ولا أعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد ضغوطًا كالتى عانينا منها سابقًا والتى تمثلت فى ابتزاز وضغط من مسئولين للموافقة على اعتماد بعض المؤسسات التعليمية من قبل من لهم مصلحة فى إدارتها حتى فى إعلان نتائج الاعتماد عندما قلنا إن نسبة النجاح أو الاعتماد للمدارس المتقدمة لا تتعدى 47% كنا نواجه بضغوط شديدة من أصحاب القرار والنظام السابق لرفع النسبة، ولكن سنظل نعمل بشفافية دون النظر إلى ضغوط البعض والذى يهمه ألا تظهر مثل هذه النتائج المؤسفة كما أن وقف مشروعات وطنية وإهدار كرامة المعلم كل هذا أفسد التعليم المصرى. *جامعة القاهرة الجامعة الوحيدة التى دخلت التصنيفات العالمية لأحسن جامعات العالم فما سبب ابتعاد الجامعات الأخرى عن هذه التصنيفات؟ **جامعة القاهرة ذات تاريخ عريق ولديها مقومات مادية وفنية كبيرة جعلتها مؤهلة لدخول هذه التصنيفات لكن عليها إعمال نظم الجودة لضمان الاستمرارية فيها، أما الجامعات الأخرى فيها عدة مشكلات مثل التمويل والنشر الدولى والأبحاث وعدم إعمال نظم الجودة والأعداد الكبيرة للطلاب ومع ذلك فإن هذه الجامعات بها كوادر بشرية هائلة تستطيع أن ترتقى بها. تأثير الإضراب/U/ *هل إضراب أعضاء هيئة التدريس والمعلمين سيعيق عملية المراجعة والاعتماد؟ **بالتأكيد ستتأثر الهيئة إذا تأجلت الدراسة أو قام المدرسون وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات بالإضراب، وأود أن أقول إن أساتذة الجامعات هم أقل الفئات تظاهرًا عند المطالبة بحقوقهم المادية أو المطالب الفئوية. *هل كانت هناك رؤية للهيئة فى اختيار القيادات الجامعية؟ **الهيئة قدمت دراسة لكل النظم الموجودة بالعالم ومميزات وعيوب كل نظام واقترحت أن تكون هناك معايير للوظائف ولا يوجد نظام فى العالم قائم على الاختيار المباشر لكن من الممكن إضافة معايير تعوض عيوب نظام الانتخاب المباشر، وهى إعمال نظم المحاسبية والشفافية والانجازات، كما أنه لابد من فتح باب الترشيح أمام الكوادر الجامعية من خارج الجامعات لخلق باب المنافسة وتحقيق التنوع. *هل طالبت بإدخال مواد أو مناهج جديدة فى التعليم قبل الجامعى؟ **بالفعل قمت بتطوير معايير محتوى مناهج 18 مجالا دراسيا فى الرياضة والعلوم واللغة العربية وأعد هذه المعايير الجديدة لفيف من العلماء بالجامعات والمؤسسات التعليمية للنهوض بالنمط التعليمى، بالإضافة إلى إعداد معايير لمهارات المعلم للارتقاء بمستوى أدائه فضلا عن معايير المناهج ومعيار خريج المدارس لكل مرحلة تعليمية. *وماذا ترتب على إعداد هذه المعايير هل أخذت بها الوزارة؟ **أرسلتها إلى الوزارات السابقة لكنها للاسف لم تأخذ بها، أما الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التعليم الحالى فلديه استعداد للأخذ بهذه المعايير الجديدة لأن الهيئة أداة تطوير وليست مراجعة فقط، ونحاول أيضًا إدخال فكر ريادة الأعمال إلى منظومة التعليم المصرى حتى يتحول التعليم إلى سد احتياجات المجتمع. *لكن البعض يقول إن نظام الجودة والاعتماد نظام شكلى أو ورقى فقط ولا يهتم بالمضمون أو تطوير التعليم.. فما ردك؟ **نظام الجودة والاعتماد ليس ورقيا وهو ليس بدعة مصرية بل سبقنا بها العالم منذ فترة والآن تنافسنا عليه الدول العربية، ويوجد تحد أكبر وهو أن نوازن ما بين الإمكانات المتاحة ومستوى الأداء لأن الأداء يتأثر بمستوى الإمكانات المادية. *مرّ على إنشاء الهيئة أربعة أعوام هل قدمت أى إنجاز ملحوظ لانقاذ التعليم المصرى من التدهور الذى أصابه؟. **أود أن أقول إن الهيئة ساهمت بقدر الامكان فى تطور التعليم من خلال 200 إصدار وتعتبر هذه الاصدارات رصيدا هائلًا يمكن للمؤسسات التعليمية الاستفادة منه، وتتم الاستعانة بالهيئة المصرية بالخارج لاعتماد المؤسسات بالدول العربية، وساهمت الهيئة أيضًا فى إنشاء العديد من هيئات الجودة بالدول العربية ومن الممكن الاستفادة من نتائج الزيارات التى يقوم بها خبراء الهيئة للوقوف على نقاط القوة والضعف فى العملية التعليمية، وقمنا أيضًا بنشر ثقافة الجودة واطلع على موقع الهيئة أكثر من 2 مليون و700 ألف كما قمنا بتدريب 65 ألف متدرب وإعداد 4 آلاف مراجع ونستطيع اعتماد 5000 مدرسة سنويًا لكن الآن معدلات التقدم أقل من 1000 مدرسة سنويا.