من هؤلاء الذين حاولوا اقتحام مبنى وزارة الداخلية واحراقه؟! من هؤلاء الذين اقتحموا السفارة الإسرائيلية وفعلوا بها ما فعلوا؟!.. من هؤلاء الذين هاجموا قوات الجيش والشرطة؟! من هؤلاء الذين روعوا الناس فى ميدان الجامعة شارع مراد وميدان الجيزة؟! عذرًا عزيزى القارئ فى أن ابدأ كلامى بالأسئلة ولكن إجابة واحدة تكفى للرد على كل هذه الاستفهامات!! فنحن نتفق جميعًا أن هناك فرقًا بين التظاهر السلمى المتحضر والتخريب العمدى المتنطع خلف الوطنية والحرية!! ونتفق أيضًا أن الشباب الذين اشعلوا ثورة 25 يناير.. لم يشعلوها بالنار وقذف الحجارة وإنما أضاءوا الميادين بجذوة الحماس للمطالبة بخلع النظام الفاسد والتأسيس لديمقراطية حقيقية، وقد قدم الثوار أرواحهم وهم راضون مسرورون بما حققوه من انتصار على الطغيان والتحرر من الذل والعبودية.. وعندما نزل الجيش إلى الشارع تعاون الجميع من أجل مصر وشعب مصر.. وعندما تأخر تحقيق المطالب كانت المليونيات السلمية فى ميدان التحرير مثالًا للتحضر والرقى.. صحيح أن معظم المطالب لم تتحقق لكن الأهم هو سقوط رأس النظام الفاسد وتقديمه للمحاكمة.. واستكمال منظومه الإجهاز عليه.. فهل تم الإجهاز عليه؟! بالطبع لا!! وهذا هو السبب الرئيسى فى عدم استكمال بقية المطالب المشروعة للثوار.. إن ما نطالب به كثير وما نحلم به أكثر.. لكن هناك من يقف عقبه أمام مسيرة الثورة وهناك من يدعون أنهم مع الثورة والحقيقة أنهم مع أنفسهم أو يخدمون أسيادهم فى الخارج والداخل، وبصراحة لا تقبل التأويل هل هذا المناخ المتوتر السائد الآن على الساحة السياسية يساعد على تحقيق شىء؟!.. بالطبع لا.. وألف لا..!! إذاً فما الحل؟! الحل فى التعقل والتحلى بالحكمة والاخلاص للوطن والترفع عن الأهواء والمصالح الشخصية وأن تكون هناك كلمة سواء يجمع عليها كل أطياف الشعب «الوطن» ولا شىء غير الوطن.. سيقول البعض وما هو الضامن حتى لا يتقلب الوضع وتضيع مكتسبات الثورة؟! أقول الضامن الشعب والوطن.. الشعب الذى أسقط أعتى الأنظمة وأفسدها على الإطلاق فى تاريخ مصر الحديث بل ربما فى تاريخ مصر كله.. هذا الشعب قادر على تصحيح الأخطاء وتقويم الاعوجاج السياسى الذى نراه الآن.. الشعب قادر على ردع السفهاء وبلطجية الشوارع .. الشعب قادر على فضح الذين يتلقون الأموال من الخارج بغرض إحداث البلبلة وإحاكة الفتن وتشويه صورة مصر والثورة.. وأقول بالفم المليان الضامن هو الشعب.. الشعب سينظف الميادين من مخططات الظلام والإظلام. صحيح أن عبارة فلول النظام أصبحت مدعاة للسخرية والتهكم من كثرة استعمالها عند كل هفوه أو كبوة حتى وصفها البعض بأنها الشماعه التى نعلق عليها كل الإخفاقات السياسية والأمنية أو حتى الاجتماعية والأسرية!! لكن الحقيقة تقول إن فلول هذا النظام موجودون على الساحة السياسية وبقوة وهم الآن أكثر تنظيمًا بل إنهم استطاعوا اختراق تنظيمات الثورة ومنهم من وصل إلى أماكن صنع القرار سواء فى الحكومة أو الكيان الإدارى للدولة..