هناك من كان يريدها جمعة تصحيح مسارالثورة كما دعت إليها بعض القوي السياسية والوطنية وبدأت مظاهره سلمية ذات مطالب مشروعة وكانت أهم مطالب المتظاهرين بجمعة "تصحيح المسار" هي وضع جدول زمني لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ، وتسليم إدارة شئون البلاد لسلطة مدنية، ووقف المحاكمات العسكرية وتطهير كافة مؤسسات الدولة من رموز النظام السابق، فضلاً عن العمل على استعادة الأمن والأمان فى الشارع المصري. ووضع حد أدني وأقصي للأجور وهذه المطالب لإثبات أن الثورة مازالت مستمرة حتي تحقق أهدافها في الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية . لكن هناك من كانوا يتربصون بها ويخططون لها مسبقا ًلتوريط شباب الثورة وإيقاعهم في فخ الإعتداء الذي تم يوم الجمعة مساءاًعلي وزارة الداخلية وإقتحام السفارة الإسرائيلية ومحاولة إحراق مديرية أمن الجيزة فمن يريد تشويه الثورة والثوار ؟ فتلك الأحداث أدت في زعزعة الاستقراروإشاعة الفوضي ونقل صورة سلبية عن الثورة المصرية وتصوير هؤلاء الثوارعلي أنهم ماهم إلا مجموعة من المخربين لايريدون الإستقرار ويدعون إلي الفوضي مما أدي إلي إهتزاز هيبة مصر أمام العالم ! وخرجت أبواق وسائل الإعلام الحكومية بالتنديد بما يحدث علي قنوااتها الفضائية وإلصاق الفوضي بمتظاهري التحرير مما دعا إلي تعكير المزاج العام بين جموع المصريين وسخطهم علي ثوار التحرير ! ونحن لا نبرر ما حدث من إعتداءات وأحداث مؤسفة ولكن لا نريد أن نلصق التهمة بثوارالميدان دون دليل وعلينا أن نسأل أنفسنا أولاً قبل أن نسأل المسئولين عن حماية أمن مصر كيف وصلت هذه المجموعات من الناس بكل هذه السهولة إلي وزارة الداخلية دون أن يعترضها أحد من قوات الجيش والشرطة المتواجدين لحماية المنشأت العامة والحكومية والذين حذروا مراراً من الإعتداء علي المصالح العامة في وقت سابق ؟ وكذلك الحال عندما تم إقتحام مبني السفارة فأين القوات الخاصة التي كانت تحميها ليلاً نهاراُ ولماذا ظهرت هذه القوات من الجيش والشرطة وهجمت علي المتظاهرين بكل قوة وشراسة بعد عملية إقتحام إحدي شقق السفارة وسقط خلال الهجوم 4 قتلي و1049 مصاب ؟ كل هذه الأسئلة تفتح لنا صفحات من الألغاز اليومية التي تبحث عن الحقيقة الغائبة ! لتؤكد لنا أن هناك من يريد إجهاض الثورة وإنزلاق مصر إلى الفوضى و الانفلات الأمني الذي يهدد أمن مصر القومي وهؤلاء القلة من المخربين والبلطجية لابد من معرفة من ورائهم وما هي أهدافهم من هذه الأفعال التي تسيء للثورة وللشبابها الشرفاء فهذه ليست أخلاق الميدان الذي أسقط النظام ورفعوا شعار السلمية منذ بداية الثورة إلي الأن . ويتحمل الجيش والشرطة المسئولية أمام الشعب عن تلك الأحداث لأنه المسئول عن حفظ الأمن وعليهم الضرب بيد من حديد لوقف هذه المهازل من بعض العناصر المخربة والخارجين عن القانون والذين يحركهم بقايا النظام السابق من الداخلية والحزب الوطني لإجهاض الثورة . وعلي الشعب المصري أن يتكاتف مع الجيش والشرطة للقضاء علي من يصنعون الفوضي ويخططون لها ويرهبون الأمنين وأن من قاموا بثورة 25 يناير قادرين علي حماية ثورتهم ولن ينجح أحد في إعاقة قطار الثورة أو تشويه صورتها حتي تصل مصرنا الحبيبة إلي بر الأمان .