مصر أصبحت دولة بلا سلطة ولا قانون.. هذه هي صورة مصر في الخارج اليوم.. بأيدينا نساهم في صنع هذه الصورة التي تروج لها إسرائيل. حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية.. عقب عليه نتنياهو وبعض المسئولين الإسرائيليين بكلام دبلوماسي بعيد عن التشدد أو التصعيد. ولكن ما يفعلونه غير ذلك.. واقرأوا ما بين سطور نتنياهو عندما يقول لن يمر مرور الكرام. فقد تلقفت إسرائيل الواقعة لتغذي الصورة التي تحاول نشرها في العالم. إن سيناء تعاني من فراغ أمني وتقع في قبضة الإرهابيين، وهو الأمر الذي يهدد أمنها. ليصبح من حقها أن تستخدم ما تشاء من الإجراءات لحماية أراضيها ومواطنيها. وجاءت عملية الاقتحام للسفارة، لتقول إسرائيل للعالم: ألم نقل لكم، ليست سيناء المترامية الأطراف التي تعاني من غياب القانون والفراغ الأمني. انظروا ما حدث في قلب القاهرة علي ضفاف النيل. لقد أصبحت مصر دولة بلا سلطة تنفيذية قادرة علي فرض الأمن أو تطبيق القانون. فهل يعي من فعلوا فعلتهم عواقب هذا السلوك. هل هذه هي الثورة؟!.. الثوار يريدون إسقاط نظام مضي وقد حدث وإقامة دولة جديدة، وهو ما يصبون إليه، دولة يتمتع فيها الناس بالحرية والديمقراطية، وليعيشوا في أمان وكرامة. ويجد 58 مليون مصري قوت يومهم من عمل شريف. حسنا فعل الثوار عندما بادروا عقب الحادث مباشرة بإدانة هذا التصرف اللامسئول والسلوك الإجرامي في حق البلد. كثيرون منهم تصرفوا بتلقائية في بداية تحركهم نحو السفارة. ولكن القليل منهم توجهوا وهم يعلمون ماذا سيفعلون، وليس بسفارة إسرائيل فقط، ولكن طال عدوانهم كذلك السفارة السعودية ومديرية أمن الجيزة. من فعلوا ذلك إذن ليسوا إلا عناصر مؤامرة داخلية وخارجية. وقد بدأت الحقائق تتكشف بوضوح عن الهدف من وراء هذه الأفعال. للدخول في دوامة من الفوضي العارمة، وربما مواجهات عنف بين سلطة الدولة، حكومة ومجلسا عسكريا، وبين هؤلاء المضللين أو المشاركين في الجريمة بمعرفة حقيقية لهدفهم، وبعلم كامل بمن يدفعونهم. وهم جميعا أبناؤنا نعوذ بهم سواء شاركوا بجهل أو بتدبير في تدمير بلدهم.
وحتي ندرك أن المؤامرة محبوكة وأن الهدف ليس السفارة الإسرائيلية أو بدافع وطني أو ثأرا لكرامة، ما واكب ذلك من محاولات الهجوم علي السفارة السعودية واقتحام وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة، والاعتداء علي رجال الأمن بالسويس وغيرها من المحافظات. الهدف واضح كالشمس. فمن الذي يجر مصر إلي ذلك؟! ولماذا التراخي في مواجهة أعمال العنف وتطبيق القانون، بجدية وحسم، وليس الإنذار والتحذير فقط. وهنا التقصير مسئولية كاملة للدولة. في يوم الخميس السابق لجمعة »تلويث المسار« وتغيير اتجاهه من ثورة إلي فوضي ودمار. وليست جمعة »تصحيح المسار«. أصدرت الحكومة والمجلس العسكري بيانات تحذر من محاولة اللجوء إلي العنف أو الاعتداء علي المواطنين والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة. أو أي فوضي أو سلوك يهدد مقدرات البلد وأمنها القومي. وقالوا إن الدولة ستواجه ذلك بكل حسم وقوة. لأن المعلومات لدي الأجهزة المسئولة تؤكد النوايا لمثل هذه الأفعال. ووجود مؤامرات خارجية لاستغلال المليونية السلمية في أعمال عنف وبلطجة وتخريب. قال البعض بعد هذه البيانات إن الدولة ستظهر غدا »عينها الحمرا«. وقالوا، معها حق بعد أن فاض الكيل. ولكني توقعت عكس ما يقولون. فقد تعود الناس علي مثل هذه التحذيرات، ولا يتم ترجمتها في الواقع، لا باتخاذ الاحتياطات اللازمة، فتحدث الكارثة وفي أعقابها لا يتم اتخاذ أي إجراء حاسم ضد من خالفوا القوانين. وأسقطوا هيبة الدولة. والمصيبة أنه لا يتم العمل علي تلاشي تكرار ذلك. فما حدث في جمعة 9 سبتمبر كان تكرارا لأحداث سابقة ظهر فيها تقصير الداخلية في اتخاذ إجراءات تأمين المباني الأجنبية والمنشآت الحكومية. وخاصة المباني التي يعلم القاصي والداني أنها معرضة لأعمال عنف من المتظاهرين مثل السفارة الإسرائيلية ومديريات الأمن. فلماذا لم يتم ذلك. وهل يكفي السادة المسئولين المعرفة فقط بتوقعات أعمال عنف وتدبير مؤامرات، دون العمل علي اتخاذ الإجراءات التي تحول دون حدوث ذلك. ولماذا حدث التراخي في المواجهة عندما توجه المتظاهرون إلي المواقع التي تم الاعتداء عليها. ولم يتم التأمين الكافي علي الفور ومنع استفحال الموقف؟!
ماذا لو تمكن المتظاهرون من اقتحام مديرية الأمن والاشتباك مع الضباط والجنود وإضرام النار في المبني؟ أليس ذلك عودة إلي نقطة الصفر من المواجهات الدامية بين الشرطة والمواطنين وسقوط عشرات القتلي. وماذا لو اقتحموا السفارة السعودية؟ هل هذا هو دور مصر الثورة الشقيقة الكبري لكل العرب. أما الطامة الكبري، لو لم يتم علي وجه السرعة إنقاذ الإسرائيليين الستة الذين كانوا بداخل السفارة.. القانون الدولي يحمل مصر المسئولية كاملة عن حماية مباني البعثات الدبلوماسية والحفاظ علي أرواح العاملين فيها. وتنص اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، علي حرمة هذه المباني، وليس لأحد الحق في دخول المبني إلا إذا وافق رئيس البعثة. وعلي الدولة اتخاذ جميع الوسائل اللازمة لمنع اقتحام أو الإضرار بمباني البعثة. وحمايتها من الاضطرابات والحفاظ علي كرامة الدبلوماسي ومعاملته باحترام، ولا يجوز بأي شكل الاعتداء علي حريته أو القبض عليه أو احتجازه. كما أن وثائق البعثة الدبلوماسية لها حرمتها في كل وقت وأينما كانت. أبعاد المؤامرة تتضح.. اعتداء علي مباني الداخلية في محاولة مرفوضة للمساس برجال الشرطة. حتي يظل الجرح ينزف في العلاقة مع عامة الشعب، ويستمر غياب الأمن وتظل مدن مصر وقراها في رعب من مظاهر الانفلات الأمني، سرقة، وقتل، واغتصاب. وهي فوضي لا يمكن أن يأتي لمصر معها سائح أو مستثمر، فيعيش الناس في فقر مع الخوف. الاعتداء علي مباني السفارات لإساءة العلاقات مع الدول، وإسقاط كيان الدولة عالميا، وتشويه صورتها، فهل يمكن ان يأتي علي مصر النور والحضارة، يوم بدلا من أن تسترد عافيتها وتعود لمكانتها، نجدها في نظر الدنيا، بلدا غير قادر علي حماية البعثات الدبلوماسية، ولا يستطيع تطبيق القانون. وفي حالة السفارة الإسرائيلية قدموا لحكومة نتنياهو علي طبق من ذهب حبل إنقاذ إسرائيل أمام العالم من حادث مقتل أبنائنا علي الحدود. ووضعونا نحن في موقف الدفاع عن النفس. انتبهوا.. هدف المؤامرات الخارجية جر مصر إلي مراحل متدرجة من الانتكاسات في العلاقات مع إسرائيل لنصل إلي حرب جديدة تأكل الأخضر واليابس ودماء أبنائنا لنعيش 05 عاما أخري حتي نعود إلي الحياة كدولة قوية ذات كيان. ولماذا لا يكون ذلك حلقة في مخطط التقسيم الجهنمي، الذي باتوا يكشفون عنه بالدخول في فوضي ودمار، كما هو الحال بالعراق وأفغانستان.
الغريب في الدوامة التي نعيشها، حالة انفصام الشخصية التي يعيشها بعض المسئولين والإعلاميين والنخب السياسية والحزبية. فالحكومة تؤكد أنها مع السلام وتحترم التعهدات والاتفاقيات الثنائية والدولية. وفي حفاوة بالغة يستقبل رئيس الحكومة الشاب الذي تسلق مبني السفارة الإسرائيلية وأنزل العلم. ومحافظ يعطيه نفحة شقة وعمل، وإعلام يتلهف عليه بطلا. فهل عبر هذا الشاب عن مكنون نفس غير قادرة علي اتخاذ إجراءات عدائية مع إسرائيل، وشفت غليلها بتصرف هذا الشاب غير القانوني، والذي لا علاقة له بالثورة ولا الثوار. وقد كان لهذا الموقف تأثير نفسي في بعض الشباب الذين اقتحموا السفارة الإسرائيلية في جمعة 9 سبتمبر، رأيتهم من داخل المبني يبحلقون في كاميرات الفضائيات. وكأن كل واحد منهم يريد أن يمتلك دليلا ويثبت حقه في هذا العمل البطولي..! فهل الحكومة ملتزمة بمسئولياتها القانونية داخليا ودوليا. وتقرر وتفعل ما تراه لمصلحة البلد. أم أن الشارع الذي يحكم والإعلام يشجع والحكومة تصفق أو تصمت. ويظل الخاسر دائما مصر؟!. وهل من يقومون بتشويه الصورة الحضارية للمظاهرات السلمية؟!.. تراهم الحكومة هم المعبرين عن الشارع؟! حالة قريبة الصلة بحالة الانفصام في الشخصية. وهي الموقف الشائك، والاشتباك الدائم في حياتنا بين لا.. ونعم.. بين مؤيد ومعارض، نطالب بحق التظاهر السلمي وإلغاء الطوارئ والمحاكم العسكرية، ونؤكد علي حرية الرأي والتعبير. وإذا تطورت التظاهرات السلمية والمليونيات الأسبوعية، وتحولت إلي عنف وتخريب مثلما حدث مع السفارة الإسرائيلية انقسم الرأي العام.. منهم من يقول معهم حق، حكومة متقاعسة ولابد من ذلك لاستمرار الثورة، وشعب مقهور، يشعر بجرح في كبريائه ويريد أن يستمد كرامته التي سلبتها إسرائيل بمقتل الجنود المصريين. وفريق يقول، هذا سلوك خاطئ.. تحركه أياد خارجية خفية تعبث بمصالح مصر العليا وتضر الأمن القومي المصري.. يريدون ان يلطخوا وجه الثورة وإثارة الذعر، واستمرار مصر في حالة الانفلات الأمني والفوضي.. هؤلاء لا يريدون لمصر الخير، ولا لثورتها النجاح.. هم يرتدون ثوب الوطنية، ليكفر المواطن الغلبان بالثورة. وتستمر البطالة وخسارة الاقتصاد، وإرهاب كل سائح يفكر في زيارتنا.. هؤلاء يريدون وقف حال مصر. وتخريبها وتدميرها، حتي تظل ضعيفة في قلب المنطقة، وهذا هدف أمريكا وإسرائيل وبعض القوي الإقليمية. وأمام الفريقين.. يكون الموقف الشائك أيضا للحكومة والمجلس العسكري.. إذا تهاونوا في المواجهة.. قال فريق: حكومة ضعيفة متخاذلة، لابد أن ترحل، وأين المجلس العسكري.. ارحمونا.. لا مليونية ولا وجع قلب.. اتركونا نشوف حالنا. ولكن ماذا لو تم اتخاذ الإجراءات الحاسمة في مواجهة الفوضي والبلطجة والتخريب والإضرار بمصالح البلد، مثلما حدث بتفعيل قانون الطوارئ لفترة مؤقتة، حتي تهدأ الأمور وتستقر البلاد. هب الفريق الآخر صارخا، الحقونا الثورة ارتدت، عدنا للنظام السابق من قهر وكبت للحريات وغياب للقانون. كفي تهاونا في مقدرات الوطن.. كفي مهاترات ومتاجرة علي خراب البلد.. كفي استغلالا لحق التظاهر السلمي في تهديد كيان الدولة.. القوانين لا يخشاها إلا المجرمون.. الثورة يستكمل مسيرتها الثوار الحقيقيون وهم القادرون علي حماية مقدراتها والوقوف بحسم في وجه محاولات الانحراف بمسارها وتشويهها أمام المواطن المصري البسيط ولدي العالم. القرارات المصيرية في حياة الشعوب لا تتخذ بعواطف أو مشاعر الحب أو الكراهية.. ولكن بمقياس مصالح البلاد وأمنها وسيادتها.. عاجل لن يعجب الإخوان الإخوان هم من يحركون في الخفاء اشكال الحملة ضد التمويل الأجنبي للجمعيات الأهلية.. هدفهم من ذلك إبعاد التيار الليبرالي من الساحة في مصر، الذي يقوي ويكبر من خلال الجمعيات والمنظمات غير الحكومية. الحملة التي تصل إلي حد وصفهم بالعملاء تثير الرأي العام ضدهم وتضعف القوي الليبرالية السياسية. قال لي ذلك أحد المصادر العليمة تعقيبا علي مقال التمويل الخارجي. هذا الكلام لن يعجب بالطبع جماعة الاخوان المسلمين ولكنه منطقي رغم عدائي الشديد لقضية التمويل الخارجي للجمعيات بعيداً عن عين الحكومة هذا المنطق أصبح يقيناً بعد أن لاحظت هجوما صريحا لأول مرة منذ ثلاثة أيام لقيادي اخواني، يتهم الجمعيات الأهلية بقيادة الحركة الليبرالية بمصر. لغة التهديد أسوأ ما في المشهد السياسي اليوم، استخدام لغة التهديد والإنذار والتحذير. غاب الحوار الديمقراطي.. كل فصيل يهدد الآخر. والجميع يهدد الحكومة والمجلس العسكري. ولكن أبشع ما عبرت عنه هذه الصورة تهديد القيادي الاخواني حسن البرنس باستعداد أعضاء الجماعة للشهادة إذا لم تنته الفترة الانتقالية في 72 سبتمبر. يا شيخ حسن من ستقاتل للحصول علي الشهادة. هل جئت تشعلها حربا أهلية. أم ستخرج ميلشيات الاخوان لقتال جيشنا؟ هل هذه هي الشهادة مع العدو؟!.. يا ناس حرام عليكم. كفوا عن هذه اللغة التي عفا عليها الزمن.. كفوا عن استعراض القوة وإرهاب الناس.. كفوا عن السعي لإقصاء الآخرين من الساحة.. تعلموا لغة الحوار والتفاهم.. تعاملوا بمنطق رأي الأغلبية وضعوا اعتبارا لمصلحة الوطن قبل الجماعة.. ابعدوا الدين عن سياستكم وجدالكم.. الدنيا تغيرت يا شيخ حسن.. ألم تشعر وأنت تقول هذا الكلام، انك في مؤتمر عام للاخوان في وضح النهار، ولست في لقاء خلية تحت الأرض؟! غزو .. وليس انفلاتا ما تشهده الساحة الإعلامية في مصر ليس انفلاتا ولكنه غزو إعلامي مع سبق الإصرار والترصد.. كواليس الفضائيات الجديدة المصرية والعربية، والجلسات العامة لا تخلو من حوار.. نميمة.. شائعات.. معلومات عن أصحاب هذه القنوات ومن يمولونها من وراء الستار. بعضهم رجال أعمال مصريون وعرب وبعضهم دول. وكل يحشو أذهان الناس بما يريد لتحقيق أهدافه وخدمة مصالحه. أليس هذا غزوا لعقول الناس بما تسمعه من تدليس ومعلومات موجهة وكثير منها غير حقيقي فيما تقدمه هذه القنوات بأسلوب شيق وجذاب، علي طريقة دس السم في العسل، أليس غزوا إعلامياً قيام دول بتمويل قنوات تليفزيونية.. هل هذا لخدمة المصريين أو احتفال بالحرية الجديدة؟! يا ناس.. لا تنسوا حال لبنان والتي كانت ساحة مستباحة للتمويل الخارجي والمجهول لصحفها،..، ولأشياء أخري كثيرة، حتي وصل بها الحال إلي ما هي عليه..! في جملتين .. قوة قطر! صديق يتميز بالدهاء قال أيه قوة قطر دي.. تستضيف المونديال وتختار أمين عام جامعة الدول العربية وتحرك قناتها التليفزيونية أحداث العالم العربي، وأخيرا تنفق علي جمعيات دينية سراً في مصر.. أجبت عليه سأكون أكثر دهاء منك.. القضية ليست قوة قطر ولكن في ضعف الآخرين.. وزدت في الرد وانتشار ظاهرة إلعب سياسة بالفلوس وليس بالدبلوماسية. خلي السلاح صاحي الوضع متوتر علي الحدود المصرية الإسرائيلية وواقعة اقتحام السفارة الاسرائيلية زادت من تدهور العلاقات.ومصر تقود بدورها العروبي القوي الدعم الدبلوماسي للتصويت علي إقامة الدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة.. وإسرائيل تنتابها حالة ذعر من مصر بعد الثورة وقوة تأثير الشعب في صنع القرار. مطالبات علي الجانبين بتعديل أو إلغاء معاهدة السلام.. فماذا نتوقع. أهم شيء خلي السلاح صاحي.. السيد النجار