بجوار «رئيسة الديوان» كما يسميها البسطاء من الشعب المصرى، يتم إجراء جراحات عاجلة لإنقاذ ما يقرب من 6 آلاف وثيقه «مخطوط إسلامى نادر». ففى المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف والملحقة بمسجد السيدة زينب - رضى الله عنها - يتم حفظ وفهرسة مجموعة من أندر المخطوطات التى يأتى فى مقدمتها مصحف الامام عثمان رضى الله عنه أحد المصاحف القيمة التى نسخت فى عصره وأرسلت أربعة منها إلى الأمصار وبقى اثنان بالمدينة وهو المصحف كان محفوظا فى المسجد الحسينى منذ أكثر من ألف سنه وغيره من المخطوطات والمصاحف النادرة. المكتبة «المركزية» للمخطوطات الاسلامية هى الجهة الوحيدة فى مصر التى تقوم بعقد دورات تدريبية لخريجى كليات الآثار فى مجال «ترميم المخطوط» كما تعقد دورات لخريجى كليات الآداب قسم المكتبات فى الفهرسة ليتعلموا كيف يُنشئون شهادة ميلاد للمخطوط. هذا بالإضافة إلى أنها الوحيدة فى العالم التى تحفظ المخطوطات فى علب كرتون خالية من الحموضية يتم استيرادها من الخارج ويرجع الفضل فى ذلك كما يقول خلوصى محمود خلوصى مدير المكتبة إلى أن المكتبه تركز عملها فى جانب واحد فقط وهو المخطوطات الاسلامية بعكس دار الكتب ومكتبة الاسكندرية. وأضاف مدير المكتبة أن مكتبة الكونجرس أخذت طريقة حفظ المخطوطات داخل علب كرتون وقامت بتطبيقها، كما اندهش جداً الشيخ جمعة الماجد عندما رأى ذلك وطلب منا أن نمده بكميات من الكرتون الذى يتم فيه حفظ هذه المخطوطات وبالفعل تم التعاون بيننا وقام بالتبرع بآلات حديثة للمكتبة يتم إستخدامها منها جهاز الترميم الآلى وجهاز آخر يحفظ فيه المخطوط للتعقيم. وقال خلوصى إن د. محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق كان يهتم جداً بالمكتبة وكان دائما ما يمر عليها ويجلس مع العاملين وترجع أهمية هذه المكتبة المركزية للمخطوطات الاسلامية إلى انها تجمع مخطوطات كانت مشتته بين المساجد، وكانت لا تحظى بأى نوع من أنواع الصيانة أو الترميم كما أنه أصبح بالإمكان فهرسة تلك المخطوطات فهرسة علمية سليمة ونقل نصوصها على وسائط أخرى يستخدمها الباحثون، مع توفير وسائل الصيانة والترميم للنسخ المتهالكه حتى لا تزداد حالتها سوءا. مكتبات المساجد وقال خلوصى إنه تم نقل المخطوطات من (22) مكتبة من مكتبات مساجد القاهرة والإسكندرية ودمياط ورشيد والفيوم، ففى القاهرة تم نقل (15) مكتبة فى مقدمتها مكتبة مسجد الإمام الحسين وبها (191) مخطوطاً ومكتبة مسجد السيدة زينب وبها(80) مخطوطاً ومكتبة مسجد سيدى أحمد الدرديرى بالغورية وتضم (448) مخطوطاً. ومن الاسكندرية نقلت مخطوطات مكتبات ثلاثة مساجد أهمها مكتبه المرسى أبى العباس ويبلغ عدد مخطوطاتها (1780) مخطوطاً، ومن طنطا نقلت اكبر وأهم مكتبة مخطوطات بمحافظة الغربية وهى مكتبة المسجد الأحمدى التى تضم (1567) مخطوطاً، ومن دمياط تم نقل(313) مخطوطاً من جامع البحر ومن رشيد بمحافظة البحيرة تم نقل (52) مخطوطاً من المسجد المحلى، وقد بلغ مجموع ما نقل إلى المكتبة حتى الآن (5188) مخطوطاً وفقا لقوائم الحصر، لكن بعد فهرسة تلك المخطوطات تبين أن عددها الفعلى يتجاوز عدة كتب أو رسائل جمعت بين دفتر كتاب واحد. رحلة المخطوط وحول رحلة المخطوط منذ خروجه من المسجد حتى يتم حفظه داخل علب الكرتون بالمكتبة يقول مدير المكتبة يدخل مباشرة إلى قسم الصيانه والتعقيم ويتم وضع مجموعة من المخطوطات داخل جهاز لمدة ثلاثة أيام، حيث تتخلل صفحات الكتب الغازات التى تقضى على الفطريات والبكتريا داخل المخطوط وبعدها يتم فتح تدريجى للجهاز ثم مرحلة التنظيف المبدئى باستخدام الفرش. وبعد التعقيم تأتى مرحلة الترميم اليدوى والآلى للمخطوطات التى تحتاج إلى ترميم مع اعطاء الأولوية للحالات المتردية ثم يتم تسجيلها وفهرستها (يدوياً وآليا)، كما يتم رقمنتها واختزانها فى الحاسب وتصويرها على أقراص مدمجة CD وتأمين نصوصها، كما يتم استنساخ نسختين ورقيتين من كل مخطوط تودع إحداهما فى المكتبه لاستخدام الباحثين وترسل الأخرى إلى المكتبة التى كانت تحتفظ بالأصول المخطوطة قبل نقلها إلى المكتبة المركزية. وتضم المكتبة نوادر ونفائس المخطوطات منها نسخ أصلية كتبت بأيدى مؤلفيها ومنها ما قرئت على المؤلف إلى جانب مخطوطات كتبت فى حياة مؤلفيها ومخطوطات كتبت فى زمن قريب جداً من زمن المؤلف ونسخت منذ أكثر من ستمائة سنه وسبعمائة سنة وثمانمائة سنة أو أكثر وهذه كثيرة إلى جانب مجموعة من المصاحف التى أوقفها زوجات الأمراء والسلاطين على الجوامع ومصحف عثمان بن عفان رضى الله عنه ومصحف الإمام على بن أبى طالب الموجودين بمسجد الامام الحسين والمصاحف ذات الزخارف والحليات والألوان المبهجة. ومن أمثلة هذه النوادر «اختلاف علماء الأمصار» وهو كتاب فى الفقه الإسلامى ألفه أبو جعفر محمد ابن جرير الطبرى المتوفى سنه 310ه وتوجد منه نسخة من المجلدين الأول والثالث، قرئت على المؤلف سنه 294هجريه ومعنى هذا انها نسخت قبل هذا التاريخ. ومن نفائس مخطوطات المكتبة ايضاً نسخ أصلية كتبها مؤلفوها بأيديهم منها على سبيل المثال لا الحصر: ? ترشيح التوشيح وترجيح التصحيح وهو كتاب فى الفقه الشافعى ألفه تاج الدين السبكى وكتبه بخطه فى ربيع الأول من السنة التى توفى فيها وهى سنة 771 هجرية. ?وشرح ألفية العراقى فى أصول الحديث لعبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن العراقى المتوفى سنه 806 هجرية، نسخة أتم المؤلف كتابتها فى رمضان 771 هجرية. ?الفوائد الضيائية فى حل مشكلات الكافية وهى شرح لكافية بن الحاجب فى النحو ألفه عبد الرحمن أحمد الجامى سنة 898 هجرية وكتبت بخطه فى رمضان سنه 897 هجرية. مخطوطات نادرة وإلى جانب هذه وتلك تضم المكتبة بين مجموعتها مخطوطات كتبت فى زمن قريب جداً من زمن المؤلف منها: ? حياة الحيوان لمحمد بن موسى الدميرى المتوفى سنه 808 هجرية ونسخها فى عصر المؤلف محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بين تميم ابن أحمد ابن محمود صالح سنة 824 هجرية. ? نزهة النظر فى كشف حقيقه الانشاء والخبر لعلاء الدين البخارى توفى سنة 823 هجرية مؤرخة سنه 829 هجرية. ? الاشباه والنظائر لابن نجيم المصرى المتوفى سنه 970 هجرية نسخة كتبها ابن محمد خليل بالمسجد الأقصى بالقدس. ? حاشية المدابغى على شرح خالد الأزهرى على الأجرومية مؤلفها حسن بن على بن أحمد المدابغى المتوفى سنة 1170 هجرية وتاريخ النسخ 1171 هجرية. نسخ أصلية كما تضم المكتبة العديد من المصاحف النادرة أهمها: ?مصحف ذى النورين عثمان بن عفان (رضى الله عنه) وهو أحد المصاحف السته التى نسخت فى عصره وأرسلت أربعة منها إلى الأمصار وبقى اثنان بالمدينة، وكان محفوظا بمسجد الامام الحسين رضى الله عنه، وعدد أوراقه 1087 من القطع الكبير، القياس 57*57 سنتيمترًا، لون المداد بنى داكن والفواصل بين الصور ملونة ونوع الخط كوفى بسيط يرجع إلى القرن الأول الهجرى. ?مصحف الامام على بن ابى طالب (كرم الله وجهه)؛ كان محفوظاً بالمسجد الحسينى، تجليده قديم يرجع إلى العصر العثمانى وعدد أوراقه 504 من القطع الكبير لون المداد يميل إلى السواد، ونوع الخط كوفى بسيط يرجع إلى القرن الأول الهجرى، ضبطت حروفه بنقط حمراء، والصفحة الأخيرة منه مكتوبة بخط ثلث مملوكى أضيفت فى العصر المملوكى إلى المصحف. ?مصحف أوقفه بدر الدين لولوا الرومى على مسجد الامام الحسين (رضى الله عنه) سنة (660 هجرية) ومكتوب بخط النسخ بالقطع الكبير بدون إطارات والفواصل بين السور باللون الأحمر. ?مصحف نسخه سنة 693 هجرية ابن منصور بن ابراهيم بن منصور أبى المعالى الأخضر الحلبى وتجليده قديم من الجلد وعليه زخرفة مضغوطة ومذهبة وعدد أوراق هذا المصحف 184 بقياس 26 15 *29.5 سنتيمتر، نوع الخط نسخ مضبوط ويحتوى على زخارف وحليات ملونة ومذهبه ونباتية. ?مصحف شريف موقوف على مسجد محمد على بالقلعة نسخ سنة 969 هجرية بيد حافظ حلال الدين بن فتح الله وتجليده قديم من الجلد، قياس 33*22 سنتيمتراً وعدد أوراقه 2884 صفحة يحتوى على إطارات ورسومات وزخارف ملونه ومذهبة والخط نسخ مضبوط. ?مصحف شريف كتب سنة 1254 هجرية أوقفته والدة عبد الحليم نجل محمد على باشا بمدفنها بقرافة الامام الشافعى سنه 1286 هجرية القياس 33.5*23.5 سنتيمتر عدد أوراقه 334 به زخرفة فى الفاتحة مذهبه وملونه بألوان متعددة. ?المصحف الشريف الذى أوقفته انجى هانم حرم محمد سعيد باشا فى 11 رمضان سنه 1285 هجرية لمسجد محمد الاباصيرى، القياس 47.5*43 سنتيمتراً وعدد أوراقه 378 به زخارف وحليات أشكالها نباتيه ملونه ومذهبه والفواصل ملونة ولون المداد أسود. ?مصحف شريف كتبه مصطفى الصرورى باسم باذانى سنة 1270 هجرية أوقفه اسماعيل باشا - خديوى مصر - على روح محمد على باشا سنة 1312 هجرية، القياس 32*20 سنتيمتراً وعدد الأوراق 433 وبه زخارف نباتية مذهبة وملونة والفواصل بين السور والآيات ملونة ومذهبة ومكتوب بخط نسخ مضبوط. ?مصحف شريف كتبه على سالم العطار سنة 1291 هجرية وأوقفه سنة 1307 هجرية الست راذديل باش قلفه على روح قادن أفندى والدة ابراهيم الهامى باشا على قبرها بالمدفن الميرى والقياس 23*16.5 سنتيمتر وعدد أوراقه 651 والاطارات مذهبة وبها خطوط ألوان أزرق وأحمر. ?ومصحف شريف كتبه السيد محمد صالح سنة 1273 هجرية وأوقفته ماه دوران - حرم محمد على باشا - فى 2 من ذى القعدة سنة 1297 هجرية والقياس 40.5*26.5سنتيمتر وعدد أوراقه 305 والاطارات الموجودة به مذهبه وبه زخارف وحليات ملونه والخط نسخ مضبوط. ?مصحف شريف نسخ بيد السيد مصطفى وصفى أوقفته شهرت هانم برنجى - حرم الخديوى اسماعيل - بقبرها بمسجد الرفاعى سنه 1306 هجريه والقياس 42*27 سنتيمتراً وعدد أوراقة 381 والصفحه الأولى منه بها زخرفة نباتية وملونة وإطاراتها مذهبة.