نويت صيام رمضان إيمانًا واحتسابًا عند الله.. ما لم يحبسنى حابس بهذه الكلمات الطيبات يبدأ الصائم مسيرة صيامه طيلة الشهر الكريم الحبيب إلى الله الذى خصه بقوله: «أما الصوم فإنه لى.. وأنا أجزى به» فهل الصيام الامتناع عن الأكل والشراب فقط؟ هنا لابد أن نعرف ما هى مبطلات الصيام.. حتى يكون صومنا صومًا مقبولًا عند الله.. فهناك من ليس من صيامه إلا الجوع والعطش. وهناك ما يبطل الصيام ويوجب القضاء، وما يبطله ويوجب الكفارة. أولاً: الأكل والشراب عمدًا، فإن أكل أو شرب ناسيًا أو خطًأ أو مكرهًا.. فلا قضاء عليه ولا كفارة، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال «من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه». ثانيًا: القيئ عمدًا، فإن غلبه القىء فلا قضاء عليه ولا كفارة فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من ذرعه - أى غلبه - القيىء.. فليس عليه قضاء. ومن استقاء عمدًَا فليقض» ثالثًا: وصول ما لا يتغذى به إلى الجوف مثل تعاطى الملح الكثير فهذا يفطر فى قول عامة أهل العلم. رابعًا: من نوى الفطر - وهو صائم - بطل صومه، وإن لم يتناول مفطرًا، فإن النية ركن أساسى من أركان الصيام. خامسًا: إذا أكل أو شرب ظانًا غروب الشمس وعدم طلوع الفجر.. فعليه القضاء عند جمهور العلماء.. ومنهم الأئمة الأربعة، ل كن اسحاق وداود والحسن البصرى ذهبوا إلى أن صومه صحيح ولا قضاء عليه لقوله تعالى «ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم». حكم من مات وعليه صيام؟ أجمع العلماء على أن من مات وعليه صيام، فإن وليه لا يقضى عنه - لا هو ولا غيره.. وكذلك من عجز عن الصيام، فلا يصوم عنه أحد فى حياته. فإن مات وكان عليه صيام، واستطاع أن يقضية قبل مماته اختلف فى حكمه، لكن المشهور عن الشافعى: أن وليه لا يصوم عنه ويطعم عنه مدًا عن كل يوم واستدلوا بقول عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من مات وعليه صيام صام عنه وليه. ما المباح فى الصيام؟ نزول الماء والانغماس فيه، وذلك لما رواه أبو بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم: أنه حدثه فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش والحر. الحقنة.. مباحة سواء كانت للتغذية أو لغيرها فى العرق أو تحت الجلد،فإن وصلت للجوف، فإنها تصل إليه عن غير الطريق المعتاد. أمور الحجامة: فقد احتجم النبى صلى الله عليه وسلم وهو صائم، إلا إذا كانت تضعف الصائم.. فهى تكره فى هذه الحالة. المضمضة والاستنشاق.. لكنها تكره المبالغة فيهما وروى النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فإذا استنشقت فأبلغ، إلا أن تكون صائمًا». يباح ما لا يمكن الاحتراز عنه، مثل بلع الريق، غبار الطريق، غربلة الدقيق، وقال ابن عباس: «لابأس أن يذوق الطعام الخل والشىء يريد شراءه وروى أن الحسن كان يمضغ الجوز لابن ابنه وهو صائم. من آداب الصيام السحور: أجمع العلماء على استحبابه، وأنه لا إثم - أى ذنب - على من تركه، فعن أنس بن مالك أنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: « تسحروا فإن فى السحور بركة» وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أنه قال « السحور بركة، فلا تدعوه ولو تجرع أحدكم جرعة ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين». تعجيل الفطر يستحب للصائم أن يعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس - أى زوالها - فعن سهل بن سعد ان النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»، ويستحب أن يفطر الصائم على حبات رطب - بلح - فإن لم يجد فعلى ماء وعن سليمان بن عامر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور». الدعاء عند الفطر: روى عن ابن ماجة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد»، وكان يقول: « اللهم إنى أسالك برحمتك التى وسعت كل شىء أن تغفر لى, ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت»، وتستحب مدارسة القرآن الكريم فى هذا الشهر الكريم وروى البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل: مكان النبى صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير من الريح المرسلة. الترخيض بالفطر مع الفدية يرخص الفطر للشيخ الكبير والمرأة العجوز والمريض الذى لا يرجى برؤه - أى لا يرجى شفاؤه - وأصحاب الأعمال الشاقة الذين لا يجدون لهم مصدر رزق غيرها وذلك إذا كان الصيام يشق عليهم، وعليهم أن يطعموا عن كل يوم أفطروه مسكيناً، ويقول ابن عباس:رخص للشيخ الكبير أن يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينًا ولا قضاء عليه» «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين» قال الإمام محمد عبده «إن المراد من «يطيقونه» هم الشيوخ والضعفاء والمرضى مرضًا مزمنًا، الفطر مع القضاء اتفق الفقهاء على أنه يجب الفطر على الحائض والنفساء ويحرم عليهما الصيام، إذا صامتا لا يصح صومهما وعليهما قضاء ما فاتهما، روى البخارى عن عائشة قالت: « كنا نحيض على عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فنؤمر بقضاء الصوم. ولا تؤمر بقضاء الصلاة. الترهيب.. من الفطر عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عُرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة.. عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر.. حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله.. والصلاة المكتوبة وصوم رمضان. وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال «من أفطر يومًا من رمضان فى غير رخصة الله له لم يقض عنه صيام الدهر كله وإن صامه». وذكر البخارى عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم: « من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه». ليلة القدر هى أفضل ليالى العمر فى دنيا الناس لأنها نالت فضلها من الله العلى القدير وخص لها سورة باسمها فى قرآنه بقوله تعالى: «إنا أنزلناه فى ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر». ويستحب طلبها فى الليالى الوتر من العشر الآواخر من شهر رمضان، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يجتهد فى طلبها فى العشر الآواخر من رمضان. وللعلماء آراء فى تعيين هذه الليلة، فمنهم من يرى أنها الليلة الحادية والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلة الثالث والعشرين أو الليلة الخامسة والعشرين. وروى عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبى صلى الله عليه وسلم قال: « من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين».