الرحم هو العضو الأساسى فى الجهاز التناسلى الإنثوى ووظيفته استقبال الجنين ونمو الحمل داخله ويتكون الرحم من طبقة كثيفة من الألياف العضلية تتمتع بمرونة مما يسمح لها بالتغيير فى شكلها أو حجمها بشكل يميزها عن بقية عضلات الجسم وهذه الألياف قد تنمو مع نمو الحمل، بحيث يتضاعف حجم الرحم من 7سم إلى 40 أو 50 سم فى نهاية الحمل والأورام الليفية تعتبر من أكثر الأمراض شيوعا والتى تصيب النساء فى النصف الثانى من العمر وينتشر بنسبة 25% ما بين سن 30 إلى انقطاع الطمث وتعتبر ورماً حميداً. يقول د. عمرو عبد الفتاح - مدير وحدة أمراض النساء والتوليد بمستشفى دار الشفاء إن الورم الليفى هو نمو غير طبيعى ومجهول السبب للألياف الرحمية، حيث تأخذ شكل كتلة مميزة عن باقى عضلات الرحم وهذا النمو يرتبط بشكل وثيق بالهرمونات الإنثوية التى تثيره وعندما يتوقف إفرازها عند سن انقطاع الطمث يتوقف الورم الليفى عن النمو. وعن أعراض الأورام الليفية يؤكد د.عمرو أنها تختلف من امرأة لأخرى، ومن أهمها النزيف المهبلى الذى يحدث فى صورة ازدياد للدورة الشهرية «كمية وتكراراً» أو نزيف متقطع دون علاقة بالدورة الشهرية وتصاحبه آلام أسفل البطن والظهر، والضغط على الأعضاء المجاورة مما يسبب الأحساس بالثقل والتضخم واضطرابات البول والهضم بالإضافة إلى الإجهاض المتكرر. ويقول د. عمرو إنه لا يمكن تشخيص الورم الليفى إلا بالفحص بالأمواج الصوتية والفحوصات الإشعاعية وعند الاكتشاف لابد من العلاج الدوائى عن طريق استخدام الأدوية المثبتة لإفراز هرمون الإنوثة، ولكن فى نطاق محدود، فالأدوية الهرمونية تتمكن فى بعض الحالات من إيقاف هذا الورم أو التخفيف من أعراضه على الأخذ فى الحسبان مكان الورم وحجمه وإمكانية الوصول بالمريضة لسن انقطاع الدورة الشهرية بأقل قدر ممكن من الأعراض، ويمكن فى هذه الحالة جفاف هذا الورم ولكن تكمن صعوبة العلاج الدوائى فى الأعراض الجانبية التى تتيح عن استخدامه فضلا عن أن النساء المصابات بأمراض الضغط المرتفع أو الشرايين التاجية لا يناسب معهم العلاج الدوائى. ويضيف د. عمرو أن هناك طرقا أخرى للعلاج مثل العلاج بالإحمام الشعاعى وهذه طرق علاج جديدة للأورام الليفية، حيث تعتمد على إدخال قسطرة من الشريان الفخدى للوصول تدريجيا إلى الشريان الذى يغذى الورم الليفى وعندها تحضن مادة دوائية تسد هذا الشريان مما يحرم الورم الليفى من إمداده بالدم فيتوقف عن النمو ويضمر تدريجيا. وأخيرا.. يمكن أيضا التدخل الجراحى وهو عبارة عن استئصال الورم الليفى وحده مع الحفاظ على الرحم «سليما».