يذكر التاريخ الاسلامى أنه عندما أكره الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله الأقباط على إشهار إسلامهم أتى بعده الظاهر لإعزاز دين الله ليصدر بيانا يعلن فيه للذين أكرهوا على إشهار إسلامهم أنهم أحرار فى عقائدهم وأن من آثر منهم الدخول فى الاسلام اختياراً من قلبه وهداية من ربه فليدخل مبروراً. ومن آثر بقاءه على دينه كان عليه ذمته وحياطته وأن البعض عاد إلى المسيحية دون أن تلاحقهم تهمة الردة إعمالاً لمبدأ «لا إكراه فى الدين». ويذكر لنا التاريخ أيضاً أنه فى عصر محمد على أتى إلى الحكم عباس الأول فأغلق المدارس وفكر فى إصدار قرار بإخراج جميع المسيحيين من مصر ونفيهم إلى السودان. وأرسل إلى الشيخ الباجورى شيخ الإسلام يطلب فتوى تسند هذا الأمر. فقطب الشيخ وجهه وقال الحمد لله الذى لم يطرأ على ذمة الاسلام طارئ ولم يستول عليه خلل حتى يغدر عباس الأول بمن هم فى ذمته إلى اليوم الآخر فغضب عباس وقال لأتباعه خذوه عنى. وهذا يؤكد مدى سماحة الإسلام مع أهل الكتاب.