منذ اليوم الأول لاندلاع ثورة 25 يناير والناس متسمرون أمام شاشات التليفزيون ينتقلون بالريموت كونترول بين محطة وأخرى، بحثا عن الجديد من الأخبار والتطورات، وهو مالا يزال مستمرا حتى الآن وإن كان بدرجة أقل، ليس فقط فيما يتعلق بتداعيات الثورة المصرية، ولكن أيضا لمتابعة الانتفاضات والاعتصامات والمظاهرات فى الدول العربية الشقيقة، وخاصة ليبيا..ووسط هذا الزخم من الأخبار والمتابعات السياسية، تضاعف اهتمام الناس بما يسمونه ببرامج «التوك شو» التى تتشابه كثيرا فى مضمونها، مع تميز كل برنامج ببصمة خاصة تنبع أساسا من المذيع أو المذيعة التى تقدمه.. وقد شهدت هذه البرامج بدورها ارتفاعا لشعبية بعض مقدميها وانخفاضا فى شعبية آخرين، حسب تعاطيهم وانحيازاتهم الشخصية لثوار 25 يناير أو مواقفهم السلبية منهم، وجاء الصحفى سيد على وزميلته المذيعة هناء السمرى، على رأس الخاسرين فى سباق برامج التوك شو، يليهما المذيعان تامر أمين وخيرى رمضان ومعهما زميلهما الثالث محمود سعد مقدمو برنامج «مصر النهاردة»، والحقيقة أن تامر أمين يتمتع برفض شعبى كبير حتى قبل قيام الثورة وهناك أكثر من «جروب» على الإنترنت للهجوم عليه والمطالبة بمنعه من الظهور على تليفزيون الدولة واستفزاز الناس. أما خيرى فقد سقط هو الآخر فى فخ الهجوم على ثوار ميدان التحرير، ثم عاد فى تصريحاته ولكن بعد فوات الأوان، وبالطبع فخسارة محمود سعد كانت الأكبر ليس فقط لأنه خسر الاشتراك فى تقديم البرنامج بعد اعلان انسحابه منه، وتراجع شعبيته بشدة منذ إعلان وزير الإعلام السابق لأجره «9 ملايين جنيه» على الهواء مباشرة، وهو ما قوض كثيرا من مصداقية «سعد» الذى كان يقدم نفسه للناس باعتباره راعى الفقراء ونصير الغلابة. ورغم انفراد المذيعة المتميزة منى الشاذلى بأكثر من «خبطة» تليفزيونية، ومن بينها حلقة الناشط وائل غنيم، وحلقة العظماء الثلاثة من قمم المجلس العسكرى الأعلى، إلا أن منى خسرت جزءا من شعبيتها هى الأخرى لدرجة إدراج صورتها ضمن صور أخرى لمن يرى البعض أنهم أعداء الثورة!..ونال مقدم البرامج معتز الدمرداش حظه هو الآخر من الهجوم على العديد من المواقع بسبب محاولاته للإمساك بالعصا من المنتصف. فيما يأتى على قمة الفائزين مذيعو قناة «أون.تى.فى» وخاصة ريم ماجد ويسرى فودة اللذان اتسم برنامجهما «بلدنا بالمصرى» و«آخر كلام» بدرجة عالية من الحرفية والموضوعية فى تغطية الأحداث، بل والمشاركة أحيانا فى صنعها، مثلما حدث فى حلقة الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق والذى قدم استقالته بعدها. وكذلك مقدما برنامج «الحياة اليوم» شريف عامر ولبنى عسل، بما أظهراه من تعاطف وحس وطنى ووعى سياسى قبل وأثناء وبعد الثورة.. ومع ذلك فلا يزال المؤشر يتذبذب فى الصعود والهبوط ليترك الاحتمالات كلها مفتوحة لاختيار نجم ونجمة برامج «التوك شو» فى 2011.