فى ضوء الأحداث الجارية على الأراضى المصرية خلال هذه الآونة، ومتابعة التحليلات المبدئية بعد 25 يناير فيما يتعلق بالحركة السياحية بدأ الطلب على المقصد السياحى المصرى فى التراجع بحدة حيث انخفضت نسب الإشغال لتتراوح مابين 5% و 18% كما أن الخسائر المالية الأسبوعية تقدر بحوالى 267 مليون دولار مما يهدد بفقد حوالى مليار دولار شهرياً وذلك بالإضافة إلى مشكلات أخرى مثل البطالة وتسريح العمالة وفقد الدولة لإيرادات أخرى مثل الضرائب والتأمينات وغيرها. وتقول أميمة الحسينى المستشار الإعلامى بوزارة السياحة: إن الوزارة قامت بتفعيل دور لجنة الأزمات فوراً وذلك لمتابعة الموقف عن كثب والعمل على اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للحد من الآثار السلبية للموقف الحالى. تضيف أنه نظراً لبدء استعادة الأمور لطبيعتها تدريجياً فسوف يتم الشروع فى إعداد صيغة للتحرك على مستوى العلاقات العامة خلال الفترة القادمة من خلال هيئة تنشيط السياحة بما يستلزم إعادة صياغة خطط العلاقات العامة للمكاتب السياحية بالخارج بشكل عاجل أما بالنسبة للدول التى مازالت بها حركة الطيران العارض فيمكن دعوة صحفيين متخصصين لزيارة منطقتى الغردقة والبحر الأحمر لتغطية حركة السياحة هناك علاوة على ذلك سيتم إعداد خطة واضحة للتوجه إلى الشخصيات الإعلامية والشخصيات العامة المرتبطة بمصر وذلك للمشاركة فى مناسبات مختلفة «عامة- معارض- أحداث ثقافية» لتوجيه رسائل إيجابية عن مصر وأيضاً الاتصال بالشركات التى قامت بترحيل سائحيها من مصر والاتصال بنماذج من السائحين الذين عادوا بصورة إيجابية عن مصر للاستعانة بهم فى تأكيد الصورة الإيجابية لمصر. أوضحت أميمة الحسينى أنه فيما يتعلق بتحذيرات السفر إلى مصر التى أصدرتها الدول المختلفة مثل ألمانيا وإيطاليا على خلفية الظروف الراهنة، فقد قامت بعض الدول بتخفيف حدة هذه التحذيرات وذلك على آثر ما قامت به وزارة الخارجية من جهود فى هذا الشأن بناء على طلب وزارة السياحة فضلاً عن ذلك فقد قامت بعض الدول مثل السويد بدعوة مواطنيها لزيارة مصر علاوة على ذلك فقد استأنفت بعض الشركات البريطانية لرحلات الطيران العارض إلى البحر الأحمر وسيناء. ويقول سامى محمود رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة أن هناك تفاعلاً بين القطاع السياحى العام والخاص لاستعادة حركة السياحة مرة أخرى بعد الذى أصابها خلال الفترة الماضية خاصة أن هناك بوادر جديدة لتخطى الأزمة فقد قامت الدول الرئيسية المصدرة للسياحة لمصر منها ألمانيا وانجلترا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا برفع الحظر على مواطنيها من السفر بعد تحذيراتهم طوال الفترة الماضية من القدوم ودعوتهم لزيارة البحر الأحمر وسيناء. وتعتبر هذه المبادرة إيجابية لهذه المنطقة التى تستقبل 70 % من حركة السياحة الوافدة لمصر. وأضاف سامى محمود أنه تم تشكيل لجنة للأزمات بالوزارة يترأسها هشام زعزوع المساعد الأول لوزير السياحة لمتابعة الموقف والعمل على اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة للحد من الآثار السلبية للموقف الحالى وتقديم المقترحات للنهوض بالسياحة والعودة بها ومن ضمنها تنشيط السياحة حركة الداخلية كبديل مؤقت للسياحة الخارجية كما تمت الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعى ك الفيس بوك وتويتر لإنشاء صفحات خاصة بالسياحة المصرية بالإضافة إلى أن الهيئة مستمرة فى حضور جميع المعارض فى الدولية الخاصة بالسياحة لاثبات أن مصر بخير. وحول كيفية مخاطبة السائح الأجنبى فى ظل الظروف الراهنة أكد سامى محمود أن مصر فى حاجة إلى وضع استراتيجية متوسطة الأجل لجلب المعدلات السابقة نفسها والتى وصلت إلى مايقرب من 15 مليون سائح عام 2010 وأضاف أن الاتجاه الآن تغيير فى شكل حملات الدعاية لمصر لتأخذ منحنى جديدا يبرز فكرة التحول الديمقراطى مشيراً إلى أن ذلك يؤدى إلى تعاطف السائح الغربى ويتفق مع رغبته فى دعم الديمقراطية الناشئة فى مصر خاصة أنها جاءت بأيدى الشباب ودون عنف وأوضح أن الفكرة سوف تقوم على جمع تعليقات رؤساء دول العالم على الثورة المصرية مثل إشادة رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية أوباما بحملات النظافة التى قام بها الشباب عقب نهاية اعتصام التحرير واقتراح رئيس وزراء بريطانيا تدريس ثورة يناير فى بريطانيا. ومن ناحية أخرى يقول الخبير السياحى عمرو صدقى عضو غرفة شركات السياحة إن الشركات بدأت فى تكوين جروبات مع بعضها لمخاطبة سفراء الدول الأجنبية كمصريين للمطالبة برفع الحظر عن مصر ومخاطبة السائحين فى دول العالم مستغلين ما جاء على لسان رؤسائهم عن الرقى والتحضر الذى قام به شباب ثورة 25 يناير كما تتم دعوتهم للمشاركة بما يجرى بمصر الآن باعتبار أنها مرحلة تاريخية يمر بها البلد كما نقول لهم نحن لا نريد تبرعات بل نريد أن تشاركونا هذه اللحظة وأضاف عمرو صدقى أن القطاع الخاص شريك مع القطاع الحكومى فى إحياء السياحة وعودتها مرة أخرى ولهذا نؤدى دورنا كمصريين وليس كأصحاب مصلحة فالقطاع سعيد بمكاسب الثورة رغم خسائر القطاع لأننا فى المقام الأول مصريون وننتمى إلى هذا البلد. كما بدأت غرفة المنشآت السياحية إجراءات صرف التأمين المقرر للمطاعم والمنشآت التى أضيرت خلال بعض أعمال العنف التى تمت على هامش الأحداث الأخيرة بمصر وبدأت شركة التأمين التى تعاقدت معها غرفة التأمين على المنشآت ضد الشغب والحريق والتدمير معاينة المنشآت المتضررة لبدء صرف التعويضات المقررة. أعلن ذلك وجدى الكردانى رئيس غرفة المنشآت خلال اجتماع مجلس إدارة الغرفة مؤخراً لبحث تداعيات الأحداث الأخيرة على المنشآت السياحية.. وأضاف أنه تم الاتفاق مع الشركة لتأمين على صرف 150 ألف جنيه للمطعم والمنشأة الخمس نجوم و 120 ألف جنيه للمنشأة والمطعم الأربع نجوم و85 ألفاً للثلاث نجوم مضيفاً أن شركة التأمين بدأت بالفعل معاينة المطاعم المتضررة بمحافظتى الجيزة و6 أكتوبر وبعدها سيتم معاينة المنشآت بباقى المحافظات لإنهاء إجراءات التأمين وصرفه وأوضح الكردانى أن هناك حوالى 33 مطعماً ومنشأة سياحية تضررت من تلك الأحداث .