اقتصاديون: خسائر السياحة يصعب حصرها الآن

أكد عدد من خبراء الاقتصاد والسياحة أن حجم الخسائر التى تم رصدها فى قطاع السياحة طبيعية جدا ومن الممكن أن تكون أكثر من ذلك، مؤكدين أن الوضع السيئ الحقيقى لم يظهر بعد ولن نعرف طبيعته قبل سبتمبر المقبل، وأشاروا أن مصر الآن فى مرحلة إعادة البناء ودعم الاقتصاد وتعويض الخسائر.
وأكد الدكتور شريف قاسم، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات، ألا أحد يستطيع تقدير حجم الخسائر حاليا، مؤكدا أن أحداث الأسبوع الماضى لم تؤثر على شىء، قائلا: "إن المشكلة ليس فى الاحتجاجات فكل البلدان تحدث فيها إضرابات فئوية شيء، لكن فى مصر حدثت حالة من التخبط وغياب الأمن أدى لانتشار البلطجة فتوقف كل شىء".
وأشار قاسم إلى أن التأثير الفعلى ينصب على المتغيرات الاقتصادية، لافتا إلى أن ضرب السياحة يؤثر على ميزان المدفوعات، وهو ما يظهر فى تقليص عوائد قناة السويس والاستثمار المباشر، مضيفا أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاع قيمة العملات المختلفة أمام الجنيه وما سيتبعه من آثار تضخمية.
وقال بدأت شركات السياحة المحلية فى مصر بتسريح العمالة وهو تطور خطير فى بلد يصل فيه معدل البطالة بين السكان الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما إلى 34 فى المائة وفقا لبعض التقديرات، مضيفا مهما تكن التطورات السياسية التى تجرى فى البلاد فإن الحقيقة المؤكدة هى أن قطاع السياحة قد تضرر بشدة وسيحتاج إلى بعض الوقت لكى يتعافى من أزمته بعد أن تصل الأزمة السياسية إلى نهايتها إن عاجلا أو آجلا.
ومن جانبه أكد الخبير الاقتصادى حازم الببلاوى أن قطاع السياحة المصرى تكبد خسائر كبيرة منذ تفجر الأوضاع السياسية فى 25 يناير وحتى الآن، حيث تسبب إلغاء الحجوزات السياحية لشهر فبراير الجارى فى خسائر مالية تقدر بنحو 825 مليون دولار، لافتا أن وزارة السياحة المصرية أوضحت أن نسب الإشغال فى المناطق السياحية هبطت وبلغت الخسائر المالية الأسبوعية 267 مليون دولار، مما يتوقع معه حدوث خسارة تبلغ مليار دولار شهريا، بالإضافة إلى مشكلات أخرى مثل البطالة وتسريح العمالة وفقد الدولة لإيرادات الضرائب.
وتتفق معه الخبيرة الاقتصادية يمن الحماقى قائلة إن الأحداث السياسية فى مصر أثَّرت بشكل سيئ على العمالة فى قطاع السياحة الذى يضم ما يقرب من 2 مليون عامل، ووصلت الخسائر فى هذا القطاع إلى مليار دولار، مضيفة أن 95% من السياح قد غادروا البلاد منذ بدء الاحتجاجات فى الشارع المصرى، وأن نسبة الإشغالات انخفضت إلى ما بين 10 % و15%، وأضافت الحماقى أن عددا من الفنادق فى القاهرة أغلقت أبوابها وتوقفت عن العمل.
وكان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء قدر عدد السائحين الذين غادروا مصر فى الأسبوع الأخير من شهر يناير بحوالى 210 آلاف سائح، مما أدى إلى انخفاض الإنفاق السياحى بحوالى 178 مليون دولار خلال هذا الأسبوع، بالإضافة إلى إلغاء حجوزات شهر فبراير، مما كبد مصر خسائر قدرها 825 مليون دولار خلال هذا الشهر.