إصابة 8 فلسطينيين في قصف مسيرة استهدف خيمة بجامعة الأقصى غرب خان يونس    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    أكاديمية «أخبار اليوم» في ثوبها الجديد.. وفرحة الطلاب ببدء العام الدراسي| صور وفيديو    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    اللجنه العامة توافق على اعتراض رئيس الجمهورية على مواد الإجراءات الجنائية    نائب بريطاني يندد باعتراض إسرائيل لأسطول الصمود ويطالب بمعاقبتها ووقف تسليحها    الرئيس الكولومبي ينقض اتفاقية التجارة مع إسرائيل ويطرد دبلوماسييها    البيت الأبيض: مناقشات حساسة تجري الآن بشأن خطة غزة    تجارة الدم العابرة للقارات.. مرتزقة كولومبيا يشعلون جحيم السودان!    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رياضة ½ الليل| هشام يسلف الزمالك.. إيقاف تريزيجيه.. قائمة الخطيب.. والموت يطارد هالاند    موعد مباريات اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025.. إنفوجراف    إصابة 4 عمال في حادث تصادم نقل وميكروباص أمام كارتة ميناء شرق بورسعيد    قرار هام بشأن شخص عثر بحوزته على أقراص منشطات مجهولة المصدر بالجيزة    السيطرة على حريق شب داخل مخلفات بعين شمس    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين والبنوك والمدارس بعد قرار رئيس الوزراء    مصرع أمين شرطة وإصابة اثنين آخرين أثناء معاينة جثة سيدة ب "صحراوي" البحيرة    نقل الفنان السوري زيناتي قدسية إلى المستشفى بعد أزمة صحية مفاجئة    الزمالك يفتقد 3 لاعبين أمام غزل المحلة.. ومصير فيريرا على المحك    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    مرض اليد والقدم والفم (HFMD): عدوى فيروسية سريعة الانتشار بين الأطفال    مدير مستشفى معهد ناصر: نستقبل نحو 2 مليون مريض مصري سنويا في مختلف التخصصات الطبية    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    أكلة مصرية.. طريقة عمل محشي البصل خطوة بخطوة    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    1160 للجنيه دفعة واحدة.. ارتفاع كبير بأسعار الذهب بالصاغة وعيار 21 يسجل رقمًا تاريخيًا    سر ديناميكية هشام أبو النصر محافظ أسيوط    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    مايولو: سعيد بالتسجيل أمام برشلونة.. نونو مينديش قام بعمل كبير    جوارديولا: لدينا نقطة وسنحصل عليها    إخماد الحريق الثالث بمزرعة نخيل في الوادي الجديد    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    ركزوا على الإيجابيات.. والدة طفلة «خطوبة في المدرسة» تكشف تفاصيل الواقعة (فيديو)    المطبخ المصري في الواجهة.. «السياحة» ترعى فعاليات أسبوع القاهرة للطعام    انقطاع مؤقت للاتصالات قرب المتحف المصري الكبير.. فجر الخميس    ارتفاع أسعار الذهب في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 2-10-2025    ستاندرد آند بورز: إغلاق الحكومة الأمريكية يفاقم عدم اليقين في التوقعات الاقتصادية    بعد الهجوم الإسرائيلي.. قرار عاجل من أسطول الصمود العالمي بشأن حصار غزة    هيئة مستقلة للمحتوى الرقمي ورقابة بضمانات.. 4 خبراء يضعون روشتة للتعامل مع «البلوجرز» (خاص)    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    اعتراضات على طريقة إدارتك للأمور.. برج الجدي اليوم 2 أكتوبر    أول تعليق من رنا رئيس بعد أزمتها الصحية: «وجودكم فرق معايا أكتر مما تتخيلوا»    ماذا كشفت النيابة في واقعة سرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري؟    الإسكان عن أزمة قرية بحر أبو المير بالفيوم: تحركنا لدراسة الوضع ميدانيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    أولى هجمات أكتوبر.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم: أمطار رعدية تضرب منطقتين    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    إصابة 9 أشخاص في انقلاب ميكروباص على طريق شبرا - بنها    التجربة المصرية في الاستزراع السمكي محور برنامج تدريبي دولي بالإسماعيلية    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    تعرف على مواقيت الصلاه غدا الخميس 2 أكتوبر 2025فى محافظة المنيا    مجلس الدولة يقرر إعادة توزيع اختصاصات دوائر محكمة القضاء الإداري    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني ومسؤولية إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخسائر‏9.5‏ مليار جنيه خلال‏16‏ يوما
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 02 - 2011

توقفت عمليات التداول في البورصة في‏30‏ يناير الماضي ولفت خبراء اقتصاد إلي أن أسهمها فقدت منذ بدء ظهور بوادر الاحتجاجات نحو‏90‏ بليون جنيه. بالاضافة الي ما تكبده الاقتصاد المصري الذي فقد في قطاعاته الحيوية نحو‏200‏ بليون جنيه سواء في سوق الأوراق المالية وارتفاع كلفة السندات المصرية‏.‏ ولعل اكثر القطاعات تضررا قطاع السياحة الذي بلغت إيراداتة العام الماضي نحو‏15‏ بليون دولار أي ما يعادل‏11%‏ من الناتج المحلي للأقتصاد المصري بعد دخول‏16‏ مليون سائح الي مصر كما يوفر هذا القطاع تحديدا نحو‏10%‏ من إجمالي الوظائف في مصر‏.‏ لذا كان هذا التحقيق‏.‏
في البداية اوضح د‏.‏ صلاح جودة رئيس مركز الدراسات الأقتصادية انة خلال فترة ال‏16‏ يوما الماضية حققت مصر خسائر نحو‏173‏ مليار جنيه مصري عبارة عن الآتي‏:‏ ان اجمال الناتج القومي سنويا في مصر نحو تريليون جنيه أي حوالي‏100‏ مليار جنيه سنويا بما يعادل نحو‏2.5‏ مليار جنيه يوميا وحيث أن جميع مناحي الحياة الاقتصادية في جمهورية مصر العربية كانت قد توقفت سواء في القطاع العام او الحكومة او قطاع خاص او القطاع الاستثماري‏...‏فأن خسائر الفترة تساوي‏:5,2‏ مليار جنيه‏16X‏ يوم يساوي‏40‏ مليار جنيه مصري بالأضافة الي خسائر البورصه المصرية في القيمة السوقية بما يعادل‏113‏ مليار جنيه مصري وخسائر ايداعات البنك المركزي بما يعادل‏9‏ مليارات جنيه مصري اي‏162‏ مليار جنيه مصري‏.‏ هذه هي الخسائر الاقتصادية المباشرة للثورة البيضاء واذا علمنا اننا في حاجه الي اعادة تأهيل البنية الاساسية خاصة لميدان التحرير وميدان مصطفي محمود وجميع المياديين التي قامت بها التظاهرات في جميع المحافظات وكذلك اعادة تأهيل الشوارع نظرا لما حدث من الدبابات و العربات المدرعة وغير ذلك لوجدنا ان هذه التكاليف لا تقل عن‏1.5‏ مليار جنيه‏.‏ واضاف د‏.‏ صلاح جودة اذا حسبنا قيمة الخسائر من الشركات في كافة المحال وعن اعمال الشغب الذي قام بها بعض البلطجية فإنه يتم تقديرها في اقل الاحوال بما يعادل نحو‏1‏ مليار جنيه‏.‏ يضاف الي ذلك الخسائر التي تحققت في قطاع السياحة والتي تم تقديرها بمعرفة الجهات المختصه بما لا يقل عن‏600‏ مليون جنيه يوميا اي ما يعادل نحو‏9.5‏ مليار جنيه خلال الازمة وهي عبارة عن هروب ما لا يقل عن مليون سائح خلال تلك الازمة‏.‏
فلو تم تقدير ان السائح يقوم بانفاق ما لايقل عن‏100‏ دولار يوميا اي نحو‏1600‏ دولار خلال الفتره بما يعادل‏1.6‏ مليار دولار اي ما يعادل حوالي‏9‏ مليار جنيه مصري وهذا حد ادني لإنفاق اي سائح ولذلك فأن جميع الخسائر الاقتصادية خلال‏16‏ يوما كانت عبارة عن الآتي‏:‏ خسائر الاقتصاد القومي تقدر نحو‏40‏ مليار جنيه مصري‏,‏ وخسائر البورصه المصريه تقدر بنحو‏113‏ مليارجنيه مصري وخسائر البنك المركزي تقدر ب‏9‏مليار جنيه مصري وخسائر اعادة التأهيل للبنية الاساسيه‏1.5‏ مليار جنيه مصري وخسائر السرقات‏1‏ مليار جنيه مصري وخسائر السياحة‏9‏ مليارات جنيه مصري أي ان اجمالي الخسائر‏173.5‏ مليار جنيه مصري‏.‏ وبالتالي فان علينا ان نعلن هذه الارقام بهذه التفاصيل للشباب المصري ولجميع ابناء الوطن حتي يكون ذلك المنهج هو سياسة المصارحة والمكاشفة وكذلك العمل علي ايجاد الحلول اللازمة لتغطية هذه المبالغ وكيفية اجتياز الازمة المالية الخانقة بالاضافة الي ايجاد الحلول غير التقليدية التي تجعل الشعب يعبر لآفاق جديدة وكذلك يجب وضع اسس خطة اقتصادية جديدة بحلول غير تقليدية وعلينا قبل ذلك الاعلان عن هذه الخطة حتي يتم مشاركة الشعب كله في تنفيذ هذه الخطة ويكون لها توقيتات لا تزيد علي‏3‏ سنوات ويتم الاعلان كل‏6‏ شهور عما تم انجازه وما تم الاخفاق فيه‏.‏
خسائر بالجملة
علي صعيد آخر كشف تقرير اقتصادي عن أن حصيلة خسائر قطاعات النقل المصرية ارتفعت إلي‏15‏ مليون جنيه يوميا‏,‏ وبلغت الخسائر اليومية لمترو الأنفاق مليون جنيه‏,‏ والسكك الحديد‏4‏ ملايين جنيه‏,‏ والموانئ المصرية‏10‏ ملايين جنيه‏.‏ وفيما يخص إيرادات قناة السويس‏,‏ أعلنت هيئة القناة‏,‏ أن الإيرادات تراجعت بنسبة‏1.6‏ في المئة في يناير الماضي‏,‏ محققة‏416.6‏ مليون دولار مقارنة بديسمبر من العام الماضي‏,‏ والتي بلغت‏423.4‏ مليون دولار‏,‏ في حين ازدادت بنسبة‏8.6%‏ أو‏94.2‏ مليون دولار عن مستواها قبل سنة‏.‏ وقدر اقتصاديون‏,‏ الخسائر الناجمة عن أعمال العنف والشغب والتخريب‏,‏ بنحو‏100‏ بليون جنيه في أسبوع واحد‏.‏
هذا ولقد اوضحت د‏.‏ عزيزة عبد الرازق مدير مركز دراسات السياسات الكلية بمعهد التخطيط القومي أن مصر استقطبت‏6.8‏ بليون دولار استثمارات أجنبية العام الماضي‏,‏ كانت تطمح الحكومة المصرية السابقة إلي الوصول بها إلي‏10‏ بلايين نهاية هذا العام‏,‏ لكن بعد سلسلة التحولات الجذرية التي شهدتها مصر خلال الأسبوعين الماضيين سياسيا وأمنيا واقتصاديا‏,‏ باتت ثقة المستثمر الأجنبي علي المحك‏.‏ في حين أن جذب مزيد من الاستثمارات كان يعني بالنسبة إلي الاقتصاد المصري زيادة في معدلات النمو التي قاربت‏6%,‏ وتأمين مزيد من فرص العمل وتخفيف العبء عن الموازنة العامة للدولة‏,‏ التي تعاني عجزا متزايدا ناهز نهاية العام المالي السابق‏100‏ بليون جنيه‏.‏ وبعيدا من الموازنة المصرية ومشاكلها المزمنة‏,‏ تبدو الديون المصرية أبرز التحديات التي ستواجه الاقتصاد المصري في المرحلة المقبلة‏,‏ وهي تجاوزت وفق أحدث البيانات الحكومية تريليون ومئة بليون جنيه‏,‏ من بينها ديون خارجية تصل إلي نحو‏34‏ بليون دولار‏.‏
كما اشار د‏.‏ محمود عبد الحي استاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي إلي أن مصر تكبدت خسائر اقتصادية ضخمة إلي جانب شلل في عملية إنتاج السلع والخدمات ناهيك عن توقف أنشطة الأنترنت والاتصالات وتعليق تداولات البورصة وشل حركة النقل والسياحة إلي جانب أعمال السلب والنهب التي اندلعت في معظم أنحاء مصر مضيفا أن إجمالي الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها مصر تتراوح ما بين‏55‏ و‏60‏ مليار جنيه خلال فترة الاحتجاجات مرجحا ارتفاع تلك الخسائر إلي ما يقرب من‏100‏ مليار جنيه في حال استمرار التوترات السياسية‏.‏ فقد اكدت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن الخسائر بلغت نحو‏90‏ مليون دولار في قطاع الانترنت خلال الأيام الخمسة التي تم فيها قطع خدمات الإنترنت في مصر وتوقعت أن يكون هناك أثر أكبر علي الاقتصاد المصري علي المدي الطويل مشيرة في بيان لها إلي أن الخدمات المعطلة للاتصالات والإنترنت تمثل‏3%‏ إلي‏4%‏ من إجمالي الناتج المحلي أي ما يمثل خسارة تقارب‏18‏ مليون دولار يوميا‏.‏ وكشف تقرير اقتصادي أن حصيلة خسائر قطاعات النقل المصرية ارتفعت إلي‏15‏ مليون جنيه يوميا وذلك من جراء الأحداث الجارية في مصر وأشار التقرير إلي ان الخسائر اليومية لمترو الأنفاق تبلغ مليون جنيه أما خسائر السكك الحديدية المصرية فتبلغ‏4‏ ملايين جنيه يوميا فيما تبلغ خسائر الموانئ المصرية‏10‏ ملايين جنيه يوميا‏.‏
السياحة في مصر
تدفع ثمن الأزمة
حتي‏28‏ يناير كانت نسبة الأشغال بمدينة الأقصر‏61%‏ تراجعت إلي‏4%‏ فقط يوم‏5‏ فبراير‏,‏ والمراكب العائمة‏51%‏ تراجعت إلي‏2%‏ وشرم الشيخ كانت‏70%‏ وصلت إلي‏21%‏ يوم‏5‏ ويوم‏10‏ فبراير‏8%‏ واسوان كانت‏70%‏ تراجعت إلي‏13%‏ يوم‏5‏ فبراير‏,‏ والغردقة كانت‏70%‏ تراجعت إلي‏8%‏ يوم‏5‏ فبراير وجميعها تراجعت بعد يوم‏5‏ فبراير‏.‏ وبالتالي تمثل هذه الأزمة ضربة قوية للاقتصاد المصري بشكل عام‏,‏ حيث تقدر عائدات قطاع السياحة بنحو‏14.7‏ مليار دولار‏,‏ تمثل نحو‏11‏ في المائة من إجمالي الناتج المحلي للاقتصاد المصري‏,‏ وتوفر نحو‏10‏ في المائة من إجمالي الوظائف في مصر‏.‏ وقد بدأت شركات السياحة المحلية في مصر تسريح العمالة‏,‏ وهو تطور خطير في بلد يصل فيه معدل البطالة بين السكان الذين تقل أعمارهم عن‏25‏ عاما إلي‏34‏ في المائة‏,‏ وفقا لبعض التقديرات‏.‏ ومهما تكن التطورات السياسية التي تجري في البلاد‏,‏ فإن الحقيقة المؤكدة هي أن قطاع السياحة قد تضرر بشدة وسيحتاج إلي بعض الوقت لكي يتعافي من أزمته‏.‏ فلقد شهد القطاع السياحي خروج عدد كبير من السياح بلغ نحو مليون سائح من مصر إلي جانب إلغاء الرحلات وانخفاض اشغالات الفنادق والقري السياحية وهو مادفع القطاع لفقد مايزيد علي‏5,1‏ مليار جنيه خلال ايام مشيرا إلي أن قطاع الطيران المدني مني ايضا بالعديد من الخسائر بعد الغاء العديد من الرحلات بسبب حظر التجوال المفروض ايضا تاثر قطاع الاتصالات بنحو كبير نتيجة ايقاف خدمات الانترنت ل‏5‏ أيام متتالية تسببت في فقدان مايزيد علي‏90‏ مليون دولار فضلا عن توقف أعمال جميع القطاعات المتعلقة بالاستثمارات الاجنبية‏.‏
وقدر خبراء اقتصاديون حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها مصر خلال فترة الاحتجاجات والاضطرابات السياسية التي تعم البلاد بما يتراوح ما بين‏55‏ و‏100‏ مليار جنيه‏.‏ وأفادوا في تقرير لمركز معلومات مباشر أن تلك الخسائر قد تتضاعف خاصة مع توقف العديد من القطاعات الحيوية ومنها السياحة والخدمات والمالية مؤكدين أن التحدي الأكبر حاليا هو استعادة الثقة في الاقتصاد المصري من جديد خاصة مع احتمالية خروج بعض الاستثمارات الاجنبية من السوق‏.‏ حتي أن المحال التي تم الاعتداء عليها وصلت خسائرها إلي الملايين والتي كان ابرزها محل المتحف المصري والذي تصل خسائره إلي ستة ملايين جنيه وهناك عدد من المحلات في خان الخليلي وشارع الهرم ولاتتوافر حتي الان المعلومات الكاملة للخسائر في المحلات السياحية‏.‏
من جانبة اوضح خالد طه‏,‏ مدير عام فندق بونسيه ازور بمنطقة مرسي علم ان غالبية المقاصد السياحية الرئيسية مثل الأقصر واسوان والغردقة وشرم الشيخ ومرسي علم قد تحولت الي مدن خاوية بعد خلو فنادقها وبازاراتها من السياح وتعطل مرشديها عن العمل‏.‏ وفي ذروة الأزمة التي تزامنت مع الموسم السياحي‏,‏ قامت العديد من الحكومات‏,‏ من بينها الأمريكية والبريطانية والألمانية والتركية‏,‏ بتنظيم رحلات لإجلاء مواطنيها من مصر‏.‏ واضاف خالد طة ان الحل يكمن في ثلاث خطوات رئيسية وهي رفع حظر التجول عن المناطق السياحية ما عدا القاهرة والأسكندرية‏,‏ المشاركة في المعارض السياحية الكبري علي مستوي العالم مثل بورصة ميلانو ولندن وتوقف الأعتصامات الفئوية فورا والتي مازال الأعلام يتداولها‏.‏ هذا وقد صرح اللواء حاتم منير مدير عام جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر بأن شركات السياحة بدأت فتح خطوط جديدة مع الفنادق والمنتجعات السياحية بالمحافظة لعودة الحجوزات من جديد‏.‏وقال منير إن نسبة الإشغال بأكثر من‏35‏ فندقا سياحيا في المحافظة قد بلغت الصفر‏,‏ مما انعكس سلبا علي العمالة الموجودة بسبب الأحداث الأخيرة‏,‏ مشيرا إلي أن الجمعية تلقت إخطارات من الفنادق السياحية تؤكد أن شركات السياحة أجرت اتصالات لعودة الحجوزات مرة أخري للأسبوع الأخير من فبراير الحالي‏.‏
من ناحية اخري أظهرت بيانات حكومية أردنية أن صناعة السياحة في المملكة الأردنية قد تلقت ضربة ب‏70‏ مليون دولار كنتيجة مباشرة من الاضطرابات الدائرة في مصر‏,‏ وقالت الحكومة إن هذه الخسارة تقدر بربع الدخل السياحي في البلاد‏,‏ وأرجعت السبب في ذلك إلي تعديل المسافرين خططهم في قضاء عطلهم في الشرق الأوسط‏.‏ كما أن الأحداث في كل من مصر وتونس قد ألقت بظلالها علي السياحة في كل دول شمال أفريقيا‏.‏ وصرحت مجموعة توماس كوك التي تعد ثاني أكبر مشغل رحلات أوروبا أن تكاليف الرحلات التي تم إلغاؤها إلي مصر وتونس قد تقلل من الأرباح بنحو‏32‏ مليون دولار أمريكي‏.‏جدير بالذكر أن مصر تمثل نحو سبعة في المئة من الأرباح السنوية لشركة توماس كوك‏,‏ وذلك وفقا لجون بومون المحلل في ماتريكس كابيتال في لندن‏.‏ولذا صرح رئيس المنظمة العربية للسياحة‏,‏ بإن قطاع السياحة في العالم سيشهد ركودا مؤقتا خلال الفترة المقبلة‏,‏ ممايحتم علي الدول العربية تشجيع السياحية البينية وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية في هذا القطاع‏.‏
ثورة مصر البيضاء
من ناحية اخري اكد وسيم محيي الدين‏,‏ رئيس غرفة الفنادق من خلال خبرتة علي مدي‏40‏ عاما انه متفائل بأن السياحة قد تسترد عافيتها خلال شهرين فقط لا غير لأن ثورة‏25‏ يناير كانت ثورة بيضاء ومتحضرة نقلتها كل وسائل اعلام العالم بأسره وابهرت به وبنا كمصريين ولذا اصبحت مصر في عيون العالم كلة بدون أي دعاية او ترويج‏.‏ واضاف وسيم محيي الدين ان الحل السريع يكمن في مخاطبة وزارة الخارجية المصرية لجميع وزارات خارجية العالم وخاصة الأتحاد الأوروبي وروسيا لضمان عودة الحركة السياحية فورا كما علي تلك الأعتصامات في جميع قطاعات الدولة ان تنفض الي ان تستقر احوال البلاد‏.‏ ونتيجة بالفعل للثورة البيضاء التي اشار اليها رئيس غرفة الفنادق فقد حث جوزيف بيتر لايتنر رئيس اتحاد الشركات السياحية في النمسا والمتحدث الرسمي باسم شركتي توي ماجيك لايف‏,‏ المواطنين النمساويين علي استئناف رحلاتهم السياحية إلي مصر‏,‏ مشددا علي أهمية عودة الحركة السياحية الوافدة إلي مصر إلي طبيعتها لدورها المهم بالنسبة للاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير علي دخل مصر من حركة السياحة‏.‏وأكد أن الأحداث التي وقعت في مصر لم تحدث خسائر مادية أو بشرية لسائح واحد وأنها لم تستهدف السائحين علي الإطلاق‏,‏ موضحا أن كثيرا من السائحين أصروا علي استكمال رحلاتهم السياحية في مصر عقب بدء التظاهرات‏,‏ مبديا في نفس الوقت استعداد شركته السياحية لاستئناف تنظيم الرحلات إلي مصر‏,‏ ومطالبا وزارة الخارجية النمساوية بتخفيف التحذير الذي أصدرته في وقت سابق من زيارة مصر‏,‏ جزئيا علي الأقل‏.‏ وطالب بيتر لايتنر وزارة الخارجية النمساوية بأن تحذو حذو دولا مثل ألمانيا‏,‏ السويد‏,‏ الدنمارك‏,‏ هولندا التي ألغت التحذيرات الموجهة إلي مواطنيها من زيارة المناطق السياحية الممتدة علي شواطئ منطقة البحر الأحمر‏.‏
الأتحاد المصري للغرف السياحية
هذا ولقد قام الأتحاد المصري للغرف السياحية بعمل لجان لدراسة وتقييم الوضع الحالي والخطوات التي ستتم في المستقبل من أجل علاج الموقف الحالي لأسترجاع ارقام‏2010‏ والتي وصلنا فيها إلي أكثر من‏5‏ ر‏14‏ مليون سائح‏.‏ كما قام الاتحاد بالاتصال برئيس الوزراء ووزير المالية ومحافظ البنك المركزي من أجل الاجتماع بهم والتيسيير علي المستثمرين وتلافي وقوع أي مشكلات في العمالة التي تتأثر حاليا كما ان هناك اجتماعات واتصالات مستمرة مع هيئة تنشيط السياحة من أجل التنسيق للمشاركة في المعارض الخارجية والتي سيكون اولها بورصة ميلانو‏,‏ وسيتم وقف الدعاية الاعلانية فقط‏,‏ كما يتم بحث دعم رحلات الطيران العارض في شرم الشيخ والغردقة وغيرها من الحلول التي سيتم اللجوء اليها من أجل علاج الموقف‏.‏ وحول موقف العمالة اشار وسيم محيي الدين‏,‏ رئيس غرفة الفنادق إلي أنه بعد أن بدأت نسب الاشغال في التدني في مصر قام بالاتصال بوزيرة القوي العاملة عائشة عبد الهادي وابلغها بمشكلة العمالة التي وقعت نتيجة للاحداث فتفهمت وأكدت أنها ستسهم بتعويضات للفنادق ودعمها بشرط عدم تنازلها عن العمالة وسيتم اعداد قوائم بالعمالة التي تعمل في المنشآت الفندقية لتعويضها ولو بنسب من مرتبات العمالة‏.‏
وأكد أن رأسمال الفنادق هي العمالة التي من الصعب بعد التدريب الذي تم الاستغناء عنها‏,‏ مشيرا إلي أن التحركات الايجابية من التعديل الدستوري ومجلس الحكماء هي التي سترسل مزيدا من الرسائل الايجابية والتي سيسعي الكثير من الدول إلي الحضور إلي مصر من أجل رؤية شعب مصر ومزيد من الحراك في الداخل‏.‏ واكد أن هناك خمسة تجمعات سياحية كبري خلال المعارض القادمة في اوروبا والولايات المتحدة وهي فرصة كبيرة من أجل الترويج واعادة الحياة إلي قطاع السياحة المصري من خلال تلك التجمعات‏.‏ وقال إن القطاع السياحي بالكامل سيعاني من موعد سداد الضرائب عن العام الماضي والتي من المفترض أن يتم دفعها في شهر أبريل المقبل والتي لا يوجد سيولة مالية في الوقت الحالي من أجل سدادها في ظل الازمة الحالية ونطالب بتأجيل السداد فقط وليس الالغاء بالكامل‏.‏ وأشار إلي أن صندوق الازمات سيتم اللجوء له الآن وهو الذي يتم خصم نسبة واحد في المائة من الفنادق لدعمه لاستخدامه خلال فترات الازمات وهو يعوض جزءا من الخسائر الحالية‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.