أكد الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن أن الإعلانات التى تقطع النص الدرامى، والمبالغة الشديدة فى أجور فنانى الصف الأول هى السبب الرئيسى فى تدهور مستوى الدراما العربية، رافضا تحكم النجم والنجمة فى المخرج وفى النص الدرامى وتدخلهم حتى فى عمل مدير التصوير.. واستنكر فى كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذى عقدته جمعية مؤلفى الدراما بالمجلس الأعلى للثقافة الأسبوع الماضى تحت عنوان «أزمة الدراما التليفزيونية بين الإعلان والإعلام» انحدار النصوص الحالية للدراما لاستخدام الألفاظ السوقية. من جانبها قالت الناقدة عزة هيكل: إن دور الدراما التليفزيونية هو التعبير الحرعن فكر المجتمع، وتأكيد مبدأ المواطنة وتنشيط الذاكرة العربية والقومية ومواجهة تيارات العنف والإرهاب وأساليب الردة الحضارية، فيما أشار الكاتب محمد أبو العلا السلامونى فى كلمته إلى خطورة تقلص نفوذ النص، مؤكدا أن الكلمة مازالت تحتفظ بنفوذها وتأثيرها، واستطاعت منذ نشأة التليفزيون أن تستحوذ على عقل ووجدان المشاهدين من كل الطبقات.. وأنها الغذاء الثقافى اليومى الوحيد على كل المستويات، ولكن مع الأسف فقد تخلت الدراما التليفزيونية التى تدخل كل بيت عن دورها التربوى والتثقيفى والاعلامى. وأضاف أبو العلا السلامونى أن ميزانية اتحاد الإذاعة والتليفزيون تبلغ 4 مليارات جنيه مصرى، ومع ذلك نجده يلهث بحثا عن الفتات من الآلاف على مائدة الإعلان، رافضا انتشار ظاهرة تحويل الأفلام والموضوعات القديمة إلى مسلسلات والهروب من إنتاج المسلسلات الوطنية والدينية والتاريخية خشية تكلفتها الطائلة، بالإضافة إلى اختفاء دراما السهرات والسباعيات لأنها لم تعد تشبع غرور النجوم. بينما أوصى د.سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة بعقد مؤتمر آخر لتغطية كل جوانب تلك القضية، مشيراً إلى أن قضية الدراما ليست قضية إعلامية واقتصادية فحسب بل قضية شائكة، وبها بُعد سياسى ولابد من توضيح العلاقة المتبادلة بين الإنتاج الدرامى والواقع السياسى الذى يفرض ضغوطا عليها سواء كان هذا الوضع محليا أو إقليميا أو دوليا، لافتا إلى أن أسس العمل التجارى أن تنتج منتجا جيدا يلقى قبولا لدى أوسع قاعدة من الجماهير، موضحاً أننا ليس لدينا أى فكر اقتصادى فى الإنتاج، ولكن لدينا فكر تجاري، فلو اعتبرنا الإعلان وحشاً فنحن الذين منحناه هذه الفرصة، ولذلك لابد أن يحافظ النجوم الكبار على القيم، بالإضافة إلى تطوير الإنتاج والإشراف عليه ورعايته. أما الكاتب يسرى الجندى فأشار إلى فكرة «القيمة المكتسبة» وارتباطها بالدراما التليفزيونية، وذلك فى ظل واقع خاص يحتاج إلى نوع من التخطيط يتعلق بالفكر، وبحركة تنويرية حقيقية تواجه التخلف، وألمح إلى أن الخلل دائما ما يأتى من النهج التجارى المتبع، فهناك أعمال حُجبت؛ لأنها لا تتناسب مع الشروط التجارية ومعايير السوق، وأكد على ضرورة العودة إلى فكرة القيمة، وأن تكون الجهات الإنتاجية على وعى بهذه المعادلة، مما يضطر القطاع الخاص لأن يندرج تحت هذا السياق السليم. وأدان الكاتب بشير الديك سيطرة الإعلان على كل مناحى حياتنا، بحيث أصبح من سمات العصر الراهن، ودعا إلى ترشيد وجود الإعلان، بحيث لا يؤثر على الرسالة، وطالب بعودة تليفزيون الدولة إلى الدور الذى أنشئ من أجله وهو الدور التنويرى والإعلامى وليس الإعلانى.