انتهى أمس اللقاء الأول لكتاب الدراما الذى حمل عنوان "أزمة الدراما التليفزيونية بين الإعلام والإعلان" إلى عدد من التوصيات التى لو تم تنفيذها سوف تحل كل مشاكل الدراما المصرية. بدأ المؤتمر بكلمة للكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن تحدث خلالها عن الأحداث الأخيرة الخاصة بتفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية، وأكد على أن كتاب الدراما جميعهم مصابون بحالة من الحزن والغضب، وطالب جميع الحضور بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا. بعدها تحدث محفوظ عن أن الكتابة الدرامية عندما بدأ التليفزيون فى الظهور فى فترة الستينيات كانت تبدأ من الكاتب الذى يذهب بفكرة للتليفزيون ويعرضها، ثم يتم تنفيذها، فالمشروع يبدأ من الفكرة أى من القيمة، على حد قول محفوظ عبد الرحمن، الذى أشار إلى انقلاب الأوضاع حالياً، فالمشاريع الدرامية حاليا تبدأ من عند شركات الصابون والشامبو والبطاطس المقلية، الذين يبحثون عن نجم سوبر ستار وبعدها يأتى أى شىء، حيث تحولت الدراما لبقاله. وأشار محفوظ إلى الفارق بين أجور النجوم والكتاب والمخرجين وبقية عناصر العمل، ففى الثمانينيات كانت أجور النجوم والمخرجين فى نفس القدر، لكن الوضع الحالى يؤكد أن الأجور ارتفعت بما يعادل 20 ضعف أجر الكاتب، و20 ضعف أجر المخرج. وأوضح محفوظ عبد الرحمن أن الإسفاف والسوقية أصبحتا السمة السائدة فى سيناريوهات المسلسلات، لافتاً إلى أنه عندما كتب من قبل فى مسلسل له فى أحد المشاهد أن زوجة تطلب الطلاق من زوجها، طالبوه بحذف ذلك احتراما لقدسية الزواج، وحتى لا تكون تلك السيدة نموذج لسيدات كثيرات، لكنه أكد على أنه اليوم يسمع فى المسلسلات ألفاظا مثل "يا روح أمك" و"يا ابن الكلب" وغيرها من الألفاظ التى يستحى ذكرها أمام الناس ويخجل من تكرارها. وأشار محفوظ للأوضاع المتردية حاليا فى الدراما، قائلاً: المخرجون فقدوا سيطرتهم على العمل، وأصبحنا نسمع عن نجمة تطرد مدير التصوير من العمل، ونجم يكتب مشاهد إضافية لنفسه، ونجمة ومخرج يطردان المؤلف من موقع التصوير.. فقد اختلط الحابل بالنابل. وفى بداية كلمته أكد الكاتب محمد أبو العلا السلامونى على أهمية الكلمة ومدى تأثيرها ونفوذها فى الدراما التليفزيونية، فبالرغم تراجع الكلمة قليلاً فى المسرح لصالح المسرح الحركى والتعبيرى وفى الإذاعة لصالح الأغنية والموسيقى، مازالت الدراما التليفزيونية لها التأثير والتواجد، ولها دورها التعليمى والتثقيفى بعد تخلى مؤسسات كثيرة عن دورها. وخص السلامونى التليفزيون المصرى الذى لهث وراء الجانب الاستثمارى وترك الجانب التثقيفى التنويرى، وفى النهاية خسر أيضاً، وتراكمت عليه الديون. ولخص السلامونى مشاكل الدراما المصرية فى عدة ظواهر سلبية أهمها سطوة الإعلان وسيطرة النجم والمط والتطويل وتحويل المسلسلات لأفلام. شارك فى المؤتمر بجلستيه الأولى والثانية نخبة من أهم كتاب مصر منهم يسرى الجندى وبشير الديك ومحمد الغيطى وأيمن سلامة ومحمد السيد عيد وكرم النجار وفايز غالى أحمد الشيخ، بالإضافة لعدد من المخرجين مثل مجدى أبو عميرة وأحمد صقر وعدد آخر من النقاد مثل السيد الغضبان وماجدة موريس ورامى عبد الرازق.