أكدت آخر إحصائية عن مرض الشلل الدماغى عند الأطفال فى مصر أن نسبة الإصابة به تعدت النسب العالمية وبلغت من 8 إلى 10 حالات لكل 1000 طفل مما ينذر بالخطر لكونه يعد بديلاً لمرض شلل الأطفال والذى تم استئصاله من مصر بفضل الحملات القومية التى رعتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك. الدكتور أحمد رءوف رئيس الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية للأطفال أكد أن مرض الشلل الدماغى يصيب الأطفال عندما يحدث خلل فى نمو المخ وتطوره أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة، مشيرا إلى أن علاجه يحتاج إلى فترات طويلة وبرامج تأهيلية من العلاج الطبيعى تكلفتها باهظة لمعظم الأسر.. وأضاف د. رءوف أن المشكلة تكمن فى عدم قدرة الأسرة على علاج أطفالها بالإضافة إلى عدم توافر العلاج على نفقة الدولة أو فى التأمين الصحى موضحا أن الشلل الدماغى يتطلب تطبيق التأمين الصحى الشامل أو قانون الطفل. أما الدكتورة آمال الجنزورى أستاذ الطب الطبيعى والتأهيل بطب عين شمس فقد أوضحت أن الطفل يتعرض لمرض الشلل الدماغى بعد الدقائق الخمس الأولى بعد الولادة فى حالة عدم استقرار التنفس عندها يتم وضعه على الفور فى جهاز التنفس لمدة أربعة أسابيع. وأضافت د. الجنزورى أن الطفل قد يتعرض لنزيف فى المخ أو تشوهات خلقية واحتمالات الإصابة بداء القطط أو انخفاض الوزن مشيرة إلى ضرورة استخدام مادة اليونوكس فى الحقن الموضعى للعضلات المتيبسة مما يساعد على تحسن حالة الطفل. من جانبه يقول الدكتور محمد سليمان الطحاوى رئيس الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وأستاذ جراحة المخ والأعصاب أن الشلل الدماغى مرض طبى يحتاج إلى تضافر اجتماعى من خلال جهود الأسرة بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال نظرا لتكاليف علاجه الباهظة والتى تستنزف موارد الأسرة والدولة على حد سواء. وأشار الدكتور حاتم عبد الرحمن رئيس المعهد القومى للجهاز العصبى والحركى إلى أن علاج مرض الشلل الدماغى يتطلب توفير إمكانات مادية عالية لارتباطه بالعلاج الطبيعى للقضاء على الاضطرابات فى الحركة أو التوازن عند الطفل وإعادة تأهيل العضلات المتيبسة وذلك على فترات طويلة. وأضافت الدكتورة ابتسام المليجى استشارى الأمراض العصبية للأطفال بالمعهد القومى للجهاز العصبى والحركى أنه ليس هناك علاج نهائى للشلل الدماغى ولكن بمواصلة الجهود يمكن تقييم مشاكل الطفل ومعالجتها وإعادة تأهيله حتى يستطيع التعايش والتأقلم مع معوقات المرض أثناء تعليمه وممارسته للحياة.