كشف المشاركون خلال فاعليات اللقاء الفكرى الذى نظمته الهيئة القبطية الانجيلية حول الشخصية المصرية ضمن منتدى حوار الثقافات بمدينة الاسكندرية على مدار 3 أيام أن هناك تحولات جذرية أساءت للشخصية المصرية وأصبحت هناك سمات تميزها مثل الاتكالية والفهلوة والتحايل على القانون. وقال د. أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بآداب القاهرة إن كثيراً من الدول العربية فشلت فى إقامة الدولة الوطنية. وكشف د. زايد أن غياب المؤسسات بشكل كامل أدى إلى نمو ثقافة التعصب على حساب العلاقات الانسانية مشيرا الى ان ثقافة النفط التى ظهرت فى الثمانينات والتسعينات قد أحدثت تغيرات كبيرة على المجتمع المصرى لافتا إلى أن الدين أصبح الآن موضوعاً للنقاش العام ثم تحول إلى جزء من الايدلوجية مع أنه من الأساس علاقة بين العبد وربه. وتطرق زايد الى مشكلة انعدام الثقة بين المواطن والحكومة على مر العصور مؤكدا أنها منعدمة لذلك تحولت هذه العلاقة الى المواجهة، مشيرا إلى أن هذه ليست من سمات الشخصية المصرية ولكنها لجأت لذلك من أجل التعايش مع المتغيرات الحديثة. من جانبه قال د. عبد الحميد صفوت أستاذ علم النفس بجامعة قناة السويس إن هناك عوامل كثيرة ثابتة فى مكنون الشخصية المصرية مؤكدا أن المصريين يبدعون خلف من يثقون فيه، مطالباً بترسيخ مبدأ الديقراطية الذى يتناسب مع تطور الثقافة المصرية. وقال محفوظ عبدالرحمن المؤلف والسينارست إن هناك عوامل كثيرة أدت إلى حدوث تحولات ثقافية وفكرية فى الشخصية المصرية منها تدهور مستوى التعليم وغياب الثقافة ونزوح المصريين للخارج منذ السبعينات إلى جانب فشلهم فى تكوين لوبى يدافع عن مصالحهم، مشيرا الى ان عدم الاهتمام بمشكلة البطالة وتحول المجتمع من منتج الى استهلاكى يستورد كل شىء من الخارج ساهم فى تغيير الثوابت فى الشخصية المصرية حتى أصبح المصرى يرى أن السفر إلى إسرائيل والزواج من فتياتها أمرا عاديا. وأكدت الدكتورة هويدا عدلى الخبيرة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن المشكلة البارزة فى تغير نمط وسمات الشخصية المصرية هى سفر المصريين للخارج وعودتهم بثقافات فرعية انغلقوا عليها وبالتالى اختفت القواسم المشتركة بين المصريين. وتعجبت هويدا عدلى من التفاخر بأننا نقيم دولة حديثة نافية ذلك ومستشهدة بزيارة لمدينة مثل «شبرا الخيمة» حيث القبلية وانتكاسة مفهوم «الحداثة». وهاجمت النخبة المصرية وحملتها مسئولية الانعزال عن المجتمع تاريخيا وحتى الآن وكذلك منظمات حقوق الإنسان والتى تعيش فى معزل عن المواطن البسيط ، مشيرة إلى اشكالية العلاقة بين المجالين العام والخاص فى مصر للدرجة التى لا نعرف فيها من أين تبدأ الحقوق الخاصة للمواطن مسشهدة بقضية الدين التى تحولت الى قضية عامة وظهور الحسبة والذين يتاجرون بهذه العلاقة الروحية.