أقيم ، بقاعة ضيف الشرف بمعرض الكتاب، ندوة لمناقشة كتاب "مخطوطات طه حسين بالفرنسية.. الأوراق المجهولة"، بحضور كل من د.أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة، د.عبد الرشيد صادق محمودي، مترجم الكتاب، د.محمود فهمي حجازي، ود.كمال مغيث. في تقديمه للندوة قال د.أنور مغيث، رئيس المركز القومي للترجمة، إن هناك صلة وثيقة بين د.طه حسين، وبين رفاعة الطهطاوي، بصفتهما تعرفا على الغرب، وسعيا لنقل المنجزات الحضارية إلى مصر. وفي كلمته قال د.عبد الرشيد صادق محمودي إن طه حسين في مخطوطاته، التي ألقاها في مناسبات عدة، يشير إلى قضيتين مهمتين، كانتا سببا في الهجوم عليه لأسباب عدة. القضية الأولى، يقول محمودي، هي القضية الفلسطينية، التي اتخذ فيها طه حسين موقفا مؤيدا للقضية، عروبيا، حسب وصف محمودي، لافتا إلى أن هذه المخطوطات تضع دليلا واضحا على كذب الادعاءات بأن طه حسين اتخذ موقفا غير داعم للقضية الفلسطينية بناء على تأثره بالفكر الغربي. ويشير محمودي إلى أن القضية هي قضية الحكم العثماني لمصر، حيث هاجم حسين، حسب محمودي، الحكم العثماني، وألقى الضوء على الفترات التي كانت فيها مصر مستقلة عن الخلافات بصفتها فترة ازدهار، حسب رأي طه حسين. كما طالب الباحثين بالاهتمام بدراسات د.طه حسين عن القرآن، الموجهة لغير المسلمين، حيث يدرس جماليات القرآن من الناحية "التشكيلية". في حين أيد د.محمود فهمي كلمات مغيث بشأن الصلة بين طه حسين والطهطاوي قائلا: بالفعل هناك صلة وثبقة لبنهما، إذ درس كل منهما في أوروبا بشكل متفتح، وكلاهما يؤمن بالثقافة والعلم، والعقل كأسس لبناء الدولة، كما يؤمن كلاهما بأهمية الترجمة. وأولى طه حسين اهتماما بالقضية الفلسطينية، وكذلك بقضية استقلال الشمال الأفريقي، وكانت الفكرة التي ارتكز عليها هي فكرة أن العلم والثقافة هما ضمان الاستقلال. وأشار د.كمال مغيث إلى أننا حتى الآن حين نتناول د.طه حسين فإننا نتناول وجها واحدا للعملة، حسب وصفه، قائلا: إننا نتناول طه حسين بصفته رسول الثقافة الغربية إلى الشرق، وأنه درس الثقافة الشرقية بأدوات غربية، في حين أنه، على الجانب الآخر، كان رسول الثقافة الشرقية إلى الغرب. ووصف مغيث طه حسين بأنه صاحب أكمل مشروع فكري، مشيرا إلى أنه كتب في عدة مجالات كالأدب والتاريخ، حيث يرجع الباحثون، حتى الآن، في دراسة ظاهرة الإسلام السياسي، إلى كتابه الشهير، ذي الجزأين، "الفتنة الكبرى". يذكر أن "مخطوطات طه حسين بالفرنسية.. الأوراق المجهولة" يتكون من مخطوطات أملاها طه حسين على سكرتيره، وألقاها في مناسبات عدة، وتحوي آراءه ومواقفه تجاه عدة قضايا سواء أدبية أو تاريخية أو سياسية، وقام بتحقيقها وترجمتها د.عبد الرشيد صادق محمودي.