انفجارات ضخمة في مدينة "أراك" وسط إيران.. وغارات إسرائيلية مكثفة قرب البرلمان بطهران    في عيد ميلاد محمد صلاح.. «الكينج» مسيرة حافلة بالإنجازات والأرقام    رابطة الدوري الإنجليزي تعلن موعد الكشف عن جدول مباريات موسم 2025-2026    سعر الخضراوات والفاكهة مساء اليوم 15 يونيو 2025    لقب وحيد و9 محطات تدريبية.. ماذا قدم جاتوزو قبل تولي تدريب إيطاليا؟    الأرصاد: انخفاض درجات الحرارة 2 درجة على أغلب الأنحاء    محافظ المنيا يؤكد: خطة ترشيد الكهرباء مسئولية وطنية تتطلب تعاون الجميع    إعلام إسرائيلى: صفارات الإنذار تدوى فى الجولان والجليل ومنطقة حيفا    رئيس جامعة المنوفية يرأس لجنة مقابلات لتجديد مناصب مديري العموم وأمناء الكليات    دعاء دخول امتحان الثانوية العامة لراحة القلب وتيسير الإجابة    صحيفة أحوال المعلم 2025 برابط مباشر مع الخطوات    السيسي يصدق على إطلاق مبادرة «مصر معاكم» لرعاية أبناء الشهداء    إيران تنفي إرسال أيّ طلب إلى قبرص لنقل «رسائل» إلى إسرائيل    رئيس الوزراء العراقي: العدوان الإسرائيلي على إيران يمثل تهديدا للمنطقة    محافظ الشرقية يستقبل أسقف ميت غمر ودقادوس وبلاد الشرقية والوفد الكنسي المرافق    مدبولى: مخطط طرح أول المطارات المصرية للإدارة والتشغيل قبل نهاية العام الجاري    مانشستر يونايتد يواجه ضربة بسبب تفضيل جيوكرس لأرسنال    الجريدة الرسمية تنشر قرارا جديدا ل رئيس الوزراء (تفاصيل)    إحالة أوراق المتهم بخطف طفل وقتله لسرقة دراجته في الشرقية إلى المفتي    تحريات لكشف تفاصيل اتهام موظف بسرقة أدوية فى الطالبية    ليس لأبراج تل أبيب.. مقطع مزيف للقصف الصاروخي في إسرائيل ينتشر على مواقع التواصل    خالي قتل أمي بكوريك.. القصة الكاملة لجريمة بالغربية سببها علبة سجائر    استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 508 آلاف طن قمح منذ بدء موسم 2025 بالمنيا    نقابة المهن الموسيقية برئاسة مصطفى كامل تنعى نجل صلاح الشرنوبي    ما يقرب من 2 مليون.. تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "المشروع X"    احذر عند التعامل معهم.. أكثر 3 أبراج غضبًا    لطيفة تؤجل طرح ألبومها الجديد بعد صدمة وفاة شقيقها نور الدين    مكتبة الإسكندرية تطلق أحدث جوائزها للمبدعين الشباب    المتحف المصري الكبير يستقبل الزائرين.. وإلغاء قرار الغلق بداية من اليوم    رئيس مجلس الدولة يفتتح فرع توثيق مجمع المحاكم بالأقصر    لطلبة الثانوية العامة.. تناول الأسماك على الغداء والبيض فى الفطار    طب قصر العيني تُحقق انجازًا في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد    "لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي    حزب العدل والمساواة يعقد اجتماعًا لاستطلاع الآراء بشأن الترشح الفردي لمجلس الشيوخ    شكوك حول مشاركة محمد فضل شاكر بحفل ختام مهرجان موازين.. أواخر يونيو    النواب يحذر من تنظيم مسيرات أو التوجه للمناطق الحدودية المصرية دون التنسيق المسبق    ماشى بميزان فى سيارته.. محافظ الدقهلية يستوقف سيارة أنابيب للتأكد من الوزن    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد والساحل الشمالي    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    حسين لبيب يعود إلى نادي الزمالك لأول مرة بعد الوعكة الصحية    "برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟    جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعى بكليات الجامعة ومعاهدها    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    تحرير 146 مخالفة للمحلات لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    «خلافات أسرية».. «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء في البحيرة    دراسة: لقاح كوفيد يحمى من تلف الكلى الشديد    أخر موعد للتقديم لرياض الأطفال بمحافظة القاهرة.. تفاصيل    تداول امتحان التربية الدينية بجروبات الغش بعد توزيعه في لجان الثانوية العامة    توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    أنظمة عربية اختارت الوقوف في وجه شعوبها ؟    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المطبوعات الورقية أمام الالكترونية .. تحديات وحلول مقترحة
نشر في نقطة ضوء يوم 10 - 05 - 2021

ما زال حتى الآن الباحثون المهتمون بمستقبل الصحافة عاكفين على اكتشاف وتحليل المزايا والسمات وأوجه التلاقي والاختلاف والتكامل فيما بين الصحافة الإلكترونية والصحافة المطبوعة والمنافسة بينهما، وهل تصمد المطبوعة أمام الإلكترونية؟ أو أن هناك تحديات جديدة فرضت على كلتا الوسيلتين الإعلاميتين ؟!
إنها قضية جدلية متعددة الجوانب، شغلت – وما زالت تشغل – المؤسسات المهنية الصحفية ووسائل الإعلام الأخرى، والمستثمرين في حقل الإعلام، وانتقل الاهتمام بالموضوع إلى الدراسات والبحوث الأكاديمية، وبالتالي أصبح وضع الصحافة المطبوعة موضع قلق على المستوى العالمي.
ويعد عام 1988علامة ملحوظة للصحافة الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه سجل زيادة ملحوظة في الإنتاج الصحفي الذي يكتب خصيصًا للمواقع الإلكترونية للصحف والمجلات، ولعل الزيادة تعد إشارة إلى أن الطبعات الإلكترونية للصحف الورقية لم تعد مجرد وسيلة جديدة لتوزيع الأخبار التي تطبع في الصحيفة، بل أصبح لها تأثير جماهيري فعال كالصحيفة الورقية.
إن فيليب مايرMeyer في كتابه "نهاية الصحيفة" يتنبأ أن عام 2043م سيشهد آخر صحيفة ورقية في الولايات المتحدة الأمريكية، واستند في تنبؤه بسقوط الصحيفة ونهايتها الورقية، على أرقام التوزيع للصحف، حيث ذكر أن العقود الثلاثة الماضية شهدت تراجعا في التوزيع وبشكل منتظم في نسب التراجع، ويرى المهنيون أن الإنترنت هو السبب وراء هذا التراجع، لكن الواقع يشير إلى أن الإنترنت هو أحد هذه الأسباب، وليس السبب الوحيد.
وعلى الرغم من هذا التوقع التشاؤمي، فإن "ماير" يرى أن هناك فرصة مواتية أمام الصحف لإنقاذ ذاتها، إذا اعتمدت النموذج الاقتصادي الذي يقترحه في كتابه، والذي يعتمد على وظيفة المسئولية الاجتماعية للصحافة التي يجب أن تكون هي المنتج الأساس للصحافة وليس الأخبار أو المعلومات أي أن نموذج التأثير أو النفوذ هو الذي يجب أن تسوق له الصحف، وليس النموذج التجاري، حيث كشف ماير عن علاقة إيجابية بين التميز الصحفي والنجاح التجاري، وهذا ما قاده إلى بناء نموذجه الذي يحاول أن ينقذ به واقع الصحافة في الولايات المتحدة.
وفي دراسة مسحية شاملة على عدد كبير من الصحفيين في دول العالم قام بها منتدى المحررين العالمي World Editors Forum بالتعاون مع معهد زغبي لاستطلاعات الرأي العام، عبرت الأغلبية الكبيرة من المحررين (85%) عن تفاؤلهم الكبير أو تفاؤلهم المتوسط بمستقبل الصحافة في العالم، لكن نسبة محدودة منهم (35%) رأت أن الصحافة الورقية ستظل هي المصدر الأساس للأخبار على الأقل خلال السنوات العشر المقبلة.
هل تعوض النسخة الإلكترونية للصحف انخفاض عدد قراء النسخة الورقية؟
ويرى ريتش جوردون Rich Gordon رئيس برنامج الإعلام الجديد في كلية الصحافة بجامعة نورث ويسترن الأمريكية بأن عنصري الثقة (Trust) والعلامة التجارية (brand) يعتبران غاية في الأهمية. أن مجرد نقل المحتوى التحريري من على الصحيفة الورقية ووضعه على موقعها على الإنترنت لن يساعد على جذب القراء للعودة إلى الموقع بشكل يسهم في زيادة حركة الموقع وبالتالي إمكان تحقيق دخل منه، وأن ذلك يعتبر تحديًا رئيسًا أمام الصحف نظرًا لأن صناعة الصحافة بشكل عام قامت على قاعدة تعتمد على نشر الكثير من المحتوى التحريري الذي يحتاجه القراء دون إعطاء اعتبار لكون أولئك القراء يريدون معرفة ذلك المحتوى أم لا .. إن من الضروري إعادة تقييم المحتوى التحريري بغرض التعرف على ما ينبغي وما لا ينبغي نشره.
في دراسة قامت بها مؤسسة Belden اتضح أن قيام المستخدم بزيارة موقع الصحيفة على الإنترنت يزيد من احتمالات اشتراكه في الصحيفة الورقية الخاصة بذلك الموقع أو شرائه لها من نقاط البيع.
الشيء نفسه بالنسبة إلى مبيعات الصحف من خلال نقاط البيع، حيث ذكرت الدراسة أن معظم زوار مواقع الصحف الذين شملتهم الدراسة لم يغيروا عاداتهم الخاصة بشراء الصحف الورقية، غير أن 14% منهم ذكروا أنهم أصبحوا يقومون بشراء أعداد من الصحيفة الورقية، في حين ذكر 10% منهم أنهم اشتروا أعدادًا أقل.
ولا شك في أن الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية تعد من أفضل الصحافة المتقدمة في العالم من الجوانب الفنية والتحريرية لما تمثله السوق الإعلامية من دعم إعلاني، وما يمثله الحدث الدولي من تأثير بحكم ارتباطات واشنطن بكثير من الأحداث الدولية، وما ينعكس على اهتمامات هذه الصحف وتوجد حاليًا في الولايات المتحدة 1300 صحيفة يومية، بمجموع يصل إلى حوإلى واحد وخمسين مليون شخص يشتري إحدي الصحف اليومية في الولايات المتحدة ويوجد أكثر من مائة وأربعة وعشرين مليون شخص يقرأون إحدي الصحف اليومية، أي أن الصحيفة الواحدة يقرأها أكثر من شخص واحد، وقد أوضح تقرير سنوي عن حالة الصحافة الأمريكية أن جميع المؤشرات عن نمو الصحافة هي مؤشرات سلبية وذلك للأسباب التالية:
1- انخفضت أرقام التوزيع للصحف اليومية بنسبة حوالي 30% مقارنة بالعام الذي سبقه.
2- انخفاض في الدخل الإعلاني للصحف، دون بروز أية إيجابيات تشير إلى إمكان التحرك إلى تنمية مثل هذا الدخل الأساس للصحف.
3- انخفاض في أسعار أسهم الشركات الإعلامية في سوق المال الأمريكية .
4- انعكست الحالة الاقتصادية للصحافة على التحرير، حيث اتجهت بعض كبرى الصحف الأمريكية إلى ترشيد نشاطاتها التحريرية بإغلاق مكاتب لهذه الصحف في بعض دول العالم، وبدأ التركيز على الأعمال والأنشطة المحلية.
إن مؤسسة عريقة مثل نيويورك تايمز جعلت موقعها على شبكة الإنترنت مجانًا على أمل اجتذاب زوار جدد، وبالفعل ارتفع عدد الزوار وهذا الارتفاع من شأنه أن يدعم الإعلانات على الموقع، وأغلقت المؤسسة موقعها القديم واسمه "تايمز سيلكيت" بعد عامين من إطلاقه حيث كانت مقالات أعمدة مشاهير أمثال موريين دود وتوماسر فريدمان تقرأ مقابل مبالغ مدفوعة.
وكان هذا الإجراء الذي اتخذته "نيويورك تايمز" بمثابة اعتراف بأن المحتوى لا يجلب أموالًا مثل إتاحة الموقع ومقالات الكتاب مجانًا لأن هذا يدعم الإعلانات، وأكدت ذلك فيفيان شيلر المدير العام للمؤسسة وقالت: "إننا نعتقد أنه من خلال فتح كل محتويات ونشر ما سيكون وملايين من الوثائق الجديدة مقترنة بالنمو الأسطوري فإن ذلك سيدر إيرادات كبيرة تفوق بكثير الإيراد الذي يتم تحصيله من الاشتراكات لزيادة الدخل عن طريق شبكة الإنترنت إنها مسألة حيوية لصحيفة نيوريوك والبحث عن سبل أخرى تعاني انخفاض مبيعات الإعلانات. لقد أوقفنا الموقع الذي لا يتاح إلا لمن يدفع بعد انتقال مزيد من القراء إلى صحف إلكترونية مجانية."
وقد أظهرت دراسة نشرها مركز "بيو" للدراسات أن 43% من الأمريكيين يتحولون يوميا إلى شبكة الإنترنت لقراءة الأخبار، في حين يقرأ 17% صحيفة وطنية، وأن زيادة الإقبال على الصحافة الإلكترونية أثر سلبًا في الصحافة المكتوبة، خاصة في بعض الجوانب، كأسلوب التحرير وطريقة التعامل مع الخبر والصور كذلك في مسألة التوزيع التي تمثل أحد الشرايين الأساسية لاستمرار الصحيفة ونجاحها.
تحول كامل في كيفية تفكيرنا بمنتجنا
يقول عملاق الصحافة العالمية روبرت مردوخ: إن أيام احتكار الصحف للأخبار ولت وإن انخفاض عدد القراء المتزايد كان يتخفي في ظل ازدياد عدد السكان وإن آخر ما يريده الشباب هو أن تقدم له الأخبار وكأنها "قداس"، كما أنه لا يريد شخصا يعتقد أنه إله من أعلى يملي عليه ما يراه هو مهمًا، الواقع أن الشباب يريد التحكم في الإعلام، بدلًا من أن يتحكم الإعلام فيه لكن الصورة ليست قاتمة تمامًا فروبرت مردوخ يقول إنه واثق من مستقبل الصحافة وإن كان القراء الشباب لا يقرأون بالكم الذي كان يقرأه ذووهم، فإن ذلك لا يعني أنهم لا يريدون الأخبار، إنهم يريدون الكثير من الأخبار لكن أسرع وبطريقة وشكل آخرين.. ويؤكد مردوخ أن التحدي هو نقل الأخبار في الشكل الذي يريده المستهلكون، وأنه على أصحاب الصحف التخلي عن الأحكام المسبقة والبدء بالتفكير مثل أحداث زبائنهم، إن المطلوب هو تحول كامل في كيفية تفكيرنا بمنتجنا.. للأسف كثيرًا ما نجد أن الكثير من المحررين والمراسلين لا يتواصلون مع قرائهم، والسؤال الذي كثيرًا ما نطرحه هو: "هل لدينا القصة؟ " بدلًا من أن نسأل "هل يريد أي أحد هذه القصة؟" .. وأوضح مردوخ أن هدف أصحاب الجرائد مستقبلًا يجب أن يكون جعل مواقعها الإلكترونية الصفحة الرئيسة لكل المستخدمين.
لكن اللافت للنظر أن هذا الأمر غائب تماما تقريبا في العالم العربي، وباستثناء القلة من التقارير والمقالات بدا الأمر وكأن كلام مردوخ لا يعنينا وبالتالي فإن مجموعة أسئلة تطرح نفسها فهل حقا لا يعنينا ما يقوله رجل أمضى حياته في هذا المجال؟ .. وهل سيعنينا الأمر في وقت لاحق؟ وللإجابة عن ذلك لا بد من أخذ عدة عوامل في عين الاعتبار فعدم التطرق إلى الموضوع بشكل كبير عربيا يدل على الأرجح أن " الصرخة لم تسمع" بعد .. سواء كانت صرخة الوجع من تدني المبيعات والإعلانات أم صرخة الغضب من إدراك مدى التأخر في معرفة أن الوقت قد حان للاستفادة من ثورة الإنترنت، وربما كانت أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان قد حان وقت هذه الثورة عربيا هي النظر إلى الأرقام والإحصاءات المتعلقة بهذا القطاع فمن البديهي أن حجم الإنفاق الإعلاني يلحق وسيلة الإعلام المفضلة للمستهلك المستهدف، لكن يبدو أن المستهلك المستهدف العربي لا يجلس أمام شاشة الكمبيوتر بما فيه الكفاية في العالم العربي
مواقع الصحف الإلكترونية الورقية العربية
فيما يخص الجدل المتعلق بمواقع الصحف الإلكترونية الورقية العربية وعلاقة بعضها ببعض من خلال الخصائص الإنتاجية.. والفنية.. وأسلوب الاستخدام يمكن تحديد هذه العلاقة من خلال عدة نقاط:
1 – كثير من مواقع الصحف الإلكترونية ما زالت تابعة لغيرها وغير مستقلة استقلالية تامة حيث تنتمي بشكل أو بآخر إلى الجهاز الإعلامي الذي يدعمها، ونخص بالإشارة مواقع الصحف المطبوعة ووكالات الأنباء والفضائيات التي تعبر عبر الموقع الإلكتروني عن رسالتها وهو ما يدعو المستخدم أو الزائر إلى الشعور بالكفاية بالنظر لإحدي النسختين الإلكترونية أو الورقية من الصحيفة أو مشاهدة الفضائية أو الدخول على وكالة الأنباء ذاتها صاحبة الموقع الإلكتروني.
2 لكي تحقق المواقع الصحفية سمة الفورية والتحديث وما يترتب عليها، فإنها تحتاج إلى جهود عملاقة ومواقع جغرافية غير إلكترونية وفي الأساس نعني شبكة المراسلين والمحللين والكتاب وبالذات في مواقع الأحداث الساخنة والقضايا المتفجرة في بقاع العالم ، لكن الواقع هنا يقر بمشكلتين:
أ – قليل من المواقع الصحفية تعتمد على هذه الإمكانات الضخمة التي تنهك اقتصادها اكتفاءً بالاعتماد على شبكة مراسلي الأجهزة والمؤسسات الإعلامية الموجودة، أو المشتركة بها الصحيفة الإلكترونية.
ب – اعتماد المواقع الصحفية على وكالات الأنباء نفسها يؤدي إلى التشابه وعدم التميز، الأمر الذي يشعر المستخدم بأن وقته يضيع سدى حين ينتقل بين هذه المواقع بحثًا عن الإضافة.
3 – ما زال التقدم التقليدي للصحافة العربية الذي أخذت به الصحافة التليفزيونية والصحف الورقية منافسًا قويًا للصحافة الإلكترونية بل ومتفوقًا عليها، حيث الصحافة التليفزيونية ما زالت تقوم بتقديم الخدمة الإخبارية من مواقع الأحداث بشكل حي: بالصوت بالصورة والتغطية الشاملة ذات النفس الاستقصائي.
وهي بارعة في ذلك، وفي المقابل ما زالت الصحف الورقية تتنافس وتبدع في تقديم نمط خاص من العمل الصحفي يتميز بالتغطية التفسيرية والمعالجة الاستقصائية والتحليل المتعمق، تنشط في عرض وتقديم الآراء المستفيضة في المجال المحلي والدولي، وقد تتأخر الصحافة الإلكترونية أو تعجز عن اللحاق بهذه الوسائل التقليدية نظرًا لتعلقها بسلوك استخدام مواقع الإنترنت الذي قد يعني بذل جهد من نوع خاص لا يبذله المتصفح في الوسائل التقليدية.
4 – هناك عوائق في مسألة عرض المحتوى بنظام النص الفائق الذي يتم باستخدام إحدي وسيلتين:
أ – الترهل في قاعدة بيانات خاصة بهذه الصحف ومحتواها، وقلة تنظيم التراكم المستمر لهذا المحتوى وإعداده لتيسير الانتقال بين ارتباطاته ومستوياته، والمشكلة هنا أن الأمر ما زال وليدًا ويأخذ شكلًا تبسيطيًا ساذجًا، حيث أن ما يوجد هو مجرد نصوص ترتبط بما يظهر على الساحة من وقائع وأحداث، وفي الوقت نفسه هذا الشكل التبسيطي يخضع لرؤية المحررين ومن وراءهم، وربما لا يزيد على مستويين أو ثلاثة من الارتباطات النصية في تقديم المادة وتفسيرها.
ب – الإحالة على مواقع وقواعد بيانات أخرى، مما يجعل الزائر ينتقل من موقع إلى موقع ومن مكان إلى مكان، بما في ذلك من صعوبة، خلاف قارئ الصحف الورقية الذي يدخل على المواقع وقواعد البيانات كيفما شاء، ووفقًا لحاجته الآنية ودون تغير المجال النفسي المسيطر عليه وهو عامل من أهم العوامل التي يجب المحافظة عليه بما أن تقديم العمل الصحفي متعة في حد ذاته يحصل عليها القارئ.
5 الكثير من مواقع الصحف الإلكترونية لا تمتلك مصيرها الكامل، إنما يتحدد مصيرها بمدى انتمائها إلى إحدى الشركات المضيفة على شبكة الإنترنت، وهذه لها تحكماتها وشروطها المعلنة أو غير المعلنة كأن تكون هذه المواقع أحد تياراتها وأنشطتها وأن يشبع عائد الإعلان رغبة الشركة المضيفة، وإلا فالبديل أن تتحول إلى مواقع مدفوعة الأجر وهو ما لا تتحمله المواقع الصحفية التي تقدم خدمة مجانية في الأساس دون عائد إعلاني أو سند من جهات أخرى.. وهذا يعني أن الصعوبات المالية نفسها التي تعانيها الصحف الورقية تتكرر سواء بسواء مع الصحف الإلكترونية وإن اختلفت الأسباب ما بين ضعف الموارد الإعلانية وتقديم خدمة مدفوعة الأجر.
6 الصحافة الإلكترونية تحتاج من مستخدميها إلى مهارة في التعامل مع الحاسب والشبكات، فهناك صعوبات قد تواجه المستخدم كالتعارض بين البرامج: برامج تصميم الصفحات التي يعتمد عليها الموقع الصحفي، وبرامج المعالجة التي يعمل بها المستخدم على الحاسب الشخصي.. الأمر الذي يؤدي إلى مواجهة صعوبات في التصفح وتضييق مجال الاستخدام والحد من الرغبات والقدرة على التواصل.
7 – أيضًا التأثير النفسي والصحي الناتج عن وجود ملفات طويلة دون داع، مما يحد من الاستمرارية والمتابعة لبعض الفئات على الأقل، ويضم إلى هذا مسألة التعارض بين حجم الملفات وحاجات القراء في بعض الأحيان.. وقد تجرنا هذه النقطة إلى نقطة أخرى وهي نوعية المستخدم للمواقع الصحفية والتي تتحدد بثلاثة محددات "العمر والحالة الصحية والنوع" فمستخدم هذه المواقع ما زال من الخاصة وما زالت النسبة الكبرى تعتمد على الصحافة الورقية دون أن يرتبط ذلك بالقدرة على استخدام التكنولوجيا دائمًا.
إن توظيف وسائل الإعلام للتكنولوجيا وأجهزة الحاسب والشبكات يتيح التكامل المحقق عند الكثير من فئات قراء الصحف، وهذا يؤدي إلى التغلب على الفورية والتحديث الإلكتروني بالوسائل التقليدية ذاتها، ولكن تكاملها معًا في عرض الأحداث: صحف يومية صباحية – صحف مسائية – راديو – تليفزيون.
وكل هذا لا يعني أن الحال سيبقى على ماهو عليه، بل ستشهد المنافسة بين الطرفين والمنتظر أن يقدم كل طرف أجود وأمتع ما عنده، أو على الأقل على الوسائل التقليدية أن تلاحق الوسائل الحديثة بتقديم كل ما هو جديد ومفيد وبنوع من الحرفية العالية والتجويد المستمر، فما زال للصحافة التقليدية متعتها ورونقها، وللكلاسيكية دائمًا سحرها،وهذا مبدأ راسخ في الإنسان، وليس رفضًا لمسايرة التحديث.
الصحافة الورقية ستظل باقية
ويرى الأستاذ محمد حسنين هيكل أن الصحافة الإلكترونية قادمة، وستأتي وستتسع للغاية في السنوات المقبلة مع قوة ونفوذ أكبر للصحافة الورقية والمكتوبة .. أتصور أن الصحافة الورقية ستظل باقية وموجودة لأسباب بعضها راجع إلى المقدس، فالكلمة المكتوبة لها نوع من الاحترام، مع فارق التشبيه، فهي كالنص له قيمة تاريخية في مجتمعنا، والعديد من المجتمعات الأخرى، حتى لو نافستها الوسائل الأخرى مثل الإنترنت أو التليفزيون، وقديما قالوا: إن الراديو سيقضي على الصحافة ولم يحدث ذلك، ثم قالوا "لا" التليفزيون ولم يحدث، والآن يقولون الإنترنت أو الصحافة الإلكترونية، ورغم أنني لا أملك إحصاءات دقيقة لعدد قراء النسخة الواحدة من الصحيفة، فإنها في زيادة كبيرة تصل إلى أن 8 أشخاص يقرأون النسخة الواحدة – طبقا لبعض التقديرات – وهو عامل مهم، أتصور أن الصحافة الورقية ستبقى هي الأساس أو الجبهة "القلب"، وستكون الوسائل الأخرى كالأجانب، التي قد تتقدم إلى الجبهة وتزاحم، لكنها ستعمل على تقوية الصحافة المكتوبة في النهاية، حيث ستبقى كمؤسسات، أما الصحافة الإلكترونية والمدونون وغيرهما من الوسائل ستعمل كأفراد وتؤسس لفرع جديد في المهنة يعمل على إثرائها كما هو حاصل الآن.
ويروي هيكل في حديثه: أعتقد أن هناك يومًا فارقًا في تاريخ الصحافة على مستوى العالم أجمع وهو يوم "حادثة فرجينيا" الأمريكية، التي جرت قبل أيام قليلة، حيث أسست هذه الحادثة لصحافة جديدة هي صحافة القراء أو الصحفيين القراء، وهم عبارة عن الطلاب الموجودين داخل الجامعة وقت الحادثة، حيث استطاعوا الوصول إلى جميع التفاصيل ونقل ما حدث وكيف حدث بدرجة عالية من الدقة والتغطية الكاملة منذ لحظة وقوعها، بل تفوقوا على الصحفيين أيضا، وهذه علامة وإشارة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، لأنها في تصوري تفوق القراء على كتابهم ولأول مرة في تاريخ الصحافة.
وتواجه الصحافة الإلكترونية العربية صعوبات كثيرة من أهمها:
التحدي الأول: عدم وجود عائد مادي من الإعلانات أو الاشتراكات أوالتسويق مثل الذي توفره الصحافة الورقية، فالمعلن ما زال يشعر بعدم الثقة في هذا النوع الجديد من الصحافة.
يمثل الإعلان للكثير من الصحف المصدر الأول للدخل حيث يمثل ما بين 75% إلى 90% من الدخل الإجمالي للصحيفة، وفي بعض الصحف تزيد نسبة المساحات الإعلانية عن 50% من إجمالي محتوى الصحيفة.
المصدر الثاني للدخل بالنسبة إلى الصحيفة المطبوعة هو التوزيع "مبيعات اشتراكات" ويمثل ما بين 10% إلى 25% من إجمالي دخل الصحف الورقية. وهناك مصادر دخل إضافية أخرى ناتجة عن عمليات بيع المرتجعات أو الصور أو من البحوث أو إصدار الملاحق غير أنها جميعها تمثل نسبة بسيطة جدًا من إجمال دخل الصحيفة.
بالنسبة إلى نموذج الدخل للصحيفة الإلكترونية على الإنترنت، فإن الأمر ليس بنفس السهولة، فعملية تحصيل قيمة اشتراك شهري من القارئ نظير دخوله الموقع أو تحديد مبلغ معين مقابل كل مقال يتم الدخول عليه، هي عملية دلت التجارب على عدم نجاحها حتى الآن على الأقل باستثناء حالات قليلة جدًا. لذلك فإن معظم مواقع الصحف على الإنترنت يمكن الدخول عليها مجانًا وتلجأ تلك الصحف إلى تحقيق الدخل عن طريق إعلانات الراية "banner ads" وبيع الإعلانات المبوبة "Classified ads" على الموقع . إن مصدر الدخل الرئيس لمواقع الصحف الإلكترونية هو من الإعلان المتكرر على كل صفحة وهو ما يسمى بإعلان اليافطة أو "Banner" وقد جربت عدة طرق لاحتساب قيمة الإعلان، منها أن يتم دفع مبلغ لوسيلة الإعلان كلما نقر المستخدم على المساحة الإعلانية طلبًا لمزيد من المعلومات وهو ما يسمى ب "Click-through" إلا أن هذا النموذج لم ينجح، لأن أعدادًا قليلة فقط من المتصفحين تقوم بالنقر على اليافطة الإعلانية ليتم توجيهها إلى موقع المعلن.
أما الإنترنت فإن ما ينفق عليها من الإعلان في العالم العربي حتى اليوم لا يزيد في أحسن الأحوال على أكثر من نصف بالمائة من إجمالي الإنفاق الإعلاني السنوي، لكن هذا الوضع مرشح للتغيير في السنوات المقبلة في ظل المعطيات التالية:
(1) ازدياد عدد المستخدمين العرب للشبكة، حيث إن عدد المستخدمين يتضاعف سنويا ويتوقع أن يصل إلى ثمانية ملايين مستخدم في غضون السنوات الثلاثة المقبلة.
(2) النمو المطرد في عدد المواقع العربية على الشبكة خاصة "البوابات الشاملة Portals" منها والتي تعمل على أسس تجارية، حيث يتوقع أن يصل حجم الاستثمار في هذه البوابات بنهاية هذا العام إلى أكثر من مائة مليون دولار على أقل تقدير.
(3) احتمال دخول شركات "إنترنت" عالمية مثل "ياهوو" و"مايكروسوفت" و"لايكوس" سوق العالم العربية لتدير بوابات باللغة العربية وتعمل على جذب أكبر عدد من المستخدمين العرب. إن دخول لاعبين كبار بهذا الحجم يعني تكريس مبادئ وأسس إدارة المواقع الإلكترونية في العالم العربي، وهذا يشمل تقنيات الإعلام أيضًا.
(4) إن تعامل الناشرين العرب مع ظاهرة الإنترنت أثناء تحولها من وسيلة اتصال وإعلام محدودة ونخبوية إلى وسيلة اتصال وإعلام جماهيري خلال العشر سنوات المقبلة سيحدد مستقبل الصحيفة المطبوعة من حيث تطور المحتوى وقدرتها على اجتذاب قرّاء جدد، خاصة من بين الشباب وتنويع مصادر الدخل من خلال استثمارات في وسائل اتصال أخرى، وأخيرًا من حيث قدرتها على الاحتفاظ بمركز الصدارة من حيث حجم الإنفاق الإعلاني.
التحدي الثانى: ندرة وجود الصحفي الإلكتروني المدرب والمؤهل للتحرير الإلكتروني وإلمامه بالتقنيات الرقمية المتعددة، والتي تحتاج إلى مهارة ودراسة وتدريب.. كذلك متابعة الصحف الإلكترونية الدولية وطرق تحريرها ولا يتوافر ذلك إلا بإجادة الصحفي أكثر من لغة.
من الضروري أن نستعيد في مجال الكتابة والتحرير في الصحافة الإلكترونية عددًا من الحقائق:
1- أن جوهر الكتابة والتحرير والأسس الخاصة بها لم تختلف عن الكتابة للمطبوعات أو الإعداد للإلقاء والعرض الإذاعي والتليفزيوني. حيث إن جوهر الفكرة يجب أن يكون واضحًا وبسيطًا في ذهن الكاتب أو المحرر. وأن يستعين بجميع الوسائل والأساليب الخاصة بجذب الانتباه إلى جوهر الفكرة، ووضوحها في السياق الذي يدعمها ويؤكد معناها ودلالاتها، وسهولة إدراكها بالتالي.
2- ليس شرطًا أن تقدم الأخبار أو الموضوعات مكتوبة أو يتم تحريرها لأغراض القراءة فقط. لكن نضع في اعتبارنا الوسائل المتعددة للعرض والتقديم مثل اللقاءات الصوتية مع الأطراف الفاعلة أو المشاركين أو المراقبين، وصور الفيديو للحدث وتطوراته.
3- مستخدم المواقع الصحفية المتلقي في العملية الإعلامية هو القارئ والمشاهد والمستمع معًا، وإذا كان لكل عملية من العمليات السلوك الاتصالي الخاص بها، والعادات والطقوس مع الصحيفة المطبوعة أو الراديو أو المشاهدة في التليفزيون، فإن المتلقي في الصحافة الإلكترونية ينظم وقت التعرض إلى كل ذلك معًا وفي إطار طقوس جديدة تعتمد على التجول الحر والاختيار من بين الوسائل أو بين محتواها المكتوب أو المسموع أو المشاهد.
4- المواقع الصحفية على الشبكة هي تجسيد لتأثيرات الوسيلة في المحتوى، وبالتالي فإن سعة المادة المتاحة وتعدد المصادر، وطرق الإتاحة والتوصيل لا تعني أن نقدم كل ما هو متاح جملة. لكن نضع في اعتبارنا عند التحرير والكتابة والعرض والتقديم توظيف الروابط والوصلات بين الأجزاء لإتاحة الحرية للمتلقي في الاختيار والتجول، والسيطرة على الوقت وظروف التعرض إلى هذه المواقع.
5- تعني حرية الاختيار والتجول بين الموضوعات أو بين الأجزاء أو المصادر ذات العلاقة، أو الوسائل المتعددة من خلال الوصلات والروابط، أن يتصدر الصحيفة الصفحة الرئيسة أو ما تسمى بواجهة تفاعل المستخدم "UI" التي تعتبر دليلًا للاختيار والتجول. ويعتبر تنظيم هذه الصفحة وبناؤها المهمة الأولية للكتابة والتحرير، باختيار المؤشرات – موجهات التفاعل – اللفظية أو الرسومية "Graphic" ذات الدلالة على الموضوعات أو الأجزاء أو الصفحة، أو الأدوات كذلك. باعتبارها إحدى العمليات الأساسية في الكتابة والتحرير، قبل اعتبارها شكلًا دالًا على الصحيفة.
6- يضع الكاتب في اعتباره أن الصفحة الرئيسة أو واجهة تفاعل المستخدم لا تحتمل أكثر من العناوين الدالة، وعددًا محدودًا جدًا من الأخبار الحالية -بمفهوم الفورية والتحديث- مع الاهتمام بالصورة في العرض والتقديم. على أن يكون موقع الأشكال الأخرى لعرض الموضوعات وعلاقاتها، بالكتابة أو اللقاءات الإذاعية والمصورة، وصور الوقائع والأحداث بالفيديو مستقلة تعرض بعد التأشير "Click" عليها بالاختيار. وعلى أجزاء أيضًا حتى يكون للمتلقي الحرية في اختيار جانب من الموضوع أو أطرافه أو تسلسله الذي يتفق مع اهتمامه.
التحدي الثالث: تأخر دخول الإنترنت إلى العديد من الدول العربية وعدم وجود قاعدة جماهيرية واسعة لمستخدميه.
تعتبر تونس من أوائل الدول العربية التي أدخلت خدمة الإنترنت، ولكن الخدمة لم تتح لعموم المواطنين إلا في منتصف التسعينيات، وقد وصل عدد المستخدمين في تونس عام 2003 إلى 55 ألف مستخدم.
وفي مصر تعرف المصريون على خدمة الإنترنت عام 1993 لكن أعداد مستخدمي الإنترنت كانت ضئيلة وصلت إلى 400 ألف مستخدم حتى نهاية التسعينيات وعدد سكان مصر 70 مليون نسمة، لكن بعد إطلاق الحكومة المصرية مبادرة الإنترنت المجاني عام 2002 ارتفعت أعداد المستخدمين إلى 3 ملايين مستخدم ووصل عام 2006 إلى 5 ملايين مستخدم.
أما البحرينيون فقد بدأوا استخدام الإنترنت عام 1995 وقد وصل عدد المستخدمين إلى 100 ألف وهي نسبة كبيرة إذا ما عرفنا أن عدد سكان البحرين هو 750 ألف نسمة فقط، وأدخلت خدمة الإنترنت في الأردن عام 1996 ووصل عدد المستخدمين إلى نصف مليون.
أما القطريون فقد بدأوا استخدام الإنترنت عام 1996 وقد وصل عدد المستخدمين إلى 115 ألف مستخدم.
وفي اليمن بدأت خدمة الإنترنت عام 1996 ووصل عدد المستخدمين إلى 150 ألف مستخدم وهي نسبة قليلة جدًا إذا عرفنا أن عدد سكان اليمن هو 20 مليون نسمة.
وتعرف عدد من السعوديين على الإنترنت قبل السماح باستخدامه في المملكة العربية السعودية، وذلك بالدخول على الإنترنت عن طريق الاتصال عبر شبكة إنترنت البحرين وكانت باهظة الثمن.. ولكن عام 1999 شهد انطلاق خدمة الإنترنت رسميًا داخل المملكة، وأتيحت لموظفي شركة أرامكو عام 1997 ولموظفي مستشفى الملك فيصل التخصصي عام 1998 وعلى الرغم من ارتفاع التكلفة فقد وصل عدد المستخدمين في العام الأول فقط 135 ألف مستخدم.. ثم ارتفع عدد المستخدمين إلى 5 ملايين مستخدم عام 2005 .. عدد السكان 24 مليون نسمة مما جعل السوق السعودية من كبريات الأسواق في المنطقة من ناحية الطلب على أجهزة الحاسب والبرامج.. وتتبع المملكة -عن طريق مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية- نظامًا صارمًا لحجب الصفحات والمواقع.. تقوم من خلاله بحجب تقريبًا 250 موقعًا بشكل يومي مما يؤدي إلى اتباع سياسة حجب متخبطة وغير منطقية مثلًا يتم عن طريقها حجب ورفع الحجب عن مواقع شهيرة مثل موقع بلوجر وأمازون ويكيبديا!
وفي العراق دخلت خدمة الإنترنت عام 1998 لكنها كانت حكرًا على موظفي الدولة والأغنياء فقط نظرًا لارتفاع تكلفتها التي تقدر ب 20% من متوسط الأجور في العراق.. وإلى عام 2002 وصل عدد المستخدمين إلى 45 ألف مستخدم من أصل 24 مليون عراقي.. وقد كانت السلطات العراقية قبل الاحتلال تفرض رقابة صارمة على المواقع حتى وصلت إلى حد حجب جميع مواقع البريد الإلكتروني وفي حالة الرغبة في الحصول على بريد الكتروني يكون هناك اشتراك منفصل وتقوم السلطات بقراءة الرسائل الإلكترونية الواردة للمستخدم قبل اطلاعه عليها! وبعد الاحتلال ونظرًا لانتشار الفوضى فقد غابت الرقابة وأصبح استخدام الإنترنت بلا قيود.
وفي ليبيا اتيحت خدمة الإنترنت للمواطنين عام 2000 ووصل عدد المستخدمين إلى مليون مستخدم في دولة لا يتجاوز سكانها ال 6 ملايين نسمة.
وفي سوريا سمح رسميًا للمواطنين السوريين باستخدام الإنترنت عام 2002 وقد وصل عدد المستخدمين إلى 155 ألف مشترك من أصل 17 مليون نسمة! ويرجع السبب في قلة المستخدمين السوريين إلى ارتفاع تكلفة الاستخدام بالإضافة إلى استخدام السلطات السورية نظام الحجب الصارم دون سبب وجيه.
التحدي الرابع : غياب الأنظمة والقوانين العربية التي تنظم الصحافة الإلكترونية، لهذا يتعاظم الاهتمام بأمن المعلومات الإلكترونية وسلامتها.
التحدي الخامس: المنافسة الشرسة من مصادر الأخبار والمعلومات الأجنبية التي أصدرت صحفا إلكترونية عربية، ومثال ذلك ال " bbc" وال "cnn "وراديو مونت كارلو.
إن المؤسسات التي تقف وراءها لها باع طويل وخبرة لا يستهان بها في التعامل مع الخبر والصورة والمعلومة الصحفية، ولدى هذه المؤسسات رؤية في بثها باللغة العربية وتوجه لا يخفى على الخبير، ولديها منظومة مؤسسية وتخطيط واستشراف لمستقبل هذا النوع من الإعلام .. إضافة إلى ذلك لها اسم عريق وتاريخ وقاعدة جماهيرية واسعة يلجأ المستخدم إليها لوجود عوامل تفضيل كثيرة مثل توافر مصدر معلومات فوري وسهولة الاستخدام ووجود مادة إخبارية مصورة ومذاعة، وتعدد خدماتها التي تقدمها على شبكة الإنترنت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.