يقال إن في فصل الربيع تبدأ الحياة بعد شتاء قارس طويل ونوم وكسل عميق وهو نفس الحال حيث تدب الحياة عند عودة التلاميذ إلي المدارس والجامعات بعد صيف حار رطب شديد وحين أراهم في الصباح وهم يسيرون سعيا إلي العلم من البرعم الصغير إلي الشاب فكأنهم يحملون المشاعل إلي نور العلم والمعرفة وقد تلاحظ لي أن معظمهم يحملون الموبايلات وهذا لا غضاضة فيه ولكن وجود تطبيقات علي الموبايل متمثلة في الإم بي فور والإم بي ثري وتري أربعة أو خمسة أولاد يسيرون في مجموعات كل مجموعة منفصلة عن الأخري ولكن كل منهم يستمع إلي أغنية مختلفة عن الآخر وبصوت عال جدا بعيدا وبدون استخدام لسمعات الأذن فضلا عن أن البعض يتحدث إلي البعض فهل تعتقد أن أحدا ينصت لأحد؟ ولكن هي تطبيق وتعميق لفلسفة الزيطة والإزعاج والمفترض أن نعلمهم حسن الانصات مع أن الله حثنا في القرآن الكريم إلي حسن الاستماع في قوله تعالي "وقالوا سمعنا وأطعنا" (سورة البقرة) ونحن في الصباح وقبل بداية اليوم الدراسي فكيف الحال في الفصل الدراسي وأثناء عملية شرح الدرس؟ ثم هل يستطيع هذا التلميذ أن يركز بالكامل وهو لديه أداة متصلة بالعالم الخارجي؟ ونحن هنا نطرح معا كيف نحمي تلاميذنا من سوء استخدام الموبايل أثناء ساعات الدراسة فضلا عن المشاكل التي تحدث بين التلاميذ وبعضهم وتبادل الاتهامات عند سرقة الموبايل من أحدهم ودخول المدرسة والمدرس وأهل التلميذ في مشاكل كنا في أمس الحاجة للاستغناء عنها والتركيز علي الدور التربوي والتعليمي من أجل مصلحة التلميذ في المقام الأول والقيمة المضافة لصالح بلدنا نحن هنا أمام خيار منع دخول الموبايل إلي المدارس حتي ولو تم تطبيق هذا علي مرحلتي الدراسة الابتدائية والاعدادية فقط كبداية لتقييم التجربة أو تجميع الموبايلات من التلاميذ في بداية اليوم الدراسي لدي مشرف الفصل وإعادتها للتلاميذ مع نهاية اليوم الدراسي وهذان خياران من الممكن تنفيذ أحدهما حتي ولو كان احدهما مرا.. ياليت شعري كان من الأولي توجيهه هذا النداء إلي أهالي التلاميذ ولكن هيهات.. هيهات.. لان بعض الأهالي مشغلون في توفير لقمة العيش تاركين مسئولية أولادهم علي المدرسة والبعض الآخر يحب أن يدلل أولاده فضلا علي تعودنا علي ان نحكم قهرا بقانون حتي انك لتجد جميع شوارعنا محاطة بسياج من حديد كعلاج لمرض عدم النظام الذي ينتاب الجميع إلا من رحمه ربي فعذراً سيدي الوزير فقدرك أن تعيد إلي التعليم التربية.