في توقيت متزامن تناقلت الأوساط الصحفية خبر الاجتماع المزمع عقده بين د. وليد عرب هاشم رئيس مجلس إدارة شركة روتانا للصوتيات والمرئيات والمهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لبحث ما قيل عن إمكانية التصالح بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون وبين "روتانا" ، عقب الأزمة التي احتدمت بينهما حول قضية بيع تراث التليفزيون ، والقرارات التي اتخذتها "روتانا" كرد فعل للأزمة بمنع التعامل مع التليفزيون المصري عند بيع حقوق عرض الأفلام التي تملكها "روتانا"، التي أصرت كما تردد علي وقف بث الأغاني التي تملكها علي القنوات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهو التصعيد الذي وصل إلي ذروته، وكان سبباً فيما قيل في قيام الإعلامية د. هالة سرحان رئيس قطاع السينما ومدير إدارة الإنتاج والتسويق بمجموعة شركات "روتانا" بوساطة لإنهاء الخلاف بين الجانبين، قامت خلالها بإجراء اتصال هاتفي بالمهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الطرفين ، والوصول إلي حل ناجع للأزمة. وإذا كانت الأخبار التي تناقلتها الأوساط الصحفية تحاول الإيحاء بأن "الصلح خير"، و"كفي الإعلاميون شر المحاكم"، ومن ثم تسعي لإقناعنا بأن الأزمة ستصل إلي نهايتها بمجرد أن تتنازل "روتانا" عن الدعاوي القضائية التي رفعتها ضد اتحاد الإذاعة والتليفزيون مقابل موافقة الاتحاد علي استمرار عقد بيع التراث؛فإن مثل هذه المحاولات تمثل تراجعاً مهيناً، كما أنها "قولة حق يراد بها باطل"؛فالتراث ملك للمصريين وليس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، ومن ثم فليس من حق الاتحاد التنازل عن حقوقه التي استولت عليها "روتانا" إلا إذا كانت هناك أمور خافية علينا جرت في "كواليس" أزمة بيع التراث، وجعلت "روتانا" صاحبة "اليد العليا" في المواجهة. فما الذي يضير الاتحاد أو يتسبب في رعبه بهذا الشكل لمجرد تلويح "روتانا" بأنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الاتحاد ؟ وهل صحيح ما تردد مؤخراً بأن المستندات التي بحوزة "روتانا" تكشف أسراراً بل تفضح شخصيات تورطت بالفعل في بيع تراثنا من وراء ظهورنا؟ المحاولات الحثيثة لإبرام "صفقة" الوصف الصحيح لها بأنها "صلح إذعان"، في أقرب وقت، وكذلك الرغبة المحمومة في لملمة الأزمة قبل أن تصيب شظاياها ، أو فضائحها، كثيرين، تجعل من الأهمية بمكان الرجوع إلي الاتهامات الصريحة التي وجهتها نادية صبحي رئيس القطاع الاقتصادي السابق، بعدما وجدت نفسها ستتحول إلي "كبش فداء"، وأعلنت خلالها ، ولم يتوقف أحد عند ما أعلنته أو قالته، إن أحمد أنيس رئيس الاتحاد الأسبق ، والرئيس الحالي لشركة الأقمار الصناعية "النايل سات"، كان يأمرها لاحظوا كلمة "يأمرها" بإهداء مواد إعلامية لبعض القنوات مجاناً (!) وهو ما يعني أن شراء"روتانا" للتراث بالملاليم "خير وبركة" بل كرم وفضل منها لأنها علي أقل الفروض سلكت القنوات الشرعية، بعكس غيرها، وهو ما أكسب موقفها في القضية صلابة قانونية دفعت الاتحاد إلي التراجع، والموافقة علي عقد جلسة صلح هي أقرب إلي "جلسة العرب". فهل يخرج علينا المهندس أسامة الشيخ بتصريح ينفي فيه نية الاتحاد التراجع عن مقاضاة "روتانا" ويؤكد علي الملأ أن "تراثنا مش للبيع"؟ أم يلتزم الصمت فيؤكد اتهامات نادية صبحي، ومن ثم يقتضي الأمر فتح ملف عاجل حول "النهب المنظم" الذي تعرض له تراثنا الإعلامي؟ " .. الطيب"