في عدد الاثنين الماضي من جريدة "نهضة مصر" نشرنا البيان الذي أصدرته جمعية نقاد السينما المصريين تحت عنوان "محاولة لرأب الصدع بين نقاد السينما"،وبدأناه بقولنا :"في غياب طرفي الأزمة".. ولم يمض سوي يوم واحد علي نشر البيان،وإذا بالناقد الكبير سمير فريد يعلق علي البيان، ونبرة الاستياء لا تفارقه فقال:"لم يحدث بيني وبين محمد الروبي أي حوار حول قضية مشاركة فيلم لمخرجة إسرائيلية في مهرجان المركز الفرنسي بالقاهرة، ولا عن أي قضية أخري. وبالتالي لا مجال للحديث عن اختلافات في وجهات النظر، كما جاء في رسالة سكرتير جمعية نقاد السينما، وفي البيان الذي صدر عن مجلس إدارة الجمعية".. وأضاف :"هذا البيان يعني أن المجلس لم يقرأ ما نشرته عن تلك القضية، وما نشره المذكور، علي نحو دقيق وكامل. وكان ذلك و لا يزال واجباً علي المجلس، خاصة أنه يدعو في بيانه إلي مراعاة الأصول المهنية الصحفية والنقدية. وكان من هذه الأصول أيضاً عدم إصدار بيان في غياب عضوين من المجلس، ومنهما نائب الرئيس الذي زعم البيان أن نقاشاً وتراشقاً وقع بيني وبينه".. وأوضح : "ما حدث أن المذكور نشر في جريدة "العربي" الأسبوعية عدة مقالات علي مدي ثلاثة أعداد متوالية وجه لي فيها اتهامات منها أنني من "الطابور الخامس" لإسرائيل في مصر، وشتائم مثل "معتوه" و"كاذب" وغيرها. ولم أرد عليه علي أي نحو مباشر أو غير مباشر، وذلك لأن الرد الوحيد علي مثل هذه الاتهامات والشتائم هو ساحة القضاء. ولكني عاهدت نفسي عدم رفع دعوي قضائية ضد أي صحفي أو جريدة. فهل هذه قضية رأي أو اختلافات في وجهات النظر كما جاء في بيان مجلس جمعية النقاد ،وما حدث أنني مراعاة للأصول المهنية الصحفية والنقدية طلبت من رئيس الجمعية التحقيق في الأمر. وعندما مرت ثلاثة أسابيع من دون أن يحدث هذا التحقيق، قدمت استقالتي من الجمعية. والآن يأتي مجلس الإدارة، ويصف في بيانه ما نشر علي أنه نقاش وحوار ويدين الشطط من الجانبين، وهو ما يخالف الحقيقة تماماً ،إذ أنه من الممكن أن يفهم من هذا البيان أنه عن معركة بين طرفين أحدهما يؤيد التطبيع والآخر يرفضه. وهذا ما يخالف الحقيقة تماماً أيضاً. فما نشرته، وما نشره المذكور، يؤكد أن كلانا ضد التطبيع. وقد قاطع كلانا المهرجان مع المقاطعين بسبب عرض فيلم المخرجة الإسرائيلية. ولكن ليس كل من يقف ضد التطبيع يبني موقفه علي نفس الأسس وله نفس الأهداف وله نفس الأسلوب في التعبير عن ذلك الموقف" .. واختتم الناقد الكبير بقوله :"من يقرأ ما نشرته يدرك بوضوح أنني ضد التطبيع لأنه يعني اعتبار الأوضاع القائمة في فلسطين "طبيعية"، وأن اعتبارها كذلك يعوق حل الدولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو الحل الذي أؤمن به ضد الفاشيين من جانبي الصراع الذين يرون أن الحل هو إبادة الشعب الآخر. ونشرت أن لكل إنسان الحرية في اتخاذ الموقف الذي يراه وأن إيماني بموقفي لا يعني أن من يتخذ موقفاً آخر ليس وطنياً، وحتي لو كان من الفاشيين الذين يرون أن مواقفهم من "الثوابت الوطنية"، ويخونون كل من يختلف معهم".